تذكرنــي
التسجيل التعليمـــات التقويم مشاركات اليوم البحث
يمكنك البحث فى الموقع للوصول السريع لما تريد


  †† ارثوذكس †† > كل منتدايات الموقع > حياة القديسين والقديسات > سير القديسين

سير القديسين نضع سير وقصص حياة القديسين المعروفين والغير معروفين وكل ما قيل عنهم


مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع أرسل هذا الموضوع إلى صديق أرسل هذا الموضوع إلى صديق


موسوعة من كنوز الايمان " مارجرجس بالدليل و البرهان "

شكر خاص جداً : شكر خاص جداً مقدم من القائمين علي إعدا هذا الموضوع الى راهبات دير الشهيد العظيم مارجرجس بمصر القديمة على مساعدتهم لنا فى اعداد هذا الموضوع وذلك

اضافة رد

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية بنت أمير الشهداء
بنت أمير الشهداء
ارثوذكسي شغال
بنت أمير الشهداء غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 37691
تاريخ التسجيل : Oct 2008
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 53
عدد النقاط : 10
قوة التقييم : بنت أمير الشهداء is on a distinguished road
New Asa موسوعة من كنوز الايمان " مارجرجس بالدليل و البرهان "

كُتب : [ 11-28-2008 - 02:29 PM ]


موسوعة كنوز الايمان " مارجرجس 359474223uo0.gif
شكر خاص جداً :
شكر خاص جداً مقدم من القائمين علي إعدا هذا الموضوع الى راهبات دير الشهيد العظيم مارجرجس بمصر القديمة على مساعدتهم لنا فى اعداد هذا الموضوع وذلك لتعاونهم معنا وتزودنا بالمعلومات والمراجع التاريخيه.


مقدمة

اعزائى كثيرون قرأوا سير أمير الشهداء مارجرجس وقليلون هم الذين دراسوا تاريخة المجيد الذى كان فخر للإيمان المسيحى و يتساءل البعض كيف وصلت الينا سيرة أمير الشهداء و قصة حياتة و كيف احتمل كل هذا العذبات من اجل حبيبه يسوع المسيح له المجد و كيف وصل جسدة الطاهر الى مصر وفى هذا الموضوع سوف نجيب عن كل هذة الاسئلة و لنعيش مع امير الشهداء قصة حياتة لحظة بلحظة و نرى كيف بزل دمة الطاهر من اجل حبيبة يسوع المسيح و فى النهاية نرى رب المجد و هو يلبسه السبع أكاليل و يعطية لـقـب أمـــيــر الـشـــهـداء و قـــديـس كــــل الـعـصـور .
وفى الصفحات القادمة نعيش مع أمير الشهداء ...

عظيم الفرسان ....
القديس العظيم مارجرجس.

اخذو بركه اعداد الموضوع :-

(بنت أمير الشهداء &حبيب مارجرجس)




التعديل الأخير تم بواسطة بنت أمير الشهداء ; 11-28-2008 الساعة 02:52 PM
رد مع إقتباس
Sponsored Links
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 2 )
بنت أمير الشهداء
ارثوذكسي شغال
رقم العضوية : 37691
تاريخ التسجيل : Oct 2008
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 53
عدد النقاط : 10

بنت أمير الشهداء غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موسوعة من كنوز الايمان " مارجرجس بالدليل و البرهان "

كُتب : [ 11-28-2008 - 02:35 PM ]


الفهرس


الفصل الاول :القاب و مكانة الشهيد فى العالم .
الفصل الثانى :ايقونة مارجرجس .
الفصل الثالث:ميلادة و حيـــــاتة الاولـــــــــى .
الفصل الرابع : غيرة القديس على الايمان و معركتة ضد الشيطان .
الفصل الخامس:عشرات العذابات و ثلاثة ميتــــــــــات.
الفصل السادس : الاستشهــــــــــــــــــ اد.
الفصل السابع:نقل جسد الشهيد من صور إلى اللد بفلسطين .
الفصل الثامن:بناء أول كنيسة على أسم القديس .
الفصل التاسع: نقل أعضاء الشهيد من اللد بفلسطين إلى بئر ماء بالواحات .
الفصل العاشر:نقل الأعضاء إلى دير الأنبا صموئيل بالقلمون .
الفصل الحادى عشر:نقل الأعضاء إلى مصر القديمة .
الفصل الثانى عشر :بعض معجزات القديس بناء أول كنيسة على اسمة فى الديار المصرية ( بقرية حصة برما – غربية ) .
الفصل الثالث عشر : أمر دقلديانوس بهدم كنيسة مارجرجس باللد .
الفصل الرابع عشر : مكانة مارجرجس فى السماء .
الفصل الخامس عشر : تمجيد و ذكصوبوجية مارجرجـــــــــــــس .
الفصل السادس عشر : بعض من معجزات أمير الشهداء مارجرجــــس .


التعديل الأخير تم بواسطة بنت أمير الشهداء ; 11-28-2008 الساعة 02:53 PM

رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 3 )
بنت أمير الشهداء
ارثوذكسي شغال
رقم العضوية : 37691
تاريخ التسجيل : Oct 2008
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 53
عدد النقاط : 10

بنت أمير الشهداء غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موسوعة من كنوز الايمان " مارجرجس بالدليل و البرهان "

كُتب : [ 11-28-2008 - 02:39 PM ]


الفصل الاول :القاب و مكانة الشهيد فى العالم :
جيئورجيوس :اسم يونانى .
جرجس :الاسم الذى عرف بة فى فلسطين .
مارجرجس :( مار ) كلمة سريانية معناها السيد .
جرجس الملطى :نسبة الى مدينة فلسطينية موطن أبوى القديس و أجدادة و هى فى إقليم كبادوكيا .
مارجرجس الرومانى :لمنحة حقوق المواطنة الرومانية .
مارجرجس الفلسطينى :لآن والدتة كانت من اللد .
مارجرجس الكبير :تميزا لة عن القديسين الذين يحملوهن اسمه .
سان جوج :فى الكنائس الغربية .
الخضر :عند غير المسيحين .
كوكب الصبح المنير :فى ذكصولوجية باكر .
أمير الشهداء :أعطاة اياة السيد المسيح .
سريع الندهة :سريع الاستجابة ( اللقب الشعبى ) .
جورجى :أبو جورج .
أسماء كثيرة لقديسنا العظيم يعرفها مسيحيو الشرق و الغرب , كما يعرفة أيضا إخواتنا المسلمون ... فهو الشهيد العظيم الذى تتلآلآ سيرتة فتضى المسكونة كلها ..
كان شجاعا بطلآ , حتى فى اللحظة التى أسلم فيها رأسة , والدم ينزف من رقبتة ليروى الأرض العطشى لإرواء ظمأها من دماء الشهداء المسيحيين ...
كان يضع أمام عينيه قول السيد المسيح : " وتكون مبغضين من الجميعمن أجل اسمى . و لكن الذى يصبر ألى البمنتهى فهذا يخلص " ( مت 10 : 22 ) .
حفظ منذ نعومة أظفاره فى بيت أبية هذا القول : " لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد و لكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها بل خافوا بالحرى من الذى يقدر أن يهلك النفس و الجسد كليهما فى جهنم .. فكل من يعترف بى قدام الناس أعترف أنا أيضا بة قدام أبى الذى فى السموات . ولكن من ينكرنى قدام الناس أنكرة أنا أيضا قدام أبى الذى فى السموات " ( مت 10 : 28-33 ) .
إنة البطل و الشهيد ...
لابس الظفر ...
الملك الشجاع ...
رائد الفرسان ...
أمير الشهداء ...
حامى الجزر البريطانية ...
شفيع الكشافة فى العالم ...
المنقذ السريع الاستجابة ...
نصير الكنيسة الجامعة ...
صفات و ألقاب و كنايات أطلقت علية فى جميع العالم من المعسكر الشرقى الى الغربى ... كنائس و أديرة تطلق اسمه ...معاهد و كليات فى الخارج , مؤسسات تجارية و صناعية تتبارك باسمة ...
فإنجلترا : تتخذ من الشهيد العظيم مارجرجس شفيعا لها , و الملك إدوارد يبنى كنيسة ( سان جورج ) و أصدر عملة باسمة وضع صورة القديس عليها , و أرفع الأوسمة
المرصعة بالجواهر فى إنجلترا باسم ( سان جورج )




وروسيا : ( أيام الحكم القيصرى ) كافأت قيصرتها كاترين
الثانية المنتصرين فى الحرب بوسام ( مارجرجس ) و
هو عبارة عن صليب نقش فى وسطه صورة الشهيد يطأ تنينا .
واليونانيون : يسمونة حامل علامة الظفر , و ينظمون الآناشيد تكريما له , و يذكرونه فى ملاحمهم الشعبية , و أغلب كنائسهم و أديرتهم تحمل اسم البطل ( مارجرجس )
و فى بلاد الشام :( سوريا , لبنان , فلسطين ) يؤمن إخواتنا المسلمين بمعجزات مارجرجس , و يطلق علية اسم (الخضر ) لوجود كنيسة باسمة فى بلدة ( صهوة الخضر ) وهى بلدة إسلامية ولكن تحدث بها معجزات الشفاء باسم إله مارجرجس.


