[aymonded]

"اهتمّوا بما فوق لا بما على الأرض" (كو 3: 2)

سيرة المؤمن الحقيقي بيسوع المسيح هو اهتمامه البالغ بكل ما يختص بحياته في شخص الكلمة ، فنحن في حالة عبور أي بصخة مقدسة على مدى حياتنا كلها في الأرض ، بمعنى أننا في رحلة نقطعها في وادي الشقاء لمجد القيامة والتمتع بالأبدية مع المسيح إلهنا الحي
ليس لنا هنا مكان إقامة دائم. "ليست لنا هنا مدينة باقية لكننا نطلب العتيدة " (عب 13: 14). شغلنا الشاغل أن نربح المسيح ونوجد فيه ، أن نستقر في الله. أن تستقر فينا محبّته. أن تكون لنا الحياة الأبدية. أن يكون لنا نصيب في ملكوت السموات. "اطلبوا أولاً ملكوت الله وبرّه وهذه تُزاد لكم " (مت 6: 33).

ملكوت السموات أولاً. ليس أن هناك ثانياً وثالثاً، بل نطلب ملكوت السموات في كل شيء . في كل أمر من أمور حياتنا نتوجه دائماً إلى فوق طالبن القوة والمعونة لنكمل مسيرتنا الذي أساسها في السماوات حب وإخلاص . ما نعمله أو نصنعه هنا على الأرض هو مجال لنرتقي إلى فوق . ليس شيء هنا غاية في ذاته. لا نقصد بـ "هنا" و "هناك" مكاناً بل ما هو لله وما هو للناس، ما هو للعالم وما هو للملكوت السماوي.

ولنعلم أن كل ما هنا نحياه على الأرض ونعيش به مجال جيد لتجلي سرّ الله فينا وتمجيده بل وإعلان ملكوته ومجده . فالطعام مثلاً ، مجال لشكر الله، للاهتمام بالجيّاع، للصيام اكتفاءً بما هو ضروري والتماساً للصلاة ومن ثمّ الغذاء بالطعام السماوي بكلمة الله الذي بها ومنها نحيا ، بنعمة الله ، بالحضرة الإلهية ، بنور الله. ليست الدنيا، في عيوننا، أكلاً لأننا إن أكلنا لا نزيد وإن لم نأكل لا ننقص. موقفنا من كل ما نتعاطاه هنا محكوم بما نلتمسه هناك .

رضا الله وطاعته أولاً هو اهتمامنا الأساسي . أي اهتمامنا في الحياة بموجب وصيّته لأنّها لحياة أبدية. فالدنيويات والأرضيات مجال لاقتناء السماويات.

الفانيات سبيل لاقتناء الباقيات. هذه قيمتها. وهذا هو القصد منها، وألا ما كانت لتكون. "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله" الأساس هو الكلمة التي تخرج من فم الله. الخبز نأكله لأنّنا هنا. طالما نحن هنا فلنا حاجات. لكن حاجاتنا نقضيها على نحو يمجّد الله. "إذا كنتم تأكلون أو تشربون أو تفعلون شيئاً فافعلوا كل شيء لمجد الله" (1 كو 10: 31).
نستعين بالأرضيات لاقتناء الخيرات السماوية. تلك ينبغي ألاّ تشغلنا إلا بمقدار ما علينا أن نعمل لنأكل من عرق جبيننا ونعين الذين لا يستطيعون أن يعينوا أنفسهم، مرضى أو حزانى أو مقهورين أو فقراء الخ ...

كل ما لدينا وكل مؤسّساتنا نتعاطاه بهذه الروح. ليس فخر الكنيسة أو حتى فخر إنسان مهما كان في أنّ لنا مؤسّسات بل في أنّنا تسخّر مؤسّساتنا للفقراء والمحتاجين أي لخدمة الله وتمجيد أسمه لا أسماءنا ولا أفعالنا .

