عندما قال الطوباوي والمكرم جداً أبونا البار أنطونيوس إن الإفراز هو أساس كل الفضائل ، وأن المحبة تحتاج إلى الإفراز ، فهو لم يقدم أو يؤخر الإفراز على المحبة ، بل وضع أساس التعليم القويم حتى لا يضل من يطلب يسوع بكل قلبه .
ولأن الإفراز هو أساس كل صلاح ، فهو كامن في جوهر المحبة ، كما أن المحبة لا تستطيع أن تتقدم بدونه .
ولذلك سوف اكتفي هنا بما أخذناه عن شيوخ الدير الذين علمونا الحياة الأرثوذكسية ، فقد سلمونا هذه الأقوال الحية .
+ الإيمان يفرز التعليم الصحيح من التعليم الكاذب بمحبة الله للإنسان . لأن كل تعليم ينكر هذه المحبة أو يقلل من شأنها هو من الشيطان ، ولذلك حذّرنا الرسول يوحنا من الأنبياء الكذبة الذين ينكرون أن يسوع المسيح جاء في الجسد .
ليكن تجسد ابن الله هو سكين المحبة في يد الإفراز لكي تقطع به كل حبال التعليم الكاذب الذي يهدم محبة الله للإنسانية .
+ المحبة تفرز تعليم قيامة الأجساد ، ليس فقط بسبب قيامة يسوع المسيح رب المجد ، بل لأن القيامة هي برهان الله نفسه على محبة الإنسان جسداً وروحاً .
+ المحبة تُفرز الشرح القويم للأسفار المقدسة على قاعدة الإيمان التي سلَّمها لنا الآباء ، والتي نعترف بها في كل صلواتنا ؛ لأن كل شرح يؤيد ما جاء في قانون الإيمان ويتفق معه هو شرحٌ قويم ، حتى وإن لم يتفق في اللفظ ؛ لأن تنوع الألفاظ هو حرية مجد أولاد الله التي تؤكد غاية كل شرح ، وهي الخلاص .
+ تنوع الشرح لنصٍ واحد لا يهدم الخلاص . أمَّا الشرح الذي ينفي كرامة البنوة ، ويُقيد الإنسان بسلاسل الشك في صلاح الله ، فهو مرفوض ، لأنه يصطدم بمحبتنا لله ومحبة الله لنا ، وهي محبة واحدة .
- يتبـــــــــــــــــــع -
____________________________
عن رسالة الأب صفرونيوس إلى تلميذه ثيؤدوروس ( تادرس )
من كتاب التوبة وعمل الروح القدس في القلب ( الجزء الثاني )
المئوية الثانية في التوبة – مترجم عن المخطوطة القبطية
ص 62 – 63 ؛ من فقرة 76 – 80