تذكرنــي
التسجيل التعليمـــات التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة
يمكنك البحث فى الموقع للوصول السريع لما تريد



مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع أرسل هذا الموضوع إلى صديق أرسل هذا الموضوع إلى صديق


" الإسماعيلي " .. أغنية للحياة !

نادي الإسماعيلية الرياضي .. أحد أندية مصر الكبار .. صاحب تاريخ طويل .. مجيد ومشرف .. لعب دوراً كبيراً ومؤثراً في منظومة الرياضة المصرية .. أخرج العديد والعديد من الأبطال

اضافة رد

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

رقم المشاركة : ( 1 )
مابتنساش ابدا يا ربى
ارثوذكسي جديد
مابتنساش ابدا يا ربى غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 666
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 2
عدد النقاط : 10
قوة التقييم : مابتنساش ابدا يا ربى is on a distinguished road
Girl1 " الإسماعيلي " .. أغنية للحياة !

كُتب : [ 06-15-2007 - 01:53 AM ]


نادي الإسماعيلية الرياضي .. أحد أندية مصر الكبار .. صاحب تاريخ طويل .. مجيد ومشرف .. لعب دوراً كبيراً ومؤثراً في منظومة الرياضة المصرية .. أخرج العديد والعديد من الأبطال والنجوم للمنتخبات المصرية في كثير من اللعبات الرياضيــــــــــة على وجه العموم .. لكن بشـكل خاص تبقى " بصمته " في سجل كرة القدم محلياً وعربياً وأفريقياً هي الأبرز والأروع والأبقى على مدى تاريخه المكتوب بمداد من عرق أبنائه وهي التي جعلت منه " أغنية للحياة " .



ضربة البداية :

تعود نشأة الإسماعيلي إلى عام 1921 .. إبان الإحتلال الإنجليزي لمصر .. حين أجتمع عدد من أبناء الإسماعيلية الذين يمتلكون طموح الوطن وروح الثوار وطرحوا على أنفسهم فكرة إنشاء ناد شعبي يضمهم إختاروا له أسم " نادي النهضة " ليواجهون به ناديا " السكة الحديد " التابع لمصلحة سكك حديد مصر والذي يسيطر عليه الجنود الإنجليز ثم " التمساح " الذي أنشأته شركة قناة السويس أو الكوبانية – كما كانوا يطلقون عليها – لرعاياها الفرنسيين من العاملين بها لممارسة الرياضات المختلفة !!

وكانت " ولادة " نادي النهضة " ولادة متعثرة .. حيث لم يكن النادي في البداية يمتلك أرضاً أو ملعباً أو ظهراً يسانده !! فأختار أعضائه موقعاً في أقصى المدينة بمنطقة أبو رخم الصحراوية – الشيخ زايد الآن – ليكون ملعباً لهم يمارسون عليه هواياتهم في لعب كرة القدم التى عشقوها منذ قديم الأزل !

خمس سنوات فقط تلك التي مضت من عمر النادي الوليد .. بعدها .. أنضم رسمياً للأتحاد المصري لكرة القدم بأسم نادي الأسماعيلية للألعاب الرياضية وهو لايملك أرضً أو ملعبً ولاحتى لافتة تحمل أسمه !! وظل أبناؤه الأوفياء وفي مقدمتهم الرجل العظيم " مرتضى أفندي مرسي " يعانون الأمرين من أجل الحصول على قطعة أرض يقيمون عليها ملعباً ومنشآت النادي حتى جاء العام 1929 حاملاً بين طياته " مفتاح الفرج " حيث وافق المسئولون الأجانب أخيراً على منح النادي قطعة أرض على مساحة 8 آلاف متر مربع بجوار المقابر بمنطقة سوق الجمعة !! وبجهودهم الذاتية وسواعدهم قام أبناء النادي بإنشاء سور من الطوب اللبن بأرتفاع نصف متر فقط لترسيم حدود النادي من ناحية وليكون بمثابة مدرج تجلس عليه جماهيره من ناحية أخرى ، كما أقاموا غرفة لخلع ملابس اللاعبين كانت عبارة عن " كشك " من الخشب القديم فوق مساحة من الأرض لاتزيد عن أربعة أمتار !!

ويجىء عام 1931 ليخطوا النادي " الغلبان " أولى خطواته نحو التطوير على أستحياء شديد حيث قام أبنائه بزراعة أرض الملعب الرملية " بالحشيش الأخضر " واقاموا حجرة مشتركة تجمع مكتب للإدارة وغرفة خلع الملابس من " الخشب الجديد " بمساحة أكبر من الكشك القديم بلغت أثنى عشر متر مربع !!

وظل الحال على ماهو عليه حتى عام 1943 حيث أزيل ذلك الكشك الخشبي واقيم بدلاً منه مبنى جديد مكون من غرفتين وصالة ودروة مياه بلدية من الطوب اللبن .

ولأن مدينة الإسماعيلية كانت تقع تحت الإحتلال الإنجليزي من جهة وسيطرة الفرنسيين على شركة قناة السويس التي كانت تعتبر دولة أجنبية داخل الدولة المصرية من جهة أخرى .. ولأن المسألة كانت تتعلق بكرامة المصريين وقومية بلدهم كان لابد من تطوير نادي الإسماعيلية تطويراً حقيقياً يليق بكرامة مصر وبأسم الإسماعيلية وطموحات أبنائها .. فكان " الأجتماع الكبير والشهير " الذي عقد في ميدان التعاون بعرايشية مصر في أبريل عام 1946 بحضور جميع تجار المدينة ورجالها وشبابها من محبي النادي الذين رأوا وقرروا تحويل " نادي الإسماعيلية " من مجرد ناد لكرة القدم فحسب إلى أستاد رياضي كبير يضم العديد من اللعبات الرياضية مهما كلفهم الأمر لمواجهة الأندية الأجنبية التي بدأت تتزايد وتنتشر في " تعالٍ " بأرقى أحياء المدينة والتي كانت تمنع المصريين من الدخول إليها مما كان يصنع جرحاً غائراً في نفس كل مصرى حر ..

