(1) آلات النفخ wind : القرن Horn – بوق الهتاف Trumpet – الناي Flute – المزمار Pipe
وهي أقدم الآلات التي عرفها الإنسان وهي أنواع كثيرة ومتعددة الأشكال والتي كانت أكثر انتشارا هي الناي والمزمار والبوق وبوق الهتاف والقرن والصور .
القرن Horn : أو بوق قرن الكبش [ שופר شوفر ]
وهو عبارة عن قرن كبش وهي آلة قديمة جداً استُخدمت في خيمة الاجتماع ، ويحتفظ بوق قرن الكبش بدور بارز في تاريخ شعب الله ، وقد سلط الرابيون اليهود الضوء على استعمالات بوق القرن بشكل مفرح فقالوا : [ أن بوق القرن خُلق خصيصاً في رأس الكباش من أجل خير شعب إسرائيل : فالتوراة أُعطيت لشعب إسرائيل بصوت بوق القرن (خروج19: 19) – أسوار أريحا سقطت بالضرب في الأبواق (يشوع6: 20) – سوف يُخبر شعب إسرائيل بقدوم المسيا بصوت بوق القرن (زكريا9: 14) – القدوس ، مبارك هو ، بصوت بوق القرن سيجمع مسبي إسرائيل التائهين إلى الجبل المقدس في أورشليم (إشعياء27: 13) ] Eliyahu Zuta2
وإذا كان القرن مستوي يُسمى الصور Cornet [ فكان جميع إسرائيل يصعدون تابوت عهد الرب بهتاف وبصوت الأصوار والأبواق والصنوج يصوتون بالرباب والعيدان ] (1أيام15: 28)
استخدامات بوق قرن كبش :
وكان يُستخدم بوق قرن الكبش عده استخدامات ، فكان يبوق به الكهنة إعلان بدء الشهر بظهور الهلال ، كما استخدمه يشوع عند دخوله أريحا [ وكان كما قال يشوع للشعب . اجتاز السبعة كهنة حاملين بوق الهتاف السبعة أمام الرب وضربوا بالأبواق . وتابوت عهد الرب سائر ورائهم . وكل متجرد سائر أمام الكهنة الضاربين بالأبواق والساقة سائرة وراء التابوت . كانوا يسيرون ويضربون الأبواق ] (يشوع6: 8 – 9)
وكان عادة يُستخدم في المناسبات القومية :
عند مسح ملك : [ وليمسحه هناك صادوق الكاهن وناثان النبي ملكاً على إسرائيل واضربوا بالبوق وقولوا ليحي الملك سُليمان ... فأخذ صادوق الكاهن قرن الدهن من الخيمة ومسح سُليمان . وضربوا بالبوق وقال جميع الشعب ليحيا الملك سُليمان ... وصعد جميع الشعب وراءه وكان الشعب يضربون بالناي ويفرحون فرحاً عظيماً ] (أنظر 1ملوك1: 32 – 40)
عند الحرب : [ البانون على السور بنوا وحاملوا الأحمال حملوا باليد الواحدة يعملون العمل وبالأخرى يمسكون السلاح ، وكان البانون يبنون وسيف كل واحد مربوط على جنبه وكان النافخ بالبوق بجانبي . فقلتُ للعظماء والولاة ولبقية الشعب : العمل كثير ومتسع ونحن متفرقون على السور وبعيدون بعضنا عن بعض . فالمكان الذي تسمعون منهُ صوت البوق هناك تجتمعون إلينا . إلهنا يُحارب عنا ] (نحميا4: 17 – 20)
عند سنة اليوبيل : [ ثم تعبّر بوق الهتاف في الشهر السابع في عاشر الشهر في يوم الكفارة تعبرون البوق في جميع أرضكم وتقدسوا السنة الخمسين وتنادون بالعتق في الأرض لجميع سكانها . تكون لكم يوبيلاً وترجعون كل إلى ملكه وتعودون كل إلى عشيرته . يوبيلاً تكون لكم السنة الخمسون لا تزرعوا ولا تحصدوا زريعاً ولا تقطفوا كرمها المُحول . أنها يوبيل مقدسة تكون لكم . من الحقل تأكلون غلتها ... ] (أنظر للأهمية لاويين25: 8 – 55)
وحسب تعليم الرابين اليهود ، إن نداء صوت بوق القرن يُذكر شعب إسرائيل ، أن الله هو ملكهم ، حسب تفسيرهم لما ورد في المزمور القائل : [ صعد الله بالتهليل والرب بصوت البوق ] (مزمور47: 5) .
