[aymonded]

+ السلام والنعمة على من انتصر على روح الشرّ بنعمة الله ، وانكسر كبرياء ذاته تحت صليب ربنا يسوع ، وعاش باتضاع القلب وملئ المحبة ، وارتفع فوق كل خصومة واتجه بكل قلبه لله الحي الشاهد لنفسه وكاشف ومعلن ذاته ، أنه الحب الحقيقي الذي أتى إلينا في ملئ الزمان وأعطانا سلاماً ...

+ السلام والنعمة على كل من يحب الله في عدم فساد ومحباً للإخوة ، صانعاً سلاماً كابن لله في الابن الوحيد ربنا يسوع ...

أتقدم بالشكر لإلهنا الحي الذي يجعلنا متفقين جميعاً في الحب ، لأنه مكتوب : بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي إن كان لكم حبٌّ بعضاً لبعض (يو 13 : 35)

يا أحبائي في ربنا يسوع : اليوم أكتب عن المعايير الصحيحة في الكتاب المقدس والقوانين الكنسية كما وضعها الآباء في الحكم على الآخرين ، طالباً من الجميع الخروج من دائرة الانحصار في الأشخاص ، بمعنى أن لا نحكم على شخص من أسمه ، أو من إشاعات انطلقت حوله ، فنقوم بالحكم بناء على ما سمعنا من الآخرين دون الولوج لأساس المشكلة والتعرف عليها ، فنندفع وراء عواطفنا والاتكال على أهل الثقة وننطلق نحكم على الآخر على أساس إننا نتحامل على الشخص ونحكم عليه قبل أن نسمع منه ونصغي لقصده وكلماته ، واضعين حكم مُسبق عليه لأنه بات في ذهننا أنه مخطأ في كل كلمة وكل تصرف ، ونفترض دائماً في كلماته الخطأ قبل أن نقرأ بتدقيق فاحصين الكلمات في ضوء المعرفة والبحث والتقصي ، فلعلنا نكون قد تسرعنا في الحكم ، فعوض أن نستفاد نخرج مدانين بسبب الحكم المتسرع دون أن نفهم المقصود وأن نتساءل ونسمع منه قبل أن نحكم ...

ولكم بعض المعايير الصحيحة في الكتاب المقدس بكل دقة دون تعليقاتي الخاصة :

+++ " ألعل ناموسنا يدين إنسانا لم يسمع منه أولاً و يعرف ماذا فعل " (يو 7 : 51)

+ " أيضاً كون النفس بلا معرفة ليس حسنا و المستعجل برجليه يخطأ " (ام 19 : 2)

+ " لا تحكموا حسب الظاهر بل احكموا حكما عادلا " (يو 7 : 24)

+ " و أما أنا فأقول لكم إن كل من يغضب على أخيه باطلا يكون مستوجب الحكم " (مت 5 : 22)

+ " فلو علمتم ما هو أني أريد رحمة لا ذبيحة لما حكمتم على الأبرياء " (مت 12 : 7)

+ " و لماذا لا تحكمون بالحق من قبل نفوسكم " (لو 12 : 57)

+ " فراقبوه و أرسلوا جواسيس يتراءون أنهم أبرار لكي يمسكوه بكلمة حتى يسلموه إلى حكم الوالي و سلطانه " (لو 20 : 20)

+ " فلا نحاكم أيضاً بعضنا بعضا بل بالحري احكموا بهذا أن لا يوضع للأخ مصدمة او معثرة " (رو 14 : 13)

+ و كونوا لطفاء بعضكم نحو بعض شفوقين متسامحين كما سامحكم الله أيضاً في المسيح (أف 4 : 32)

+ " لان الحكم هو بلا رحمة لمن لم يعمل رحمة و الرحمة تفتخر على الحكم " (يع 2 : 13)

+ " من هو حكيم و عالم بينكم فليرِ أعماله بالتصرف الحسن في وداعة الحكمة " (يع 3 : 13)
" من هو حكيم و عالم بينكم فليرِ أعماله بالتصرف الحسن في وداعة الحكمة و لكن إن كان لكم غيرة مرة و تحزب في قلوبكم فلا تفتخروا و تكذبوا على الحق ليست هذه الحكمة نازلة من فوق بل هي أرضية نفسانية شيطانية لأنه حيث الغيرة و التحزب هناك التشويش و كل أمر رديء.
و أما الحكمة التي من فوق فهي أولاً طاهرة ثم مسالمة مترفقة مذعنة مملوءة رحمة و أثماراً صالحة عديمة الريب و الرياء. و ثمر البر يزرع في السلام من الذين يفعلون السلام " ( يع 3: 13 – 18 )