لذا تسابق أبناء الإسماعيلية على الإسهام والتبرع بما يملكون في حدود إمكاناتهم حتى يتحقق لهم حلم إنشاء ناديهم الجديد والكبير .. ولكن للأسف لم تكن هذه الإسهامات وهذه التبرعات كافية لإنجاز المشروع " الحلم " !! لجأوا إلى الإدارة الفرنسية التي كانت تدير الشركة العالمية لقناة السويس يطلبون منها " قطعة أرض " ومبلغاً من المال كإعانة إنشائية فوافقت بعد طول وعناء ومناقشات على طلبهم ومنحتهم بالفعل قطعة أرض على شارع المقابر – ومبلغ 2500 جنيه ليبدأوا العمل في إنشاء النادي .. ولكن لأن المشروع كان يحتاج إلى أضعاف أضعاف هذا المبلغ .. عاود الأهالي الإسهام وجمع التبرعات .. ولكن أيضاً .. كانت التبرعات لاتفي بالاحتياجات .. فقررت لجنة إدارة النادي تقديم التماس إلى جلالة ملك البلاد فاروق الأول تشرح فيه ظروف النادي والصعوبات التي تواجهه لإقامة مشروعه الجديد وعرضت على جلالته رغبة أبنائه من المصريين في وجود ناد لهم في بلدهم التي يسيطر عليها الإنجليز والفرنساويين وتلتمس من الملك تقديم العون المادي لقيام المشروع .. وفي نهاية الالتماس كانت هناك " فقرة " رأت لجنة إدارة النادي ضرورة إضافتها إلى الالتماس المقدم إلى جلالة الملك لحثه على المساعدة – تتضمن طلب موافقته على إطلاق أسم – فاروق – على النادي الجديد .. ولكن الملك رفض !! وأبدى رغبته في إطلاق أسم جده الخديوي إسماعيل على النادي .. وأصدر أوامره بصرف مبلغ 2500 جنيه إعانة إنشائية فورية للنادي .. وهكذا كان الموقف .. قام الملك بدفع 2500 جنيه مقابل أن يصبح أسم النادي .. نادي الخديوي إسماعيل !!! وكان لابد من الموافقة في ذلك الوقت لشدة الحاجة وإكتساب عطف الملك ورضاه لإستكمال أعمال إنشاء النادي ..

الخديوي " إسماعيل " في مواجهة " فاروق " الأول :

وجاء موعد أفتتاح النادي في 15 من إبريل عام 1947 ليكون تعبيراً عن قوة إرادة الإنسان المصري البسيط في مواجهة التحديات الكبيرة ..

وليكون عيداً رياضياً للإسماعيلية كلها .. وقد جاء بطل العاصمة نادي " فاروق الأول " – الزمالك – لمواجهة نادي " الخديوي إسماعيل " – الإسماعيلي في اللقاء الأول بينهما في مباراة الإفتتاح التي حضرها حيدر باشا نائباً عن جلالة الملك فاروق والتي أنتهت بفوز الإسماعيلي على الزمالك بنجومه الدوليين 3/2 لتعيش بعدها الإسماعيلية أولى لياليها الجميلة أحتفالاً بأنتصار فريقها ..

وكان قد تشكل في ذلك الوقت أول مجلس إدارة للنادي الجديد بأسم " الخديوي إسماعيل " أو " إسماعيل باشا " من السادة :

1- صالح بك عيد رئيساً

2- الدكتور / سليمان عيد نائباً للرئيس

3- محمد مرتضى افندي مرسي وكيلاً

5- أنور أفندي راجح مساعداً للسكرتير

6- السيد أفندي عبده أميناً للصندوق

بالإضافة إلى أثنى عشر عضواً هم :

على الشريف – ومحمد أبو العلا – ومحمد يوسف – ومحمد ناجي – وعلى العجرودي – وزكي إسماعيل – وسيد عبد الجواد – ومحمد حسنين – وكامل مرسي – وبدوي عبد الفتاح عنب – وحسن رمضان – ويحي أمين حافظ – وأنور أبو حديد ..

كما كان فريق الخديوي إسماعيل يضم في صفوفه بذلك الوقت اللاعبون :

يانجو وعلى حجازي والسيد ابو جريشة وعوض عبد الرحمن وعلى لافي وسالم سالم وعلى عمر وأنوس الكبير والعباوي وإبراهيم حبلص وويشه ومحمد عبدالسلام وعبده عبد الله وأحمد الفرجاني والسيد عبد الله وأحمد منصور .

وتعرض النادي كثيراً لقصف قوات الأحتلال وتهدمت أجزاء من أبنيته بعد أن تحول إلى مقر للفدائيين في منطقة القنال ، وأصبح هدفاً للأنجليز مما أصاب النادي بشلل في جميع أنشتطه ماعدا النشاط الفدائي وكرة القدم .. وبقيام الثورة وخروج الإنجليز من مصر عادت الحياه لتدب في أوصال النادي العظيم من جديد وعاد إليه أسمه الحقيقي الذي يعشقه الناس ويعرفونه به " الإسماعيلي "



هبوط أضطراري :

وظل النادي الإسماعيلي مصدر إزعاج وقلق لأندية العاصمة الكبرى منذ قيام مسابقة " الدوري العام " لأول مرة في مصر 1948 حتى جاء موسم 57،58 لينتقل سبعة لاعبين من أفضل لاعبيه دفعة واحدة إلى نادي القناة لـامين مشتقبلهم .. فحدثت هزة كبيرة بالفريق على أثرها تم الدفع بمجموعة من اللاعبين الناشئين .. صغار السن .. عديمي الخبرة .. مغموروا الأسماء في ذلك الوقت ... رضا .. شحته .. العربي .. خليل سامبو .. ميمي درويش .. يسرى طربوش .. أميرو .. لولو درويش .. منعم معاطي .. فكري راجح .. محمد زافيرس .. سيد مبروك .. ولحداثة عهد هؤلاء الصغار باللعب مع الكبار لم يستطيعوا الاستمرار في الدوري الممتاز ليهبط الإسماعيلي إلى دورى الدرجة الأولى – دوري المظاليم – هبوطاً أضطرارياً بعد رحيل نجومه الكبار بيضو .. سيد أبو جريشة .. صلاح أبو جريشة .. فتحي نافع .. فرج محمود .. على لافي ..يانجو إلى نادي القناة وسفر دميان وطه أبو العلا إلى الخليج العربي وأنتقل بالأمر " عوض عبد الرحمن " و" سيد شارلي " إلى نادي السواحل بحكم عملهم !! ففرغ الفريق من جميع لاعبيه !!