الدعوة لكل منا، في العمق، هي لأن يكون فقيراً لا مادة على قدر أن لا يكون قلبه متعلّقاً في شيء في هذه الدنيا، لأن يكون مستعداً، متى دعت الحاجة، لأن يتخلّى عما لديه، عما جمعه بل واكنزه لله ، للملكوت، للفقير.

إذا لم تكن محبّتنا للمحتاج أكبر من محبّتنا للجمع فنحن هالكون في خطايانا. كثيراً ما يجعلنا الربّ الإله أمام الامتحان، ليعطينا فرصة لأن نتخلّى عما هو لنا ابتغاء ما هو له، ما هو من وصيّته لخيرنا. الاحتيال لا ينفع ولا التعلّل بعلل الخطايا.

الله عيناه كلهيب نار فاحص القلوب. ليس بإمكاننا أن نخفي عشقنا لذواتنا وراء اتّهام الآخَرين بأنّهم كسالى أو بخلاء أو غير مستحقّين. لذلك نحن مدعوين أن نعرف أنفسنا جيّداً. في عيني الله نحن مكشوفين تماماً . المهم أن نكون مكشوفين في عيون أنفسنا لكي نتغيّر ، لكي نتوب. كثيرون يكذبون ويصدّقون كذبهم ويعيشون على الكذب. ليست فضيلةٌ إنسانية أهمَّ من أن نعرف أنفسنا على حقيقتها. وإن عرفناها نقدر أن نخرج خارج نفوسنا نعرف الله بالصدق والحق

وكما قال الأنبا انطونيوس الرائع :
من يعرف عاره يعرف كيف يطلب مجده
وللحديث بقية
النعمة معكم جميعاً آمين

المصدر: †† ارثوذكس †† - من قسم: المرشد الروحى (كلمة الله التى تؤثر فيك)

[kiko]

فعلااااا استاااااذى مااروع كلماتك الجميلة بجد جميلة واكن اريد معلومة الشخص الى مش عااااارف
ينجح فى حياااتة ومش عااااااااااارف يكسب ابديتة دة يعمل اية وبردوة مش عااارف ينجح فى دراستة دة يعمل اية
مع انى يووم ما يقرب مع الرب يحس بفرحة ليس لهااا مثيل وعند ابتعادة عن الرب يحس بالحزن فى الحيااة

ومش عااااااارف ينجح فى الاتنين وبيفكر انة مش يهتم للدراسة ويهتم اكثر بابديتة
طب دة صح ماااذا يفعل هذاا الشخص


شكرااااااا ليك استااااذى بجد مش عااااارف اقولك اية بس
دايماااااا كدة بتفتح مواااضيع فعلااااا فعلاااااااا مهمة جدااااااااا
ولكن من يقرأ كلامك هو الرااااااابح اكثر واكثر طبعا مش اكتر من الابدية ياعنى
بس اكييييد هايلاقى طريق اليهااااااااا

شكرااا ليك ياغااااااااالى

[kiko]

معلش يااستاااااذى طولت عليك بس هاعمل اية
فى كلامك الحووو دة

[aymonded]

حبيب قلبي الغالي
السلام لنفسك يا محبوب ربنا يسوع المسيح
أولاً يا أحلى غالي : لا يوجد لمؤمن حقيقي بالله حياتين ، حياة روحية مظهرها الصلاة والتأمل وقراءة الكلمة والعبادة المشتركة في الكنيسة ... الخ ، وحياة مظهرها العمل الجاد والمذاكرة وأداء المهام اليومية العادية المادية في كل شيء و حتى في المأكل والملبس ...
بل هي حياة واحدة فقط لا ترتبط بالمظاهر الشكلية بل ترتبط بالجوهر أي بعمل وحضور الله فينا وقربنا منه ، فكل حركة وفكر وكلمة ، يعيش الإنسان في محتواها كلياً في المسيح الرب الذي هو ساكن في قلبه وهو قريب منه ويطلبه بكل صدق القلب : " به نحيا ونتحرك ونوجد " ( أع 17: 28 ) ، " وعن كل واحد منا ليس ببعيد " ( أع 17 : 27 ) ، بل هو قريب متداخل إلى حد الإتحاد الإرادي أي نريد أن نعمل : " الله العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا " ( في 2: 13 )
لذلك يفرح كل من يحيا مع الله بعمله وينجح فيه ، حتى لو أخفق مرة أو مرات ، بل سيتمسك بعمله لأنه يمسك بالمسيح الكلمة الحي فيه ...
الإيمان يعني الثقة في الله والتمسك يه والأتكال عليه في كل أمور الحياة ، والإيمان يستدعي أن نكون جادين صادقين في العمل لأننا نمجد الله فيه وبه !!!

الله موجود في العالم وحاضر معنا في كل حياتنا ، وليس هناك مفارقة بين عملنا على الأرض وطلب الحياة الأبدية ، لأن عملنا هنا تمجيد لله واستعلانه فينا وفي عملنا ، فالعمل إما يكشف عن وجود الله فينا أو يكشف عن غيابه تماماً ، ومن هنا يظهر سرّ الصبر في العمل ، بل واحتمال المشاكل والضيقات التي تفوق احتمال الإنسان العادي ، بل هو سرّ تجلي العمل الذي يسمى بالنجاح ، معلناً عن العنصر الإلهي الكامن فيه والذي يهدف للشهادة الحية لله في وسط العالم والمجتمع ...

فما أعجب يد الإنسان عندما يحركها الله !
وما أعجب عقل الإنسان حينما يغشاه نور الله !

في الحقيقة أن كل عمل يقع في أيدينا مضمون بضمان حضور الله وهذا يشع فينا إحساساً عميقاً بالأمان لأن الله فينا ونحن فيه وبه نتحرك ونوجد ...

وأحيانا كثيرة حينما نتذوق عمل الله وعمله معنا وسنده لينا وسط المحن والتجارب بل وأيضاً وسط نجاحنا نصاب بالتواكل ونفتخر بأن الله سبب في نجاحنا بدون أي مجهود ، غير عالمين أنه مجرد تشجيع طفولي لنا لازم ننضج منه لئلا نخسر التحرك نحو الله وقوة تمجيده في حياتنا

فالرب نفسه يعمل مع ضعف الإنسان لا مع قوته ، فمن جهة يحس الإنسان بمنتهى ضعفه مُحجماً عن إقحام نفسه في الأعمال ويريد أن يتهرب منها ، ولكن يسوقه الرب ليتعب ويبذل كل طاقاته ليعمل رغماً عنه ، وعند النجاح يتيقن الإنسان وعن برهان أن الله هو العامل فينا أن نشاء وأن نعمل !!

أهديك ارق مشاعر المحبة طالباً من الله أن يعطيك ويعطي الجميع قوة العمل الحلو في حضور الله وبقوته حتى يتمجد فينا وبنا كل حين آمين

[kiko]

مش عاااااااااااارف اقولك اية بس بس بجد من يقرأ هذا الكلاااااااااام اكييييييد هايفهم كووويس
اوووى ويستفاااااااد الكثير وليس لى رد وشكرا لك ياغالى على كل كلمة وكل حرف يدك كتبتة

على فكرة ياجماعة دة كدة بقيت الموضوووووووع باين كدة استاااذ ايمن عملها فيا وخلص الموضووع عليااااااااااا

[aymonded]

النعمة معك يا احلى غالي
وأعطانا جميعاً صدق الأمانة في كل شيء حتى يتمجد فينا وبنا كل حين آمين

[ماريان]

ميرسىىىىىى يا ايمن
ربنا يعوضك ويبارك فى خدمتك

[Cheeeva]

ألف ألف شكر أستاذي أيمن علي الموضوع وربنا يبارك فيك يارب

[beshoy]

شكرا

استاذ ايمن


صديقك


بيشووووو

[aymonded]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماريان ميرسىىىىىى يا ايمن ربنا يعوضك ويبارك فى خدمتك

الله يبارك فيكِ ويديلك نعمة وقوة في الإنسان الباطن
النعمة معك كل حين يا محبوبة ربنا يسوع