بداية الموضوع هنا
+ بعدما هيأ الله الكون وجهزه بكل ما يحتاج إليه الإنسان خلق الإنسان , على صورته ومثاله لكي يكون متسلط على الخليقة كلها (تك26:1) مخضعا كل شئ تحت قدميه ( قارن عب 6:2-8) وهنا يجب أن ننتبه أن الإنسان الذي خلقه الله ذكرا و أنثى ( تك27:1 ) وهنا يشرح لنا الكتاب بشئ من التفصيل خلق الله آدم من تراب ونفخ فيه نسمة حياة ثم وضعه في الجنة ليستمتع بها ولكي يعملها و يحفظها (تك15:2) , لم يكن آدم محتاج لشئ حسي مادي ولكن لنفسه لم يجد معينا نظيره(تك20:2) فخلق الله لآدم معينا نظيره لأنه ليس جيد أن يكون آدم وحده لأن آدم مخلوق محب ومعطي ( على صورة خالقه) يجب أن يشاركه أحد في الحب والعطاء] لاحظ أن كلمة" وحده" لا تعني وحيدا lonely , بل واحد بمفرده alone - "it`s not good that man should be alone"(Genesis2:18)] . فلم تكن حواء مجرد تسلية لآدم بل ليس جيد أن يكون الإنسان وحده(تك 18:2) , جيد أن يكون معه حواء , معين نظير
إذا الهدف الأول من خلقة المرأة أن تكون معين نظير وتكمل طبيعة آدم , لم تخلق أولا أو مع آدم لكي يصير آدم هو رأس المرأة فتصير للبشرية كلها رأس واحد , خلقت المرأة لتكون معين أو مساعد نظير helper comparable شخص يشاركه في العطاء للآخرين و المحبة , يشاركه المجد و العطاء. فكيف خلق الله حواء؟ أوقع الله سباتا ( موت صغير ) على آدم و أخذ أحد أضلاعه وبناه إمرأة أخذها جزءا منه ليعرف آدم إنها تنتمي له و إنها منه لذا دعاها إمرأة فالمرأة والرجل يشعران كلاهما أنهما جسد واحد , فالمرأة من الرجل وخلقت من أجله (1كو8:11-9 ) فهو رأسها (1كو 3:11) ولكنها ليست دونه ( 1كو11:11) صار آدم معلما لها ولم يشعرا إلا بارتباط محبة دائم بينهم أو فيهم فلم يكونا جسدين بل جسد واحد
+ وهنا قبل أن نكمل تعالوا ننظر بصورة سريعة إلى مسيحنا آدم الثاني : أتى سيدنا إلى الأرض لأجل خلقته ليعملها ويجددها ويخلصها ويحفظها من الشرير( يو15,12:17) ولأجل محبته نام على الصليب لتولد منه الكنيسة , من جنبه المطعون وليس كآدم الذي نسى وصية أبيه ( لو38:3- تك2:6) فآدم الجديد أعطى عروسه كلام الآب(يو14:17 ) والمجد الذي أعطاه الآب (يو22:17 )فلم ينفصل عن أبيه ليكون لعروسه - التي هو رأسها- وحدة مع الآب عن طريق وحدتها معه
+ بعدما أخطأ آدم وعرف الشر , دخل الفساد إلى طبيعتنا فها هو يشعر بعريه من ثوب الطهارة الذي كان يغلف كل جسده و عينيه وهذا الفساد الذي عمل على فصل آدم عن إلهه(موته) عمل في جسده أي بينه وبين إمرأته وبين نفسه وروحه وجسده فالمرأة التي قال عنها عظم من عظامه ولحم من لحمه يقول عنها بعد الخطية " المرأة التي جعلتها معي هي أعطتني من الشجرة فأكلت" أنظروا أي شرخ أصاب العلاقة بين الرجل و المرأة " هي أعطتني" نتيجة للشرح الذي أصاب علاقة الإنسان بالله " التي جعلتها ( أنت)" . فلم يرضى الخالق أن يتشعب الفساد في جسد البشرية التي خلقها فأعطى أقمصة ( ذبيجة – ثوب الطهارة – الخلاص المنتظر) و وعد