وشال اللاعبين الصغار المسئولية مبكراً .. " شافوا " الويل .. " ذاقوا " المر .. كانت وجبتهم الرئيسية قبل اللعب ساندويتشات الفول والطعمية .. كانوا يسافرون للعب خارج ملعبهم في قطارات " البضاعة " .. لعبوا بفانلات قديمة وشرابات ممزقة وأحذية " بنص " لسان !! لكنهم لفتوا الأنظار .. وبهروا جماهير الكرة في كل مكان بأدائهم الحلو والممتع والمميز لدرجعة جعلت الكاتب الكبير " محمود السعدني " يخرج عن إعتياده بالكتابة في السياسة إلى الكتابة الرياضية حين شاهد فريق الإسماعيلي لأول مرة في حياته أمام دمنهور وهو يلعب في دوري المظاليمالذي قدم الإسماعيلي خلاله أجمل عروضه الكروية على الإطلاق فكتب يقول : " يابتوع الكورة .. إني أحذركم من فريق أسمه الإسماعيلي .. يلعب الكرة كالسحر .. مما يجعلني أتنبأ بأنه سيأتي يوم يتزعم فيه أولاده الصغار أصحاب الشرابات الممزقة .. زعامة الكرة المصرية !!

رغم الظروف الصعبة وقلة الإمكانات المادية يواصل " الأولاد الصغار " مشوارهم التعيب في دورى المظاليم والظلمات بقيادة ولد موهوب .. أسمر .. نحيل .. أسمه " رضا " صار فيما بعد أسطورة الملاعب المصرية و " الأفضل " على مدى تاريخها بشهادة عظماء اللعبة .. الضيظوي وعبد الكريم صقر والديبة وأحمد مكاوي ..

وظل الفريق طيلة أربعة مواسم كاملة يصارع من أجل الصعود من جديد إلى الدوري الممتاز حيث الأضواء والشهرة وعالم الكبار حتى تحقق له الصعود في نهاية موسم 61/62 بفضل الله أولاً ثم مدربه العظيم " عم على عمر " وأيضاً فضل لاعبيه الصغار وزعيمهم ذلك الولد الأسمر النحيل " رضا " الذي كون مع زميله – رفيق العمر – " شحته " أشهر وأمهر ثنائي عرفته ملاعب الكرة المصرية منذ نشأتها وحتى يومنا هذا !!

ثم أنضم إليهم " العربي " بعد إنتقاله من مركز الجناح الأيسر إلى مركز قلب الهجوم المتأخر في طريقة الظهير الثالث العادية ليصنعوا معاً " ثالوثاً " رائعاً أذهل الجميع في كل مكان بفواصل كروية ممتعة وبتشكيلات فنية رائعة فردية وثنائية وثلاثية " مُطعمة " بغمزات من الكعوب والرؤوس والعيون والحواجب !! مما جعل كاتبنا الرياضي الكبير " نجيب المستكاوي " يبدى إعجابه الشديد بفريق الإسماعيلي وإنبهاره بأداء لاعبيه فيطلق عليهم اللقب الشهير " الدراويش " ..

ويكتب في " الأهرام " يقول : ياسبحان الله .. ذهبت لمشاهدة مباراة في كرة القدم فإذا بي أقع في حلقة ذكر !! يتوسطها فتى أسمر جميل الطلعة يقود مجموعة الذاكرين معه ببراعة المايسترو القدير أسمه .. " رضا " !!

ولم يكن " رضا " هذا مجرد لاعب كرة موهوب وحسب وإنما كان نجماً فذاً وكروياً ثائراً .. وأمل الإسماعيلية بأكملها فهو الذي منحها الثقة والحلم ..

" الثقة " في قدرة المدينة الصغيرة على هزيمة ناديي العاصمة قطبي الكرة المصرية .. الأهلى والزمالك .. " والحلم " في أن يفوز الإسماعيلي ذلك الفريق " الغلبان " بدرع الدوري العام وكأس مصر !



.. الأمل من رحمة الموت !!

لكن القدر لم يكن رحيماً " برضا " فلم يمهله العمر كي يحقق الحلم الذي ظل يرواده طيلة حياته في أن ينتقل درع الدوري العام المصري إلى الإسماعيلية ولم يحقق له أمنيته الغالية بأن يحمل لمدينته كأس مصر .. حيث أختطفه الموت بقسوة وهو في ريعان الشباب .. أثر حادث سيارة عند إيتاي البارود .. بحيرة .. في الثامن والعشرون من سبتمبر عام 1965 .. ومات " رضا " لكنه كان قد رسم لزملائه " خريطة الطريق " إلى البطولة قبل الرحيل .. رسمها بالورود والعرق والدم .. مات " رضا " لكنه كان قد زرع الحلم في القوب وغرس الثقة في النفوس .. قلوب ونفوس الإسماعيلية جمعاء .. الناس والفريق والأرض ..

مات " رضا " وبقى الإسماعيلي .. حيث واصل أبناؤه السير في مشوارهم الصعب في الطريق إلى البطولة بدون القائد " رضا " .. وتحمل " شحته " رفيق العمر للراحل العظيم المسئولية من بعده .. تحملها بشهامة الفرسان وعزيمة الثوار ومعه باقي الرفاق عبد الستار والعربي وميمي درويش وأميرو ومعاطي والسقا وطربوش ..

وظل مكان " رضا " بالفريق شاغراً بموته ما يقرب من موسماً بأكمله ليتأخر الحلم قليلاً حتى بزغ الأمل بمن يملأ فراغ الراحل العظيم مع مولد نجم جديد .. صار هو الأخر فيما بعد إسطورة جديدة من أساطير الساحرة المستديرة في الزمن الجميل .. أسمه " على أبو جريشة " الذي تغير معه أسلوب لعب الفريق من الأعتماد على الألعاب الثنائية بين رضا وشحته أو الثلاثية مع العربي إلى اللعب الجماعي الذي يصنع الفرص " لأبو جريشة " النجم الصاعد ليهز شباك الخصوم .. فيسجل " على " في أول موسم له مع الفريق 15 هدفاً مكنته من الفوز بلقب هداف الدوري العام موسم 66/67 ومنحت فريقه الحق لتحقيق الحلم الذهبي في إنتزاع " الدرع " المصري من بين أنياب ذئبي العاصمة الأهلى والزمالك لتعيش الإسماعيلية أياماً طوال في فرحة غامرة .. عارمة لم تقطعها سوى أصوات المدافع وأزيز الطائرات وإعلان قيام الحرب في 5 يونيه 1967 !!

توقفت الكرة .. وترك أهالي الإسماعيلية من النساء والأطفال والشيوخ مدينتهم الغالية التي عاشوا فوق أرضها والتي عشقوا ترابها .. تركوها مرغمين .. مُهجرين لا مهاجرين إلى بلاد الله في شتى أنحاء مصر المحروسة بينما أنضم شبابها إلى المقاومة الشعبية لتبدأ صفحة جديدة من صفحات الكفاح والنضال والوطنية في كتاب التاريخ لمدينة صغيرة تسكنها روح الثوار أسمها " الإسماعيلية " وفريق ثائر .. متمرد .. متفرد .. أسمه " الإسماعيلي " !

