تذكرنــي
التسجيل التعليمـــات التقويم مشاركات اليوم البحث
يمكنك البحث فى الموقع للوصول السريع لما تريد


  †† ارثوذكس †† > كل منتدايات الموقع > المنتدى الاجتماعى > قسم الأخبار


مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع أرسل هذا الموضوع إلى صديق أرسل هذا الموضوع إلى صديق


ذكراه تدوم إلى الأبد - كلمات في ذكرى نياحة قدس ابينا الطوباوي القمص متى المسكين

مرَّت سنتان على نياحة أبينا الطوباوي ... القمص متى المسكين، الذي انطلقت روحه الطاهرة إلى الأخدار السماوية فجر الخميس الموافق الثامن من يونية عام 2006م (أول بؤونة عام 1722ش)، لكي

اضافة رد

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية aymonded
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
aymonded غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58
قوة التقييم : aymonded will become famous soon enough
ذكراه تدوم إلى الأبد - كلمات في ذكرى نياحة قدس ابينا الطوباوي القمص متى المسكين

كُتب : [ 06-11-2008 - 08:37 AM ]


مرَّت سنتان على نياحة أبينا الطوباوي ... القمص متى المسكين، الذي انطلقت روحه الطاهرة إلى الأخدار السماوية فجر الخميس الموافق الثامن من يونية عام 2006م (أول بؤونة عام 1722ش)، لكي ينعم مع عريسه السماوي الذي أحبَّته نفسه حبّاً مَلَك كل كيانه وسيطر على كل حياته ووجدانه.

لقد كان مختاراً منذ نعومة أظفاره، واختبر عمق الصلاة وحلاوة العشرة مع الله منذ طفولته، في مثال أُمه التي كانت تقضي الساعات الطويلة في الصلاة الخاشعة والسجود المتواتر أمام الله.

ولما صار شاباً وأكمل دراسته، بدأ يحسُّ بسلطانٍ يفوق إرادته يعمل في كيانه. وحينذاك طلب من الله بلجاجة أن يُسهِّل خروجه من العالم لكي يعيش حُرّاً من بني الإنسان، أو بالحري يعيش منتهى حريته في الله، أو بأصدق تعبير يعيش في الله.

كان أمراً غير مُصدَّق له ولدى جميع أقاربه وأصدقائه أن يترك كل مظاهر نجاحه وتفوُّقه وعلاقاته الاجتماعية الحميمة وهواياته، وينطلق للعبادة وتكريس حياته للرهبنة. فقد كان حاراً في محبته للناس ومحبوباً جداً لديهم، بسبب إخلاصه الشديد لكل مَن يتعامل معه.

ولكن حين عزم على الخروج من العالم تحت ضغط الدعوة الإلهية التي ملأت كل كيانه، لم تقدر كل هذه المعوقات أن تقنعه بالعدول عن عزمه، فانطلق دون أن يلوي على شيء. وكان خروجه كطائر ينطلق في الأجواء العُليا بفرح لا تعوقه الجاذبية الأرضية لأنه بسط جناحيه لتحمله قوة أخرى. ومن فوق كان ينظر إلى كل شيء فيراه صغيراً صغيراً جداً أصغر من جناحيه الممدودتين.

ولكن لم تكن الرهبنة في حدِّ ذاتها قط هدفاً له، بل كان التحرُّر من الناس ومن كل ما يربط الناس بتراب الأرض للارتباط بالله، كان هذا هو هدفه. كان يحب الناس حبّاً جمّاً، وكان الناس يحبونه. ولكنه طلب الرهبنة كأفضل حياة يستطيع أن يعيش فيها حريته مع الله الذي أحبه أكثر من ذاته، لكي يتحرر من ذاته ومن كل ما يربطه بالأرض عبر الناس.