أما النفخ عموماً في بوق القرن في عيد الأبواق ، فهو يتوجه للشعب برسالة لا مثيل لها ، مُعزية ليهم جداً ، فهي رسالة تدعو للراحة ، وتدعو لمحفل مقدس ، رسالة لتذكيرهم بزمن تقديم ذبائح المحرقة الخاصة لله . وحسب التقليد اليهودي القديم ، صوت بوق القرن يُذكر الشعب بأمانة الله تجاه إبراهيم ، حيث يذكرهم بحادثة تقديم إبراهيم لابنه إسحق كذبيحة للرب ، ومن ثم أعد الله له كبشاً فداءً له .
بوق الهُتاف Trumpet :
كانت الأبواق عدة أنواع وأشهرها بوق الهتاف وكان يُصنع من البرونز أو الفضة ، وكان يستخدمه الكهنة في أزواج أو مجموعات في الاحتفالات ، [ واللاويون المغنون أجمعون آساف وهيمان ويدثون وبنوهم وإخوتهم لابسين كتاناً بالصنوج والرباب والعيدان واقفين شرقي المذبح ومعهم من الكهنة مئة وعشرون ينفخون في الأبواق ] (2أيام 5: 12)
وقد يُستخدم القرن والبوق والصور اسم أحداهما مكان الآخر [ رنموا للرب بعود وصوت نشيد بالأبواق وصوت الصور ... ] (مزمور98: 5، 6)
وفي مزمور 81 نقرأ [ رنموا لله قوتنا اهتفوا لإله يعقوب ... انفخوا في راس الشهر بالبوق عند الهلال ليوم عيدنا ] (مزمور81: 1، 3) ، والتعبيران : أهتفوا لإله يعقوب – انفخوا بالبوق ، مبنيان على الكلمة العبرية [ תרוצה تروعه ] التي تعني [ هتاف البوق ] والتي استخدمها الله عند إعطاء الأمر بضرب البوق للاحتفال بالعيد [ وكلم الرب موسى قائلاً : كلم بني إسرائيل قائلاً في الشهر السابع في أول الشهر يكون لكم عُطلة تذكار هتاف البوق محفل مقدس ] (لاويين23: 23 – 24)
وهذا يُسمى بعيد الأبواق ، فعندما أعلن الله ترتيب التقويم العبري ، أمر الشعب بالتأكد من وصول بداية كل شهر باحتفال ديني والنفخ في الأبواق ، ولكنه شدد على الشهر السابع عند جبل سيناء ، عندما قال : [ وكلم الرب موسى قائلاً . كلم بني إسرائيل قائلاً . في الشهر السابع في أول الشهر يكون لكم عطلة تذكار هُتاف البوق محفل مقدس ] (لاويين23: 24) ، وقد تقرر أن يكون هذا العيد في اليوم الأول من الشهر السابع ، وقد دُعيَّ هذا العيد [ يوم هُتاف البوق יוםתרוצה– يوم تروعه ] وقد انتشر بين الشعب باسم [ عيد الأبواق ] وأصبح النفخ في الأبواق من المظاهر المميزة لهذا اليوم ، ولجذب انتباه الشعب للعيد الرهيب الذي يليه وهو [ يوم الكفارة ]
وسوف نرى في الجزء القادم كيف تم صُنع الأبواق والمعنى اللاهوتي عندنا الآن ....