في البداية : الموضوع منقول
ثانياً : لو عايز تتعلم قبطي , بلاش تقرا الموضوع ده !!
أخيراً, هذا الكتاب يعرض و جهة نظر مؤلقه و لي وجهة نظري أو نظر الموقع
مقدمة
هذا الكتاب بداية لسلسة من الكتب ارجو ان اتمكن من نشرها بمشيئة الله
لإثبات صحة و اصالة اللفظ البحيري القديم الذي تسلمناه عن أبائنا و أجدادنا بالتقليد
و هو اللفظ الذي نقوم حاليا بتدريسة و التحدث به نظرا لاصالة و افضليته عن اللفظ الحديث
الذي اخترع بواسطة المعلم عريان افندي جرجس مفتاح حوالي سنة 1858 م في عهد قداسة البابا كيرلس الرابع
و ذلك بتطبيق القيم الصوتية اليونانية الحديثة على لفظ اللغة القبطية
و في الحقيقة ان اللفظ الحديث هو ثمرة خطا علمي جسيم اضر باللغة القبطية ضررا بالغا ندركه بالمقارنة:
فلو تصورنا مثلا اننا ننطق الانجليزية بطريقة فرنسية او العكس
او ان ننطق اللغة الايطالية بطريقة المانية او انجليزية بدعوي انها كلها تكتب بحروف لاتينية
و بالتالي لابد ان تكون اصوات الحروف واحدة في جميع هذه اللغات و كذلك يلزم ان يكون لفظ الكلمات المشتركة بين هذه اللغات واحدا في جميعها دون ادنى اختلاف
فان كان مثل هذا المنطق لا يقبله عقل و لا يتفق مع الواقع فكيف يطالبنا البعض اذن ان ننطق لغتنا القبطية ذات التراث العريق بالاصوات اليونانية الحديثة التي لم تكن في وقت ما اصوات قبطية !!! و انما تم ادخالها بسبب خطا علمي ارتكبة عريان افندي و تلاميذه لعدم درايتهم بان الاصوات اليونانية الحديثة تختلف عن الاصوات اليونانية القديمة
فالامانة العلمية لتراثنا القبطي اذن تقتضي الا نفرط في لفظنا القبطي الكنسي القديم و الا نرضى بغيره بديلا
المؤل
قدم هذا الكتاب الى المسؤلين عن الخدمة في كنيستك
و التمس منهم ان يقراوه و يتفهموه لتتشدد عزائمهم بمعرفة الحق
فيساندوه و يبادروا الى العمل على احياء العمل على احياء لغتنا القبطية
بلفظها القديم الجميل
++++++++++++++++++++++++++++++++
اللهجات القبطية القديمة
[/SIZE]
كان هناك خمس او ست لهجات قبطية رئيسية يضاف اليها عدة لهجات اخرى فرعية اشتقت كل منها من لغة التخاطب في جهة معينة من البلاد المصرية.
فاللهجات القبطية الرئيسية هي: الصعيدية و البحيرية و الفيومية و الاخميمية و الاخميمية الفرعية و لهجة مصر الوسطى.
و كانت اللهجة الصعيدية تعتبر اللهجة الادبية لمصر و استمرت لغة التخاطب حتى نهاية القرن السادس عشر و أوائل القرن السابع عشر.
و قد قال المقريزي الذي عاش في القرن الخامس عشر عند كلامه عن دير موشر ما يلي :
“و الاغلب على نصارى هذه الاديرة معرفة القبطي الصعيدي و هو أصل اللغة القبطية و بعدها اللغة القبطية البحيرية
و نساء نصارى الصعيد و أولادهم لا يكادون يتكلمون الا بالقبطية الصعيدية و لهم معرفة تامة باللغة الرومية". أ . هـ بحروفه
أما اللهجة البحيرية فقد بطل استخدامهما كلغة تخاطب قبل ذلك الوقت بكثير. و لكنها استمرت لغة الصلوات الكنسية في الوجه البحيري خصوصا في منطقة وادي النطرون
انتشار استخدام اللهجة البحيرية القديمة في الصلوات الكنسية
[/SIZE]
كان لاهل الصعيد كتبهم الكنسية من قداسات وخلافة مكتوبة باللهجة الصعيدية ( و هي تختلف في كتابتها عن اللهجة البحيرية).
و كانت تستخدم عندما كانت اللهجة الصعيدية حية كلغة تخاطب في الحياة اليومية.
و لما ضعفت بدات تحل محلها الكتب الكنسية الواردة من اديرة وادي النطرون نظرا لازدهار الرهبنة و كثرة النساخ هناك.
و لان اللهجة المستخدمة في اديرة وادي النطرون هي البحيرية فلذلك كان النساخ ينسخون عن كتبهم الكنسية المكتوبة باللهجة البحيرية
فتصل هذه المخطوطات الكنيسة البحيرية الى كل كنائس القطر المصري من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب نظرا نظرا لوفرتها و دقتها و رخص ثمنها.
