تذكرنــي
التسجيل التعليمـــات التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة
يمكنك البحث فى الموقع للوصول السريع لما تريد



الضحك والفرفشة كل جديد من نكت والافشات

مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع أرسل هذا الموضوع إلى صديق أرسل هذا الموضوع إلى صديق


اضافة رد

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

بياناتي
 رقم المشاركة : ( 31 )
قلب المحيط
ارثوذكسي متألق
رقم العضوية : 32132
تاريخ التسجيل : Jun 2008
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 924
عدد النقاط : 12

قلب المحيط غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تمساح عايز يأنتخ ومش عارف من ابوة

كُتب : [ 03-08-2009 - 01:08 AM ]


المشهد السابع
*******************
الليلة ليلة غير عادية ، ألا تعلم لماذا ؟ .... لأن الأستاذ (كرم ) سيأتى لزيارة العائلة اليوم
و لمن لا يعلم : الأستاذ كرم هو ابن عم الأستاذ ( عبده) و أخو زوجته ، و خال الأولاد (طارق ) و ( وائل)
أما لماذا هو يوم غير عادى ، و لماذا الأسرة كلها تنتظر هذا اليوم من العام إلى العام ؟ فذلك لأسباب عدة :
أولها : أنه إنسان مهذب بشوش محترم كريم
ثانيها : أنه حينما يأتى من سفره يغدق عليهم بالهدايا
ثالثها : أنه يفك أزمة الأب بسداد ديونه
رابعها : أنه يحب أولاد أخته حباً جماً و كأنهم أولاده برغم صغر سنه النسبى ، فهم كل من تبقى له فى الدنيا بعد وفاة الوالدين
أما الأولاد فيعشقونه و يعتبرونه مثلاً أعلى لهم
و الأستاذ كرم حالياً ، فى الخامسة و الثلاثين من عمره ، محاسب ، يعمل فى شركة بترولية فى المملكة العربية السعودية ، دخله منها محترم ، سافر من أربع سنوات و يبدو أنه استقر هناك .... ما زال عزباً
و لكن هذه المرة يبدو أن هناك أشياء جديدة طرأت عليه ؛ فهو لما سافر كان كأى شاب عادى غير ملتزم يسمع الأغانى و يذهب إلى السينما و المسرح ، و كان من عادته كل عام أن يأخذهم جميعاً فى سهرة فى أحد الأماكن التى تقدم رقصاً و غناءً .
أما هذه المرة فيبدو أنه قد تغير كثيراً حتى أنهم وجدوا صعوبة فى التعرف عليه لأول مرة
هناك لحية ، و هناك قميص قصير لا يصل لكعب رجله ( يعنى جلباب بلغة المصريين برغم أن كلمة جلباب تطلق على لباس المرأة ) و السواك ظاهر من جيب قميصه ، و رائحة المسك الجميلة تفوح من ملابسه ، و علامة السجود واضحة فى جبينه ، و النور يشع من ثناياه .... و قد أصبح أكثر هدوءاً و سكينة
طبعاً كان هناك الكثير من القبل و الأحضان و البكاء من الحاجة (فتحية) ووحشتنا و طولت علينا المرة ، و ليك وحشة يا راجل و غير ذلك مما سأوفره عليك ، و تعالى بنا ننتقل إلى غرفة المعيشة و نسمع ما يقولون
فتحية : وحشتنا يا كرم .... انت خاسس كدة ليه ؟ .. مبتاكلش ؟
وائل : خاســس إيه ماما ده زاد النص
الوالد : ( يضحك ) ياد اسكت .... انت مسحوب من لسانك كده علىطول
كرم : سيبه يا عبده .... ذنبه على جنبه
وائل : لا يا خالى أنا باهزر
كرم : ( ينظر لطارق الساكت منذ جلسوا ) إيه يا طارق .... ساكت ليه ؟ ... مالك ؟ ... و لابس الطاقية فى البيت ليه
طارق : أبداً يا خال .... مأفور شوية
كرم : مأفور ؟ ... يعنى إيه ؟
طارق : يعنى مصدع شوية
كرم : تلاقى من الطاقية اللى كابسها على راسك دى .... اقلعها يا راجل
فيخلعها طارق بعد تردد ، فتبدو رأسه خضراء مضحكة ينبت فيها شعره بالكاد
كرم : ( مندهشاً ) إيه ده انت دخلت الجيش و لا إيه
وائل : لأ كان بيحج ... هاهاهاها
يظهر الحرج على وجه (طارق) ، فتنظر إليه الأم شذراً ، و يزجره الأب
الوالد : وائل !!! إتلم
فيفهم كرم أن هناك شيئاً غير عادى ، فيحاول تغيير مجرى الحوار فيلتفت إلى الأب
كرم : إيه يا ( عبده) ... أخبارك إيه ؟ و عملت إيه فىموضوع الـ .... إيه ده ؟ .... انت حلقت شنبك ... مش كده ؟
يضع ( عبده) يده على موضع شاربه و يحمر وجهه و يضحك ضحكة مصطنعة
الوالد : آه ... ها ها .... تغيير ... اصله طلع فيه كام شعره بيضاً خفت الناس تقول على كبرت ...ها ها