وكانت الإضافة العظمى لرصيد حياته الروحية في الرهبنة هي التعرُّف على كلمة الله والتعمُّق في دقائق العهدَيْن القديم والجديد. فقد عاش مع جميع شخصيات الكتاب المقدس ودخل معها في علاقة حيَّة عميقة واعية. فكان هذا بالنسبة له ينبوعاً لا ينضب، أخذ يشرب منه ويرتوي ويمتلئ بالمعرفة والحق والنور كل يوم بلا شبع كل أيام حياته. وازدادت علاقة الحب بينه وبين الله في شخص الرب يسوع الذي سيطر على كل مشاعره. ومن خلال ذلك دخل في أسرار المسيح، واقترب من الحق الأزلي الذي كان يسعى إليه ويشتاق إلى الدخول فيه، وسمع ورأى بالروح والعقل أجوبة لكل استفساراته.
ولما دخل الوحدة المطلقة والحياة في مغارة خارج الدير، كانت هذه الفترة مُكمِّلة لحياة الرهبنة. ففي الوحدة المطلقة انطلقت روحه من كل قيود: قيود الجدران العالية والأمان المصطنع، وأحس بالأبدية وبالا زمن، واستنشق روح الله ، وذاق السرور المُفرط ، وفَهِمَ معنى أن الله واحدٌ وأنه بسيط وأنه كلِّي القدرة وكلِّي الوجود ، وأنه واجب الوجود بذاته . كل هذه الحقائق المُعتَبَرَة أنها عوائص اللاهوت ؛ عاشها وأحسها ووثق منها أكثر من وثوقه بذاته ، ومن وثوقه بهذا الوجود المادي. لأن حقيقة الله ليست مُجزَّأة، فإذا انكشفت أية صفة من صفات الله لروح الإنسان - وليس للعقل، ولكن بالرؤيا العقلية التي هي الدخول الفعلي في الحق كخبرة - فإن هذا بشير بانفتاح بصيرة الإنسان لإدراك الله - في ذاته - قليلاً قليلاً، على قدر ما يسمح به روح الله. وكل ومضة جديدة من المعرفة كانت تُشعل روحه وتُلهب كل كيانه، فكان يقوم ويُصلِّي ويسجد شاكراً الله بدموع معترفاً بأنـه ليس كفؤاً لأكثر مــن هذا، ومُردِّداً مـع بولس الرسول قوله: «أفتخر بـالحري في ضعفاتي لكي تحلَّ عليَّ قوة المسيح» (2كو 12: 9 ) .

وبالرغم من توحُّده المطلق الذي لم يكن يرى فيه إنساناً أو يتكلَّم مع أحد، إلاَّ أنه كان في ذات الوقت مُتعايشاً مع العالم ومع الخليقة كلها وعلاقتها بالخالق. ودون أي سعي من جهته وجد نفسه يتأمل في تدبير الله في الخليقة وفي الأُسس التي تقوم عليها نواميس هذا التدبير.

وكما عرف الله في الخلوة والوحدة والتأمُّل، عرفه على مستوى العمل والجهد وقيادة النفوس وتدبير الأرواح والمعاملات مع الناس والرهبان والعمال، حينما طولب بأن يحمل مسئولية التدبير.

ففي الحياة الأولى، كان - كما يقول - يستبدل العملات الأرضية بالعملات السماوية، فربح ربحاً يُذهل العقل؛ وفي الحياة الثانية، كان يستبدل العملات السماوية بالعملات الأرضية، فربح ربحاً يُذهل العقل. وبَقِيَ الله أمامه هو كما هو غنياً سخياً، لطيفاً سريعَ الاستجابة، يُحوِّل كل خسارة إلى ربح سريع، ويمسح الدموع من العيون بيد تستطيع أن تُعيد البصر أضعافاً وليس فقط أن تكفكف الدمع؛ فهو طبيب لا يداوي المرض فحسب كأطباء الأرض، بل يُعطي قوة ونعمة نتجاوز بها المرض والضعف المتأتِّي من المرض.
عرف الله كحقيقة ثابتة، وكحقٍّ مُنير. عرفه كحقيقة وراء كل صِيَغ وأشكال وعمليات الحياة اليومية، يُضفي عليها أصالة وجدِّية ومعنى يرفعها إلى مستوى الالتزام. فالحياة بشكلها الحالي وبكل تناقضاتها وضعفها حلوة جداً ينبغي ويلزم أن تُعاش!

