[aymonded]

ثلاثية الجهل أزمة جيل

المؤامرة – التخوين – التكفير

سلام ونعمة من الله مصدر حياتنا ورجاءنا الحي الذي لا يزول
قال أحد الشيوخ :
+ ليس لك الحق يا صديقي أن تلعن وتسبَّ قوماً أياً كانوا ؛ لأن الله قد أوجدهم كما أوجدنا نحن . لذا يليق بك أن تكنَّ لهم الاحترام ، بل وتصلي من أجلهم ، بدلاً أن تلعنهم .
ويقول القديس مقاريوس والكبير :
[ إن الإنسان المحب للتأمل يلتهب قلبه بحب عظيم المقدار ، حتى أنه يود لو أنه يجعل من نفسه مكاناً يتسع لجميع الناس ، دون أن يفرَّق بين أشرار وصالحين ]

______________

لقد تربينا على عادات وتقاليد توارثناها جيلاً بعد جيل ، وقد تأثرت كثيراً بالحالة الاقتصادية ، مما أدى إلى عدم القدرة على التعليم والثقافة الواعية ، والاكتفاء بالمتوارثات ، والاكتفاء بالآراء الشخصية التي اكتسبناها من أصحاب الثقة لا العلم والمعرفة الحقيقية وانحيازنا لهم ، مما أدى بالطبع للتحزب ، وظهور أنصاف المتعلمين ، وظهور أنصاف الحقائق ، يا أما عن قصد ، أو عن دون وعي ، مما ساعدت على ظهور ثلاثية الجهل وهي : المؤامرة – التخوين – التكفير


بمعنى ، أن وجدت من ينتقد وضع معين ، أو تعليم مخالف ، أنا أراه صحيح حسب المتوارث ، دون علم أو معرفة أو فحص مني أو تدقيق ، فعوض من أن أفكر ، وأبحث وأفحص هذا النقد بموضوعية وعدم انحياز ، أطلق إحدى هذه الثلاثية على الآخر متملصاً من أن أسمع وأبحث وأفتش ، لربما يكون كلامه صحيح ، ولكني أتهمه بأحد هذه التهم :
أنه متآمر على البلد أو الكنيسة ، أو أنه خائن لعقيدته أو وطنه ، أو بأنه كافر ، أو الكلمة الشهيرة أنه هرطوقي ( مع أن كلمة هرطوقي ليس من السهل قولها لأن لها معنى متسع وخاص، وباختصر تخص كل من يقوم بوعي وعن إدراك وقصد واضح بإصرار في التشكيك في لاهوت الله أو الثوابت الإيمانية حسب الكتاب المقدس والمجامع المقدسة حسب آباء الكنيسة وقانون الإيمان وليس حسب فكر الناس وآرائهم الشخصية ) وهذه هي الأسطوانة المشروخة التي نسمعها كل يوم أو تتسم وتعلو في معظم الردود ، وأن لم تكن صريحة فهي ضمناً ، وبخاصة في أصوات الناس ، حينما يردوا على كل من يكتب، أو الذين يتحدثون بموضوعية عن علم ودراسة حقيقية واعية ...

فمتى نستفيق ، ونتعلَّم أن نُصغي للآخر ونُقيم حوار عملي ، بدون أنحياز أو الخوف من أننا نفقد هويتنا ، وننتقد أنفسنا وكل ما هو حولنا ، بموضوعية وعلم ومعرفة حقيقية ، ولا أقصد أني أنتقد وضع من أجل النقد ، لأن النقد أن خرج عن إطار الموضوعية أصبح كبرياء وتعالي ، ويشق المجتمع نصفين ويمزق الجميع ويعمل على التفرقة !!!

ليتنا نتعلَّم أنه لم ولن يوجد من ظهر على وجه الأرض مهما كان ، معصوم من الخطأ ، ما عدا الكلمة المتجسد طبعاً ، الذي قال : " من منكم يبكتني على خطية فان كنت أقول الحق فلماذا لستم تؤمنون بي " (يو 8 : 46)

فلن يوجد إنسان مهما على شانه أو ضعف ، حتى على المستوى الديني نفسه ، معصوم من الخطأ أو الضعف البشري ، ومهما كانت رتبته الكنسية ، فكلهم يصلون معنا ، أن الله يغفر لهم خطاياهم الخفية أو الظاهرة ، التي صنعناها بمعرفة والتي صنعناها بعدم معرفة !!! فهم خدام الله المؤتمنين على عمله ولا يوجد معصوم ، لأننا لا ننادي بالعصمة لأحد مهما كان هذا الإنسان ...

ولكن للأسف اليوم نُألَّه بعض الناس ونضعهم فوق المستوى البشري ، ونحيا في جواً من المدح المريض ، ولو هناك من أنتقد هذا المدح المريض ، يُتهم بثلاثية العقل المريض :

المؤامرة – التخوين – التكفير
وقد تصل للهرطقة

هذا الموضوع ، لا أنتقد بيه أحد بعينه ، ولكني أضعه للتفكير بموضوعيه ، لعله يكون مصباح منير وسط ظلمة هذا الجيل ، الذي صار مصب لكل متوارث ، وأصبح تحت رحمة أهل الثقة لا العلم !!!
مع أن هناك آباء اختلفوا في بعض النقاط التي لا تعتبر جوهرية في الإيمان ، ولم يطلق أحد على أحد منهم لقلب الكفر أو الهرطقة ، لأن هذا كلام لا يصدر بسهولة على أحد ، وكل من يفرح ويرتاح لحرمان أحد أو طرده من الكنيسة لابد من أن يراجع نفسه ، لأن دور الكنيسة أن تحتضن الكل ، لأن كنيسة الله تعالج، وحتى أن أضطرت أن تحرم للتأديب لكي يعود الإنسان إلى التوبة بعد تعليمة ورفع الصلوات الحراة من أجله ، وهذا كله لأنها تخاف على كل ابن فيها من الهلاك ، وفي النهاية غرض الكنيسة كله أن يخضع أولادها لسر عمل الله بروحه القدوس المحيي فيها، لأن الخضوع كله لكنيسة المسيح لأن ربنا يسوع هو رأسها الأوحد، المدبر حياتها والذي يقودها لينبوع الحياة !!!