ترى الأم الحرج بادياً على وجه زوجها فتحاول تغيير دفة الحوار هى الأخرى
الأم : و بعدين معاك يا (كرم) .... مش حتتجوز بقى ؟
كرم : إن شاء الله ... مش حسافر المرة دى إلا و معايا العروسة
الأم : أيوة كدة .... عاوزين نفرح بقى ..... و عروستك عندى
كرم : الله المستعان ...
الوالد : ( ينظر لكرم ) إيه يا عم (كرم) .... إيه حكاية دقنك دى ..... انت حتستشيخ ولاَّ إيه ؟
كرم : أستشيخ ؟ ..... أنا سايب دقنى سُنَّة .
الأب : ( فى لهجة الناصح ) لا يا ( كرم) .... احلقها .... مش ناقصين مشاكل....احلق دقنك دى صدقنى
كرم : ليه ؟ هى دقنى مضايقاك فى حاجة ؟
الأب : يا عم أنا عاوز مصلحتك .... في قلق فى البلد اليومين دول
كرم : ( ضاحكاً ) يا عم سيبها على الله
الأب : و بعدين انت داخل على جواز .... مين اللى حترضى بيك كدة و انت بقيت عامل زى الإرهابي ؟
كرم : إرهابى ؟
الأب : آه .... شكلك بصراحة وحش فيها .... ضَلِّمت وشك كده و كبرتك
الأم : وحش إيه تف من بقك يا أبو طارق ... أخويا زى القمر
الأب : اسكتى يا ( فتحية ) انت مش عارفة حاجة
كرم يضحك من جهل بن عمه ) لا حول و لا قوة إلا بالله
الأب : و انت بقى بقيت إخوانجى ؟ و لا إيه
كرم : ( يضحك ) إخوانجى إيه بس يا عبده …. لا يا سيدى مش إخوانجى
الأب : أمال إيه … شيعى يعنى
كرم : ( يتعالى ضحك كرم من سذاجة بن عمه ) يا عم شيعى إيه بس أعوذ بالله …. أنا حابقى افهمك كل حاجة يا عبده بس بعدين
وائل : بس تصدق برضه يا خال … انت لسة روش
كرم : ( يضحك ) ماشى يا عم وائل …. المهم أخبارك إيه فى الجامعة
الأب : فاشل … و ساقط و غشاش …. تصدق الواد يضحك على سنة كاملة مفهمنى إنه نجح و هو ساقط
كرم : لا حول و لا قوة إلا بالله .... إيه اللى جرالك يا وائل ... ما انت كنت كويس
يطرق وائل فى خجل و لا يرد ، فيلتفت إلى طارق
كرم : و انت يا روقة ... إيه أخبارك ... فى سنة كام السنادى
طارق : ( فى حرج ) لسة فى سنة تانية
كرم : سبحان الله .... انتم إيه اللى جرالكم يا أولاد ؟ شدو حيلكم شوية ... الدنيا مبتستناش حد
الأم : أيوة .... قولهم يا ( كرم)
كرم : ربنا يهديكم .... انتم بتصلوا و لا لأ ؟
الأب : ولا بيصلو
كرم : ( و قد بان عليه الحزن ) معقول ؟ ..... مبتصلوش ؟ ..... مش عارف أقولكم إيه بصراحة
يظهر الخجل على وجه وائل و طارق
الأم : ادعيلهم يا ( كرم) ربنا يهيدهم و يعقلهم
كرم : ربنا يهديهم .... و إن شاء الله قبل ما أسافر يكون موضوع الصلاة ده خلص .... مفيش حاجة اسمها ما يصلوش ... اتفقنا يا رجالة
يومئان برأسيهما موافقين ، و يبتسم (كرم) ليخفف من حدة الحوار
كرم : قوم يا وائل هات الشنطة عشان تشوفوا الحاجات اللى جبتها لكم
ينتفض وائل فى فرح و يجرى و يحضر الشنطة لخاله ، فيفتحها (كرم) و يبدأ فى إخراج الهدايا
فيخرج حذاء فخماً غالى الثمن و يعطيه لـ (طارق )
طارق : إيه ده ؟ ... فين الموبايل يا خال ؟ انت مش قلت لى حاجيبلك موبايل جديد بكاميرا و Mp3
كرم : أجيبلك موبايل عشان تقعد تسمع أغانى و تشوف عليه كليبات ... مش كدة ؟
طارق : طيب و إيه يعنى ... إيه المشكلة ؟
كرم : المشكلة إن الأغانى حرام
طارق : حرام ؟!!!!!!!!!! حرام إيه يا خال ؟ و مين اللى حرم الأغانى بقى ان شاء الله ؟
كرم : اللى حرمها هو ربنا سبحانه و تعالى .... انت مش شايف الطبل و الزمر و الرقص و المسخرة بتاعة الأغانى
الوالد : و أم كلثوم و عبد الوهاب حرام برضه يا ( كرم) ؟
كرم : يا جماعة ... الأغانى و الموسيقى كلها حرام ... سواء كان اللى بيغنى راجل أو ست ، قديم أو جديد
وائل : و التليفزيون يا خال
كرم : التليفزيون فيه حلال و فيه حرام ........ فيه قنوات محترمة دلوقتى ممكن تتفرج عليها ، و فيه قنوات زى الزفت كل اللى فيها معاصى و ذنوب
وائل : طيب و الإنترنت ؟
كرم : نفس الكلام ... فيه حلال و فيه حرام
ثم يفتح الحقيبة و يخرج منها مجموعة من الخمارات لأخته
كرم : و دى خمارات ليكى يا (فتحية) يا ريت تلبسيهم بدل الطرح اللى بتلبسيها
الأم : ( مسرورة ) ماشى يا أخويا ... و الله من زمان و أنا نفسى ألبس خمارات ... بس مكسوفة