وعرفه كحقٍّ يُغني عن كل كذب الإنسان وغشه وخداعه وتفاهة تفكيره، ويُضيء أمام قلب الإنسان وفكره، فلا يتعثَّر إزاء ضياع الحق من أفواه الناس كباراً كانوا أم صغاراً، وتنصيبهم الزيف كأنه نور. وهكذا بهذا الحق وحده أصبح لدى الإنسان القدرة على تجاوز كل معاثر الطريق، وضمان الوصول.

أمام هذه الخبرة الجيَّاشة المتزايدة التي أشعلت قلبه بلهيب النعمة المتدفِّق الذي لا يهدأ، لم يستطع أن يحصرها في داخله، بل ظلت تضغط على فكره، وكأن صوتاً في أعماقه يُطالبه بأن يُوصِّلها للآخرين ولا يحفظها لنفسه لئلا تؤخذ منه: «فإنَّ مَن له سيُعطَى ويُزاد. وأما مَن ليس له، فالذي عنده سيؤخذ منه» (مت 13: 12) .

وهكذا كان يؤمن أن الخبرة الروحية إذا انحصرت في صاحبها وبخل بها أو عجز عن توصيلها للآخرين، ماتت فيه وصارت حياته في العالم لا تُحسَب حياةً للعالم ولا امتداداً لها في المستقبل.

لذلك فإنه إذ انبهرت روحه الوثـَّابة ببهاء نور معرفة الله الحقيقية، صدق فيه قول الكتاب بأنه صار فيه «ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية» (يو 4: 14). فطفق يكتب ويشرح ويتكلَّم بكلام الله من فيض غِنَى الرب الذي ملأ كل كيانه. فصارت حياته وكلماته مشعلاً مُضيئاً بزيت النعمة يُنير الطريق أمام كل باحث عن الحق. فوجد نفسه مُسخَّراً للكتابة في كل نواحي الحياة، يشرح ويُعلِّم ويعظ بكل أناةٍ وتدقيق، مُفصِّلاً كلمة الحق باستقامة. ولم يهدأ من الكتابة حتى أواخر أيام حياته، وهو لا يكفُّ عن حثِّ كل واحد أن يتصالح مع الله.

لقد اختبرنا أبوَّته الصادقة على كل المستويات. فقد حمل كل همومنا واحتياجاتنا الروحية والجسدية، وصار لنا مثالاً يُحتَذى في كل نواحي حياتنا، وغطَّت هيبته على كل مَن حولنا بسبب حبه الدفَّاق لكل مَن يتصل به بلا تفرقة أو تمييز بين غني وفقير، أو بين صديق وعدو، أو بسبب جنس أو عقيدة أو دين.

وكان سخاؤه وعطاؤه واهتمامه بكل نفس مُعْوَزة ومحتاجة للمساعدة مضرب الأمثال، حتى أنه كان مستعدّاً دائماً أن يبيع كل ما يملكه من أجل سدِّ حاجة المُعدمين والمعوزين.

والحق أننا مهما وصفنا لا يمكننا أن نسبر أغوار روحه العميقة ونفسه المستنيرة بنور الله. فقد كانت حياته حقّاً «مستترة مع المسيح في الله» (كو 3: 3)، وقد خيَّم عليها ظل الصليب وآلامه، واحتملها بكل شكر، وحَمَل صليبه وتبع المخلِّص كل أيام حياته حتى عبر ظافراً.

