[aymonded]

خلق الله الإنسان على صورته كشبهه وأسكنه في فردوس النعيم ، لا من أجل أن ينغلق الإنسان على ذاته أو يكون وجوده لأجل الوجود ذاته ، إنما بحسب التدبير كان القصد من الخلق هو الشركة ، شركة الثالوث القدوس ...

والتدبير هو خطة الله أو الرسم الإلهي المُعلن في الزمن وأساسه في الأزل ، ومُعطى لنا حسب النعمة ، ومصدره هو الثالوث القدوس . وهو يوحَّد حسب الإعلان بالروح القدس ، وينزع الانقسام لأنه شركة في الواحد ، شركة في الثالوث القدوس الإله الواحد غير المنقسم أو المتعدد .

والتدبير الإلهي يُنظم حياة ويوضح مصير الخليقة الجديدة ، ويعطي لها في الزمان الحاضر العربون [ الذي ختمنا أيضاً وأعطى عربون الروح في قلوبنا ] (2كو1: 22) ، [ ولكن الذي صنعنا لهذا عينه هو الله الذي أعطانا أيضاً عربون الروح ] (2كو5: 5) ، إلى أن يأتي يوم استعلان مجد ابن الله الوحيد ، الذي فيه يدين المسكونة بالعدل ، ويُستعلن الدهر الآتي الذي لا تغرب فيه شمس الحياة ، بل تُشرق دائماً بنور أزلي ، نور الله ، لأنه هو شمسها الحقيقي ...


وتدبير الله يظهر في صورتين :
الصورة الأولى : في الخليقة أي في البدء كما هو مُعلن في سفر التكوين ، ولكن هذه الخليقة لم تثبت في الحرية والمحبة وحياة الشركة ، فسقط الإنسان بغواية الشيطان وعصى الأمر الإلهي ، فاختطف لنفسه قضية الموت ، وشاركه نسله في المسئولية ، وصاروا هم أيضاً تحت الحكم [ لكن قد ملك الموت من آدم إلى موسى ] (رو5: 14) ، بل وامتد الموت لكل مولود إمرأة وتبعه الفساد ، وقد أُغلق على الجميع في العصيان ، والله في تدبيره الحسن لم يحوّل نظره عن خليقته نهائياً ، إنما كان يفتقدها في كل جيل ويُهيئها لاستقبال خلاصه العظيم ، فأعلن عن نفسه وكلم الآباء بالأنبياء ، وأظهر فكره وتدبيره العظيم في الناموس وأعلن خطته في النبوات مُشيراً إلى تدبير الخلاص في ملء الزمان وإعلان مجيئه الخاص للخلاص وتجديد الطبيعة الإنسانية ، ليخلقها خليقة جديدة ، وهذا هو إعلان التدبير في العهد القديم بالنبوات !!! وهذا ينقلنا للصورة الثانية للتدبير

الصورة الثانية : الخليقة الناهضة من أوجاع الموت والفساد إلى حياة [ حرية مجد أولاد الله ] (رو8: 21) ، أي الخليقة الجديدة في المسيح يسوع والتي أُعتقت فيه من سلطان الخطية والموت ، فنالت حياة الله في داخلها بالولادة الجديدة بسبب تجسد الكلمة وصار لها شركة مضمونه مع الله لا تنحل وصارت بالحق هيكلاً غير فاسد للكلمة حسب التدبير ...

[ فلأجل هذا قد صار الاتحاد لكي يصير من هو إنسان بحسب الطبيعة ملتحماً بطبيعة اللاهوت ، فيصير بذلك خلاصه واتحاده بالله مضموناً ] (القديس أثناسيوس الرسولي – ضد الأريوسيين 2: 70)

[ لقد جاء إذن – كما قلت سابقاً – لكي يتألم بالجسد فيجعل الجسد فائقاً للألم وغير مائت ... ولكي يصير الناس فيما بعد وإلى الأبد هيكلاً غير فاسد للكلمة ] (أثناسيوس الرسولي – ضد الأريوسيين 3: 58)

[ فقد صار الكلمة فينا من حيث أنه قد لبس جسدنا ] (القديس أثناسيوس الرسولي – ضد الأريوسيين 3: 22)

[ لقد صار الكلمة جسداً لكي يقدم هذا الجسد من أجل الجميع فنستطيع أن نتحد بالله بمشاركة الروح القدس . فلم يكن ممكناً أن ننال ذلك بوسيلة أخرى إلا بأن يلبس هو جسدنا المخلوق ] (القديس أثناسيوس الرسولي في الدفاع عن قانون نيقية 14)