ثم يصمت ، ووائل ينظر إليه بتلهف ... فالدور عليه ... و الخال لا يحرك ساكناً .... فيتنحنح (وائل)
كرم : (مبتسماً) عندك برد و لاَّ إيه يا (وائل)؟
وائل : لا ما عنديش برد .... هى الشنطة فضيت ولاَّ إيه ؟
كرم : ( يبتسم فى مكر ) آه خلصت ... هو انت مخدتش حاجة ولا إيه ؟ هو أنا نسيتك و لا إيه ؟
و يقلب الشنطة فيتأكد (وائل) أنها فارغة ، فينظرإلى خاله فى دهشة و يصمت فى غيظ
فيضحك (كرم) بشدة و يضحك الجميع ما عدا ( وائل ) طبعاً
فيضع (كرم ) يده فى جيبه و يخرج ساعة قيمة و يقول لـ(وائل)
كرم : اتفضل يا عم و لا تزعل .... هو أنا أقدر أنساك ؟
فينقض (وائل) على الساعة و يبدو على وجهه الفرح الشديد
الأم : إلهى يسعدك و يخليك يا كرم يا أخويا و يرزقك بالذرية الصالحة يا رب
طارق : مش أنا حاروح استلم شغل بكرة يا خال
كرم : عال ... كويس ... فين
فيحكى له (طارق) موضوع معرض السيارات و الأمن و خلافه
كرم : كويس ... بس دراستك أهم من كل حاجة .... عاوزين نخلص
طارق : إن شاء الله يا خال
كرم ( و هو ينهض ليرحل ) ان شاء الله حابقى أجيلكم بكرة أقعد معاكم قعدة طويلة
الأم : متقعد معانا النهاردة يا ( كرم)
كرم : معلش خليها بكرة .... فى كام مشوار كده لازم أعملهم
الأب : خلاص بكرة تتغدى معانا
كرم : بإذن الله
ثم يلتفت إلى وائل و طارق
كرم : الصلاة يا رجالة .... مش عاوزين نتكلم فى الموضوع تانى ... اتفقنا
وائل : ماشى يا خال .... من بكرة حنبدأ
كرم : من بكرة ؟ .......... مينفعش .......... ما تنامش إلا ما تصلى النهاردة
طارق : حاضر يا خال
يودعهم كرم على أمل اللقاء فى الغد
و يذهب كل منهم إلى حجرته ، ثم يتعالى رنين الهاتف فيرفع ( طارق) السماعة فيجد أنه ( هيما)
هيما : إيه يا معلم .... لسة منمتش ؟
طارق : لأ خالى جه من السفر و كان عندنا
هيما : ماشية معاك يا عم .... جابلك إيه ؟
طارق : جابلى حتة جزمة يابنى ... تحفة .... عمر الكبير فى عيلتكم ما اتصور جنب واحدة زيها
هيما : ماشية معاك يا عم .... يا ريت كان لى خال مسافر زيك
طارق : إنت حتقر من أولها ؟ .... المهم ... حلقت و لا لسة ؟
هيما : حلقت يا سيدى .... تصدق الحلاق كان عاوز منى عشرين جنيه
طارق : ليه ؟ ... دا أنا باحلق يخمسة جنيه
هيما : أصله بيقولى ان شعرى ماينفعش فيه المقص العادى .... عاوز مقص شجر
طارق : المهم ... مش عاوزين نتأخر زى امبارح
هيما : لأ ده من النجمة حاكون جاهز .... أنا قلت لـ(كُتْلة) على اللى حصل و قالى انه حييجى معانا
طارق: كويس ... يلا بقى عشان أقيس الجزمة الجديدة
هيما : ماشى يا أبو جزمة جديدة .... شاو يا مان
طارق : شاو
يضع كل منهما السماعة ، و تتصاعد أبخرة الأحلام فى رأس كل منهما فينسطلان
و بالذات (هيما) الذى يحلم بالمسدس الذى سيحمله فى جنبه كرعاة البقر الأبطال
طبعاً هو لا يعلم أنه فى الغد سيكون له مشكلة مع شخصية كبيرة
مع رئيس الجمهورية يا معلم
الله يخرب بيتك يا هيما هتودينا فى داهية
****************
إلى اللقاء مع المشهد الثامن