الإسماعيلية .. مدينة بناها " الخديوي إسماعيل " .. لكن أبناء الأحياء الشعبية في المحطة الجديدة وشارع الفن وعرايشية مصر " وعرايشية العبيد " هم الذين كتبوا تاريخها وصنعوا " المستقبل " لها ولهم !! بعكس باقي مدن ومحافظات مصر .. وهذا مايجعل " الإسماعيلية " مدينة مختلفة .. بل شديدة الإختلاف عن بقية المدن .. وربما يعتبر ذلك سبب " تعصب " الإسماعيلاوية لفريقهم الكروي الذي يشجعونه بجنون ويعشقونه إلى حد الموت !!!

" محمد صلاح " شاب يعشق الإسماعيلي مثل كل أبناء الإسماعيلية .. أعتاد الزحف وراء فريقه في كل مكان .. قرر مشاهدة مباراة الإسماعيلي والمحلة في الأسبوع التاسع من موسم 90/91 بأستاد الإسماعيلية .. أثير شغب أثناء المباراة لسوء التحكيم .. أندفع الشغب خارج أسواء الملعب .. أطلق الأمن بعض رصاصاته .. أستقرت إحداها في صدر " محمد " ودفع حياته ثمناً لحبه وعشقه للإسماعيلي !

" محمود أبو أسكندر " رجل في العقد الخامس من العمر .. من أشهر مشجعي الإسماعيلي .. جاء من عمله مسرعاً .. جلس وسط أسرته الصغيرة أمام شاشة التليفزيون ليشاهد مباراة فريقه أمام الأهلى بالإسماعيلية موسم 97/98 .. وفي مباراة غريبة فاز فيها الأهلي بستة أهداف أصابت قلب أبو أسكندر " بالسكتة " ليتوقف عن النبض .. وتفارق روحه الحياة .. حزناً على هزيمة " الإسماعيلي "



" أسامة أحمد أبو ربع " .. شاب في مقتبل العمر " عشق الإسماعيلي " منذ نعومة أظافره .. سافر مع أصحابه إلى استاد المحلة في موسم 76/77 ليؤازر " الدراويش " في لقاء صعب مع " الفلاحين " بدور الأربعة لكأس مصر .. يومها فاز الإسماعيلي بهدفين أحدهما إسطوري لنجمه " الغزال " أسامة خليل .. في العودة لم تسع عربات القطار فرحة الشاب الصغير " أبو ربع " فصعد على سطح القطار حاملاً علم الدراويش بلونيه الأصفر والسماوي .. أخذ " يرقص " بجنون فوق سطح القطار .. رقصة النصر .. دون أن يدرى أنها " الرقصة الأخيرة ..

فقد أطاح أحد الكباري برأسه " وفرق " جسده النحيل على جوانب القطار الذي أطلق سائقه عند مدخل الإسماعيلية " صافرة " حزينة .. باكية .. على شاب متيم يهوى الإسماعيلي .. " قتله العشق " !!



لم يكن هذا وحده السبب الذي يقف وراء تعصب جماهير الإسماعيلية لفريقها الكروي وإنما هناك سبب آخر وهو الأقوى والأهم أنه " الظلم " الذي يتعرض له الإسماعيلي وجماهيره من الحكام والإعلام وإتحاد الجبلاية على مدى تاريخه وهذا مايؤكده الأستاذ " رأفت الشيخ " الصحفي بالأهرام الصباحي في كتابه الرائه " الحرب على القاهرة " الذي قدم من خلاله تحليلاً موضوعياً وبحثاً قيماً عن الأسباب والدوافع الحقيقية التي دفعت وراء تعصب جماهير الإسماعيلية لفريقها الكروي وضد الجميع .. توصل الرجل إلى " جذور " المشكلة وتيقن بأن جمهور الإسماعيلي لم يفعل ذلك يوماً إلا لإحساسه الجارف بالظلم وعدم إقتناعه بأن هناك شيئاً أسمه " العدالة " .. وأنه لم ينسى أبداً سطراً واحداً من سطور التاريخ .. " والتاريخ لايكذب ولايتجمل " !!

ففي عام 1948 ومع إنطلاق البطولة الأولى لمسابقة الدوري العام في مصر المحروسة .. كان مجلس إدارة النادي الأهلي يضم العديد من وزراء مصر وباشواتها .. وكانت هزيمة الأهلي " عيب " .. لأنها تعنى هزيمة هؤلاء " السادة " الوزراء والباشوات .. فكان على الحكام أن يجاملونهم بأن يضعوا في مناديلهم " نقاط " أي مباراة يكون الأهلي طرفاً فيها .. فأحتل الأهلى صدارة الدوري وحصد الدرع ثم تلاه الإسماعيلي في المركز الثاني بفارق 4 نقاط فقط عافية وذوق متساوياً مع الترسانة في عدد النقاط برصيد 25 نقطة لكل منهما .. لكن أتحاد الكرة لم يعجبه هذا الوضع وقرر إقامة مباراة فاصلة في مدينة السويس على ملعب نادي السويس الرياضي بوسط البلد .. قبل الموعد المحدد لإقامة المباراة ذهب الإسماعيلي وجماهيره إلى ملعب السويس الرياضي كما هو معروف ونزل لاعبوه إلى أرض الملعب للتسخين فلم يجدوا لاعبي الترسانة ولاحكام المباراة !! وفوجئوا بالمذيع الداخلي يعلن في الميكروفون بأن المباراة لن تقام بملعب " السويس الرياضي " وإنما ستقام على ملعب نادي بورتوفيق " ببورتوفيق " !! وإن لم يصل فريق الإسماعيلي في الموعد المحدد سلفاً لإقامة المباراة فأنه يُعد منسحباً ويُعلن فوز الترسانة !!

هرول لاعبو الإسماعيلي وورائهم جماهيرهم الغفيرة التي زحفت خلفهم يبحثون عن وسيلة مواصلات تنقلهم إلى ملعب " بورتوفيق " فلم يجدوا غير " الحناطير " و " عربات الكارو " و " دراجات المارة " يقفزون إليها ليصلوا في اللحظة الأخيرة وقبل أن يعلن الحكم إنسحاب الإسماعيلي !! ويومها فازت الترسانة " بمساعدة الحكم " بثلاثة أهداف مقابل هدفين رغم سيطرة الإسماعيلي التامة على المباراة وتألق نجمه الكبير " عوض عبد الرحمن " الذي أحرز هدفي الإسماعيلي ليخرج الفريق من المباراة مهزوماً ويفقد في النهاية و " بفعل فاعل " المركز الثاني بأول بطولة لمسابقة الدوري العام الكروي في مصر والتي بدأ معها عرض أولى حلقات مسلسل " الظلم " الموجع والسخيف !!