وما يؤلم الكنيسة جداً هو الانشقاقات والتداعي والانقسام بين الجسد الواحد، لأن من أصعب ما تمر به الكنيسة هو أنا لبولس وانا لأبولس وكأن المسيح له المجد انقسم ( حاشا بالطبع )، لأن لا بولس ولا أبولس صلبا من أجل الكنيسة ولا حتى ماتوا لأجلها ( رجاء مراجعة رسالة غلاطية )، لأن الكنيسة ليست كنيسة أشخاص مهما كانوا بل هي كنيسة مخلصنا الصالح الذي الكل يخضع لسلطانة في الكنيسة، لأن سلطان الكنيسة كلها مستمد من ربنا يسوع عبر العصور كلها والأجيال !!!

أشكركم على استماعكم ومحبتكم الحلوة

النعمة معكم جميعاً يا أحباء الله
________________

ممكن الرجوع لهذا الموضوع لأنه الجزء الأول هنا
https://www.orsozox.com/forums/f91/t20778/

المصدر: †† ارثوذكس †† - من قسم: صندوق مناقشات الاعضاء

[elphilasouf]

موضوع مقنع كالعاده
ويمكن من احسن المواضيع فعلا

بس انا عندي سؤال
هو هل انا ممكن ابحث فى الحاجات الى مؤمن بيها ولا لأ
يعنى دلوقتى انا مؤمن بالمسيح هل من حقى انى ادور وابحث فيه وفيه حقيقته ولا ده يعتبر عدم ايمان ؟

[aymonded]

أزاي بقى يا أجمل فيلو ، وهذا واجب عليَّ أن أتعمق في الإيمان ، وأنا حتماً وضروري جداً أن أفحص وأبحث وأفتش عن الرب يسوع ، وأسعى دائماً للقاءه ، وأفتش الكتب المقدسة ، وابحث في أصول التعليم ، وما تسلمناه من الآباء ، وأتعمق يوماً بعد يوم ، وهل يوجد من يلتزم بكلية ما وأن لا يفتش ويستذكر ، أو هل تفتيشه ينكر وجوده فيها ، ومكتوب :
+ فتشوا الكتب لأنكم تظنون أن لكم فيها حياة أبدية و هي التي تشهد لي (يو 5 : 39)
+ الخلاص الذي فتشو بحث عنه أنبياء الذين تنبأوا عن النعمة التي لأجلكم (1بط 1 : 10)

ما المنفعة ، أني أؤمن ولا أعرف ، أو لا افهم :
+ الثور يعرف قانيه و الحمار معلف صاحبه أما إسرائيل فلا يعرف شعبي لا يفهم (اش 1 : 3)
+ أو يدفع الكتاب لمن لا يعرف الكتابة و يقال له أقرأ هذا فيقول لا اعرف الكتابة (اش 29 : 12)
+ لا يعرفون و لا يفهمون لانه قد طمست عيونهم عن الإبصار و قلوبهم عن التعقل (اش 44 : 18)

وكمثال صغير :
لو كنت مثلاً طبيب متخرج من كلية طب ، وبحثت عن كل بحث جديد في الطب ، واستمريت في البحث والفحص والتدقيق ، هل هذا يجعلني أنكر أني طبيب وليس من حقي أن أمارس مهنتي !!!

هكذا في الحياة مع الله - مع الفارق طبعاً - بحثي وتفتيشي في الكتب وقانون الكنيسة وكتب الآباء وأتعمق في الإيمان ، وأفتش وابحث عن الحق ، لا يقلل إيماني أبداً ، بل يزيده عمق ورسوخ ، ويؤكد هويتي ، ويجعلني أتمسك أكثر ، لا عن تحزب لأرثوذكسيتي ، بل عن حب عميق لا يتزعزع أبداً ، حتى لو صار العالم كله ضدي بل يجعلني أكثر وعياً وأكثر مسئولية في حمل لواء هذا الإيمان الحي والعامل بالمحبة ، ومكتوب :
+ فأجاب يسوع و قال لهم أليس لهذا تضلون اذ لا تعرفون الكتب و لا قوة الله (مر 12 : 24)

[elphilasouf]

ميرسي ع اجاباتك المقنعه والكتابيه استاذي الغالى

[aymonded]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة elphilasouf ميرسي ع اجاباتك المقنعه والكتابيه استاذي الغالى

العفو يا جميل على أيه أنا مش عملت حاجة يا أحلى أخ غالي محبوب ربنا يسوع والقديسين ، النعمة معك كل حين

[Narmar]

المؤامرة – التخوين – التكفير

زود عليهم الجهل الثقافي وعدم تشغيل العقل والمنطقّ

[aymonded]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة narmar زود عليهم الجهل الثقافي وعدم تشغيل العقل والمنطقّ

الجهل - عدم تشغيل العقل - غياب المنطق
هما مصدر هذا الثلاثي ومصدره الحقيقي
مع الحذر من أن عمل الله ليس حسب المنطق في كل الأحوال بالطبع
لأن عمل الله ليس بحكمة هذا الدهر ولا حسب فلسفته
إنما سماوي إلهي لا يقارن بالأرضيات طبعاً
أقبل مني كل تقدير يا محبوب الله الحلو جداً
النعمة معك كل حين