التعديل الأخير تم بواسطة قلب المحيط ; 03-08-2009 الساعة 01:22 AM

رد مع إقتباس
Sponsored Links
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 32 )
قلب المحيط
ارثوذكسي متألق
رقم العضوية : 32132
تاريخ التسجيل : Jun 2008
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 924
عدد النقاط : 12

قلب المحيط غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تمساح عايز يأنتخ ومش عارف من ابوة

كُتب : [ 03-08-2009 - 09:11 PM ]


المشهد الثامن
**************
فى تمام الساعة الحادية عشر كان (طارق) أمام بيتهم فى انتظار أصحابه ( هيما ) و ( كتلة ) ، و كان طارق قد تهندم و لبس أشيك ما فى دولابه ، و لبس الحذاء الجديد الذى أهداه إياه خاله .
دقائق و توقفت أمامه سيارة يقودها صديقهم ( كتلة) ، و هو شيء ضخم ، أقرع ، يبدو أنه يلعب حديد منذ كان فى بطن أمه ، فعضلاته تكاد تمزق ( البادى) الضيق الذى يرتديه و الذى يبرز عضلاته فى فجاجة و استعراض ، و يرتدى حقيبة صغيرة فوق حزام سرواله و لف رباطاً ضاغطاً على ساعده . و لكنه كان طيب القلب إلى درجة الهبل ، لدرجة أن الكثير من الناس يظن أنه سلالة متطورة من الحمير . و الذى لا يعرفه الكثيرون أنه شديد الجبن و هذا ما سنحتفظ به سراً الآن على الأقل .
نزل من السيارة و سار حيث طارق فى استعراض كامل و كأنه يمشى على المسرح ، فاستقبله طارق و قبلا بعضهما أربع قبلات على الخدين !!!!
كتلة : إيه يا معلم
طارق : إزيك يا برنس
كتلة : إيه يا عم اللى حصل .... الواد (هيما) حكالى الفيلم كله
طارق : اسكت يا (كتلة) دانا خدت علقة .... مخدهاش حرامى فى مولد
كتلة : طيب مش تبعتلى كنت جيت عملت الواجب
طارق : و هو احنا سكتنا لهم ..... بابا راح كسر المحل فوق دماغهم
كتلة : مية مية
طارق : أمال الواد ( هيما ) فين ؟ إيه اللى أخره كده
كتلة : زمانه جاى ... إحنا اتفقنا نتقابل عندك
لم تمض ثوان حتى أهل عليهم ( هيما) بالنيولوك الجديد ، فقد قص شعره ميرى ، فتغير شكله تماماً
طارق : إيه ده ... انت استحميت و لا إيه ؟
هيما : آه زيك كده .... إنما إيه يا عم الشياكة دى
طارق : ( يرفع رجله ) شفت الجزمة
هيما : ماشى يا عم ... عقبالنا
كتلة : ( يشير إلى السيارة ) يلا بينا عشان منتأخرش
هيما : إيه ده انت جبت العربية بتاعة أبوك ؟
كتلة : اسكت ده ذلنى لحد ما ادانى المفاتيح ، لولا إنى قلتله إنى حَفَوِّلها مكانش اديهالى
ركبا السيارة و انطلقت بهم ، و أدار ( كتلة) الراديو على إذاعة الـ Fm التى ابتلينا بها ، و رفع الصوت جداً
و كان كلما مر بجوار فتاة هدأ من سرعة السيارة و سار بجوارها ، و لا يقول شيئاً ، فلم تكن تواتيه الجرأة إلا إلى هذا الحد فقط ، و لو توقفت فتاة و نظرت إليه بحده لفر هارباً .
و كان (هيما) ساكتاً و قد بان عليه الانبهار ، فقد كانت أمنيته أن تكون له سيارة يملأها بالبنات الفاتنات صريعات جماله و جاذبيته .