في الدور الأول موسم 62/63 .. جاء فريق الأهلى بكامل نجومه الكبار صالح سليم .. رفعت الفناجيلي .. محمود الجوهري .. ميمي الشربيني .. طه اسماعيل .. عادل هيكل .. مروان كنفاني .. فؤاد أبوغيده .. طارق سليم .. سعيد ابو النور .. للقاء الإسماعيلي بملعبه القديم المجاور للمقابر الذي أمتلأ عن آخره بجماهيره التي طالبت لاعبيها بالفوز على الأهلي 4 / 0 وكتبت بالجير على أرض الملعب نتيجة المباراة قبل أن تبدأ !! ونزل لاعبوا الأهلى إلى أرض الملعب بفانلاتهم الحمراء الدامية وراحوا يستعرضون قدراتهم بالتسخين بطول الملعب لمدة نصف ساعة .. فأضطر لاعبوا الإسماعيلي للتسخين على ملعب السلة خلف المدرجات .. بدأ الأهلى المباراة مسيطراً عليها لمدة 15 دقيقة كاملة حتى وصلت الكرة إلى " العربي " فيبدأ في تقديم فاصل من " الترقيص " والكعوب .. تهيص المدرجات .. تزول الرهبة من صدور لاعبي الإسماعيلي فيمتلكون زمام الأمور .. يستلم " شحته " الكرة وهو جالس على الأرض على حدود منطقة الجزاء وظهره للمرمى .. يلف بكامل جسمه تجاه المرمى .. يسجل هدفاً من أروع الأهداف التي شاهدتها الملاعب .. يمرر " العربي " كرة إلى " بابكر " السوداني يرسل قذيفة في مرمى " مروان " محرزاً الهدف الثاني .. يتفوق " رضا " على نفسه ويرواغ دفاع الأهلى بالكامل ويمرر الكرة عرضية إلى " أميرو " ليحرز الهدف الثالث من شوطه " إسكروه " في المقص الأيمن لمروان .. يتكرر الموقف في الهدف الرابع لتنتهي المباراة بأربعة أهداف نظيفة بناءً على " رغبة الجماهير " !!

في الدور الثاني من نفس الموسم 62/63 تقام المباراة الثانية بين الفريقين على أرض الأهلى " بإستاد التتش " .. جماهير العاصمة وإعلامها الأحمر يطالبون لاعبي الأهلي بالثأر لهزيمتهم في الإسماعيلية بالأربعة " إياها " .. الإسماعيلي يلعب في غياب نجمه الإسطوري " رضا " للإصابة وكذلك " شحته " كان مريضاً وملازماً للفراش وقد أرسل " تلغرافاً " إلى " أهل الجبلاية " بهذا المعنى ولكن !!

تبدأ المباراة ويهاجم الأهلى بكل خطوطه وسط تشجيع جنوني من جماهيره التي تطالب بالثأر من ذلك الفريق القادم من الأقاليم .. في الدقيقة 35 يسدد " زكي عبد الرحمن " قذيفة تسكن شباك الأهلى وسط ذهول الجميع .. " جن جنون " الأهلى .. تحولت المباراة إلى مايشبه الحرب .. وفي شوطها الثاني تتناقل الكرة بين أقدام " العربي و " أميرو " و " السقا " و " يسرى طربوش " لتصل إلى " محمد معاطي " اللاعب الصاعد ليرسلها بكل ثقة وإقتدار في مرمى " الروبي " حارس الأهلى والذي لعب بدلاً من زميله " مروان " .. يحاول الأهلى بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة إحراز هدف دون جدوى .. وقبل النهاية بدقيقتين يرتكب لاعب من الأهلى فاول صارخ داخل منطقة جزاء الإسماعيلي يتغاضى عنه حكم المباراة " أحمد الخولي " !!

لتصل الكرة إلى مدافع من الأهلي " ؟ " فيحرز " بالضرب " و " الذق " هدف الأهلى الوحيد لتصبح النتيجة 2/1 .. يحتج لاعبي الإسماعيلي على " هدف الأهلى " الذي تحقق من " فاول " صريح لصالح الإسماعيلي إلا أن الحكم " الخولي " يطلب من اللاعبين " تمرير " الواقعة وإكمال المباراة قائلاً : " إلعبوا فالمباراة أنتهت !! وبالفعل أطلق صفارته لتنتهي المباراة بفوز الإسماعيلي 2/1 وأثناء دخول " الحكم " إلى غرفة الملابس ذهب إليه " العربي " معاتباً يسأله عن سبب إحتسابه " هدف " الأهلي من خطأ عليه .. فقال الحكم " أحمد الخولي " للعربي بالحرف الواحد جملته المحفورة في ذاكرة لاعبي الإسماعيلي من جيل الستينات " إنه هدف لابد منه " !!!



في بداية التسعينات أعلن " الإسماعيلي " ذلك الفريق الغلبان تمرده وعصيانه من جديد على " إنفراد " أبناء العاصمة أصحاب الزي الأبيض والأحمر وحدهما بإعتلاء كرسي الحكم بشكل أبدي وحصد البطولات فأتهموه بالخروج عن الشرعية والجنون ومحاولة قلب نظام الحكم الكروي في مصر !! فكان لابد من " العقاب " .. وكان لابد من الحرب .. " والتاريخ " لايغفل التاريخ ولايتجاهله .. أبداً !

ففي الأسبوع السادس من موسم 90/91 .. أخطأ " سعفان الصغير " حارس الإسماعيلي تقدير كرة " طاهر أبو زيد " فسكنت شباكه رغم سيطرة الإسماعيلي التامة .. وقف صبي أهلاوي صغير خلف المرمى لإحضار الكرة .. كان يفعل ذلك بسرعة قبل أن يسجل " أبو زيد " هدفه .. ثم تعمد الإبطاء في إحضارها بعد الهدف .. إنفعل عليه " سعفان " .. فطرده الحكم " يحي البربري " (!!) .. وكان هذا الطرد وحده عقوبة قاسية جداً .. لكن إتحاد الكرة " المصري " لم يكتف بذلك وإجتمع على الفور واتخذ قراراً غريباً بإيقاف " سعفان " حتى نهاية الموسم !!!