يتبـــــــــــــــع

المصدر: †† ارثوذكس †† - من قسم: القسم اللاهوتي

[ادوارد ادوارد ادوارد 3]

ميرسى اوى على الموضوع الجميل
كل سنة وانت طيب
ربنا يجعلها سنة سعيدة وخدمات مباركة

[aymonded]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ادوارد ادوارد ادوارد 3 ميرسى اوى على الموضوع الجميل كل سنة وانت طيب ربنا يجعلها سنة سعيدة وخدمات مباركة

وانت طيب يا أروع أخ حلو منور المنتدى كله بحضورك الرائع فيه
ولنصلي بعضنا من أجل بعض ، النعمة تغمر قلبك سلام وفرح وحرية مجد أولاد الله

[ebnmasr]

مشكوووووووووووووووووووررر رررررر

[aymonded]

النعمة تملأ قلبك سلام ومسرة آمين

[emmmy]

جذبنى عنوان موضوعك يا استاذ ايمن
التدبير الالهى والخلاص
نفسى اعرف ربنا كان عارف كل الاحداث دى هتحصل من قبل ما يخلق ادم ولا - لأ ؟؟
اتمنى حقيقى ونفسى تكون الاجابة ( لأ )
بس مينفعشى تبقى ( لأ ) لان هذا ضد طبيعة اللة الازلى الابدى
ربنا كان عارف من قبل ما يمسك حفنة التراب ويعمل منها ادم انة هيعصاة وينسى كلامة ووصيتة
ربنا كان من خطتة العجيبة اللى فيها كتير من الدهشة والالغاز وعلامات الاستفهام ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
انة هيطرد ادم وهيدفع ثمن خطيتة على الصليب
ربنا كان عارف ان يهوذا هيبيعة بأرخص ثمن
وكتير لو ذكرت كل ما بداخلى سأحتاج لصفحات كتيرررررررررر
يبقى مين يارب اللى مسئول عن صلبك انا ولا انت ؟؟؟ مين اللى مسئول عن قسوة البشرية ؟؟؟
هتقولى انك بتحترم حرية الانسان واديتة الحرية كاملة دونا عن باقى المخلوقات
بردوا كانت خطتك ورسمك واختيارك وانت من قبل ما تخلقنى عارف مصيرى وعارف انا هتخار اية انا وغيرى من كل صنع ايديك ؟؟
هو دة يا ترى
التدبير الالهى والخلاص ؟؟؟

[aymonded]

سلام لنفسك يا محبوبة الله والقديسين
التدبير الإلهي تدبير أزلي ، والله حسب طبيعته يعلم كل شيء بالطبع ولكنه لم يكن سبباً لأي شر أو سقوط كما تعلمين بالطبع واليقين ، والمسئول الأول عن قسوة البشرية هي البشرية عينها بكامل حريتها وإرادتها ، وكل واحد مسئول عن خطأه الذي في حرية يده ، والله قبل أن يسقط الناس ينبههم ويُحذرهم كما أعطةى لآدم الوصية ونبهه من الموت إذا لم يطع الله أو سمع لصوت مخالف لوصيته المقدسة التي ينبغي أن يثق فيها تماماً ، وحذر بطرس من الإنكار بسبب اندفاعه وعدم وعيه الإيماني ، ولكنه تاب وعاد وصار رسولاً عظيماً لأنه قدم توبة صادقة ، وقد نبه يهوذا ولم يسمع لأن محبة المال تملكت على قلبه وسلم نفسه للشيطان مع انه يعلم يقيناً أن الرب بريء وقد ظن أنهم لن يقتلوه فافتكر أنه سيجوز وسطهم وان يقدروا أن يمسكوه كما حدث من قبل ، ولكنه لما رأى أنه سيموت أعاد الفضة ولكنه لم يتب بل ندم من جهة الضمير أنه سلم دماً بريئاً وليس ندم التوبة والإيمان فخنق نفسه ...

وعموماً أنا لا أتكلم عن مشكلة تداخل المجتمعات وتحكم اشخاص آخرين في مصير المجتماعات من أجل شر قلبهم وطمعهم في الحكم ، فالبشرية فسدت بسماعها صوت الشيطان وليس صوت الله الحي ، عموماً سبق وتكلمنا عن موضوع مشيئة الله وحرية الإنسان وتدبير الخلاص ...