التعديل الأخير تم بواسطة بنت أمير الشهداء ; 11-28-2008 الساعة 02:54 PM

رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 4 )
بنت أمير الشهداء
ارثوذكسي شغال
رقم العضوية : 37691
تاريخ التسجيل : Oct 2008
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 53
عدد النقاط : 10

بنت أمير الشهداء غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موسوعة من كنوز الايمان " مارجرجس بالدليل و البرهان "

كُتب : [ 11-28-2008 - 02:45 PM ]


الفصل الثانى :ايقونة مارجرجـــــــــــس :
نري فى الأيقونة دائماً صورة البطل الفارس راكباًجواده ، وفي يده حربة يطعن بها التنين ، وقد وقفت على بعد عروس جميلة ...

وفى الحقيقة فإن الصورة لها معنى رمزى لا واقعى .
.
البطل الفارس : هو الشهيد مارجرجس قائد فرقة الحرس الإمبراطورى الروماني برتبة ( تريبيون ) أى قائد ألف .

الحصـان : يمثل الرعب والفزع ..انه يقفز ويصهل لأن الحيوان لا يعرف الإيمان



الحربـة :ترمزالي قوة المسيحية التي ستبدد قوات الوثنية وسلطان ظلامها .
التنين :هو الشيطان مجسماً فى داديانوس الطاغية ، كما تجسمقديماً فى الحية ليوقع آدم وحواء فى الخطية .



أما الفتــاة :تلك العروس الجميلة الواقفة غير بعيدة عن الفارس ترقب معركته معالتنين فى سكون و رهبة ,وألم و أمل .. فهى .. الكنيسة المسيحية التى تعانى الضيق و الاضطهاد , ولكنها ستنتصر فى النهاية , و يرفرف علمها عاليا فى كل مكان ...
والآن
مع رحلة الأيام و الآلام ....
مع أمير الشهداء ..

الذى بذل دمة .. من أجل حبيبه ... يسوع المسيح.

رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 5 )
بنت أمير الشهداء
ارثوذكسي شغال
رقم العضوية : 37691
تاريخ التسجيل : Oct 2008
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 53
عدد النقاط : 10

بنت أمير الشهداء غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موسوعة من كنوز الايمان " مارجرجس بالدليل و البرهان "

كُتب : [ 11-28-2008 - 02:57 PM ]


الفصل الثالث : ميلادة و حيـــــاتة الاولـــــــــى :
والدة هو الأمير أنسطاسيوس ابن يوحنا , المقدم الكبير الذى بقبادوقية , كان أنسطاسيوس حاكم ملطيه هى بلدة فى الشرق الأقصى من قبادوقية لما تولى مركزة , بحث عن زوجة له عفيفة طاهرة , فأرشدة أهل فلسطين إلى الأمير ديونيسيوس كبير مدينة ( اللد ) وكانت لة ابنة هى (ثيؤبستى) فتزوجها و انجب منها جرجس فى النصف الاول من القرن الثالث , ثم أختين لة هما ( أكاسية ) و ( مدرونة ) .
نشأ القديس نشأة صالحة طبعت فية المبادى المسيحية .. فقد ترعرع فى بيت مسيحى شعاره التقوى , و الفضيلة , و الإيمان , و الرجاء ...
توفر للقديس قراءة الكتاب المقدس ,و فهم الكثير مما غمض علية كقول بولس الرسول :
" وإنك منذ الطفولية تعرف الكتب المقدسة القادرة أن تحكمك للخلاص بالايمان الذى فى المسيح يسوع " ( 2 تى 3 : 15 ) .
إن إيمان مارجرجس القوى الذى نما بة منذ الصغر , تعلمه من البيئة التى نما و ترعرع فيها .
لما بلغ القديس العاشرة من عمرة , توفى و الدة, وانتقلت الأم ( ثاؤبستى ) بأولادها من مدينة ( القبادوق ) إلى مدينة ( ديوسبولس ) من أقاليم فلسطين مسقط رأسها حيث كان لها بها أملاك كثيرة .
أما الوالى ( يسطس ) الذى تولى مكان و الده كان باراً تقياً ... , لما سمع بشجاعة القديس أرسل و استحضره إلية هو اسرتة , فرأى فى جرجس الوداعة و طاهر القلب و ذا بأس و شدة , ففرح بة فرحاً عظيماً , ورحب به , وأنس إلية , طلب يسطس من والدة جرجس السماح له أن يربى جرجس فى الجندية , فواقت وكان بمثابة والد لجرجس عوضا عن أبية و رباه وعنى به . ثم قدمه قائدا على خمسة آلاف جندى . و بعد ذلك كتب للامبراطور يخبره عن نسب و مركز الشاب . ومن ثم كان يصرف لجرجس مبلغ ثلاثة آلاف دينار مرتبا شهريا , وكتب اسمه فى ديوان الملك . هكذا عاش جرجس سعيدامع يسطس لمدة عشر سنوات , و قد أشركة معه فى حكم فلسطين , و بينما كان الوالى يفكر فى إقامة حفلة عرس لابنته على القديس افتقده السيد المسيح فانتقل من هذا العالم أما القديس فلإنه كان يفكر فى قرارة نفسه أن يظل عريساً للسيد المسيح , بكراً طاهراً للملكوت الأبدى , فقد اعتبر أن موت الوالى ( يسطس ) علامة له لحفظ بتوليته وعفته .
الفصل الرابع : غيرة القديس على الايمان و معركتة ضد الشيطان :
كان فى ذلك الزمان لما وجد الشيطان أن الايمان بالمسيح ينتشر فى كل العالم , مما أدى إلى قلة عبادة الاوثان , دخل إلى قلوب الحكام فى كل مكان , و جعلهم يثيرون اضطهادا شديدا ضد المسيحيين . و بالمثل داديانوس الفارسى , إذ لما صار حاكما على فينيقية , كتب منشورات للحكام و الرؤساء الذين فى مملكته أن يجتمعوا فى العاصمة . حينئذ اجتمع سبعون حاكما , ثم أمر داديانوس الملك أن يحضروا كل آلات التعذيب و يضعوها أمامه , و أقسم داديانوس أنه إذا ظفر بقوم لا يعبدون آلهته , فإنه يعذبهم عذابا شدبدا , ولمدة ثلاث سنوات كاملة انقضت , لم يقدر فيها أحد أن يجهر بمسيحيتة , لماعرف جرجس بأمر هذا الاضطهاد قام لوقته ليذهب إلى فينيقية ( صور حاليا ) بعد أن وزع أمواله على الفقراء و المحتاجين ومنح العتق و الحرية لكثير من عبيده , و بدأ يستعد لمعركة الجهاد عن الإيمان ... لما وصل إلى فينيقية ترك سفينته مع بعض من غلمانه و ذهب إلى مجلس الملوك برئاسة داديانوس فرأى الأصنام منصوبة أمامهم , و الناس يقدمون إليها الذبائح . لما رأى ذلك عاد أدراجه إلى غلمانه حتى يطلق كان من معه فى السفينة استعداداً لمعركته مع أعداء حبيبه يسوع المسيح . ذهب القديس إليهم , وطلب منهم العودة إلى مدينته , و أعلمهم أنه ذاهب ليدافع عن اسم سيده وقال لهم : " خذوا عتقكم بأيديكم , وإذا ما بلغكم خبر وفاتى , اصنعوا معى محبة من أجل الرب , وكفنوا جسدى , واذهبوا به إلى مدينتى " . لما سمع غلمان القديس بهذا الكلام بكوا بكاء مراً , ووقعوا على عنقه و قبلوه , وودعوه , وانصرفوا من عنده وهم يمجدون الله . أما ثلاثة من غلمانه فإنهم أصروا على الا يتركوه , ويلازمونه فى فينيقية ( صور حالياً ) . وقد شاهد هؤلاء الثلاثة و أحدهم كان يسمى " سقراط " , شاهدوا جهاد القديس كله , و إتمام شهادته , و تروى الميامر أنهم هم الذين كتبوا قصة معركته مع داديانوس .
ذهب القديس إلى مجلس الملوك و على رأسهم داديانوس ,وأعلن بشجاعة أنه مسيحى يعبد الله وحدةفلما رآه داديانوس الملك الكافر حسنا فى قامته , بهيا فى شخصيته , جميلا فى منظره عند ذلك أدرك الملك الكافر أنه شريف النسب ابن أمير رفيعالمنزلة ,فقال له : " فليكن معلوما عندك أننا جميعا أحياء على الأرض بفضل و إنعام آلهتنا . و نحن اليوم لهم عابدون , و عندهم محبوبون . و أنت أيضا تكون من جملتنا و مساو لنا فى الشرف و الكرامة . إننى للآن , منذ جلست ها هنا لى ثلاث سنين , أنا و هؤلاء الملوك التسعة و الستين , لم نسمع قط مثل هذا الكلام : " إنى مسيحى نصرانى " سوى من فمك اليوم . و لذلك تحققت المعرفة فى ذاتى أنك شريف النسب و كريم المنزلة , و أنك شجاع و اثق من قوتك . لذلك لم تكترث بكثرة الجيوش , و لم يعينك أمر هيبة الملك و العساكر المحيطة بك . و الآن , فليكن الأمر ظاهرا لك و معروفا عندك أيها العزيز أنك لم تزدر بنا و حدنا , لكن الآلهة أيضا احتقرتها و أهنتها . و لهذا يجب عليك من الآن أن تتوب و تستعطف بقلبك و تسجد للآلهة و تطلب إليها أن تغفر لك ما سلف من جهلك و ما قلته . وأنا أيضا و جميع هؤلاء الملوك نقبلك كقبول ابن محبوب و عزيز عندنا , و نغفر لك و نسامحك على جميع أخطائك و ما قد فرط منك . ثم تنال من حسن تدبير الآلهة كرامات جزيلة و منزلة ملوكية رفيعة , و تكون أميرا على عشرة مدن و كل تخومها حيثما أردت من هذا العالم كله . "
فأجاب الشجاع الشديد القلب مارجرجس : " ملعونة هى أصنامك النجسة التى تدعوها آلهة و ليست هى كذلك , لكنها أوثان شياطين"
فغضب الملك الكافر داديانوس و استشاط غيظا , و قال له : " إننى أكلمك كلام الوالد لولده , و أشير عليك بما يرفعك إلى الكرامة و الإجلال . أما أنت فجاهل , و كمن ليس له معرفة . من أين أنت , و ما هو اسم أبويك ؟! و ما سبب حضورك إلى ها هنا ؟ "
أما الأمير المغبوط , فإنه لم يشأ أن يعلمه باسمه , و لا يعرفه بمنزلة أبويه و كرامتهما . فقال الملك الكافر داديانوس و بقية الملوك للقديس مارجرجس : " نحن نقسم عليك أيها الفتى بيسوع المسيح , الذى تدعوه أنت إلهك , أن تعلمنا باسمك و اسم أبيك , و إن كان لك أهل باقين أحياء فى هذا العالم , و هل لك إخوة أو أخوات ؟ و ماذا تلتمس , و لأى شىء حضرت إلى هذه المدينة ؟ " أما القديس مارجرجس , فلما حلفوه باسم السيد المسيح , أجابهم قائلا : " لأجل أنكم أقسمتم على باسم السيد المسيح إلهى فلا أخفى عنكم شيئا . فإنا مسيحى نصرانى ابن نصرانى , و ليس أحد فى جنسى يعبد الأصنام . و أنا اسمى جرجس و اسم أبى أنسطاسيوس ." فلما علم الملوك إنه ابن أمير عظيم كريم المنزلة , اتضعوا له للوقت , و كلموه باللين قائلين : " قد تحققنا الآن كرامة جنسك و شرف منزلتك . و الآن , هلم و كن خاضعا و طائعا لنا , و ليحسن عندك رأينا و مشورتنا , و قرب لآلهتنا المكرمة الطاهرة لتنال كرامات جزيلة منا . " فأجاب القديس العظيم مارجرجس قائلا لهم : " أعلمونى لمن من الآلهة تريدون أن أسجد ؟ ! " فأجاب داديانوس و قال : " أريد أن تحمل القربان لأبلون الذى رفع السماء و بوسيدون الذى ثبت الأرض . " فقال الطوباوى مارجرجس : " أما تستحى أن تدعو الشياطين آلهة لك ؟ و لكن ليس من أجلك و لا من أجل الملوك الكفرة الموافقين لرأيك , و لكن لأجل هذه الجموع الحاضرة , أتحدث عن عمل الأنبياء الأصفياء الأبرار , و أبرهن صالح أعمالهم , و انظر أنت هل هى مثل آلهتك الصماء أم لا . أتراك أيها الملك تأمرنى أن أحمل قربانا لإله مار بطرس أم لأبللون مفسد جميع العالم ؟! أتريد أن أحمل قربانا لمن : لإله إيليا النبى الذى كان على الأرض و صعد إلى السماء بمركبة و خيول من نار أم بوسيدون الساحر النجس الذى سحر النار ؟! أتراك تتعبد لا سماكندروس الذى سحر النار أيضا و صار نجسا ؟! هؤلاء الذين لأجل أعمالهم الرديئة الذميمة نزلوا إلى أسفل الهاوية . و الآن , إخزى أيها الملك , لأن آلهتك ليست آلهة و لكنها أصنام , و ليس لها نفس و لا تسمع و لا تنظر , بل هى أوثان و شياطين . "
فلما سمع ذلك الملك الكافر داديانوس , امتلأ غضبا و حنقا على القديس مارجرجس .
و الآن :
مــع أمير الشهداء فى رحلة عـــذاباتة !!
سبع سنوات ...

