الروح يحذر النفس التي تعرف الله من خلال النعمة ، بعد أن تتطهر من خطاياها السالفة وتتزين بزينة الروح القدس ، وتصير شريكة في الطعام الإلهي السماوي ، ولا تسلك كما يجب بتمييز وتحفظ ، ولا تحافظ كما يجب على التوقير والحب للمسيح العريس السماوي ، وهكذا تُرفض وتُطرد من الحياة التي كانت شريكة فيها قبلاً .
فإن الشيطان يمكن أن يقوم وينتهز فرصة حتى ضد أولئك الذين وصلوا إلى قامات مثل هذه ، وحتى ضد أولئك الذي عرفوا الله في نعمة وقوة ، فإن الخطية لا تزال ترفع رأسها وتسعى أن تسقطهم ، لذلك ينبغي أن نجتهد ، ونسهر على نفوسنا بتبصر وحكمة وأن : " نُتمم خلاصنا بخوف ورعدة " ( في 2: 12 ) ، فمهما كنتم أنتم الذين صرتم شركاء في روح المسيح ، فانظروا أن لا تسلكوا بازدراء أو عدم اهتمام في شيء صغيراً كان أم كان كبيراً ، ولا تزدروا بنعمة الروح ، حتى لا تُبعدوا من الحياة التي صرتم شركاء فيها .
العظة15 – القداسة والنقاوة فقرة 4 ص 135- 136
عن كتاب عظات القديس مقاريوس الكبير – الطبعة الرابعة
ترجمة الدكتور نصحي عبد الشهيد
إصدار مؤسسة القديس أنطونيوس
المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية