[وردة حزينة]

والكلمة صارت جسدا (يو14:1)



الان يعلن الانجيلى التجسد بشكل علنى فهو يوكد ان الابن الوحيد جاء ودعى ابن الانسان
ولهذا السبب بالذات وليس لاجل اى شى اخر يقول الكلمة صار جسدا ومعنى هذة الكلمات
لا يزيد عن قولة والكلمة صار انسانا وتعبير الانجيلى صار جسدا ليس غربيا ولا بعيد
عن استعمال الاسفار الالهية لانها غالبا ما تسمى الانسان كلة جسد كما جاء فى النبى
يوئيل ساسكب من روحى على كل جسد (يو28:2) ونحن لا نعترض ان النبى يعلن
ان الروح القدس قد اعطى للجسد دون النفساو للجسد وحدة فهذا غير معقول بالمرة
ولكن لاننا ندرك الكل عن طريق الجزء يسمى الانسان جسدا وهذا صحيح ولا يوجد
ما يدعو الى افتراض ان تسمية الانسان جسدا تعنى عدم وجود النفس لكن لماذا
يسمى الانسان جسدا الانسان مخلوق عاقل ومركب من النفس ومن جسد ترابى
قابل للفناء وعندما خلق اللة الانسان اتى بة من العدم الى الوجود دون ان يكون
فى طبيعة الانسان عدم فساد او عدم فناء لان هاتين الصفتين من صفات اللة
وحدة ولكن الانسان ختم بروح الحياة اى الاشتراك فى الاهوت فنال الانسان بذلك
الصلاح الذى يفوقالطبيعة الانسانية ولذلك قيل ان اللة نفخ فى انفة نسمة حياة
فصار الانسان نفسا حية وعندما عوقب الانسان على معصية قيل لة بالحق
تراب انت والى التراب تعود فتعرى من النعمة اى نسمة الحياة اى روح ذاك
الذى يقول انا هو الحياة ففارق الروح القدس الجسد الترابى وسقط للموت
اى موت الجسد وحدة اما النفس فلم تفقد عدم الموت لانة عن الجسد وحدة فى
خطر دائم وتحول الى الانحلال ان يتجدد بقوة وان يتم نسجة من جديد
بنسيج الحياة القادرة بطبيعتها على عدم الموت وكانت الحاجة الى رفع عقوبة
تراب والى التراب تعود ان يتحد الجسد بشكل فائق بالكلمة الذى يحيى الكل وعندما
يصبح الجسد جسد الكلمة فان يشترك ى عدم الموت الخاص بالكلمة ولانة من غير
المعقول بالمرة ان النار التى لها قدرة وحرارة ذاتية على ان تحول الخشب الى نار
تقف قدرتها ولا يمتد تاثيرها الى الخشب وهذا يعنى اننا نتمسك بان الكلمة الذى
هو فوق الكل قد اعطى الجسد من صلاحة اى الحياة فلم يكتف بتجديد النفس
فسقط لذلك السبب بالذات اعتقد ان الانجيلى القديس كان يقصد الجانب الذى
تام اكثر من غيرة فى الانسان عندما قال الكلمة صار جسدا لكن ترى فى وقت
واحد الجرح والدواء والمريض والطبيب ذاك الذى سقط تحت قبضة الموت والذى
يقيمة للحياة ذاك الذى ساد علية الفساد وذاك الذى امسك بة الموت ولم يقل الانجيلى
ان الكلمة جاء الى الجسد منهما فعل فى القديم عندما جاء الى الانبياء والقديس
واشتركوا فية وانما ما يعنية الانجيلى انة صار جسدا اى صار انسانا ولكنة هو اللة
بالطبيعة وهو فى الجسد وجعلة جسدة دون ان يفقد لاهوتة


2-مفهوم التجسد :


ان الله تجسد اى نزل من سماء السموات ومن عرش مجده الالهى واخذ شكل انسان مثلنا لكى يصنع الصلح بينا نحن البشر وبين السمائين اخد شكل انسان لذلك كان دائما يتحدث عن نفسه ويقول ابن الانسان لقد جاء من الانسان لاجل الانسان وفدائه كما ان لقب ابن الانسان استخدمه رب المجد لانه يشير لشخصه ويدل على بعض المميزات الهامه فى طبيعته كاله كامل وانسان كامل ايضا لذلك كان السيد المسيح يحب كثيرا ان يطلق على نفسه هذا اللقب كما يتضح من الاناجيل الاربعه فيذكر لقب ابن الانسان فى متى اكثر من 30 مره وكذلك فى مرقس 15 مره وفى انجيل لوقا 25مره وفى يوحنا 12 مره وفى جميع الحالات كان يسوع هو الذى يطلق على نفسه هذا اللقب ولا يذكر هذا اللقب خارج الاناجيل الاربعه الامره واحده فى سفر الاعمال فى حديث القديس استفانوس فقال هاانا انظر السموات مفتوحه وابن الانسان قائما عن يمين الله كذلك ذكر لقب ابن الانسان مره واحده فى رساله معلمنا بولس الرسول ماهو الانسان حتى تذكره وابن الانسان حتى تفتقده ان السيد المسيح هو راس الجنس البشرى وممثله ولذا فان هذه العباره تدل على الانسانيه الحقه (2)