أما طارق فقد كان يبدو عليه التوتر
طارق : يلاَّ يا عم ... مش عاوزين عطلة
كتلة : متخافش لسة بدرى
هيما : يا عم إحنا راكبين عربية مش أتوبيس
طارق : طيب حاسب لحسن تاخد على كده
هيما : ما تعلق لنا مزة كدة يا ( كتلة ) تطرى القعدة
طارق : يا عم الله يخرب بيتك اسكت ..... احنا رايحين نسترزق ... عايزين ربنا يفتحها فى وشنا
كتلة : ( يفشر ) خلاص و احنا مروحين حاعلق لكم ثلاثة
هيما : قشطة عليك يا الكُتَل يا جامد
طارق : ( ينفخ ) استغفر الله العظيم .......... متقفل الراديو ده يا ( كتلة)
كتلة : ليه ... دى أغنية حلوة قوى
كانت الإذاعة تذيع أغنية عن رجل يحب حماراً و يغنى له
المغنى : بحبك يا حمار ... بحبك يا حمار ... ولعلمك يا حمار... أنا بزعل أوي لما... حد يقول لك يا حمار .... يا حمار
و يبدو أن الأغنية قد مست وتراً حساساً فى أعماق ( كتلة ) أو هو شعر أن الكلام موجه له ، فأحب هذه الأغنية التى من المفروض ألا تذاع إلا فى الحظيرة .
طارق : يا عم اقفل الراديو بلاش قرف
كتلة : يا بنى دى أغنية حساسة قوى ... شوف من رقته بيحب كل حاجة حتى الحمار
هيما : يا عم خلينا نفرفش شوية
طارق : يا عم الأغانى حرام
يضحك ( كتلة ) و ( هيما) بشدة
هيما : حرام .. ؟ إيه اللى حرام يا عم الشيخ ؟
طارق : أيوه حرام .... كل الأغانى حرام
هيما : أمال لما هى حرام واخد منى ست شرايط و مش راضى ترجعهم ليه ؟
كتلة : مين اللى قالك كده يا عم ؟
طارق : خالى ... قالى إن الأغانى حرام و بالذات الأغانى الجديدة
هيما : ليه بقى إن شاء الله ؟
طارق : عشان مبتذلة و فيها إسفاف
يفرمل (كتلة) حتى يسيطر على نفسه من عاصفة الضحك التى ألمت به ، و لكن كان ضحكه غريباً بعض الشيء ، كان أقرب إلى النهيق منه إلى الضحك ، أما هيما فقد ضحك حتى سعل و كاد أن يشرق
هيما : هى هى هى ... إفساس ؟ .... يعنى إفساس يا مولانا ؟
طارق : إسفاف يا جاهل ... إسفاف ... يعنى حاجات مش كويسة
هيما : يعنى ريحتها وحشة مثلاً ؟ .... هى هى هى هى
طارق : جاتك القرف .... كل حاجة تاخدها تهريج كده
هيما : يا بنى انت حتجننى ..؟ ده الموبايل بتاعك كله أغانى
طارق : مسحتها كلها ...و مش حاسمع أغانى تانى
كتلة : بركاتك يا عم الشيخ
ثم ضحك و ضرب كفه بكف هيما الجالس بجواره
هيما : آل حرام آل .... ؟ ده كل أما ياخد منى كتاب يملاه بالأغانى اللى بيسمعها ، و بعدين جى النهاردة يقولى حرام .... هى الحالة إيه ... اشتغلت ؟
يسكت طارق فقد كان عديم الخبرة فى الرد على مثل هذا الهجوم
وصلوا إلى الشركة فركنوا السيارة و نزلوا منها و صعدوا إلى الشقة حيث مقر الشركة ، و دخلوا فسألوا على الأستاذ (عبدالله ) فوجدوا أنه غير موجود و أنه سوف يعود بعد ساعتين و أنه قد ترك لهم خبراً أن يمروا عليه فى تمام الثانية ظهراً
هيما : حنعمل إيه دلوقت ؟
كتلة : نستناه لحد ما ييجى
طارق : و حنستناه هنا ؟
