مرضت هذه السيدة و اشتد عليها المرض حتى ماتت، و اجتمعت حولها النسوة يبكين و ينحن و حزن ابنها عطا جدا و لكنه تماسك و حاول تهدئة النساء حتى لا يزعج والده القمص سيداروس أخنوخ .
عندما رأى والده مقبلا من بعيد ، اسرع اليه ليخبره أن والدته ماتت، فقال له ستعيش امك و لن تموت الا بعد موتي، ثم طلب منه احضار مفاتيح الكنيسة و ذهب اليها و سجد أمام الهيكل ووقف أمام صورة الصلبوت و أمسك بها بشدة و خاطب الله قائلا:
- حي هو اسمك الى الأبد لا تموت زوجتي الا بعد موتي.
فظن البعض انه من الحزن لم يستطيع أن يتقبل ما حدث أو أن أعصابه تعبت، و لكنه ظل متمسكا بالصورة يكرر نفس الصلاة، حتى دخلت احدى السيدات مسرعة الى الكنيسة تصرخ و تقول ان زوجة أبونا صحيت. فنظر الى المسيح و قال له و هو يمسح دموعه : هو ده عشمي فيك و قبل الصورة.
ان محبة هذا الزوج استندت على ايمانه القوي فخرجت صلواته قوية مطالبا الله ليقيم زوجته فأقامها له.
الله يفرح بمحبتك لزوجتك و اولادك لأنه هو محبة و يفرح بالمحبة الخالصة التي بلا مقابل، فاذا تشعر أنك مع زوجتك جسدا واحدا، يدفعك هذا لتشعر بالامها و تفرح لأفراحها و تود أن تشاركها مشاعرها في كل حين، و اذ يرى أولادك هذا الحب يصيرون مثلك فيصير بيتك ككنيسة مملوءة بالحب بل نورا و مثالا لمن حولك
من كتاب ( معا كل يوم ) القس يوحنا باقي كاهن كنيسة مارمرقس مصر الجديدة