جلب الإنسان على نفسه حكم الموت الذي جاء مع الخطية حسب قول الرسول : " بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت " ( رومية 5: 12 ) . وقد سمح الله بالموت من أجل القضاء على الخطية ؛ لأن الله لم يخلق الموت ، ولا هو سبب التعدَّي ، بل كان الموت هو ثمرة الخطية كما يقول الرسول : " وإذ كنتم أمواتاً بالخطايا والتعديات أحياكم معه " ( كولوسي 2 : 13 ) .
والآن صار الموت – بسبب الصليب والقيامة – هو القوة التي تهدم الخطية ؛ لأننا نحسب أنفسنا " أمواتاً عن الخطية " بسبب صلبنا مع المسيح . نموت عن الخطية لكي نحيا للبرّ . هذه هي عودتنا للرتبة الأولى " ، أي أن نترك الطبيعة الفاسدة القديمة التي كوَّنتها الأهواء والشهوات .
والموت هو القوة التي تهدم العادات الفاسدة ، ولكنه ليس هو الموت كما نعرفه ، أي موت الخطية " ، بل هو " الموت مع يسوع " ، وهو عودة مستمرة دائمة إلى الصليب ، إلى الحياة التي لا تعرف مهادنة مع الميول الفاسدة والعواطف التي تبعدنا عن الله ، والأفكار السمحة الشريرة التي تحوَّلنا إلى " آلات الإثم " ؛ لأننا لم نَعُد في المسيح عبيداً لطبيعة ، بل صرنا أبناءً نالوا نعمة البنوة ، أي حياة متأقنمة (1) في يسوع المسيح .
رسالة الأب صفرونيوس إلى تلميذه تادرس – المئوية الثانية في التوبة مترجم عن المخطوطة القبطية تحت عنوان
التوبة وعمل الروح القدس في القلب
________
(1) المقصود الاتحاد الحقيقي بالرب يسوع ، لأنه أخذ جسداً وألهه باتحاده به ، وليس معنى هذا إننا صرنا أو تحولنا لله أو صرنا أقانيم ( حاشا ) ، لأن اللاهوت اتحد بالناسوت بطريقة ما بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير ، لأننا لم نتغير أو نتحول لله ولا الله تغير إلينا أو تحول وبقى إنسان وفقد ألوهيته ( حاشا ) ، بل هو اتحاد فائق يفوق كل تصوراتنا البشرية ، بل امتلأنا كلنا من الله ولازلنا نمتلئ منه إلى أن نصل مع الكنيسة ككل إلى ملئ قامة ربنا يسوع حسب ما قال القديس بولس الرسول ...