ولكن على العموم كل ما لنا الآن هو أن نقبل خلاص الله العظيم ونحيا وفق إنجيل التوبة والخلاص وناموس روح الحياة في المسيح يسوع الذي أعتقنا من سلطان الخطية والموت لأننا وُهبنا سلطاناً أن ندوس الحيات والعقارب وكل قوة العدو .... مجداً للثالوث القدوس آمين

نعمو ربنا يسوع تفيض دالخك سلام ومسرة آمين

[emmmy]

انا طبعا عارفة ومتاكدة من تدبير ربنا
بس بكون محتارة ومتسائلة قدام التدبير الالهى
هو ينفع انك تدى ابنك الصغير اللى لسة ميعرفشى حاجة سكينة بحجة الحرية وتقولوا اوعى تعور نفسك بيها يا حبيبى ما هو طبيعى انة يعور نفسة وانت عارف كويس من قبل ما تدهالة انة هيعور نفسة يبقى بتدهالة لية من اساسة بس ؟؟؟؟
هو لولا الخطية كان بقى فى بشرية من اصلوا ؟؟؟؟
ادم وحواء كانوا عايشين مع بعض فى طهارة تامة وكانوا عريانين تماما ومع ذلك مش حاسين بدة لكن بعد الخطية دخل الفساد الطبيعة البشرية وتم طردهم وهنا قالهم ربنا اثمروا واكثروا الارض بقى خلاص

عموما عندك حق --

ولكن على العموم كل ما لنا الآن هو أن نقبل خلاص الله العظيم ونحيا وفق إنجيل التوبة والخلاص وناموس روح الحياة في المسيح يسوع الذي أعتقنا من سلطان الخطية والموت لأننا وُهبنا سلطاناً أن ندوس الحيات والعقارب وكل قوة العدو .... مجداً للثالوث القدوس آمين

[aymonded]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة emmmy انا طبعا عارفة ومتاكدة من تدبير ربنا بس بكون محتارة ومتسائلة قدام التدبير الالهى هو ينفع انك تدى ابنك الصغير اللى لسة ميعرفشى حاجة سكينة بحجة الحرية وتقولوا اوعى تعور نفسك بيها يا حبيبى ما هو طبيعى انة يعور نفسة وانت عارف كويس من قبل ما تدهالة انة هيعور نفسة يبقى بتدهالة لية من اساسة بس ؟؟؟؟ هو لولا الخطية كان بقى فى بشرية من اصلوا ؟؟؟؟ ادم وحواء كانوا عايشين مع بعض فى طهارة تامة وكانوا عريانين تماما ومع ذلك مش حاسين بدة لكن بعد الخطية دخل الفساد الطبيعة البشرية وتم طردهم وهنا قالهم ربنا اثمروا واكثروا الارض بقى خلاص [ الرب قال في تكوين الإصحاح الأول وقبل السقوط : 27 - فخلق الله الانسان على صورته على صورة الله خلقه ، ذكراً وأُنثى خلقهم . ( فما معنى أنه يخلقهما ذكراً وأنثى أن كان القصد أنهم لا يكثروا إلا لو دخلت في طبعهم الخطية ) ، هذا كلام ضد مشيئة الله وعمله الحلو ) 28- وباركهم الله (هل الله يبارك السقط ويسبب الإكثار في الشر ؛ هل بركة الرب تزيد في شرّ) وقال لهم إثمروا واكثروا واملأوا الأرض واخضعوها وتسلطوا على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدب على الأرض ( ولنلاحظ بعد السقوط كيف أن الإنسان لم يكن قادراً أن يتسلط على الأرض بل الأرض والطبيعة والحيوان تمردوا عليه ) [ 23 - فقال آدم هذه الآن عظم من عظامي و لحم من لحمي هذه تدعى إمرأة لأنها من إمرء أُخذت. 24 - لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بإمرأته و يكونان جسداً واحداً . (تكوين2) عموما عندك حق -- ولكن على العموم كل ما لنا الآن هو أن نقبل خلاص الله العظيم ونحيا وفق إنجيل التوبة والخلاص وناموس روح الحياة في المسيح يسوع الذي أعتقنا من سلطان الخطية والموت لأننا وُهبنا سلطاناً أن ندوس الحيات والعقارب وكل قوة العدو .... مجداً للثالوث القدوس آمين