3- الفرق بين تجسد وتانس :


هناك فرق بين التجسد والتانس لان التجسد يمكن ان يكون فى اى شكل حسى او صوت نار او حمامه لكن التانس معناه ان يكون التجسد فى شكل انسان وقديما ظهر الله فى اشكال حسيه متعدده مثل نار العليقه حيث تحدث الله الى موسى من هذه النار قائلا له موسى موسى لاتقترب الى هنا اخلع حذائك عن رجليك وفى العهد الجديد سمعنا صوت الاب السماوى بااذننا الحسيه قائلا هذا هو ابنى الحبيب الذى به سررت كما راينا روح الله فى شكل الحمامه نازله ومستقره عليه اما الابن فكان قد تجسد وتانس فى صوره انسان والتانس هنا يعنى ان الرب لاهوته طبيعه انسانيه كامله اى الجسد والروح والنفس والعقل لان الرب شابهنا فى كل شى ماخلا الخطيه وحدها لذلك نقول عن الرب فى القداس الالهى تجسد وتانس اى لاهوته الكامل اخد اليه ناسوتا كاملا بلا خطيه ومنذ اللحظه الاولى للتجسد استطاع بناسوته ان يكون انسانا يمثلنا ويموت من اجلنا وبلاهوته ان يكون غير محدود بلا خطيه والخالق القادر على اعادره خلقه الانسان وتجديده مره اخرى (3)



4- ماذا حدث فى التجسد


ان المسيح بكل قوته ولاهوته دخل فى بطن العدراء واخد من لحمها ودمها وخلق لنفسه جسدا اتحد به طبيعه بشريه وجميعنا نعرف انه لايمكن ان تحبل اى بنت بدون زواج فكيف تحبل العدراء بدون زواج والاجابه هى هكذا فى النبات لكى يكون عندنا شجره لابد من وجود بذره وارض وهكذا فى الانسان الام هى الارض والاب عنده البذره والبذره لابد ان تزرع فى الارض الام لتخرج لنا انسان وهذه البذره لاترى بالعين المجرده ومع ذلك يولد الطفل من الام ووزنه حوالى 3كيلو ونصف وكل هذا الجسد اخده من الام ولكن لابد من وجود البذره وانا كاانسان لكى اكون موجود فانى محتاج لااب يمنحنى نعمه الوجود (البذره)ومحتاج لام تعطينى الجسد والسيد المسيح كان موجود من الاصل اذن فهو لايحتاج لاب يعطيه الوجود ولكنه محتاج ام تعطيه الجسد ولذلك ولد المسيح من ام بدون اب لانه ليس له جسد فقط فااخذ يختار عناصر جسده لكى يخرج ابرع جمالا من بنى البشر وطبعا المسيح اخد يبحث عن الام التى ليس لها مثيل ثم دخل داخلها واختار احسن الصفات فيها وهى احسن امراه فى الوجود اذا لايوجد مثلها


سوال ان السيد المسيح لم يحتاج الى اب فلماذا احتاج الى ام اليس هو الخالق ؟

وذلك لكى يااخد نفس طبيعتنا وليس غريبا عنا فهو ابن الانسان وشارك معنا فى اللحم والدم وذلك لكى يكون مساوى لنا فى جوهر الطبيعه البشريه وهذا ماحدث فى التجسد ان الله بلاهوته دخل الى بطن العدراء واخذ من لحمها ودمها وكون لنفسه جسدا واتحد به وولد من عدراء وشابهنا تماما ماخلا الخطيه وحدها ومشى على الارض كاانسان وهو يحمل فى داخله كل جمر اللاهوت ولكنه اخفاه(4)



(1) القديس كيرلس السكندرى ,دراسات ابائيه ولاهوتيه ,السنه الخامسه ,العدد التاسع
,يناير 2002(ص.ص 5:4)

(2)القس جوارجيوس وليم ,الموضوعات الكتابيه فى تجسد المسيا ,2002,(ص.ص 14:13)

(3)الانبا موسى الاسقف العام ,مسيحنا من هو,الطبعه الاولى .يناير 2003 (ص.ص 28:24)

(4)نيافه الانبا روفائيل ,محاضره اللجنه المركزيه لااعداد الخدام بالاسكنداريه

المصدر: †† ارثوذكس †† - من قسم: القسم اللاهوتي