فلم يكن المطلوب بالطبع " قطع رقبة " سعفان وحده .. وإنما كان المقصود هو " ذبح الفريق " بأكمله وإرهابه ليتوقف عما يقوم به من تمرد وعصيان !!

وفي مباراة المنصورة مع الإسماعيلي في الدور الثاني من نفس موسم 90/91 .. كرة مشتركة بين " أحمد العجوز " ومدافع من المنصورة أحتسبها الحكم " صلاح عبد العظيم " خطأ على العجوز ومنحه كارت أصفر بلاداع .. أقسم العجوز للحكم بأنه لم يرتكب خطأً ولم يفعل شيئاً يستحق عليه الإنذار .. فمنحه الحكم الكارت الثاني قائلاً هذا من أجل مباراة الأهلى !! ولم يلعب العجوز مباراة الأهلي التي قرر بعدها مباشرة إتحاد الكرة " المصري " إيقاف مدافع الإسماعيلي " أيمن رجب " عن اللعب 4 مباريات بدعوى الشغب في مباراة الأهلى بينما أغمض الجميع عيونهم عن لاعب " أهلاوى " بصق على الحكم و " شتمه " أمام عدسات التليفزيون في ذات نفس المباراة !!



نعود قليلاً للوراء .. كان الراحل " محمد حازم " يتصدر قائمة هدافي الدوري في موسم 84/85 وجاءت مباراة المنيا مع الإسماعيلي بالمنيا في الإسبوع الـ 19 ومنذ بداية المباراة تعمد " شديد قناوي " و " نادي حسن " لاعبا المنيا استخدام العنف مع حازم .. وحاول " حازم " الابتعاد عنهما .. لكن " شديد قناوي " جرى وراءه " وضربه بالبوكس " في وجهه في غفلة من حكم المباراة .. استنجد " حازم " بحامل الراية الذي شاهد الواقعة .. لكن المساعد أنكر ونفى رؤيته لها !! بعد نهاية المباراة ضرب " عادل أنور " لاعب المنيا النجم الراحل في وجهه بدون سبب فرد عليه " حازم " دفاعاً عن النفس فهاجمه كل لاعبي وإداري المنيا .. حتى تدخلت قوات الأمن وأنقذته من بين أيديهم .. وأنتهى الموقف .. لكن إتحاد الكرة إجتمع كالعادة وأصدر قراراً غريباً وعجيباً .. نزل كالصاعقة فوق رؤوس أبناء قلعة الدراويش .. إيقاف حازم 4 مباريات وحرمانه من تمثيل مصر و ... زغرتي ياللي مانتش غرمانه " !!



أقلام قصيرة وألسنة طويلة !!



الإعلام الرياضي المصري .. بلاضمير .. بلاعقل .. لكنه يملك قلباً كبيراً .. كبيراً .. يفيض بحب الأهلى وتقديسه .. وقد يضطر أحياناً إلى مجاملة الزمالك لتحقيق جانباً ضئيلاً من التوازن المفقود والعدالة الغائبة .. والفارق كبير بين الحب والقداسة وبين المجاملة .. والفارق أكبر بين كل ذلك وبين التجاهل والترهيب !!



وهذا أيضاً ليس بكلامي وإنما هي شهادة شاهد من أهلها .. الكاتب المحترم .. الأستاذ / رأفت الشيخ الذي واصل كلامه قائلاً : الإعلام الرياضي المصري لم يكتفى بتجاهل مواهب وطموحات وتاريخ الأندية الأخرى بل تجاوزها إلى محاولة النيل ممن يحاول التصدي للأهلى داخل الملعب ومحاولة إنتزاع الفوز منه طبقاً لقوانين اللعبة الجميلة .. فالصحافة الرياضية قالت وأكدت كثيراً أن " الأهلي فوق الجميع " بل فوق القانون !! ولذلك دفعت الكرة المصرية كما دفعت جميع الأندية " الثمن " .. دفعته من كبريائها وأحلامها وطموحاتها .. وكان ذلك بأقلام وألسنة الإعلام الرياضي المصري (!!) .



ودفع الإسماعيلي بدوره الثمن .ز دفع نصيب الأسد .ز وسيظل يدفعه والسبب دوماً .. صرخته في وجه الكرة المصرية .. تلك العجوز الشمطاء .. المريضة بالجحود والتحلف !!!



صباح يوم مباراتي الاتحاد والإسماعيلي .. والمصري مع الأهلى موسم 93/94 خرجت " جريدة الأخبار " اليومية بخبر منشور في صفحة الراديو والتليفزيون تقول أنه في حالة فوز الأهلى على المصري وحصوله على درع الدوري سيمتد إرسال الإذاعة الخارجية بالتليفزيون لتهنئة الأهلى على إنتصاره وفوزه ببطولة الدوري وسيتم إجراء لقاءات وحوارات مع لاعبيه وجهازهم الفني مع عرض أهداف الفريق خلال مشوار البطولة ..



ولم يعلن التليفزيون أنه قرر أن يفعل نفس الشىء في حالة فوز الإسماعيلي وهزيمة الأهلى .. وكأن الإسماعيلي فريق جاء من خارج حدود المحروسة !! لكن العناية الإلهية ساندت الإسماعيلي حيث تعادل الأهلى مع المصري 0/0 ببورسعيد وفاز الإسماعيلي على الإتحاد بالإسكندرية بخمسة أهداف نظيفة .. فتساوى الأهلى مع الإسماعيلي في عدد النقاط وتقرر إقامة مباراتين فاصلتين بينهما تحدد " القرعة " مكان كل منهما .. وقالت " القرعة " كلمتها .. المباراة الأولى بالقاهرة والثانية بالإسماعيلية .. قامت الدنيا ولم تقعد .. وكانت حكاية لها العجب !!



لم يوافق مسئولوا الأهلى على إقامة المباراة الثانية بالإسماعيلية بحجة أن إستاد الإسماعيلي لايصلح للعب كما أنه غير قادر على حماية لاعبي الأهلى أو جماهيره .. فأقترح إتحاد الكرة " المبجل " مباراة واحدة " فاصلة " على استاد القاهرة - الذي يلعب عليه الأهلى مباراياته منذ مايقرب من عشرين عاماً – باعتباره ملعباً " محايداً " يحمل أسم " القاهرة " وليس أسم " مختار التتش " !!



وقدم مسئولاً أمنياً كبيراً تقريراً يفيد عدم صلاحية ملعب الإسماعيلي لإقامة أي مباريات عليه وتم تصوير الأماكن الضعيفة التي يسهل اختراقها من خلال بعض الفتحات الموجودة في المقصورة .

