رد: سؤال محيرنى
كُتب : [ 01-19-2011
- 02:33 PM
]
سلام لنفسك يا محبوب الله الحلو
أولاً الله واحد لا من جهة الأعداد والأرقام بالمعنى المفهوم لدى الإنسان ، لأنهه ثالوث قدوس متميز (ليس بالمعنى الرقمي ، ولا حسب فكر الإنسان الضعيف) في جوهر واحد لا ينقسم أو ينفصل قط ، آب وابن وروح قدس كما أعلن الله عن ذاته في ملء الزمان ، وقد شرحنا هذا الموضوع في اسئلة كثيرة جداً وباستفاضة رجاء متابعتها في نفس ذات القسم وفي القسم اللاهوتي ...
ثانياً وبالطبع هنا الرب يتكلم بحكم أننا فيه ، [ في ذلك اليوم تعلمون إني أنا في أبي و أنتم فيَّ و أنا فيكم ] (يو 14 : 20) ، على أساس أنه (الابن الوحيد الجنس) اتخذ جسداً واتحد بنا بإرادته حسب تدبير الخلاص ، فالاعتراف هنا على أساس أننا فيه وبه نغلب ، وليس معنى أنه يعترف بنا أمام الآب بأنه بعيد عنه أو هناك ازدواجبة أو انفصال ، بالطبع مستحيل ، لأنه بالطبع ابيه بالطبيعة ، لأنه مولود أزلاً من الآب ، أي معه في الربوبية واحد ولا فرق بينهما يوماً واحاً أو ساعة بل ولا لحظة واحدة ، اي جوهر واحد بلا انفصال قط ، ولا يوجد في الله سابق ولا لاحق ، أو قبل أو بعد ...
أما هنا يتكلم لأنه حاملنا فيه ، وباسمه نعترف ، لأننا بدونه لا نصنع شيئاً ، فطالما نحن نتمسك بقوته وحياته فينا ، ونعيش كما يحق لإنجيله الذي حُفر بالروح القدس في قلوبنا ونطيعه ، هكذا نغلب وننتصر بحرية اختيارنا وقبولنا عمله العظيم في داخلنا بعمله الخاص سراً فينا ، فيعترف بنا أننا أولاد فيه للآب بسبب نسبنا إليه لأنه اتخذ جسدنا الإنساني ، واعترافه بنا أمام الآب هنا مكتوب ليُقرب لذهننا الموقف ، لأننا لا نستطيع ان نعي وندرك طبيعة الله في كمالها وتساعها ، فالكلام لتقريب الصورة للذهن ، فالرب يسوع يعترف بنا فعلاً أمام الآب ، ولكن يستحيل تكتب الحقيقة في كمال إعلانها ، بل اقتصر الكلام على الاعتراف والتأييد فقط دون الدخول في تفاصيل لا نستطيع ان نعيها ، ولكن كل ما نعيه وندركه وقد أعلنه الرب بذاته ، أننا فيه وبه نغلب وننتصر وبنا يعترف ...
أقبل مني كل حب وتقدير ؛ النعمة معك كل حين
|