أولاً لكي تستقيم الأمور في مجراها الصحيح
[1] الله لا يُعطي الإنسان ما يتسبب في قتل نفسه ، بل أعطاه وصية وقال له أمامك طريقين ، طريق الموت وطريق الحياة فاختار الحياة لتحيا ، وقال له منبهاً لو أكلت من هذه الشجرة موتاً تموت ، ولكنه كسر وصية الله وأكل وهو عارف الوصية جداً ، وكان ينبغي أن ينبه حواء ولا يسمع لكلامها بل يوجهها لأنه هو المسئول عن سقوطة لأنه أخذ هو الوصية أولاً ثم عرفها لحواء ، فكان باب أولى أن ينبهها أن هذا خطير وضد إرادة الله ، فلو كان آدم لا يعرف وصية الله لِمَا كانت له خطية أصلاً ، ولكن بكامل إرادته وحريته سمع لصوت الحية التي أثرت على حواء ولأنه هو أراد ان يأكل منها ، وأبسط دليل أننا نحن حتى على المستوى العملي في حياتنا ، هل ممكن واحد فينا يقف في وسط الشارع ويظن أنه لن يُصاب بأذى !!! مع أنه تعلم منذ صغره من والديه أن ينتبه للشارع ولا يعبر الطريق إلا حينما يـاكد أنه خالي من اي سيارة عابرة ، ولا يتلكع وهو يعبر الطريق ، ولا يسير وسط الشارع !!! وهل أن لم يسمع نقول أن الناس وحشة عملت شارع فيه سيارات قضت عليه ، مع أن السيارة والمواصلات كلنا نحتاج إليها بشدة !!!
وهكذا بالمثل الخطية ، فهي خطيرة جداً ولا ينبغي أن نصغي أو نسمع لأي مشورة وراها خطية وفي النهاية نحن المسئولين عن إردتنا لأنها في يدينا ....

وثانية ومن الأهمية القصوى جداً وحسب تعليم الكنيسة الأرثوذكسية كما تسلمته من جيل لجيل
[2] حتى لو لم يسقط آدم وحواء لتكاثروا ، مع أنه قد باركهما الله وقال اثمروا واكثروا قبل السقوط وليس بعده ، لأن خلقهما في الأساس ذكراً وأنثى بكمال إنسانيتهما في طهارة الجنس لأنه غريزة في الإنسان منذ خلقته الأولى منذ يوم خلق آدم ، وهذا واضح في الكتاب المقدس وفي سفر التكوين بتدقيق شديد ، بل وآباء الكنيسة اعتبروا أن أي كلام يُقال عن أن الجنس البشري أتى بسبب السقوط هو ضد تعاليم الكتاب المقدس والكنيسة لأن هذا التعليم الغريب عن روح الكنيسة والنتشر للأسف والمتداول وسط كثير من الخدام والكهنة والأساقفة ، منشق أساساً من الغنوسية الذين يحتقرون الجسد وبالتالي كل غرائزه المخلوقة فيه بوضع الله الحي ، فالجنس طاهر ومقدس والضجع طاهر لأنه بأمر إلهي ، وخلفة الأولاد مقدسة جداً وكل ما في الإنسان طاهر ولكن الخطية شوهته وأعاد الرب خلقتة من جديد فيه ، لدرجة أن الرسول قال ليحب الرجل إمرأته كما أحب المسيح الكنيسة !!!

والرب يسوع نفسه قال في الإنجيل أنه في البدء خلقهما ذكراً وأنثى لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بإمرأته ، فواضح أن الله خلقهما في البدء وقبل السقوط ليكثروا ويملأوا الأرض ويتحد الرجل بزوجته وينجبان أطفالاً لحساب مجد الله ... فلا صحة لقول أن بسبب السقوط أتى البشر ، لأنهم سينجبون ويتكاثرون سواء سقط أو لم يسقط آدم وحواء ، فهما سينجبان أطفالاً ويتزاوج من بعدهم كل البشر ، لأن ليس معنى أن الترتيب أتى بهذا الشكل الظاهر أمامنا بعد السقوط يبقى الله أعطى حق الزواج بسبب السقوط ....

____________________
آسف للتطويل مع أننا تحدثنا في هذه النقطة كثيراً جداً ، ومن الصعوبة التامة أن آتي بكل كتابات الآباء لأنها كثيرة جداً جداً في مراجع وتلال ضخمة من الدراسات والأقوال الكنسية والآبائية .... أقبلي مني كل تقدير لشخصك المحبوب في الرب ، النعمة معك كل حين

[aymonded]