طبعاً أنا هنا أتكلم بوجه عام ولا أتحدث عن شخص أو موقف ما ، إنما أتحدث عموماً في أي موضوع وأية مناقشة أو حوار قائم بيننا وبين أي شخصٌ ما في أي موضوع روحي أو علمي أو فكري أو فلسفي أو حتى شخصي ... الخ ، لأن كيف نحكم بلا معرفة ، ونفحص الموضوع في ضوء العلم والمعرفة السليمة ، وقد قصدت أضع هذه الآيات المقدسة كي ما نتعلم الأسلوب السليم للحوار السليم كي ما نستفيد ونتعلم بتدقيق ...
وسوف أضع قوانين المجامع في الحكم على الآخرين ، أو الأحكام الصادرة من كاهن أو أسقف على الآخرين ...

وصدقوني لو أقمنا أي حوار أو مناقشة أو قرأنا أي موضوع وفحصناه على ضوء البحث والتقصي والرجوع للكتاب المقدس ( أو الرجوع للعلم إن كان الموضوع علمي ... الخ ) بترابط آياته وتعليم الآباء دون أن ننحاز لشخص أو نكون ضد شخص ، فأننا حتماً سنكون فائزين ، فهذا يقودنا إلى الحوار السليم في كل مناقشة أو حوار ، وسنربح بعضنا البعض ونكون حقاً أولاد الله أولاد سلام ...

أرجوكم يا أحبائي وأتوسل إليكم جميعاً معاً ، لا من أجلي ولا من أجل أي إنسان ، بل من اجل من دعانا بالمجد والفضيلة – [ و لهذا عينه و انتم باذلون كل اجتهاد قدموا في إيمانكم فضيلة و في الفضيلة معرفة (2بط 1 : 5) ] – :
أن نصير كلنا معاً شهادة حلوة لله الحي الذي أحبنا ، وأن كان الله أحبنا وغفر لنا وقبلنا جميعاً معاً وعلمنا أن نصلي : أغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضاً للمذنبين إلينا ، فكم نغفر نحن أيضاً لكل من أساء إلينا ، وإذ كانت هذه محبة مقدمة منا للأعداء وكل من أذنب إلينا ، فكم تكون محبتنا لأخواتنا المقربين في الجسد الواحد عينه ، فأن رفضنا أحد ألا يحكم علينا نحن أيضاً ، لأننا أن حكمنا على غيرنا سيحكم علينا نحن أيضاً بنفس ذات الحكم تحت نفس ذات الفحص ...

ويا أحبائي قبل أن نحكم على غيرنا متسرعين ، فلنحكم في أنفسنا أولاً ونتأمل قليلاً في كم لنا من أخطاء عن قصد وغيرها عن جهل ، وغيرها عن دون قصد ، وكم قلنا ألفاظاً لا نقصدها في حرفيتها وتسرعنا في كتابتها ، أو أُخذت علينا لأن هناك من يتصيدها ويحورها لمعنى آخر غير ما كتُبت فيه في سياق الحديث ...

آسف جداً – عن صدق – على التطويل أرجو أن تغفروا لي ...
ولكن أحببت أن أقول هذا لأنه بات من الضروري أن أقوله في ظل الصراعات القائمة والحكم المتسرع على الأشخاص منفعلين راكضين وراء مشاعرنا وانحيازنا لما تميل له قلوبنا وليس حسب الحق ، ولنا أن نعرف أنه : ليس عند الله محاباة ، وهذا كله قد كتبت حتى نصير كلنا بلا لوم أمام الله في المحبة ، لأن الأمر – عن جد – خطير جداً ...

أقبلوا مني كل احترام وتقدير بمحبة
صلوا من أجل ضعفي
أخوكم الصغير
النعمة معكم

المصدر: †† ارثوذكس †† - من قسم: مناقشات دينية وروحية

[ماريانا نانا]

موضوعك حلو جدا

ميرسى ليك كتير
ربنا يعوض تعبك كتيرر

[aymonded]

السلام لنفسك يا محبوبة ربنا يسوع والقديسين
أقبلي مني تقدير خاص بمحبة في ربنا يسوع
بكل احترام أهديكِ السلام
صلي من أجلي
النعمة معك