كتلة : لأ ... تعالوا نستنى فى القهوة اللى جنب العمارة
هيما : ماشى ... يلاَّ
يذهبون إلى القهوة و يجلسون عليها فى انتظار الموعد ، و هذا أمر قد ألفوه ، فجلسوا يثرثرون و يشاهدون محطة تليفزيونية فضائية تعرض كليبات غنائية فاضحة
طارق : استغفر الله العظيم .... و الله حرام
هيما : يوه بقى ... انت حتقرفنا ؟ ... يا عم متع عينيك
كتلة : أنا حاشرب شيشة تفاح ... حتشربوا إيه ؟
هيما : و أنا كمان يا (كتلة) حاشرب شيشة كانتلوب .... ها ها ها ها
يضحك كتلة ، و يتمعر وجه طارق
هيما : الشيشة كمان حرام ... مش كده ؟
طارق : أما حلال ؟ طبعاً حرام ... أنا حاشرب شاى
هيما : و الله خالك دا باين عليه بوظك
ينادى كتلة على الجرسون فيطلب الشيشة و الشاى فيأتى الجرسون بالطلبات فيتعالى صوت الكركرة
كتلة : مش حتيجو معايا الصالة بقى ؟... مش عاوزين تبقوا رياضيين زيى؟
هيما : آه و الله يا كتلة ... حتى الواحد يملا بنطلونه
طارق : نفسى و الله
كتلة : اسكت ياد انت و هو ..... أنا لسة امبارح واحد حقنة شديدة ، ما بياخدهاش غير بتوع الاولمبياد ، بمية و عشرين جنيه
طبعاً هذه الحقن شديدة الضرر و تسبب أمراضاً خبيثة و لكن بعض شبابنا ابتلى بها للأسف
هيما منبهراً) و بتعمل إيه الحقن دى يا (كتلة)
يرفع كتلة ذراعيه إلى مستوى كتفيه يستعرض عضلات ذراعيه و يشير إليهما
كتلة : شايف سِمَّانتى عاملة ازاى ... حديد
طبعاً السمانة هى عضلة الساق الخلفية و ليست عضلة الذراع كما أشار الكابتن ( كتلة)
هيما : (بانبهار ) طيب ما تدينى ابرتين فى العضل خلينى اتنفخ زيك
كتلة : يا بنى ما تقدرش عليهم ... انت فاكر العملية سهلة
هيما : عارف لو جسمى يبقى زيك كده ؟... كانت أحلى بت ما تاخدش فى إيدى غلوة
طارق : يا بنى مش بالجسم .... ما (كتلة ) قدامك أهه .... عمر ما واحدة عَبَّرته
كتلة : يا بنى أنا اللى مفيش واحدة تملا عينى
هيما : يعنى عشان أبقى زيك كده ... عاوز وقت قد إيه
كتلة : عشان تبقى زيي لازم تخف من السل الأول ... ها ها ها
طارق : هو عاوز يلعب حديد عشان يستحمل الضرب اللى بياكله كل يوم
هيما : ما بلاش انت ... لحقت نسيت و لا إيه ؟ ...تحب أقلعك الطاقية و افكرك؟.
ينظر إليه طارق بغل و لا يجيبه
كتلة : لا بجد العملية مش سهلة .... يعنى مش أقل من ست شهور
هيما : ياه ... كتير قوى ... بس مش مشكلة ... لجل الورد ينسقى العليق
كتلة : العملية سخنة معاك قوى يعنى
هيما : أمال إيه يا عم ؟ ده أنا اتعقدت .... كنت بعاكس واحدة امبارح راحت مهزآنى .... قالتلى يعنى مفيش غيرك يا معصعص يا مفعص... أحرجتنى بنت الذين
يضحك طارق و كتلة و ينشغلون بمشاهدة التليفزيون
بعد قليل يتعالى صوت أذان الظهر ، فينتفض طارق
هيما : إيه ؟ ..... فيه إيه ؟
طارق : الظهر
كتلة : ماله ؟
طارق : بيأذن
هيما : طيب و إيه المشكلة ؟
طارق : مش حنروح نصلى ؟
ينظران إلى بعضهما فى ذهول ، هل قال فعلاً ما سمعاه أن أنهما يهذيان