ورد النادي الإسماعيلي بأنه تم تلافي الثغرات الأمنية تماماً .. لكن قامت لجنة ثلاثية بمعاينة الملعب وقالت في تقرير مدعم بالصور أن الملعب لايزال غير صالح للعب .. وعاد المحافظ ومعه مدير الأمن وأكد صلاحية الملعب .ز لكن الأهلوية رفضوا اللعب عليه وتمسكوا بتقريري " ألمن " لأنهما في صالح الفرق الأحمر !



ودون إسهاب في تفاصيل " الأزمة " المفتعلة .. إنتهى الأمر بأن أقيمت مباراة فاصلة بين الفريقين في الإسكندرية إنتهت بفوز الأهلي 4/3 ليتحقق للأهلى ولاعبيه وجماهيره وإعلامه .. واتحاده الكروي الوثيق " المنى " و " المطلب " !!



صحفي رياضي " كبير " .. يكتب مقالاته بقلم أحمر " كتب مرة " بشماته يقول : " طبيعي أن يفوز الأهلى على الإسماعيلي لأن الأهلي يمثل القاهرة عاصمة البلاد بينما يمثل الإسماعيلي مدينة صغيرة لاتزيد عن حي " بولاق الدكرور " وقال أيضاً أن لاعبي الإسماعيلي يأكلون " لحمة الجمعية " ويطبخون بزيت التموين .. أما الأهلى فلاعبوه يرفضون " السلع المدعمة " ويأكلون " اللحم الضاني " المشوي !!!

كلام غريب يعكس حجم عقلية الكاتب .. ويعكس أيضاً حجم عقلية الصحافة الرياضية في مصر في هذا " الزمن الردىء " !


.. يرحم زمان وناس زمان !



أفتش في مستودع الذاكرة .. أقلب في أوراقي القديمة المتناثرة هنا وهناك .. أحاول أن أستدعى الزمن الجميل .. أبحث عن " زمان " وناس زمان .. تقع في يدي نسخة قديمة من " جريدة الأهرام " التي صدرت صباح السبت 8 أبريل 1967 .. أقلب في صفحاتها لأعرف " سر احتفاظي " بها .. وجدت في صفحة اليراضة وصف تفصيلي بقلم الكاتب الكبير " نجيب المستكاوي " لأحداث مباراة الأهلى والإسماعيلي بالإسماعيلية والتي فاز فيها الإسماعيلي بهدف جاء من ضربة جزاء لنجمه الصاعد الموهوب " على أبو جريشة " ليضمن الإسماعيلي الفوز بدرع الدوري العام لأول مرة في تاريخه .. وصف الرجل المباراة على أنها " موقعة حربية " مثيرة وقام بسرد أحداثها في بيانات أشبه بالبيانات العسكرية وبأسلوب ساخر غاية في الرقي .. كتب يصف الأحداث في صورة بلاغ عاجل هذا نصه بالكامل :



الإسماعيلية .. من مراسل الأهرام " الحربي " :

فاز " الدراويش " أمس على الأهلي 1/0 واحتفظوا بصدارة الدوري وتقدموا على الأهلى منافسهم الوحيد بثلاث نقاط تضمن لهم البطولة وتحتفظ بها لفرق الأقاليم المكافحة .. يجل هدف الدوري " على أبو جريشة " من ضربة جزاء بعد 41 دقيقية .. أقيمت المباراة بمعجزة بعد أن أوشكت اقامتها أن تكون مستحيلة عدة مرات .. وأحاطت بها ظروف رهيبة جعلتها أقرب إلى موقعة حربية بدون ضحايا سوى لفيف من الجرحى بسبب شدة التعصب وشدة المنافسة في ظل نظام الدوري الحالي الذي أتلف أعصاب الناس حتى أن الظروف التي أملت الأحداث الرهيبة التي إكتنفت المباراة حتى قبل بدايتها بساعات .. ولعل الأوفق أن نصفها في بلاغات :



بلاغ كروي رقم " 1 "

الساعة 12 ظهراً ..

لا موضع لقدم في مدرجات النادي الإسماعيلي الأصلية والإضافية .. لم يصل قطار مشجعي الأهلى وإحتل مُدرجهم مشجعوا النادي وأتباعه ومريدوه من مختلف الأقاليم .. كل شىء هادىء في الميدان الكروي .. لكنه الهدوء الذي يسبق العاصفة . كل الاحتياطات اتخذت لكفالة أمن المباراة " .. ولكن في الجو شىء ثقيل .. رهيب " !



بلاغ كروي رقم " 2 "

الساعة الواحدة .. " وقعت الواقعة " :

وصل قطار " الطواقي الحُمر " واستقبله في المحطة شباب الاتحاد الاشتراكي ومنظمة الشباب ورحبوا بضيوفهم وصحبوهم إلى الملعب الذي ليس فيه موضع لقدم .. المدرج الذي كان محجوزاً لهم إنشغل بزملائهم .. وسعته 2000 متفرج بعدد التذاكر المباعة للأهلى .. ولكن الجمهور الوافد في القطار زهاء " 10 آلاف " حاولوا الدخول بكل الطرق ! ولما لم يفلحوا إقتحموا الأسوار وكسروا الأبواب وتدفقت " الطواقى " الحمراء تغزو الأرض الخضراء .. وكان لابد من مطاردات وإصابات وجراح وآنات وعمت الفوضى !



بلاغ رقم " 3 "

الساعة الواحدة إلى الساعة الثالثة تقريباً ..

توقفت العمليات وبدأت المفاوضات ومحاولات علاج الموقف بالحسنى .. رجال الأمن والشرطة العسكرية للجيش والطيران يحيطون بالطواقى الحمراء الثائرة إحاطة منها كثير من " الرفق " و " الصبر " مع محالو إخلاء الملعب .. نزل أرض الملعب السيد يوسف حافظ والفريق عبد العزيز مصطفى واللواء على شهيب مدير الأمن الذي تحدث في مكبر صوت إلى جماهير الأهلي دون جدوى !! قال " الحكم اليوناني " أنه لايمكن إقامة المباراة والنظام مختل على هذا النحو !



بلاغ رقم " 4 "

زهاء الساعة الثالثة ..

" روح رياضية باهرة " من جمهور الإسماعيلي الذي أخلى مدرجاً كاملاً لجمهور الأهلى .. نداء من اللواء على شهيب مدير أمن الإسماعيلية في الميكروفون إلى " أصحاب الطواقى الحمراء " ليتبعوه إلى المدرج إنقاذاً للمباراة إزاء تصميم " لازارويولس " الحكم اليوناني .. يتقدم مدير الأمن ووراءه جمهور الهلي إلى المدرج ثم .. يتركونه هناك وحده .. وعودون جرياً بحجة ضيق المدرج .. ويزداد الموقف تأزماً و .. تعود الفوضى !!