و أربع ميتــات ...
و عشــرات العذابات ...

و لكنهم " لم يقدروا أن يميلوا افكاره و لا إيمانه المستقيم و لا عظم محبته فى الملك المسيح "


" من ذكصولوجية مارجرجس "

رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 6 )
بنت أمير الشهداء
ارثوذكسي شغال
رقم العضوية : 37691
تاريخ التسجيل : Oct 2008
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 53
عدد النقاط : 10

بنت أمير الشهداء غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موسوعة من كنوز الايمان " مارجرجس بالدليل و البرهان "

كُتب : [ 11-28-2008 - 04:11 PM ]


الفصل الخامس:عشرات العذابات و ثلاثة ميتــــــــــات:
أمر داديانوس جنودة أن يأخذوا القديس خارجاً و يخلعوا عنه ثيابه , و يشدوا على حقوبه مئزرة و يرفعوه بين هنبازين فانعصرت أجنابه , و ترضضت عظامه , و قد تمزق جسده و تناثر لحمه و سالت دماؤه على الارض ... ثم أمر بأن يؤتى بحذاء من حديد مع مسامير محماة بالنار , ثم أمر جنده أن يلبسوه إياه فى حضرته ويسمروه فى فى رجليه بتلك المسامير حتى لا ينخلع من رجليه .. وإذ تمموا هذا العمل أمر بأن يرقدوه على ظهره و يطرقوا على بطنه ستمائة دبوس . و كان القديس صابرا على هذا العذاب جميعه لأن الرب كان يثبت نفسه فى جسده . ثم أمر داديانوس أن يأتوا بمناجل من حديد حادة كالمناشير و يمزقوا بها جسده . ثم أمر أن يأتوا بخل عتيق و يذيبوا فيه ملحا و يصبوه على الجراحات التى فى جسده . و يمسحوا جسده بخرق من شعر . أما المغبوط فبلغ إلى حد الموت , و كان الرب معه يثبت روحه فى جسده .
ثم أمر الملك الكافر داديانوس أن يسمر جسده على لوح من خشب , ثم حملوه إلى السجن . و أمر عشرة رجال أشداء أقوياء أن يدحرجوا قاعدة عامود و يضعونه على بطنه , و يغلق عليه باب السجن . عند منتصف الليل ظهر نور عظيم فى السجن ,و إذا الرب يسوع المسيح قد تجلى فى السجن و معه جوقة من الملائكة , و امتلأ المكان كله من رائحة الطيب . و ناداه الرب قائلا : " انهض يا حبيبى جرجس . قم صحيحا من غير أن يكون فى جسدك شىء من الفساد . " فللوقت نهض القديس فرحا مسرورا من غير أن يكون فى جسده شىء من أثر الجراح , و خر ساجدا للرب متهللا برحمته . و للوقت ملأه الرب قوة , و قال له : " انهض قائما يا حبيبى لأنى أكن معك حتى تخزى هؤلاء الملوك الكفرة المنافقين . و الآن يا حبيبى جرجس كما أنه لم يقم من مواليد النساء من هو أعظم من يوحنا المعمدان , كذلك أيضا لن يكون فى الشهداء من يشبهك , و لا يكون لك نظير فيهم إلى الأبد . و سوف تقيم سبع سنين فى العذاب و تموت ثلاث ميتات و أنا أقيمك , و فى الدفعة الرابعة آتى إليك على سحاب النور مع طغمات العلويين و آخذ وديعتى تلك التى أودعتها فى جسدك . و الآن , اثبت و تقو و لا تتزعزع لأنى أكون معك . "
و لما قال له المخلص هذا , ملأه من القوة و الفرح و أعطاه السلام , و صعد إلى السموات مع ملائكتة بمجد عظيم ... و القديس ينظر إليه .
مكث القديس بعد ذلك فرحا متهللا يمجد الله و يسبحه إلى أن أشرق نور الصباح . حينئذ أمر الملك داديانوس و الذين معه أن يذهب الأعوان إلى السجن و ينظروا هل جرجس ما زال باقيا على قيد الحيلة أم لا . فلما فتح الجند باب السجن و تطلعوا , إذا القديس قائما يصلى ووجهه يضىء كالشمس من غير أن يكون فى جسده أى أثر للعذاب البتة . فرجعوا إلى الخلف مسرعين من شدة الهلع لما رأوا , و عادوا مسرعين و أعلموا الملوك بكل شىء . حينئذ أمر داديانوس أن يخرجوه من السجن و يحضروه بين يديه فى مجلس الحكم . و كان القديس يردد قائلا قول السيد المسيح : " و لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد و لكن النفس لا يقدرون ان يقتلونها . بل خافوا بالحرى من الذى يقدر ان يهلك النفس و الجسد كليهما فى جهنم " . ( مت 10 : 28 ) . فلما وصل إلى مجلس الحكم قال له داديانوس من الذى شفاك يا جرجس ؟! قال القديس : أنتم لا تستحقون أن تسمعوا منى اسم إلهى الحى الذى شفانى لأنكم لا تعبدون إلا شيطاناً داخل وثن .. آلهتكم عديمة الحس , هى من حجارة , و كل من يعبدها يغرق فى بحر من الظلمات ... وهى لا تستطيع أن تحميكم , و لا بد من ساعة تنزلون فيها بأوثانكم إلى قاع الجحيم .. لما سمع الملوك هذا الكلام استشاطوا غيظا و حنقا , أمر أن يعلق القديس بين أربعة أوتاد , و يضربونه مائة سوط على بطنه .. ثم أمر الملك أن يأتوا بجير حى , و يوضع على جراحاته و قروحه جميعا ,ثم ويصبوا على جسده كبريت نذاب فى خل عتيق . ووكل لحراسته ثمانية جنود يحفظونه إلى الغد , كانت هذه العذابات تؤلم القديس .. و شعر كأن النيران تأكل جسده .. و إذ هو فى هذه الحالة نظر الرب المخلص إلى آلامه , فنزل إليه من السماء و معه ملائكته الأطهار , و قال له رب المجد : " لك أقول يا حبيبى جرجس انهض قائما صحيحا معافى من جميع آلامك . اثبت و تقوى لأنى كائن معك . " عند ذلك قام القديس , و لمس الرب جسدة و شفاه من جميع جروحه و أعطاه السلام و صعد إلى السموات بمجد عظيم . فقام القديس لوقته , و سجد لله , و ابتدأ يرتل و يسبح بصوت عال . و الجنود من على بعد يسمعون و يندهشون .. لما تحقق الجنود من شفاء مارجرجس ووجدوه يرسم علامة الصليب على وجهه و صدره .. ذهبوا إلى الملك و أخبروه بما شاهدوه . أجاب داديانوس و قال : " إن جرجس ساحر عظيم . لذلك لن أحكم عليه دفعة أخرى , و لا اسمع له كلاما إلى أن أظفر بساحر ماهر يفوقه . " و للوقت , كتب داديانوس رسالة إلى كل مملكته قال فيها : " اعملوا أنى قد رسمت و طلبت إليكم قائلاً إن كان ثمة ساحر موجود فى مملكتى يقدر أن يحل سحر النصارى فليأت إلى و أنا أعطيه ثلث قنطار من الذهب وكل ما يتمنى من الأموال ويكون وزيراً فى مملكتى " . لما تم نشر الخطاب , تقدم ساحر قوى فى عمل السحر اسمه ( أثناسيوس ) ووقف أمام الإمبراطور قائلاً : ليعش الإمبراطور , لقد أتيت لأبطل سحر جرجس النصرانى , فمر أن يؤتى به و سأبطل سحره .. قال له الإمبراطور : أى عمل تعمله أمامى الآن لأعلم أن سحرك يفوق سحر النصارى ؟! أجابه أثناسيوس : احضروا لى ثوراً الآن . فلما أحضروه له قام الساحر و تكلم فى اذنه فانشق لوقته إلى نصفين !! فابتهج داديانوس وقال له : إنك لقادر أن تحل سحر النصارى !! قال له الساحر : لعلك تصبر قليلاً أيها الإمبراطور لتعاين أعظم من هذا و أعجب !! ثم أمر فأحضروا له ميزاناً كبيراً , فقام ووضع نصف الثور فى جانب , و النصف الآخر فى جانب , فوجدوهما متساويين فى الوزن تماماً !! عند ذلك احضر الجنود القديس مارجرجس , وقال له الملك : " هوذا ساحر قائم هاهنا . إما أن تبطل سحره أو يبطل سحرك . و إما أن تقتله أو يقتلك " . فأجاب القديس : " لا يوجد من المسيحيين من يعمل شيئا من السحر " . ثم قال للساحر : " أسرع و اصنع ما أردت أن تصنعه , لأنى أرى نعمة السيد المسيح تدعوك " و للوقت تناول أثناسيوس الساحر كأس ماء بارد و أذاب به مجموعة من العقاقير المهلكة فيها سم الموت وقرأ عليها أسماء