بالنسبة لحالة الحرية التي خُلقنا عليها : فأن صورة الله فينا = حرية إرادة الإنسان
يقول القديس إيرينيئوس تلميذ يوحنا الرسول في بداية القرن الثاني الميلادي : [ الإنسان حُرّ في إرادته منذ البداية ، فقد خُلِقَ على صورة الله الذي هو حرّ في إرادته ] ، أي أن الله أراد أن يكون الإنسان حُراً في إيمانه وطاعته لله باختياره الخاص وليس بالإرغام أو خلق فيه ما يُجبره على الطاعة ، حتى يكون هذا الإيمان وهذه الطاعة ذات معنى حقيقي وليست مجرد شكل والإنسان مُقيد كعبد ، لأن الله لا يخلق مُقيدين بل على صورة حريته يخلق الإنسان ، اما الشيطان يُريد أن يُقيد الجميع ويضعهم تحت سلطان ، فكل من يُسلم نفسه لعدو الخير يخضع لقيده إلى أن يطلب الله ويعود إليه فيفكه من هذا القيد ويعطيه الحريه ، لذلك قال الرب يسوع [ أن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً ] ...
ويقول ايضاً نفس ذات القديس الرسولي [ إذن فقد كان الإنسان حُراً كسيده ، لأن الله قد خلقه ليكون سيداً على كل الأشياء التي على الأرض ]
ويقول العلامة أوريجانوس : [ لقد ثبت ذلك أيضاً في تعليم الكنيسة ، أن كل نفس عاقلة تمتلك إرادة حرة الاختيار ... وينتج عن ذلك اقتناعاً بأننا لسنا خاضعين للاضطرار ، كأن نكون مُجبرين لأي سبب من الأسباب ، حتى لو كان ضد إرادتنا لأن نعمل شيئاً خيراً أو شراً . لأنه إن كنا نمتلك الإرادة الحُرّة ، فإن من الجائز جداً أن تحثنا بعض القوى الروحية على فعل الخطية ، بينما تُساعدنا الأخرى في سبيل الخلاص ، إلا أننا في كلا الحالتين لسنا مُجبرين على التصرُّف بالصواب أو الخطأ ... ]

ولنلاحظ شيئاً هاماً للغاية ، أن الشيطان عدو الخير لا يقدر إطلاقاً على أن يُجبر إنسان على وجه الأرض ، حتى لو بيحب كل شر وفساد ، على أن يصنع شيئاً ضد إرادة ذاته إطلاقاً ، لأن الإرادة الحرة - رغم سقوط الإنسان - ظلت فيه كقوة ممنوحة من الله لا يقدر أن يقهرها أحد ولا حتى الشيطان بكل قواته الروحية ، ومن يتحجج بحجة أن الشبطان هو الذي ارغمه على فعل شر فهو كاذب حتماً ، لأنه هو الذي يُريد ذلك أو بسبب خبرة الشر الذي عاشها فحن للذة خطيته فعاد إليها بحريته وإراداته ... أو بسبب أنه لم يدخل في عهد حرية أولاد الله في المسيح يسوع ، ولنلاحظ أن هناك كثيراً من الناس وبعض عينات من البشر لا يحبون الشر ولا يتعاملون معه رغم عدم إيمانهم بالمسيح ولكن بغرادتهم يرفضون كل شر ويراعون ضميرهم بشدة وقد نرى بعضهم من المُلحدين ... الخ ...

ويقول القديس كيرلس الكبير عامود الدين (القرن الخامس) : [ كان آدم حُراً في تقرير مصيره ومُسلَّماً لزمام إرادته الخاصة ، لأن هذه أيضاً هي جانب من الصورة ، مثل الله الذي يُمارس سيادته على إرادته الشخصية ] ، فكان آدم سيداً على نفسه وعلى مصيره ... والفضيلة ليست شيئاً إجبارياً ...

هذا الكلام هو اختصار لكتابات الآباء ومفهوم الكنيسة بالنسبة لحرية الإنسان في صميم خلقته ، كما أن الكنيسة ابعدت تماماً على مر العصور كل فكرة مغايره عن طهارة الجسد بكل غرائزة لأنها من صميم طبيعة خلقته قبل أن يسقط ، لذلك فالإنسان منذ البدء وقبل السقوط أخذ قوة البركة من الله في التكاثر والإنجاب ، لذلك الجنس مقدس وليس فيه عيبٌ ما قط ، ولم يكن بسبب السقوط إطلاقاً ، بل بعض النساك منذ القديم في الكنيسة رفضوا الجنس وقالوا انه بسبب السقوط ، وطبعاً لا يُخفى علينا هذا القول أنه صدر من النساك بتشدد وذلك لطبيعة عطيتهم من الله لأنهم كرسوا أنفسهم له وقالوا هذا التفسير من جهة شعورهم الخاص وليس حسب طبيعتنا المخلوقين بها منذ البدء .... آسف للإطالة ولكني أختصرت بشدة .... النعمة مع الجميع آمين