هيما : نعمل إيه ؟ نصلى ؟
طارق : آه
كتلة : إنت إيه اللى جرالك يا طارق .... هى العَلْقَة أثرت على عقليتك و لاَّ إيه
طارق : ليه يا عم و أنت شايفنى وقفت على دماغى ؟ دا أنا بقولك نروح نصلى الظهر
هيما : يا بنى اقعد ربنا يهديك
طارق :ما هو عشان ربنا يهدينى لازم اروح أصلى
كتلة : تصدق حازعل منك كده يا ( طارق )
طارق : ليه يا عم العبيط انت كمان ؟ كل ده عشان بقول لكم تعالوا نصلى ؟
كتلة : انت اتغيرت خالص يا طارق ... خالك باين لعب فى دماغك
طارق : مش عاوز رغى ... حتيجو و لاَّ أروح أنا
هيما : معلش مش حاقدر آجى
طارق : ليه يا خفيف ؟
هيما : ( متظرفاً ) أصل أنا عندى عذر ... ها ها ها ها
فينهق ( كتلة) ، أقصد يضحك بملء فمه و يضرب بكفه كف (هيما)
طارق : مش عاوزين تبطلوا تريقة ؟... طيب ماشى
و يولى طارق وجهه شطر المسجد المجاور فيجرى ورائه ( كتلة )
كتلة : استنى يا روقة ... يا عم متقفش كده ... احنا بنضحك معاك
طارق : حتيجى معايا طيب ؟
كتلة : مش حينفع
طارق : ليه ؟
كتلة : اصل كمان عندى عذر ... ها ها ها ها ها
و يرتفع صوت النهيق ، حتى يجلب إليهم أنظار رواد المقهى ، و يغضب طارق ثانية و يلتفت لينصرف فيمسك به كتلة
كتلة : يا عم استنى ... انت مالك قافش كده ؟...
طارق : حتيجى و لا لأ ...؟ متعطلنيش
كتلة : أصل أنا ما صليتش الصبح
طارق : معلش ... تعالى صلى الصبح و الظهر
كتلة : أصلى مش متوضى
طارق : فيه حمام هناك تعالى اتوضى
كتلة : أصل البنطلون ضيق قوى ، و بعدين أنا لابس الشراب من أسبوع ، لو قلعته الناس حتموت ... ها ها ها ها
طارق : طيب براحتك
يهرع إليهما (هيما ) فيتوجه إلى (كتلة) بالكلام
هيما : إيه يا عم انت كمان ... هو لعب فى دماغك إنت راخر ؟
طارق : لأ متخافش دماغه زي دماغك بالضبط .... جزمة قديمة
ثم ينصرف باتجاه المسجد ، فيناديه (هيما) و يجرى إليه
هيما : طارق ... استنى
يقف (طارق) ينتظره بفروغ صبر
طارق : عاوز إيه يا حلو ؟
يمد (هيما) يده و يمسح بها كتف (طارق) و يسمح بها وجهه و صدره
هيما : ( باستظراف ) بركاتك يا مولانا ... ها ها ها ها
طارق : (بقرف) غتت
يعود (كتلة) و (هيما) إلى المنضده الخاصة بهما ، و يذهب (طارق) إلى المسجد ، و هو يشعر بأحاسيس مختلفة
فهو مسرور لأنه لم ينصع لكلام زملائه ، و يشعر أنه رجل ، لأنه ليس لأحد سلطان عليه ، و قد كان حتى الأمس فقط عديم الشخصية منقاد لكل من يسوقه ،
فصلى طارق
و استدار ليرتدي الحذاء ..... و لكن أين الحذاء
طارق : يا نهار أزرق ... الجزمة فين ؟ دى بربعميت جنيه .... الشغل ... حاروح أقابل الراجل حافى ... الله يخرب بيتك يا ( هيما)
************************************************** *****************
طيب و (هيما) ذنبه إيه بس ما هو نصحك و قال لك متصليش انت اللى مسمعتش الكلام
يا ترىطارق حيعمل إيه ؟
*********************************************
إلى اللقاء مع المشهد التاسع