شيطانية , و أعطاها للقديس . فأخذها ورشمها بعلامة الصليب .. وشربها , ولم ينله مكروه البتة . فقال أثناسيوس : " بقى عندى أمر آخر أمتحنك به , فإذا لم يصيبك شىء من السوء , أنا أيضا أؤمن بيسوع المسيح . " ثم التفت إلى القديس ,و قال له : " أنا أعطيك كأسا أخرى , فإذا لم يصبك مكروه أنا أؤمن بإلهك . " ثم أخذ كأسا و ملأها عقاقير سحره , وقرأ عليها أسماء شيطانية مرعبة أشر من الأولى , و ناولها للقديس . فتناولها و رشم عليها بعلامة الصليب المقدسثلاث مرات قائلا :" باسم الآب و الابن و الروح القدس . "و شربها للوقت أمام الملك و الساحر , فلم ينله مكروه البتة . فتعجب منه الساحر جدا لأنه لم يرى من قبل إنسانا قط استطاع أن ينجو من سحره و ينتصر عليه , و طلب من مارجرجس أن يعرفه من هو يسوع المسيح و ما سر هذه العلامة التى تبطل مفعول السم . فلما رأى القديس صدق رغبته و عظم أمانته , أرشده للإيمان المسيحى . و عند ذلك رفع أثناسيوس الساحر صوته علانية أمام الملوك قائلا : " أنا مسيحى مؤمن بإله مارجرجس . " فلما سمع الملوك الكفرة منه هذا الكلام , غضبوا و أمروا أن يخرجوه خارج المدينة و ينزعوا رأسه بحد السيف , و هكذا أكمل أثناسيوس شهادته فى اليوم الثالث و العشرين من شهر طوبة . شعر داديانوس بهزيمة مرة أمام القديس بعد أن خذله الساحر أثناسيوس فأقسم أن يصنع آلة عذاب جديدة لإبادة الشهيد العظيم .....
أمر صناع المهرة من نجارين و حدادين أن يصنعوا عجلة هائلة مرتفعة جداً على شكل نورج ويسمروا بها مائة مسمار مدبب طول كل واحد ذراع , وفيها مناجل حادة مسنونة , و أطراف من حديد , و فى آخر النورج سهمين بأطراف حادة , وفى الناحية الأخرى سيوفاً ماضية مشرشرة كالمناشير كالأطواق تلف الواحدة تلو الأخرى ... بعد إتمام صناعة هذا النورج الوحشى , أمر فأحضروا له القديس فالتفت إليه قائلاً : يا جرجس : إن أنت سجدت للإله أبولون ستأخذ من يدى تاج ملوكى , وإن كنت من أتباع يسوع فأنظر إلى هذه العجلة التى صنعتها خصيصاً لك لعذابك لكى ما يطرحوك تحتها و يسحقوا بها جسدك ! أجابه القديس قائلاً : أيها الإمبراطور المسكين !! أنا عبد ليسوع المسيح , فاصنع الآن ما أردت .. عند ذلك أمر داديانوس جنوده بأن يبدأوا عملهم مع القديس بهذا النورج الوحشى ... نظر القديس إلى هذه الآلة الوحشية و هو ذاهب إليها , ورفع عينيه إلى السماء و صلى قائلاً : " أشكرك يا سيدى يسوع المسيح لأنك جعلتنى مستحقاً لشركة آلامك المحيية لأنك يارب ارتفعت على خشبة الصليب بين لصين .. هوذا قد صنعوا لى أنا النورج , و لكن !! أين تكون عذاباتى من عذاباتك أنت يا مخلصى الصالح ! .. يا من مد السماء بحكمة , و جعل فيها المطر و الندى .. يا من جعل السحاب يمطر على الصديقين و الخطاة .. يا من وزن الجبال بالمثقال و أقطار الارض بالميزان .. يا من ظهر لنا على الأرض فى الايام الأخيرة بتجسده من القديسة مريم العذراء الزكية النقية بسر لا يدرك ولا يفحص و لا يعلمه أحد من البشر , و لا يستطيع أحد من البشر أن يفهم سر ميلادة العجيب ... يا من مشى على الماء ولم تبتل قدماه ... يا من من بالخمس خبزات أسبع خمسة آلاف ... يا من زجر البحر و الرياح فسكتت لأمرهلأنها خليقته ... لتحل رحمتك على عبدك جرجس لأن الرحمة فى يدك و الخلاص من عندك .. لك المجد مع أبيك الصالح و الروح القدس إلى أبد الآبدين .. آمين .. " . و لما قال كلمة آمين .. ألقوه تحت هذا النورج و لما أصبح بين هذه الأطواق الرهيبة , أداروها جميعاً , و للحال سحقت عظامه , وانقطعت جميع أوصاله , وتناثر لحمه , و اضمحل جسده ... عند ذلك رفع داديانوس صوته قائلاً فى نشوة من انتصر على عدوه : قد عرفتم الآن أيها الملوك أنه ليس إله سوى أبولون وبوسيدون وهرمس و هرقل , هذه الآلهة هى التى زينت السماء , وأعطت الملك للملوك , و من قبلهم قبلهم تسيد الأقوياء على الأرض ... أين هو إله جرجس الذى قتلته الآن ؟! لماذا لم يأت الآن و يخلصه من يدى ؟! " ثم أمر داديانوس بجمع تراب عظام القديس الذى صار كالهشيم , وقطع لحمه , و التراب الذى إرتوى من دمه المقدس , وأن يطرح كل ذلك فى جب عميق لئلا يظفر أحد من النصارى بقطعة واحدة منه فتجرى بواسطتها العجائب .. ثم قام مع ملوكه و ذهبوا إلى القصر لعمل وليمة احتفالاً بهذا النصر المزعوم على عدو آلهتهم !! بينما الملوك الأردياء يحتفلون بما أسموه بالنصر على القديس مارجرجس و يحتسون كؤوس الخمر حتى الثمالة .. إذ بالجو يظلم , و السماء تكتسى بالسحب , و حدثت بروق و رعود مفزعة , حتى إرتجت الأرض كلها من أساسها .. واذ برب المجد يأتى على مركبة من الشاروبيم , و معه ربوات الملائكة , ووقف عند ذلك الجب الذى طرحوا فيه أشلاء القديس . قال الرب لميخائيل : "أعطنى لحم ودم و عظام حبيبى جرجس .. " . فأخذها ميخائيل ووضعها أمام الرب الإله , فتناولها بيده و قال : " هكذا اليد التى جبلت آدم الأول هى التى أيضاً تجبلك و تعطيك الحياة يا صفيى جرجس , لكى يعلم هؤلاء الملوك أنى أنا إله إبراهيم و إسحق و يعقوب .. " . عند ذلك نفخ فى وجهه نسمة الحياة , فقام القديس من بين الأموات فقبله الرب و أعطاه السلام , و صعد إلى السموات مع جنود ملائكته .
أما القديس فقام مسرعاً وظل يمشى فى شوارع المدينة إلى أن أتى إلى مكان اجتماع هؤلاء الملوك السبعين فوقف أمامهم و ضرخ بأعلى صوته :
أيها الملك المغرور , أنت يا من إنضممت لحزب إبليس الذى حل عليه الغضب و اللعنة , أنت يا من تريد أن تحارب إله السماء و الأرض , أنت يا من تعبد هذه الحجارة الدنسة .. هل تعرفنى الآن ؟! نظر إليه داديانوس بدهشة قائلاً له : من أنت ؟! قال القديس : أنا جرجس الذى أمرت بقتلى بهذه الآله اللعينة التى صنعتها خصيصاً لى . صرخ داديانوس قائلاً : ليس هذا جرجس بل ظله !! وصرخ ملك أخر : ليس هو بل آخر يشبهه !! أما الأمير ( أناضوليس ) فقد صرخ فى الملوك و قال : أما تستحون يا كفرة إذ تغطون الحق و تخفون الحقيقة ؟!بالحقيقة هذا هو جرجس عبد الله الإله الحى الذى أقامه يسوع المسيح من الموت , و لهذا فإنى الآن أؤمن به و جميع جنودى الذين فى خدمتى . حينئذ غضب الإمبراطور داديانوس و أمر باخراجهم جميعاً خارج المدينة , و يقسموا عشرة أقسام , و يقتلون جميعاً بالسيف ... و هكذا أكملو شهادتهم فى الخامس من شهر أمشير و كانوا نحو ثلاث آلاف جندى و أميرهم ( أناضوليس ) غير الجموع الواقفين من الرجال من الرجال و النساء و عددهم أربعمائة ... وكان القديس يشجعهم و يقوى إيمانهم ....
فأمر باحضار القديس , وأرقدوه على سرير من نحاس , ثم أتوا بمرجل ورصاص وأذابوه فى النارحتى صار كالماء , وجعلوا قمعاً من حديد فى فمه , وأخذوا يسكبون الرصاص فيه حتى تغرغر من شدة الغليان ... فى نفس الوقت دقوا جسده فى السرير بمسامير,. وبعد أن انتقموا منه بهذا التعذيب أخذوه ووضعوه فى السجن . فجاء إليه رب المجد و شفى جراحاتهو ملأه بالقوة و عزاه , وفى الصباح الباكر جاءوا فوجدوه واقفاً يصلى ووجه يشرق من النور البهى .

رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 7 )
بنت أمير الشهداء
ارثوذكسي شغال
رقم العضوية : 37691
تاريخ التسجيل : Oct 2008
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 53
عدد النقاط : 10

بنت أمير الشهداء غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موسوعة من كنوز الايمان " مارجرجس بالدليل و البرهان "

كُتب : [ 11-28-2008 - 04:38 PM ]


الفصل السادس :نقل جسد الشهيد من صور إلى اللد بفلسطين :
لقد حفظ الرب جسد شهيده , فعندما أخذت رأسه المقدسة ، بقى جسده ملقى على الأرض الى غروب الشمسوكان سقراطيس خادم القديس جالساً عنده يبكى عليه ويحرسه. فألقى الرب فى قلب اثنين من العبيدأصدقائه، فأتيا الى المدينة ليتفقدا سيدهما ليعلما ما كان من أمره. فلما تقصيل عنهأعلموهما أنه قد قتل فى ذلك اليوم. فبكيا وطافا يبحثان عن موضع جسده. فوجدواسقراطيس جالساً عنده يبكى. فجلسا هما أيضاً يبكيان معه ثم بعد ذلك ، قاموا جميعاًوأخذوا رأس القديس ووضعوها مع الجسد. ثم نزعوا عنه الثوب الذى كان عليه، وكان ملطخابدمه الطاهر، وأدرجوه فى ثوب نقى كان لأحدهمووجدوا قبراً جديداً خارجالمدينة قريبا منهم. فوضعوا فيه جسد القديس وجلسوا هناك الىالغد.
و فى الصباح دخلوا المدينة وابتاعوا طيبا وأكفانا نقية وكفنوا بها جسدهثم وضعوه فى القبر و ختموه ، وتركوا عنده سقراطيس يحرسه، ودخلا الاثنان الآخران الى المدينةليتشغلا ويجدا مصاريف حمل جسد القديس سيدهما فى مركب، ثم صادفوا مركبا على وشكالاقلاع الى يافا. فطلبوا من رئيس المركب و النواتية حمل جسد القديس معهم فى المركب ، ففرحوا بذلك. وكذلكالتجار لما سمعوا بحمل جسد القديس مارجرجس الذى من مدينة اللد فى مركبهم وعلمواقصته وتعجبوا من عذاباته. وقاموا بأجمعهم وسجدوا أمام جسده ممجدين الله لأنهماستحقوا أن يصعد جسد القديس مارجرجس فى مركبهم.وكان واحد منهم اسمهلاونديوس من أهل يافا، كان يعرف القديس مارجرجس، فأحضر دابتة وحمل جسد القديس من المركب عليها وأوصلهالى بيته. حينئذ وجد أن والدته واختيه قد تنيحن. فذاع الخبر بأن جسد القديس مارجرجسقد أحضر لأنهم لم يروه منذ سبع سنوات وكان أهل بلدته قوما مسيحين فأجتمعوا وسجدواوهم باكين ثم قبلوه وهم متعجبين من جهاده وفرحوا ومجدواالله لأنهم أستحقوا بركة كهذة .ثم أخبر سقراطيس والعبدان الآخران وكان أسم احدهما لوقياس واسم الآخرقبريانوس أخبروا أهل المدينة بكل ما كان من سيدهم. فتعجبوا جداً. ثم وضعوا جسدالقديس مارجرجس فى خزانة داخل بيته مدة سبعة أيام وهم يأتون بأجمعهم ويصلون عنده.

