[اشرف وليم]

( 2 )
تغير دائم ومستمر
ليلاحظ القارئ
ان القديس بولس الرسول الذي حثنا علي التغير بقولة
" تغيروا عن شكلكم بتجديد اذهانكم "
( رو 12 : 2 )
يعود فيقول
" نتغير الي تلك الصورة عينها ... من مجد الي مجد "
( 2كو 3 : 18 )
وهنا لنا ثلاث وقفات
الاولي : نتغير
لاحظ هنا
ان الفعل نتغير هو فعل مضارع مستمر
اي ان عملية التغير الي صورة شبة المسيح
هي عملية دائمة ومستمرة وتستغرق وقتا طويلا يشمل سنوات العمر كلة
ويتمم بصورة نهائية في الابدية حين نلبس صورة السماوي
( 1كو 15 : 49 )
الثانية : نتغير
هو ايضا فعل مبني للمجهول
فمن ذا الذي يجري فينا عملية التغير هذو !
هو الروح القدس الذي يقود عملية التغير داخلنا من مجد الي مجد
الي ان يتصور المسيح فينا حتي نكون مشابهين صورة ابنة
( رو 8 : 29 )
هو يدخلنا في احساس واقعي بالعفو وغفران خطايانا
بفعل دم المسيح الماسح والغاسل للخطايا فيصيرنا في مسرة وفرح مذهل للعقل !!!
هو يلغي من حياتنا نعثرات وضعفات كان ميئوس منها ويخلق فينا امكانيات وطاقات وادراكات جديدى تفوق تصور الانسان حتي انة يتسائل في دهشة وذهول
من ولد لي كل هؤلاء !
وانا ثكلي وغاقر ..... منفية ومطرودة !
وهؤلاء من رباهم !
هانذا كنت متروكة وحدي
هؤلاء اين كانوا !!
( اش 49 : 21 )
الثالثة : نتغير
لم يقل اتغير
ولا قال تتغير
بل قال [ نتغير ]
باستخدام نون الجماعة
ذلك لان الروح القدس بحكمة فائقة عجيبة يستخدم كل الظروف والاحداث والاشخاص المحيطين بنا
يستخدمهم كادوات لارمة ومهمة في احداث التغير في انساننا الداخلي
فقسوة الاخرين مثلا تورثك فضيلة الصبر والاحتمال
ظلم الاخرين واضطهادهم يعطيك الفرصة لاختيار مجد اللة وتقوية ايمانك وقت المحن
كل الظروف الصعبة والاشخاص المتعبين في حياتك
يستخدمهم الروح القدس بعناية فائقة عجيبة لاحداث التغير في حياتك
ولتتميم وتنفيذ خطة اللة وقصدة في حياتك الشخصية !!
وهنا اود ان الفت نظرك لحقيقة مهمة جدا
الكتاب المقدس لم يقل
" كل الاشياء تعمل للخير "
لكنة قال
" كل الاشياء تعمل معا للخير "
( رو 8 : 28 )
فليست كل الاشياء في حياتنا خير ... توجد احداث شر وظلم واضطهاد ومعاناة ومشاكل اسرية في البيت
وضعفات وسقطات وخطايا !!!
لكن اللة لدية القدرة والقوة والحكمة الفائقة العجيبة ان يخلط كل هذة الاحداث والمواقف والضعفات والسقطات
ويمزجها معا في خلطة وتوليفة
لذيذة الطعم والمذاق !!
عظيمة الفائدة في حياة الانسان
رائعة في تاثيرها الايجابي
في احداث التغير المنشود بحسب خطة الهية غاية في الدقة والاحكام والتخطيط والتنفيذ والنتائج
بطريقة لا يدركها ولا يتصورها عقل بشر
هكذا ايضا
كل الاشياء والاحداث والمواقف والضعفات في حياتنا
حلوها ومرها , خيرها وشرها
فرحها وحزنها , نجاحها وفشلها
حينما توضع بيد اللة القدير العجيب
يمزجها معا ويحدث بها تغيرا في حياتك وانسانك الداخلي
ويحقق بها لك اعظم الانجازات والنجاحات والاهداف !!!
صديقي ..... صديقتي
ابني ..... وابنتي
حينما تعترض حياتك مواقف صعبة
ضيقات والام
مضايقات ومشاكل من اقرب الناس اليك
لا تتذمر ولا تيأس ولا تفقد رجائك !!
ضعها بيد اللة
سلمها لة في مخدع صلاتك
وكن علي يقين تام
انة سوف يعطي لك ان تعاين مجد اللة
فقط اصبر
اصبر وانتظر الرب
وحتما سوف يعطي لك ان تفهم فيما بعد !!!
وساعتها
سوف تقول والفرح يملا قلبك
ليس انتم ارسلتموني الي هنا بل اللة !!!
لاستبقاء حياة ارسلني اللة قدامكم !!!
" لم ترعين الها مثلك ... يصنع لمن ينتظرة !!!
( تك 45 : 5 , 7 )

المصدر: †† ارثوذكس †† - من قسم: التأملات الروحية والخواطر الفكرية