الآيات (1-23): في كتاب إنجيل متى (مت1:15-20)
الآيات (24-30): في كتاب إنجيل متى (مت21:15-28)
الآيات (31-37): (شفاء أصم أعقد)
الآيات (مر31:7-37): "ثم خرج أيضاً من تخوم صور وصيدا وجاء إلى بحر الجليل في وسط حدود المدن العشر. وجاءوا إليه بأصم أعقد وطلبوا إليه أن يضع يده عليه. فأخذه من بين الجمع على ناحية ووضع أصابعه في أذنيه وتفل ولمس لسانه. ورفع نظره نحو السماء وأن وقال له إفثأ أي انفتح. وللوقت انفتحت أذناه وانحل رباط لسانه وتكلم مستقيماً. فأوصاهم أن لا يقولوا لأحد ولكن على قدر ما أوصاهم كانوا ينادون أكثر كثيراً. وبهتوا إلى الغاية قائلين أنه عمل كل شيء حسنا جعل الصم يسمعون والخرس يتكلمون."
في الآيات السابقة رأينا السيد المسيح يذهب إلى تخوم صور وصيدا حتى يخلص نفس المرأة الكنعانية وابنتها، فهو كما ذهب للسامرة لأجل خلاص نفس السامرية، هكذا صنع هنا خلاصاً لهذه الكنعانية. ولكنه لم يًرد أن يستمر في أراضي الأمم كثيراً حتى لا يعثر اليهود (= ثم خرج أيضاً من تخوم صور وصيداء=) إذ يرونه في شركة مع الأمم الدنسين. والسيد هنا يشفي أصم أعقد. وأعقد أي ثقيل اللسان، يتكلم بصعوبة وذلك لأنه أصم، وبسبب صممه إلتوى لسانه. وروحياً فهذا يمثل العاجز عن تسبيح الله لأنه سد أذانه عن سماع كلمة الله، ويمثل العاجز عن الشهادة للحق. والمسيح استخدم معه طرقاً ملموسة، حتى توقظ فيه هذه الحركات الخارجية روح الإيمان اللازم لنوال الشفاء، لأنه وهو أصم لا يستطيع أن يسمع كلام الرب. فالسيد وضع إصبعه في أذنيه ليشعر المريض بإصبعه أي قوته الشافية ويتلامس أيضاً مع حب المسيح وحنانه. وتفل ولمس لسانه ليؤمن أن هناك قوة ستخرج منه لتفك لسانه. ورفع نظره ليعلم المريض أن يرفع نظره لله، وليؤكد له أن القوة التي ستشفيه هي من الله وأنه متحد مع الآب. وأن قوة الشفاء هي من الله وليست من بعلزبول. والإصبع هو إشارة للروح القدس (لو20:11+ مت28:12). وعمل الروح القدس هو فتح حواسنا الروحية لندرك السماويات.وتفل المسيح كان ليرى هذا الأصم شيء معبر عن الحياة يخرج من المسيح، فجسد المسيح حي ومحيي ومن يأكله يحيا به (يو57:6) وكان التفل (جزء من جسد المسيح) ليعطي حياة لأعضائه الميتة، هذه كنقل دم لمريض ليعطيه حياة وأنَّ.. وقال إفثا= أنين المسيح هنا هو مثل بكائه على قبر لعازر فهو متعاطف معنا، شاعر بألامنا "في كل ضيقهم تضايق" وقوله إفثأ (آرامية وتعني بالعربية إنفتح)، فهذا يعبر عن إرادة الله أن تكون حواسنا مفتوحة على السماويات. وللوقت= إعلاناً عن قدرة السيد نجد الشفاء فورياً، وهذا ما يريد مرقس إظهاره للرومان.
جعل الصم يسمعون والخرس يتكلمون= [1] إذاً هناك معجزات كثيرة أخرى لم تذكر [2] لاحظ كيف يقدم مرقس المسيح للرومان الذين يعشقون القوة، فهو ينتصر لا على جنود بل على أرواح شريرة وعلى أمراض مستعصية.
وهذه المعجزة هي معجزة متعددة:
شفاء الصمم.
شفاء الخرس.
تدريب على الكلام = تكلم مستقيماً.
تخزين كلمات في عقل المريض.
أوصاهم ألا يقولوا لأحد= 1) حتى لا يثير اليهود بأنه المسيا المنتظر بحسب مفاهيمهم فيثوروا على الرومان.
2) هو لا يبحث عن الشهرة بل لإيمان الناس ليخلصوا.