( المرجع : ميمر للأنبا ثاوضوسيوس أسقف مدينة أورشليم , قاله يوم تذكار و تكريس بيعة القديس مارجرجس باللد " مخطوط رقم 252 مكتبة دير السريان " )

الفصل السابع :بناء أول كنيسة على أسم القديس :
ولما كان يوم عيد مشهور , اجتمع فى البيعة كل الشعب و قرأوا سيرة القديس , فتعجبوا و مجدوا الله على النعم التى أعطاها لقديسه وكان خال القديس و يدعى أندراوس رئيساً لإحدى المدن , فلما سمع كتاب شهادة القديس قال " بالحقيقة قد أعطى الله القديس مارجرجس كرامات عظيمة " . و كتب سيرة شهادته و احتفظ بها فى منزله , ثم قال للشعب المجتمع يا أخوتى قد لحقنا حزن عظيم وتألمت قلوبنا لأن أخانا قتل و لكن الواجب علينا أن نفرح لأنه نال كرامة عظيمة فى السماء وقد وجد دالة عند الله و الآن هو يستطيع أن يشفع فينا أمام الله لكى يصنع معنا رحمة و يعيننا فى هذا الدهر وفى الآتى أيضاً. يالأخوتى نهتم ببناء كنيسة على أسمه و نجعل جسده فيها لكى ما تصير بركته و موهبتة معنا إلى الأبد " فأجاب جميع الشعب بصوت واحد قائلين " ليكن كقولك , وإذ ابتدأت أن تهتم بهذا فنحن كلنا نساعدك لكى يكون لنا ولأ ولادنا شركة مع القديس مارجرجس وتحل بركته فى مدينتنا إلى الأبد " . فلما سمع منهم هذا القول , فرح و بكر فى الغداة و أحضر عبيده مع أجراء و عمال و هدم منزل القديس مارجرجس وساعده جماعة من أهل المدينة فى العمل , و حملوا جسد القديس إلى البيعة التى كانت فى المدينة حتى يكملوا عمارة البيعة التى شرعوا فى بنائها على اسمه .
و عندما تم بناء بيعة حسنة على اسمه فى موضع بيته أرسلوا إلى بيت المقدس إلى رئيس الأساقفة الأنبا ثاؤضوسيوس , فكرسها فى اليوم السابع من شهر هاتور ووضعوا جسده فيها و حدثت فى البيعة فى تلك الليلة قوات كثيرة جدا و عجائب باهرة و قد تم بناء البيعة فى سنة و عشرة شهور .

( المرجع : مخطوط رقم 252 مكتبة دير السريان , مخطوط رقم 127 بكنيسة القديسة بربارة و De lacy o leary : " the saints of Egypt ")


رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 8 )
بنت أمير الشهداء
ارثوذكسي شغال
رقم العضوية : 37691
تاريخ التسجيل : Oct 2008
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 53
عدد النقاط : 10

بنت أمير الشهداء غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موسوعة من كنوز الايمان " مارجرجس بالدليل و البرهان "

كُتب : [ 11-28-2008 - 04:48 PM ]


الفصل الثامن : نقل أعضاء الشهيد من اللد بفلسطين إلى بئر ماء بالواحات :

كان على كورة فلسطين وأعمالها ملك أرثوذكسى محب للمسيح , ولم يرزق بنسل . و كان هو و زوجته المباركة المحبة للإله فى حزن عميق بسبب ذلك , و مداومين الطلبة إلى الرب بشفاعة شهيدة العظيم مارجرجس أن يقر أعينهما بولد . فقبل الرب طلبتهما ورزقهما ولدين , ففرحا لذلك و عملا صدقات كثيرة للفقراء و المساكين , و ربيا و لديهما تربية صالحة . و لما كبرا الولدان ترك الملك ابنه الأكبر عنده فى القصر يدير المملكة , و ولى الابن الأصغر على كل المدن و كور الواحات . ولما تنيح الملك , تولى ابنه الأكبر حكم المملكة بعد أبيه وسار سيرتة . و بعد زمان قليل هاجم البربر أخاه الأصغر , و نهبوا البلاد سبيا عظيما , فأرسل إلى أخيه الأكبر بجميع ما حدث , ثم سأله أن يصنع محبة من أجل يسوع المسيح و يرسل إلى بلاده من يساعده فى الحرب , و ان لم يتيسر مجيئه , أن ينعم عليه و على مملكته بجزء من الأعضاء الطاهرة التى للشهيد العظيم مارجرجس لتكون عونا و سندا لمملكته. ولما و صلت الرسالة إلى أخيه و قرأها , ذهب إلى بيعة الشهيد مارجرجس , و أخذ الأعضاء الطاهرة النفيسة و أودعها فى صندوق و أعطاها لرسل أخيه الأصغر , وقال لهم " أنا أؤمن انه بقوة اللهو شفاعة شهيده القديس جرجس عند حلول هذه الأعضاء فى المملكة لن يقوى عليها بعد ذلك عدو " . انطلق الرسل عائدين إلى بلادهم و لما اقتربوا من البلاد أرسلوا و عرفوا الملك بوصولهم , فركب هو و عساكره و خرجوا للقاء الأعضاء المكرمة , و عندما و صلوا إليها نزل الملك من على جواده و خلع التاج من على رأسه و سجد أمام الأعضاء و تبارك منها هو و كل عساكره و حمل الصندوق و أخذه عنده . ثم أمر ببناء بيعة على اسم الشهيد العظيم مارجرجس , و لما كمل البناء حملوا الأعضاء المكرمة إليها و منذ أن حضرت الأعضاء إلى المملكة إلى حين نياحة الملك البار لم يثر عليها عدو لا من البربر و لا من غيرهم . و بعد ذلك بزمان طويل عندما ملك العرب البلاد , صعد حشد كبير منهم من صعيد مصر إلى الواحات و نهبوها , و من جملة ما نهبوا بيعة الشهيد العظيم مارجرجس . فقد رأى الأعراب الصندوق الذى فيه الجسد الطاهر فظن إن فيه مالا فأخذه و حمله ولم يفتحه إلى أن وصل إلى بلاده فلم يجد فيه غير الأعضاء المكرمة ملفوفة بلفائف ثمينة فقال فى نفسه " لولا أن الأعضاء مكرمة عند النصارى ما وضعوها فى هذا الصندوق و هذه اللفائف الثمينة " . فأحضر الإعرابى جرة فارغة و ترك الإعضاء النفيسة بداخلها و ختمها ووضعها فى جانب مخزن للقمح و سد عليها بالطين , فحلت بركة الرب على المخزن و باع منه الكثير مما جعله يزداد فى تحفظه على الأعضاء الطاهرة . و أخبر أهله و جيرانه عن البركة التى فاضت عليه بسبب هذا الصندوق .

الفصل التاسع :نقل الأعضاء إلى دير الأنبا صموئيل بالقلمون :
بعد عدة سنوات نزل الآباء رهبان دير الأنبا صموئيل بجبل القلمون إلى الريف لقضاء بعض احتياجات الدير فأخبر جيران الإعرابى النصارى الرهبان بما سمعوه من حديث الاعرابى و لكن الرهبان لم يجدوا و سيلة لأخذ الأعضاء من البدوى , و لما مات هذا البدوى تناقل أهله الصندوق حتى انقرضوا و لم يبق منهم على قيد الحياة سوى امرأة عجوز , ولما عرف الرهبان بذلك توجهوا إلى العجوز بعد أن تضرعوا إلى الرب بصلوات قديسه مارجرجس أن يعينهم على قضاء طلبتهم . سأل الرهبان العجوز عما كان البدوى يخبر عنه من بركات بسبب ما وجدة فيما سلبه من كنيسة النصارى بالواحات , فأخبرتهم بمكان الجرة و أعلمتهم أنها لم يمسها أحد , فأعطوها ذهب و أخذوا الجرة كما هى مختومة . و لما فتحوها و جدوا الأعضاء الكريمة داخلها فتباركوا منها فرحين متهللين .و لما سمع المسيحيون فى تلك البلاد بذلك خرجوا خلف الرهبان لكى يحتفظوا باعضاء القديس فى بلادهم لتحل بركته عندهم فلم يلحقوا بهم فعادوا مكتئبين . استقبل الرهبان بالدير الجسد المكرم بالصلبان و المباخر و الشموع و بتراتيل روحية و تسابيح شكر , و أدخلوه إلى الدير داخل البيعة بما يليق بكرامته و تباركوا منه و قدموا صلاة شكر للرب على إنعامه به عليهم . وكان ذلك فى أيام البابا الأنبا متاؤوس البطريرك ال ( 87 ) ورئاسة الأب المكرم القمس زكرى بن القمص , و نيابة الراهب سليمان القلمونى .

