[اشرف وليم]

نفسى اتوب .. لكن دنس الماضى مقيدنى ومحاوطنى !!
انا انسان خاطئ تحاربنى افكار وخطايا كثيرة ولا سيما من جهة الماضى المظلم الذى عشته والطريق المنحرف الذى سرت فيه .. واسعى من اجل التوبة ولكن الماضى يحاربنى ...

فماذا افعل !!

ايها الحبيب ...

ان كنت تبتغى التوبة وتسعى جاهداً فى سبيل الرجوع الى الله
فلتترك اولا الماضى جانباً ماهو وراء وتمتد الى ما هو قدام "
( فى 3 : 13 )

وتبدأ فى تقديس اللحظات الحاضرة التى تقودك الى تقديس الحياة كلها للرب فتقديس اللحظة الحاضرة سوف يقودك تدريجياً الى نسيان الماضى بعد ان تتوب عند ذلك سوف تصرخ مرنماً
" لان الاشياء العتيقة قد مضت وهوذا الكل قد صار جديداً "
( 2 كو 5 : 17 )

فلا تجلس تندب ماضيك دون التقدم خطوه الى الامام كطالب فاشل اضاع وقته وبدلاً من ان يفكر كيف يعوض ما فاته ويستغل المتبقى من الوقت بالجهاد والمثابرة للتعويض لعله يصل .. إلا انه يجلس يندب حظه العاثر ليضع على نفسه المتبقى من الوقت والفرصة المتاحة

فلا تفشل لانه بعمل النعمة معك قد تعوض كل ما فاتك فى وقت وجيز لتلحق بالركب وتصبح فى مصاف التائبين مثل القديس الانبا موسى الذى قال " الذين يريدون ان يقتنوا الصلاح وفيهم خوف الله فأنهم اذا عثروا لا ييأسون بل سرعان ما يقومون من عثرتهم فى نشاط واهتمام اكثر بالاعمال الصالحة
وكما قال القديس الانبا انطونيوس
" اطلب التوبة فى كل لحظة .. ولا تدع نفسك للكسل لحظة واحدة "

وقد تتساءل يا صديقى كيف اقدس اللحظة الحاضرة

لكى تصل الى ذلك ينبغى ...

+عدم الخضوع للخطية او التفاهم معها وهذا لن يتحقق إلا بكراهيتك الكاملة للخطية وذلك بإنشغالك بأن تنقى داخلك باستمرار وان تحذر الخطية المراوغة الخادعة يلزمك ان تقطع على نفسك كل اسباب الخطية بكل امانة وحزم

فقد يكون هناك اسباب قادتك فى الماضى الى السقوط وعليك ان تقطع بالجهاد هذه الاسباب مثل

_قد تكون هذه الاسباب هى الذهاب الى اماكن اللهو والعبث والانحراف

_قد يكون السبب محبة الجنس الاخر والحديث معه ومخالطته دون حذر

_وقد يكون السبب ما تقرأه او تسمعه او تشاهده من اخبار وموضوعات عن الجنس الاخر

_وقد يكون المعاشرات الرديئة سواء للاصدقاء او لامور تعرفها انت

_وقد تكون هناك اسباب اخرى كثيرة لا يعرفها احد سواك ينبغى ان تقف معها وقفه حاسمة وحازمة

+تقديس اللحظة الحاضرة يعنى نسيان الماضى بكل تفاصيله تلك التى يحاول الشيطان ان يسترجعها معك لعله يسقطك فيها مره اخرى فإياك ان تتجاوب معه وكل ما ينبغى ان تتذكره عن ماضيك هو انك
" رجل خاطى "
مثل معلمنا داوود الذى كان يقول دائما
" خطيتى امامى فى كل حين "
واعلم انه كما قال احد الاباء
" انه ان نسينا خطايانا يذكرها لنا الله وان تذكرناها ينساها لنا الله

ولقد قال الانبا انطونيوس
" لا تفكر فى الخطايا القديمة التى فعلتها لئلا تتجدد عليك .. لا تذكر لعبك ولذاتك فى زمان كسلك ولا تتحدث عنها لئلا يصبح ذكرها لك عثرة "

+فى تقديسك للحظة الحاضرة اقتناء للتوبة والسعى فى طريقها ومحاولة الانشغال بالاعمال الصالحة المثمرة والخدمات المختلفة التى تشغل وقتك وتفكيرك وتنسى معها ماضيك المظلم وتنشغل بحاضرك ومستقبلك المضئ

بقلم القمص
هدرا وديع

المصدر: †† ارثوذكس †† - من قسم: التأملات الروحية والخواطر الفكرية