بمجئ المخلص ,حتى في نتيجة الخطية نجد أنه بما أن الرجل رأس للمرأة فسوف يتولى ليس فقط القيادة ولكن التعب الذي لم يجربه من قبل ليحضر الطعام وحماية أسرته والمرأة التي هي معينة نظيرة سوف تعين بالمشاركة في الحفاظ على جنس الإنسان ومجئ المخلص منها ولكن بتعب و آلم لم تعهده أو تسمع عنه وهنا نشير الهدف الثاني من الزواج المسيحي و هو الإنجاب. صارت العلاقة الزوجية فرصة للتقارب بين الجنسين وفيه صورة للعطاء فكل من الجنسين يخضع ويبذل جسده ولا يسير له تسلط عليه – وهي أعلى صورة للعطاء- يشعر كل منهما بدوره في خروج كائن جديد كائن ينتمي لكليهما ولا يمكن أن يتم بدون الآخر. صارت حواء تعطي آدم جديد ( تك3:5 ) فهو يأتمنها على زرعه وهي تصونه وتحفظه حتى تنجب آدم جديد كل منهم يحتاج للآخر وكل منهم يشارك في متعة الآخر ( هناك كتاب جيد في هذا الموضوع وهو Sex , God & Marriage لكاتبه Johann ChriStoph Arnold وهو مجاني www.ploughbooks.co.uk ) وهنا لا تنكر المسيحية اللذة الجنسية ولكن اللذة أعطيت من الله حتى لا يهمل الجنس البشري غرائزه وليس لتكون هدف له ,فلو لم يكن هناك لذة للطعام مثلا فمن من البشر تجده يهتم بتجهيز وصنع وتناول الطعام وهكذا كافة الغرائز فليست هدف في ذاتها ولكنه مجرد تحفيز للأطفال حتى ينضجوا ويعرفوا ما يحتاجونه بدون تحفيز
+ أذن فالزواج في المسيحية هو شركة واتحاد بين اثنين خلات عمل الروح القدس ليتحد كل منهما بالمسيح فيصير اتحادهم من الله ولا يفرقه انسان وأصبح ممنوع دخول أي جسد غريب في هذه العلاقة كي يبقى الاثنين واحدا
+هكذا اتحد المسيح بعروسه , وكما شاركها في آلامها أصبح لها الألم هبة ومشاركة في مجده , صارت تحمل بأبنائه الذين هم على صورته , تتمخض وتتألم لتلدهم لأبيها ورأسها _ أصبح ارتباطها بأحد غيره ( أي خطية أو اهتمام مادي) زنى – هكذا النفس البشرية تتحد بعريسها السماوي الحبيب وتحمل كلمة هذا اللوغوس وتتمخض وتلد وتشترك في هبته ( الآلام ) حتى تنجب فضائل روحية لعريسها الحبيب (كان عقاب الخطية هو الموت أما الألم فقط نتج عن الخطية وبشركة المسيح لنا فيه أصبح عربون لمجده لأن من لا يتألم معه لن يتمجد)
+ فببساطة هدف الزواج المسيحي هو على الترتيب الآتي
1- معين نظير
2- إنجاب الأبناء
3- الحفاظ على الطهارة واستخدام اللذة في إطارها الطبيعي
فليس عدم الإنجاب علة للطلاق ولا اشتعال الشهوة أو السفر علة لممارسة الجنس تحت أي مسمى لأن الزواج هو صيرورة الجسدين جسد واحد فالزواج ليس لمجرد جمح شهوات الغير متأدب أو ممارسة اللذة والشهوة المشتعلة بصورة رسمية قانونية ولكنه إتحاد جسدين في المسيح فوق كل شئ بفكر طاهر مقدس ( راجع سفر طوبيا 8 و 17:6 )- هذه نظرة سريعة جدا على موضوع مهم فقط كاستكمال للكلام عن بعض الأساسيات في موضوعنا
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
أرسل هذا الموضوع إلى صديق
نشيد الأنشاد وجوهر المسيحية2(الزواج)
المواضيع المتشابهه
العرض العادي