( المرجع : بستان القلمون – دير الأنبا صموئيل المعترف بجبل القلمون للقمص باسيليوس الصموئيلى " نيافة الأنبا باسيليوس حاليا " .


رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 9 )
بنت أمير الشهداء
ارثوذكسي شغال
رقم العضوية : 37691
تاريخ التسجيل : Oct 2008
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 53
عدد النقاط : 10

بنت أمير الشهداء غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موسوعة من كنوز الايمان " مارجرجس بالدليل و البرهان "

كُتب : [ 11-28-2008 - 04:51 PM ]


الفصل العاشر :نقل الأعضاء إلى مصر القديمة :



ورد فى كتاب السنكسار الجزء الثانى فى يوم 16 أبيب قصة نقل أعضاء الشهيد العظيم مارجرجس من اللد إلى كنيسته بمصر القديمة كالآتى : فى أيام البابا غبريال البطريرك
الـــ ( 88 ) حدث أن راهبا اسمه القمص مرقس كان رئيسا علي دير القلمون، و فى كل سنة وكان يتردد علي البلاد لافتقاد المسيحيين فاتفق له أن بات ليلة حسب عادته عند أحد الأعراب ، فرأي القديس مارجرجس في رؤيا يقول له: " خذ جسدي من المرأة التي تأتيك به غدا وضعه في كنيستي التي بمصر القديمة " ولما كان الغد أتته امرأة وأعلمته أن لديها صندوقا كان أحضره ولدها قبل موته من كنيسة القديس مارجرجس بفلسطين فتحققت رؤياه ومضي معها وشاهد الصندوق. ثم ذهب إلى البابا البطريرك الأنبا غبريال الثامن الثمانين وأخبره بأمره فقام لوقته ومعه الكهنة وبعض الشعب إلى حيث الصندوق وبعد أن تباركوا من الأعضاء المقدسة وأعطوا المرأة بعض المال حملوا الصندوق باحتفال عظيم وأتوا به إلى كنيسة القديس بمصر القديمة . ومن ثم تعيد كنيستنا باحتفال عظيم بتذكار نقل جسد القديس إلى كنيسته بمصر القديمة يوم 16 أبيب من كل عام للشهداء .

الفصل الحادى عشر :بعض معجزات القديس بناء أول كنيسة على اسمة فى الديار المصرية ( بقرية حصة برما – غربية ) :

فى عهد البابا ألكسندروس , البابا التاسع عشر فى عداد بطاركة الكرسى الاسكندرى ,و أيام تملك البار قسطنطين , الذى أمر بهدم البرابى , و فتح البيع المقدسة و عمارتها بكل مكان , و ظهرت أجساد الشهداء , و ذاع خبر القديس العظيم الشهيد مارجرجس فى كل المدن و القرى , ووصلت الى ديار مصر سيرنه و و العجائب التى ظهرت منه . و كان فى ذلك الزمان يوجد جنود ببلدة يقال لها برما بالغربية و كانوا مؤمنين بالسيد المسيح , و أحدهم كان شابا حسنا طاهرا عفيفا متواضعا و رحوما لله ورؤوفا بالفقراء و المساكين , وكان فى جملة أراضيه قطعة أرض واسعة جدا و بها بئر ماء يشرب منها الناس . وكان هذا الشاب مهما يحصده من زراعة أرضه يأخذ منه ما يقتات به , و الباقى يوزعه على الفقراء و المساكين , فلما سمع بالقوات و العجائب التى يصنعها القديس مارجرجس , كتب سيرته المقدسة و أتعابه التى قبلها على اسم السيد المسيح و عجائبه التى يصنعها فى كل حين , و جعلها عنده تذكارا مقدسا كى يشفع فيه الشهيد العظيم أمام ربنا يسوع المسيح , وهكذا أقام عدة سنين و هو مداوم الصلاة فى الليل و النهار . فى ليلة الرابع و العشرين من شهر بشنس - وهو عيد دخول السيد المسيح أرض مصر – بينما هو واقف يصلى رأى بغتة جماعة عظيمة قد نزلوا الى جانب البئر و هم يسبحون الله بأصوات حسنة و ألحان شجية . فبقى خائفا مرتعدا يفكر فيما عساه يكون هذا . ثم دعا عبيده و غلمانه , و طلب منهم أن يعدوا لهذا الجمع ما يكفيهم من الطعام و الشراب . و فيما هو على هذا الحال , إذ بالقديس مارجرجس قد ظهر له فى هيئة جندى , و قال له : " السلام لك يارجل الله العامل بوصاياه , طوباك و النعمة لك " فقال له الشاب : " و لك السلام يا سيدى . من أين أنت و ما هو اسمك ؟ " . فقال له : " أنا جرجس الفلسطينى الذى نلت اكليل الشهادة على يد داديانوس الملك الكافر فى مدينة صور . و الآن قد اتيت إلى هذة الأرض و اشتهيت أن يكون لى فيها مسكنا و أنا آتى اليه . و هؤلاء الذين تنظرهم معى , جميعهم قديسين و شهداء . فلا تهتم لنا بشىء البتة , و نحن بمشيئة الله نأتى إلى هذا فى يوم الثالث من الشهر الآتى. وهوذا قد سألت الله من أجلك أن تكون حاضرا هاهنا فى هذا المكان و تنظر بعينك و تسمع بأذنيك ما يكون فى تلك الليلة . و لما قال القديس مارجرجس هذا الكلام انصرف عنه فأقام الرجل بقية ليلته مرتعدا خائفا يسبح الله و يقدسه .
فلما كان اليوم الذى قيل له عنه ( و هو الثالث من شهر بؤونه ) رأى جمعا كثيرا من الملائكة و الشهداء و القديسين قد نزلوا فى ذلك المكان و هم يسبحون الله و يقدسونه . و إذا بالرب يسوع المسيح له المجد قد ظهر لهم راكبا على مركبة نورانية و ميخائيل و غبريال عن يمينه و عن يساره ممجدين له و مسبحين لعظمته . فخر الجميع ساجدين , ثم تقدم القديس مارجرجس إلى رب المجد و سجد له قائلا : " يا سيدى يسوع المسيح , أطلب اليك و أسألك أن تجعل لى فى هذه الأرض مسكنا ليذكر اسمى فيه إلى الأبد . " فقال له السيد المسيح : " يا صفى جرجس , أنا أقول لك أن هذه الأرض ستعمر و تكون بلدا كبيرا و تبنى فيها كنيسة باسمك بجانب بئر الماء هذه , و أنا أجعل سلامى و بركتى يحلان فيها إلى الأبد . و يكون لها فى مثل هذا اليوم عيدا عظيما , و يجتمع إليها شعب كثير من جميع الأماكن , و يأتون إليها بالندور و الهدايا و القرابين . " ثم صعد السيد المسيح إلى السماء بمجد عظيم و صحبته جميع الملائكة و الشهداء و القديسين . و إن الرجل المبارك أنار الله عينى قلبه , فرأى و سمع كل ذلك , و فرح فرحا عظيما و سبح الله و قدسه لأنه أعطاه أن يسمع و يرى كل هذه الأمور . و فيما هو كذلك , إذا بالقديس مارجرجس قد أتى إليه وأراه حدود البيعة و أماكنها , و غاب عنه . فبقى الرجل مبهورا و فرحا , مسرورا بما عاينه و سمعه . و لما أصبح الصباح , استدعى عبيدة و غلمانه , و أحضر الفعلة و البنائين , و حفر الأساس كما حدده له القديس مارجرجس , و اهتم بالعمارة . ثم إنه فكر فى ذاته :أيقدر على إكمالها أم لا . و فيما هو كذلك , ظهر له القديس مارجرجس و قال له : " ما بالك مفكرا هكذا ؟ قم و اتبعنى . " فقام يمشى بصحبته إلى أن أتى إلى أرض قريبة منه , و قال له : " احفر فى هذا المكان مقدار ذراع . فإنك تجد ما يكفيك للعمارة و غيرها . " و حدد له المكان بإصبعه . فلما أصبح الصباح , قام و مضى إلى المكان , فوجد العلامة صحيحة . فحفر فى المكان كما قال له القديس مارجرجس , فوجد فيه إناء مختوما مملوءا ذهبا و فضة . فسبح الله و قدسه , و فتح الإناء و أخذ ما فيه و بدأ بالعمارة , فشيدها عمارة جيدة . فلما كمل بناؤها خلال سنة كاملة , زودها بالأوانى الذهب و الفضة و الكسوة و الستور و الديباج , وزينها بكل ما تحتاج إليه , و نورها بالمصابيح . و فى اليوم الثالث من شهر بؤونه سنة 316 م , حضر الأب البطريرك الأنبا ألكسندروس البابا التاسع عشر فى عداد بطاركة الكرسى الإسكندرى و كرس البيعة . و قد أظهر الرب فيها من الآيات و العجائب ما لا يحصى . و قد تقاطر الناس إليها من سائر الأماكن و شاع خبرها فى كل البلدان. ثم بنوا إلى جانبها بيوتا و أماكن حتى صارت بلدا كبيراً . و هى الآن تتبع مركز طنطا فى محافظة الغربية , و تبعد عن المركز مسافة 12 كم , و اسمها برما . و تعد هذه الكنيسة أول كنيسة بنيت باسم الشهيد فى القطر المصرى ثم تقادمت و أهملت هذه الكنيسة سنة 1206 م , و بنيت كنيسة أخرى جديدة لمارجرجس فى برما سنة 1611 م و نقل ما فى الكنيسة القديمة إليها .

