الضغوط النفسية بين سن الستين و السبعين
يميل الناس بين سن (60 –70 ) سنة إلى الاستقلالية و الانعزال في البيت و التودد
عن قرب لاقرب الناس إليهم بالإضافة إلى بقائهم على اتصال مستمر مع أبنائهم حتى و
لو كانوا بعيدين عنهم في المسكن , و عادة ما يتودد الشخص في هذه السن لابنته اكثر
من ابنه و التي هي بدورها كثيراً ما تعطف على أبويها و تهتم بهما اكثر من الابن
لطبيعتها العاطفية و التصاقها الشديد بأهلها حتى بعد الزواج .
و في هذه السن عادة ما ينشأ الانفصال عن الانعزالية تدريجياً
و ما يعقبه من ضعف الروابط الاجتماعية و أحيانا يصبح الانعزال أمرا لا مفر
منه و يتكيف الشخص مع الوضع الجديد و يتقبله و قد يستمر في التكيف مع
مرض عضوي و أحيانا يعاني من أعراض الاكتئاب نتيجة الإحباط و العزلة ,
حيث لا يوجد ما يشغل وقت فراغه بالإضافة إلى أن هذه السن هي سن التقاعد
من الوظيفة و التي تعتبر من أهم عوامل مرض الاكتئاب
هنا و يلاحظ هذا بكثرة في المجتمعات المدنية المتحضرة اكثر منه في الأرياف .
و هذا لا يمنع من أن الأشخاص في هذه السن إذا استطاعوا أن يخططوا لحياتهم
ما بعد سن التقاعد و يشغلون أوقات فراغهم في عمل يناسب سنهم و مؤهلاتهم
فإنهم يستطيعون أن يتغلبوا على الوحدة
و الانعزال و أعراض الاكتئاب.
.و قد يعاني الشخص في هذه السن من
ضعف الروابط و الصداقات
التي كانت تربطه بزملائه في العمل قبل التقاعد
و بالتالي إلى ضعف العلاقة بين أفراد عائلته و يكثر
في مجالسه العائلية من تذكر أمجاد الماضي و يكررها باستمرار
و في كل مناسبة
و كأنه ينكر وضعه الحالي من الانعزال و السكون في البيت و التي أحيانا
مايصاحبها تلف تدريجي في خلايا الدماغ .
و يختلف الوضع بالنسبة للمرأة حيث أنها في هذه السن تحافظ على علاقتها القوية
بأولادها و بناتها و تبقى هي الأساس في الاستقرار العاطفي و الاجتماعي في الأسرة ,
أما علاقة المرأة بعائلتها كأخوتها
فعادة تكون مستقرة على الرغم من وجود مؤشرات لضعف تلك الرابطة
وذلك بسبب وفاة أحد الوالدين
أو
كلاهما بالإضافة إلى فقدان الزوج في هذه السن .
و تشعر المرأة الأرملة أحيانا بالانعزال و الانطواء لأنها لم تكيف نفسها
أثناء الزواج للحياة
بما فيها من مهارات اجتماعية بدون زوج
كان يشاركها حياتها الزوجية بحلوها و مرها .
و في هذه السن تدخل المرأة أحيانا المستشفى إذا أصيبت بمرض عضوي
بالإضافة إلى العزلة الاجتماعية و خاصة إذا كانت أرملة أو مطلقة .
لذا فا لأمراضوالضغوط النفسية
تزداد نسبتها في هذه السن عندما يتزايد تأثير العوامل الاجتماعية
المختلفة من تفرق الأصحاب و الأحباب و العزلة الاجتماعية التي تعقبها
بالإضافة إلى الأمراض العضوية المصاحبة التي تؤدي إلى زيادة الأعراض السابقة .