التعديل الأخير تم بواسطة قلب المحيط ; 03-08-2009 الساعة 09:24 PM

رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 33 )
elphilasouf
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 15515
تاريخ التسجيل : Feb 2008
مكان الإقامة : ismailia , egypt
عدد المشاركات : 12,328
عدد النقاط : 81

elphilasouf غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تمساح عايز يأنتخ ومش عارف من ابوة

كُتب : [ 03-08-2009 - 09:28 PM ]


ههههههههههههههههه حلوه اوي


رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 34 )
قلب المحيط
ارثوذكسي متألق
رقم العضوية : 32132
تاريخ التسجيل : Jun 2008
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 924
عدد النقاط : 12

قلب المحيط غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تمساح عايز يأنتخ ومش عارف من ابوة

كُتب : [ 03-08-2009 - 09:43 PM ]


ميرررررررررسي


رد مع إقتباس

اضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مسرحية بيشوي يونان عبد المسيح مركز البابا شنودة لوسائل الايضاح 16 02-22-2012 01:31 PM
يارب انا عارف انك موجود وشايفني وحاسس بي dodielpop التأملات الروحية والخواطر الفكرية 39 06-09-2011 02:24 AM
عارف امتى هتصعب عليك نفسك...؟؟ new.marina المنتدى العام 12 11-15-2010 06:19 PM
ترنيمة:: عايز منك هدية::جميلة جداً Rss مواضيع منقولة من مواقع اخرى بخدمة Rss 4 03-01-2010 06:20 PM
مسرحية الأسرة بيشوي يونان عبد المسيح القسم الفنى 7 07-11-2008 09:37 AM

Rss  Rss 2.0 Html  Xml Sitemap SiteMap Info-SiteMap Map Tags Forums Map Site Map


الساعة الآن 10:48 AM.