و يساعد على ذلك ايضا ان دير ابي مقار كان يعتبر لاجيال طويلة بمثابة مقر بابوي
تخرج فيه العديد من الاباء البطاركة و كانو يقضون فيه فترات طويلة للإقامة و العبادة.
و كان معظم اساقفة الابرشيات يختارون من أديرة وادي النطرون.
هذه العوامل مجتمعة معا ساعدت على انتشار استخدام اللهجة البحيرية في الصلوات الكنسية تدريجيا لتشمل كل انحاء القطر المصري
من الاسكندرية الى اسوان و بهذا أصبح اللفظ البحيري القديم هو المسلم لنا بالتقليد منطوقا به في الصلوات الكنسية
في كل انحاء الكرازة المرقسية. و استمر الوضع هكذا الى ان ظهر اللفظ الحديث
[/font]
تاريخ ظهور اللفظ الحديث
[/SIZE]
كان هناك مشروع اتحاد بين الكنيستين القبطية و اليونانية في مصر في عهد البابا كيرلس الرابع البطريرك 110 (1854 – 1856 م).
بحيث يرأس الكنيستين في مصر بطريرك واحد. و لم يكتب لهذا المشروع نجاحا حتى يومنا هذا.
و يبدو ان موضوع توحيد اللفظ القبطي ليكون مطابقا للفظ اليوناني كان – حسبما نفهم من شهادة الاستاذ يسى عبد المسيح – من ضمن المظاهر المرغوب فيها لاتحاد الكنيستين.
و كان معلم اللغة القبطية في المدرسة البطريركية التي أنشأها البابا كيرلس الرابع هو عريان افندي جرجس مفتاح
تحمس عريان افندي هذا لفكرة تغيير اللفظ القبطي و قام باعداد و تنفيذ مشروع تقريب اللفظ القبطي ليكون مشابها للفظ اليوناني الحديث ظنا منه ان الاقباط و قد نسوا لغتهم لابد لهم ( و قد اخذوا حروفهم اصلا عن اليوناني) ان يرجعوا الى اليونانيين الذين لازالوا يتكلمون لغتهم لمعرفة اصوات الحروف اليونانية منهم و تطبيقها على الحروف القبطية.
لم يكن عريان افندي جرجس يعرف ان ما يفعله انما هو خطا فاحش و جريمة في حق التراث القبطي.
لأنه بالنسبة لمعارف اهل زمانه لم يكن – في الغالب – يعرف ان هناك فرق بين أصوات اليونانية في لفظها القديم عنها في لفظها الحديث و ان الاقباط عندما استعاروا الحروف اليونانية في القرون الاولى انما اخذوها لتمثل أصواتا قبطية تشابه الى حد كبير نظائرها في اليونانية بحسب لفظ ذلك الزمان و هو اللفظ اليوناني القديم.
و ننقل هنا ما كتبه أحد تلاميذ المعلم عريان أفندي جرجس المخلصين له و للفظ الذي استحدثه. و هو القمص عبد المسيح المسعودي البرموسي في كتابه "الاساس المتين في ضبط نطق المصريين" المطبوع في القاهرة سنة 1988
فقد جاء في صفحة 96 من الكتاب المذكور تحت عنوان "في تاريخ تعديل نطق بعض الحروف القبطية و سبب ذلك و منفعته " ما يلي:
“حيث ان المصريين استعملوا احرف يونانية و شيئا من كلماتهم كما مر و تشارك القبطي اليوناني فبناء على ذلك لما جعل المعلم الفاضل و العالم الغيور الكامل فريد عصره في علم اللغة القبطية جامع كتاب خدمة الشماس و طابعه بمطبعة الحجر و مؤلف اخيرا كتاب الدرة البهية في الاسرار الربيه الشماس الدين الارثوذكسي عريان أفندي جرجس مفتاح أستاذ اللغة القبطية ( في المدرسة الكلية البطريركية سنة 1574 شهداء على عهد رئاسة البابا المعظم البابا كيرلس 110 ) راي بفكره الثاقب و رايه الصائب ان يعدل نطق بعض الحروف القبطية بالرجوع الى اصلها اليوناني "
ثم يورد الكتاب امثلة للتغير الذي استحدثه عريان أفندي في لفظ اللغة القبطية
فاوجد بذلك ما يسميه الكاتب بــ ( القراءة الجديدة) و يدافع عن معلمه مساندا وجهة نظره
في أفضلية (القراءة الجديدة ) على (القراءة القديمة)
و قد أفادني الاستاذ نبيل كامل داود بان القمص عبد المسيح صليب المسعودي البرموسي واضع كتاب الاساس المتين قد عاد و كتب في اواخر حياته (1933 م) مسجلا بخط يده في ذيل مخطوطة تاريخ الاباء البطاركة رقم 15 بمكتبة الدار البطريركية بالازبكية بالقاهرة في الورقتين 311 و 312 اضافة على تاريخ البابا كيرلس الرابع فيها ما يلي :
“في أيام أنبا كيرلس الـ110 الذي أنشا المدرسة الكبرى بالدار البطريركية حوالي سنة 1574 للشهداء – 1858 م او نحوها صار اصلاح لفظ الحروف القبطية بواسطة المعلم عريان افندي جرجس مفتاح بالقاهرة اخذا عن لفظ الحروف اليونانية . . . أخذ المعلم عريان اللفظ عن اللغة اليونانية لانها لغة حية أي مستعملة . . . و ألف بيان تصحيح لفظ الحروف و سماه { ألادلة الربطية في صحة الالفاظ القبطية } . . . و صارت القراءة بحسب هذا التعليم لاسيما في المدارس . . . و من ذلك الوقت انتشر هذا التعليم الجديد المميز للكلمات في المدارس بدل القديم الذي كان جاريا في البحيرة و الصعيد"
ثم يورد الكاتب جدولا كاملا للحروف القبطية و أصواتها في كل من اللفظين القديم و الجديد.
خطا إطلاق اسم اللهجة الصعيدية على اللفظ البحيري القديم
[/SIZE]
سبق ان اوضحنا انه قبل اختراع اللفظ الحديث كان اللفظ القديم مستخدم في الصلوات الكنسية في كل كنائس القطر المصري. و هو لفظ بحيري لان كتب الصلوات الكنسية المستخدمة في كل انحاء الكرازة المرقسية كانت ولازالت مكتوبة باللهجة البحيرية . و بالتالي فان من يستخدمها في اي مكان و يقرا فيها تكون قراءته باللهجة البحيرية. و لما ظهر اللفظ الحديث سماه كاتب كتاب "الأساس المتين" بــ "القراءة الجديدة" تمييزا له عن اللفظ القديم الذي يسميه "القراءة القديمة".
و نلاحظ ان كاتب كتاب الاساس المتين لم يطلق على "القراءة القديمة" اسم "اللهجة الصعيدية"
أولا لانها ليست لهجة صعيدية
ثانيا لأن اختراع هذا التسمية بالصعيدي – التي يطلقها البعض خطا في هذه الايام على اللفظ القديم – لم يكن قد تم بعد في زمن كتابة الاساس المتين سنة 1888 م
ملحوظة
تختلف اللهجة البحيرية في كتابتها عن اللهجة الصعيدية. فمثلا "أبانا الذي في السموات"
تكتب بالقبطية الصعيدي Je peneiwt ethn mpyue
و تلفظ " چا بانيوت أدهان امباوا ف
بينما تكتب بالقبطية البحيرية
Je peniwt etqen nivyou`i
و تلفظ " چا بانيوت أدخان نيفاوي"
اما باللفظ الحديث الذي اخترعه عريان افندي فتلفظ "جي بنيوت اتخين نيفئوي"
فتسمية اللفظ القديم باللهجة الصعيدية – عن جهل احيانا أو بهدف الانتقاص من قدره او التشكيك في اصالة احيانا اخري – لم تنشا الا في الثلاثينيات الاولى من القرن العشرين عندما بدا اللفظ الحديث ينتشر بتبني الاكليريكية له.
فعندما انتشر خريجوا الاكليريكية في انحاء البلاد بعلمون اللغة القبطية باللفظ الحديث الذي تعلموه من أستاذهم بالاكليريكية و هو من تلاميذ عريان أفندي او من تلاميذ تلاميذه لاقى تعليمهم الجديد قبولا في الوجه البحري بينما لاقى مقاومة عنيفة في الصعيد نظرا لتمسك أهل الصعيد و طبيعتهم التي لا تقبل التفريط بسهولة في كل ما هو قديم. و هكذا انتشر اللفظ الحديث في الوجه البحري بصورة واسعة بينما تعثر امتداده في الوجه القبلي. فبدا دارسوا اللفظ الحديث يطلقون على اللفظ البحيري القديم الذي يتمسك به اهل الصعيد اسم "اللهجة الصعيدية" و يحاولون بهذه التسمية الخاطئة الايحاء بان لهجتهم الحديثة هي اللهجة البحيرية بينما اللهجة البحيرية القديمة التي استمرت في الصعيد هي لهجة صعيدية
و لقد سبق فاوردنا شهادة القمص عبد المسيح المسعودي في مخطوطة رقم 15 تاريخ بالدار البطريركية بان اللفظ البحيري القديم "كان جاريا في البحيرة و الصعيد"
و في هذا المعني كتب البروفسور ورل Worrell في كتابه نصوص قبطية سنة 1942 م ما يلي
"Bohairic is the only dialect known to the present-day Copts.."
"The term <Sahidic> (Sa'idi) nowadays is reserved exclusively for the despised <old> pronounciation of Bohairic, as heared particularly among the peasantry of Upper Egypt"
(W.H.Worrell, Coptic texts Ann Arbor 1942)