لقد غاب عنَّا بالجسد ولكن روحه ما زالت ترفرف حولنا، فلا يمكن أن ننساه. فنحن ما زلنا نعيش في كَنَف أتعابه وعمل يديه، في هذا الصرح العظيم الشامخ الذي بناه، وما زال مثال حياته وأعماله وتعاليمه مُحيطة بنا وماثلة أمام عيوننا لا يمكن أن تُنسَى. وها هو الآن مع القديسين يشفع فينا، ويُلاحظ جهادنا، ويُشجِّع عزائمنا، لكي نثبت فيما تسلَّمناه منه إلى أن نعبر مثله ونرث معه في الملكوت المعدِّ لنا.

ومن كلماته المأثورة التي تُعلن نهج حياته وتُرشدنا في مسيرتنا، قوله في إحدى رسائله:

[ الذي ارتضى أن يُكمِّل وصية المسيح الأولى والعظمى في إتِّباعه ، أن يحمل صليبه ويتبعه، عليه أن يُفتِّش باهتمام شديد في كل خطوة يخطوها، حتى لا يبتعد قط عن المسيح وإيـَّاه مصلوباً، لئلا يحمل الصليب عبثاً إن هو سار حسب مشيئته ولم يتبع المسيح تماماً. ولكي نتبع المسيح تماماً، يلزم أن يكون العالم خلفنا على الدوام، وصورة الصليب لا تُفارِق قلبنا، وشوك العالم يُكلِّل رأسنا ]

منقول عن : مجلة مرقــــس
رسالة الفكر المسيحي للشباب والخُدَّام
يصدرها دير القديس أنبا مقار
ببرية شيهيت
مقالات شهر يونيو 2008م



رد مع إقتباس
Sponsored Links
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 2 )
Narmar
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 25
تاريخ التسجيل : Apr 2007
مكان الإقامة : Recycle Bin
عدد المشاركات : 5,722
عدد النقاط : 21

Narmar غير متواجد حالياً

افتراضي رد: ذكراه تدوم إلى الأبد - كلمات في ذكرى نياحة قدس ابينا الطوباوي القمص متى المسكين

كُتب : [ 06-11-2008 - 08:43 AM ]


ارد اقولك اية بس
متعرفش اد اية يا باشا انا كان نفسي اقرا عنه وعن حياتة
ربنا يخليك يا رب

وجميل اوى القول دة

اقتباس
ولكي نتبع المسيح تماماً، يلزم أن يكون العالم خلفنا على الدوام، وصورة الصليب لا تُفارِق قلبنا، وشوك العالم يُكلِّل رأسنا


اشكرك جداجدا جدا جدا جدا جدا جدا جدا ايمون
( تم اضافتة للمفضلة )
شكرا يا جميل ربنا يخليك يا رب :d

رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 3 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: ذكراه تدوم إلى الأبد - كلمات في ذكرى نياحة قدس ابينا الطوباوي القمص متى المسكين

كُتب : [ 06-11-2008 - 08:54 AM ]


فرح الله قلبك على الدوام بتذوق عمق الحياة معه في خبرة روح القيامة وموت الصليب بغنى فيض النعمة المقدسة ، أقبل مني كل تقدير بمحبة يا محبوب الله والقديسين ...
النعمة معك ، ولنصلي بعضنا من أجل بعض


رد مع إقتباس

اضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
السنكسار اليومي ماروجيرافك سير القديسين 473 03-13-2013 07:01 PM
دى يا جماعة الاجبية من جهازى سيزر الروش الصلوات وطلبات الصلاة 4 10-17-2009 03:28 PM
محاورة الأب متي المسكين مع جابر عصفور ونصر أبوزيد وهدي وصفي aymonded مناقشات دينية وروحية 4 06-04-2009 10:55 PM
صلاة لقدس ابينا القمص متة المسكين من أجل الأعداء aymonded عظات صوتية 6 12-13-2007 06:46 AM

Rss  Rss 2.0 Html  Xml Sitemap SiteMap Info-SiteMap Map Tags Forums Map Site Map


الساعة الآن 11:13 PM.