بعض مقتطفات من القشور واللباب
من كتاب / البدائع و الطرائف لجبران
ودا رابط للكتاب بجد روعة
أنا و انتم ايها الناس مأخوذون بما بان من حالنا
متعامون عما خفى من حقيقتنا
فإن عثر أحدنا قلنا هو الساقط
و إن تماهل قلنا هو الخائر التلف
و إن تلعثم قلنا هو الأخرس
و إن تأوه قلنا تلك حشرجة النزع فهو مائت
أنا و انتم مشغوفون بقشور (أنا) و سحطيات (أنتم)
لذلك لا نبصر ما أسره الروح إلى (أنا) و ما أخفاه الروح فى (أنتم)
و ماذا عسى نفعل و نحن بما يساورنا من الغرور غافلون عما فينا من الحق
اقول لكم و ربما كان قولى قناعا" يغشى وجه حقيقتى
أقول لكم و لنفسى أن ما نراه بأعيننا ليس بأكثر من غمامة
تحجب عنا ما ما يجب ان نشاهده ببصائرنا
و ما نسمعه بآذاننا ليس إلا طنطنة تشوش ما يجب أن نستوعبه بقلوبنا
فإن رأينا شرطيا" يقود رجلا" إلى السجن
علينا ألا نجزم فى أيهما المجرم
و إن رأينا رجلا" مدرجا" بدمه و آخر مخضوب اليدين
فمن الحصافة ألا نحتم فى أيهما القاتل و أيهما القتيل
و إن سمعنا رجلا" ينشد و آخر يندب
فلنصبر ريثما نتثبت أيهما الطروب
لا يا أخى لا تستدل على حقيقة أمرىء بما بان منه
و لا تتخذ قول أمرىء أو عملا" من أعماله عنوانا" لطويته
فرب من تستجهله لثقل فى لسانه و ركاكة فى لهجته
كان وجدانه منهجا" للفطن و قلبه مهبطا" للوحى
و رب من تحتقره لدمامة فى وجهه و خساسة فى عيشه
كان فى الأرض هبة من هبات السماء و فى الناس نفحة من نفحات الله