( المراجع : ميمر للأب الاكسندروس عن الشهيد , بمخطوط رقم 308 بدير السريان , و مخطوط رقم 15 بكنيسة القديسة بربارة بمصر القديمة , " بهجة النفوس فى أعجوبة الشهيد جاؤرجيوس " للشماس فرج القمص أيوب ) .


رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 10 )
بنت أمير الشهداء
ارثوذكسي شغال
رقم العضوية : 37691
تاريخ التسجيل : Oct 2008
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 53
عدد النقاط : 10

بنت أمير الشهداء غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موسوعة من كنوز الايمان " مارجرجس بالدليل و البرهان "

كُتب : [ 11-28-2008 - 05:02 PM ]


الفصل الثانى عشر : أمر دقلديانوس بهدم كنيسة مارجرجس باللد :

كان فى مملكة دقلديانوس الملك الكافر أمير كبير من أمراء المملكةاسمه أوهيوس , وكان شريرا جدا . فأرسله دقلديانوس إلى الشام و معه عسكره و خدام الامبراطور , قائلا له : " اهدم كنيسة كبير الجليليين , لأنى لا أقدر أن أصبر على ما أسمعه عن القوات و العجائب و الأسحار التى يصنعونها باسمه فى كنيسته . هذا الذى أخذ رأسه داديانوس ملك الفرس من عدة سنين . و بنوا كنيسه باسمه , و فيها يصنع النصارى أسحار و يظهروا قوات و عجائب حتى أن اسمه كبر جدا فى جميع الكور , و تحول أناس كثيرون عن عبادة الآلهة المختارة و تبعوا المذكر و صاروا نصارى . " فلما سمع أوهيوس ذلك من الملك الكافر دقلديانوس , خضع له و جرد معه ثلاثين ألف فارس , و ساروا إلى الشام . و هدم الكنائس و سجن النصارى و عذبهم بأنواع كثيرة , و منهم من أخذ رأسه بحد السيف . و بعد ذلك , ركب السفن هو ومن معه و أتوا إلى ساحل اللد " بلد القديس " و هم متسلحون بالسيوف و الرماح . فاضطربت كل المدينة . ثم دخل أوهيوس بيعة القديس مارجرجس بعظمة قلب و تجبر , وكان بيده قضيب عظيم , فنظر إلى قنديل يضىء أمام أيقونة الشهيد العظيم مارجرجس , و قال لعسكره : " انظروا إلى هذا الأحمق جرجس

. ما أحمق النصارى . أترى آلهتهم عمى ؟! فإن الذى يبصر لا يحتاج إلى ضوء مصباح . " ثم ضرب القنديل بالقضيب الذى بيده قائلا : " ما هذا ؟ " . فانكسر القنديل , و انقلب الماء و الزيت الذى فيه عليه وعلى الجند , ووقع فى وسط رأسه قطعة زجاج صغيرة لم يعلم بها فى تلك الساعة , و صار كل موضع فى جسمه لحقه الزيت الذى من القنديل " أبرصا " . فظن أن هذا هو كل ما أصابه , فقال لجنده : " لقد كنت أسمع أن جرجس هذا ساحرا . أما اليوم , فقد رأيت بعينى سحره . انظروا إلى يدى ورجلى و ما قد حل بهما من قبل جرجس ! " ثم إن رأسه بدأت تؤلمه , فقال للجند : " لنمض الآن و نأت غدا . " و قد فعل هذا لأنه احتشم من الجمع المحيط به . و كان كل أهل المدينة نصارى , و لكن مع ذلك لم يدعه أحد منهم إلى منزله بسبب غضبهم عليه لأجل القنديل الذى كسره , فمضوا و تركوه قائما بفضيحتة . فقام يمشى , و لما و صل إلى باب الكنيسة و هم بالخروج منها , أظلمت عيناه ووقع على الأرض , و كان جسمه كله يؤلمه , و لم يستطيع أن يقف على قدميه . فأحاط به الجند , و حملوه من البيعة إلى بيت مهجور , و تركوه و مضوا ليأكلوا و يشربوا . أما هو فلم يذق شيئا البتة , لأن رأسه كانت تؤلمه ألما شديدا. و فى المساء , وكان الجند كلهم نيام , رأى أوهيوس فى منام القديس مارجرجس يضربه بالنشاب , فوقعت نشابة على رأسه , فصرخ بصوت عظيم قائلا : " ماذا لك معى يا جرجس ؟ " ثم استيقظ . فلما سمع الذين كانوا معه فى البيت صوته و كلامه و صراخه , قالوا له : " من هو الذى تخاطبه يا سيدنا ؟ " فاستحى أن يقص عليهم المنام , و سكت و لم يرد أن يذكر اسم القديس جرجس . و لما كان الصباح , لحقه ألم شديد بسبب قطعة الزجاج لأنها كانت تغوص إلى عمق رأسة, و لم يستطيع أن يتحرك البتة لا يمينا و لا شمالا , فقال لجنده : " احملونى إلى المركب لأمضى إلى بلادى , لئلا أموت فى الغربة . " فقام الجند مسرعين و هم فرحين , وركبوا المركب و أقلعوا إلى أنطاكية بفضيحة عظيمة . أما رأس الأمير فإنها تقيحت و أنتنت , و فى اليوم الثالث مات , فحمله الجند و ألقوا به فى البحر . فلما و صلوا إلى أنطاكية , أخبروا الامبراطور دقلديانوس بكل ما حدث . فلما سمع القصة و عرف القوات و العجائب و الأشفية التى يصنعها مارجرجس فى بيعته , غضب جدا , و غلظ الشيطان قلبه كما فعل مع فرعون فى سالف الزمان , فقال للجند : " انكم قتلتم الأمير الكبير الذى فى مملكتى , و أتيتم بكلام كذب قائلين أن جرجس الجليلى يصنع قوات و عجائب . و حق الآلهة لأقوم أنا بذاتى و أمضى إلى هناك . فإذا وجدتكم تكذبون , أخذت رؤوسكم بحد السيف . ثم أمضى بعساكرى و أفنى كل من فى المدينة , و أهدم تلك الكنيسة إلى أساسها و أبنيها بربا للآلهة , و أجعل النصارى يخدمون الأوثان فى و سطها . " ثم أمر دقلديانوس أن تعد المراكب ليركبوا فيها جميعهم إلى الشام , و أن يضرب بالبوق فى جميع المدينة , و أن يكون الجند مستعدين للمسير . و ما إن أنتهى من كلامه هذا , حتى نزل رئيس الملائكة الجليل ميخائيل و القديس مارجرجس و قلبوا الكرسى و هو جالس عليه , فوقع على الأرض و عميت عيناه .

يؤيد هذه القصة " السنكسار " المستخدم فى الكنيسة القبطية تحت يوم 7 هاتور , كذلك كتاب " الصادق الأمين " تحت نفس التاريخ , مما يدل على أن الشهيد مارجرجس لم يستشهد فى عصر دقلديانوس , بل قبله بمدة كافية لبناء هذه الكنيسة التى أمر دقلديانوس قائده أوهيوس بهدمها و لم يستطيع.

( المراجع : مخطوط مارجرجس رقم 15 , رقم 127 بكنيسة القديسة بربارة بمصر القديمة ) .

رد مع إقتباس

اضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الايمان بالمسيح بين الفكر والقلب ريم الخوري المرشد الروحى (كلمة الله التى تؤثر فيك) 13 10-22-2012 09:37 PM
صور دير مارجرجس الحديدى بسوهاج جديدة 2010 وانفراااد amgad_mikhael قسم الكنائس والاماكن الاثريه 3 02-25-2011 09:12 PM
تذكار العظيم في القديسين وشفيع منتدانا البطل مارجرجس (2010/5/1 ماروجيرافك سير القديسين 21 05-05-2010 05:37 PM
كل ما هو عن مارجرجس هنا..... sarsora سير القديسين 18 05-04-2009 01:10 AM

Rss  Rss 2.0 Html  Xml Sitemap SiteMap Info-SiteMap Map Tags Forums Map Site Map


الساعة الآن 09:06 PM.