+ الطقوس وسائل لا غايات ، ترتيبٌ ينزع الفوضى ويخضع للإيمان وللمحبة ، ولا يقيد نعمة الله ، بل يبحث عن إعلانها . ولأن الرب قال إن السبت جُعِلَ لأجل الإنسان ، فقد وضع الإنسان فوق الوصية (( أنظر للأهمية لإيضاح المقصود مرقس 2 : 23 – 28 )) ومن ذاق محبة الله يعرف ذلك ، أما المقيد بسلاسل الناموس والطقوس ، فهو يجعل الوصية أعظم من الإنسان ، لأنه لم يدرك أن " رب السبت " يسوع المسيح هو الذي جعل الإنسان فوق الوصية ؛ لأنه تجسد لأجلنا ؛ ولأنه " مملوء نعمة وحقاً " شُهِدَ له بأنه الإله الابن الوحيد رب السبت .
+ يقول الرسول : " يوجد وسيط واحد بين الله والإنسان ، يسوع المسيح الذي بذل نفسه كفارة (فدية) لأجلنا " ( 1تي 2 : 5 ) ، فهو لم يكن كواحد من الأنبياء جاء لكي يعلن لنا إرادة الآب ، بل هو ابن الآب الوحيد ، وهو وحده الذي يعرف الآب كوسيط بينه وبين البشر ، لذلك يُميز الإيمان كل الوسطاء ويرفضهم .
وتُميَّز المحبة كل فداء غريب ، أو ( من ) ينكر الصليب ، وتجحده عن معرفة ؛ لأن الإنسان لا يفدي نفسه ، ولا يملك أن يقدس كيانه ، ولا يستطيع أن يشترك في طبيعة الله من ذات نفسه ، ولا يملك بقدراته أن يحب عدوَّه ، وهنا – بالذات – مَن ينكر أن بشارة الصليب هي " قوة الله للخلاص " ، هو بلا تمييز ؛ لأنه بلا إيمان وبلا محبة ؛ لأنه لا يعرف الصلاح ، وبلا رجاء في الحياة الأبدية ؛ لأنه لم يعرف العطاء .
- يتبـــــــــــــــــــع -
____________________________
عن رسالة الأب صفرونيوس إلى تلميذه ثيؤدوروس ( تادرس )
من كتاب التوبة وعمل الروح القدس في القلب ( الجزء الثاني )
المئوية الثانية في التوبة – مترجم عن المخطوطة القبطية
ص 63 – 64 ؛ من فقرة 81 – 82