رد: البكور
كُتب : [ 05-18-2011
- 07:33 AM
]
سلام ومحبة ربنا يسوع تفيض في قلبك سلام ومعرفة حية في الحق بالالتصاق برب الحياة والمجد الإله القدوس مُحيي أنفسنا ومعطينا حياة أبدية لا تزول إذ طهرنا بدمه الكريم وغسلنا من خطايانا ووهبنا قوة حياة التوبة بنعمة ذات سلطان لندخل في حرية مجد أولاد الله ، لأننا لسنا أولاد الجارية بل أولاد الحرة أي الكنيسة ...
أختي الحلوة أنت تقصدي العشور وليس البكور ، لأن البكور تأتي بمعنى أول شيء يُقدم للرب من كل شيء ، والبكور كان مقصود بها في العهد القديم أول إنتاج الزرع في الحقل ، أول الثمار ، أو أول البقول أو أول الحصاد ويعتبر تقدمة للرب ، فالبكور بمعنى البكر أي الأول ...
أما العشور هو العشر من كل شيء يُقدم للرب ، مثل المال أو أي شيء آخر ... الخ ... ، فقصدك هنا العشور بالطبع وليس البكور ...
عموماً العهد الجديد الموضوع فيه أعمق من العهد القديم ، لأن العشور ليست ناموس يُقدم بالحرف أو هي نوع من أنواع الفروض ، بمعنى أننا في المسيح صرنا خليقة جديدة تعيش به وتتحرك وتوجد ، وحياتنا كلها له بما فيه من وقت ومال وعمل ، لأنه مكتوب : [ لي حياة هي المسيح والموت ربح ] ، والرسل وكل شعب المسيح في القرون الأولى كانوا يعطون حياتهم لله وكل مقتنياتهم حسبوها أنها للرب وليس لأنفسهم بسبب محبتهم للرب ، وكما هو مكتوب : [ أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم الذي لكم من الله وأنكم لستم لأنفسكم ] (1كو 6 : 19)
فيا محبوبة الله الحلوة الحرف يقتل أما الروح فيُحيي ، فتقدمتنا لله ليست مجرد عشور لنتذكر مراحمه علينا من جهة الجسد كما كان في الحالة الطفولية لشعب الله في العهد القديم ، لأننا نقدم اليوم أنفسنا للرب بكل ما لها من مال ووقت ومواهب وكل شيء ، فلا تحسبي الأمور بهذا الشكل ، بل احسبي حياتك في المسيح الرب لأنك هيكل مقدس ومخصص له ، فهبي له ذاتك بالحب والإيمان ، أو بمعنى إنجيلي دقيق ، بالإيمان العامل بالمحبة ...
وبالنسبة للمال والوقت هو للرب أصلاً ، بل حياتنا كلها محصورة في الرب وحده ، وان أردتي أن تقدمي شيء لا تحسبي الأمور بهذا الشكل كمجرد حساب من جهة فرض أو قانون شكلي يختص بالجسد والعطايا الجسدانية بحسب الطفولة التي للعهد القديم ، لأن الله لا يحتاج لمال ولا لشيء من هذا القبيل ، بل قدمي قلبك لأنه قال : يا ابني اعطيني قلبك ، وحينما قال لشعب اسرائيل اعطوني العشور وجربوني ( وصحتها : أعطوني العشور واختبروا - شاهدوا وتذوقوا - حناني ) ، فاليوم نقدم له حياتنا كلها ونحسب أموالنا بل وكل ما لنا هو له ، لأننا لسنا لأنفسنا أو نعطي مما لنا للرب ، لأن المفهوم المسيحي الأصيل هو أننا نعطي أنفسنا للرب ، فمالك ووقتك وحياتك كلها هي ملك للذي مات لأجلك وسفك دمه بإرادته وحده وسلطانه ليهبك ويهبني حياة مجد في شخصه المحبوب لنعيش ملتصقين به لنحيا به ونتحرك وفق مشيئته وإرادته لأننا ابناء لله في الابن الوحيد ...
أطلبي من رب المجد أن يهبك حريه مجد أولاد الله ويهبك معرفة وحكمة بالروح ، فقط أعطيه حياتك واحسبي أن كل شيء له ، لأن مالك كله بل وحياتك بكل ما فيها هي له ، حتى جسدك هو للرب ، لذلك نحفظ أنفسنا للرب ونقدم أجسادنا ذبيحة حية لشخصه الكريم ، ونضبط حياتنا في التقوى مقدمين أنفسنا عذراء عفيفة للرب ، ونساعد إخوة الرب بمالنا ووقتنا ونعطي ونخصص مواهبنا لخدمة الله في أولاده وفي الكنيسة .... أقبلي مني كل تقدير ؛ النعمة معك
|