بلاغ كروى رقم " 5 "

الساعة الثالثة ..

تستدعى قوات الصاعقة باللاسلكي وتدخل من جانب مدرج الصحافة .. الحمد لله انها دخلت بدون صيحتها التقليدية .. فأن وجوه الصحفيين كانت أصفر من " الكُركُم " لاسيما الزميل " جليل البنداري " .. وأقيم نطاق حول الملعب من رجال الشرطة المدنية والشرطة العسكرية ورجال الصاعقة ليحجز الجمهور عن المساحة الخضراء – الملعب – وأصبح هناك أمل في إقامة المباراة .. وفي " الحواشى " إنشغل رجال الاسعاف بتضميد الجراح !!



بلاغ كروي رقم " 6 "

الساعة 10و3 ..

نزل الحكم إلى الملعب محاطاً بأصحاب الزي الكاكي – الشرطة العسكرية – ونزل فريق " الدراويش " واستقبلته الجماهير بأغان السمسمية والأهازيج الكروية والدفوف والطبول .. وصفر الحكم ولكن تبين أن فريق الأهلى لم يجىء بعد !! وتبين أنه مازال في أبو صوير !!!



بلاغ كروي رقم " 7 "

الساعة 15و3 ..

اتصال باللاسلكي للبحث عن فريق الأهلي .. يتضح منه أن الفريق لايزال في أبو صوير بملابسه العادية !! ومن داخل الملعب يطلب الحكم متحدثاً " بالرومية " ويستدعى " ستاموليس " وهو صحفي مصري يوناني الأصل .. من المدرج .. ينزل ولونه مخطوف للتفاهم مع الحكم الذي يطلب ورقة .. ويفهمه أنه سوف يسجل " إنسحاب الأهلى " إذا لم يحضر خلال ربع ساعة من صفارته وفقاً للقرارات الدولية !!



بلاغ كروي رقم " 8 "

الساعة 30و3 ..

إسماعيلي كاسب – عضو مجلس إدارة النادي الأهلى واتحاد الكرة – يسوف و" يزوغ " من الحكم اليوناني المصمم على رأيه .. " الفريق عبد العزيز مصطفى " يصدر تعليماته بأنتظار الأهلى " ولو " إلى الساعة الرابعة .. في الوقت نفسه يصل " الأهلى " إلى الملعب .. لكن " على زيوار " – مدير الكرة بالأهلى – يعلن أن أمامه " ساعة كاملة " للتدليك والتسخين (!!) بحجة ان سلطات الأمن لم تخطره بالحضور من " أبو صوير " في الوقت المناسب !!!



بلاغ كروي رقم " 9 "

الساعة 42و3 ..

الحكم " ينفذ صبره " .. يهدد بإلغاء المباراة " لتخلف الأهلى " .ز ويهم بالصفير فعلاً وإلغاء المباراة .. يجرى عليه " اسماعيل كاسب " يتوسل إليه " بالعربي " ويرجوه " استاموليس " باليوناني !!

يقبل الحكم الانتظار ولكن لمدة دقيقتين فقط ويشير إلى ذلك بإشارة حازمة حاسمة من يده !!



بلاغ كروي رقم " 10 "

الساعة 50و3 ..

" فرجت " ونزل " الأهلي " أرض الملعب متنازلاً عن ربع ساعة عن الموعد الذي حدده " زيوار " !! وأكمل تسخينه !!!



مداخله : نكمل كمان ولاكفاية كده ؟!! .. نكمل .. طيب



بلاغ كروي رقم " 11 "

الساعة 55و3 ..

بدأت ولم يقع فيها مايستحق الذكر " بعد ذلك كله " سوى هدف الفوز الذي سجله الدراويش من ضربة جزاء بعد 41 دقيقة من شوطها الأول عندما لمست الكرة يد عزت أبو الروس أثر " لخمة " من هجمة للفنان الصاعد " على أبو جريشة " الذي أخذ الضربة ليسجل " هدف الدوري " من كرة أرضية على يمين الحارس " عصام عبد المنعم " بعد نظرة إلى شماله !!



وفيما عدا هذا فالشوط للدراويش الذي ضاعت منهم عدة فرص أهمها قذيفة مباشرة لعلى أبو جريشة في القائم والعارضة من تمريرة " لحوده ليستون " من ضربة حرة غير مباشرة .. وأخرى لأبو جريشة .. يخرجها الشربيني من فوق خط المرمى .. وكرة لريعو جناح الإسماعيلي الأيسر بجوار القائم .. وقلشة " لريعو " أيضا وهو منفرد بالمرمى مقابل فرصتين للأهلي .. قلش " الشيخ طه " إحداهما من تميرية " شريف مدكور " الذي سدد عالياً في الفرصة الثانية !



الشوط الثاني " تهيش " و " تطفيش " و " تلطيش " لكن إصابة سيد حامد " طناش " بعضله وتعب العربي وشحته يجعل كفة الأهلى هي الأرجح .. لحظات قليلة مثيرة ضاعت فيها فرص من الجانبيين ومن الأهلى أكثر وخاصة " الشيخ طه " الذي سدد بجوار القائم من تمريرة " أباظة " .. وقذيفة مفاجئة من أبو جريشة بجوار القائم مباشرة من كرة مشتركة مع " أبو غيدة " .. وتنتهي " الموقعة " بفوز " الدراويش " رغم كفاح وإنقضاض رجولي من الأهلى الذي لم يستسلم بسهولة !!



درجات اللاعبين :

" الدراويش " عبد الستار 7 .. حوده ليستون 7 .. السقا 7 .. ميمي درويش 7 .. أمين أبراهيم 4 .. العربي 3 .. شحته 3 .. سيد " طناش " 4 .. بازوكا " سيد عبد الرازق 4 .. على أبو جريشة 7 .. ريعو 3 .

" ألأهلى " عصام عبد المنعم 7 .. ميمي " أوت " – عبد الحميد – 3 .. فؤاد أبو غيده 6 .. ميمي الشربيني 6 .. عزت أبو الروس 4 .. أباظه 5 .. هاني مصطفى 8 .. ابراهيم حسين 2 .. الشيخ طه اسماعيل 6 .. شريف مدكور 4 .. حسن جبر 2



.. " نقطة ضوء " .. على استمارة نجاح !



وفاز الإسماعيلي بأول بطولة في تاريخه .. رقصت الإسماعيلية حول الدرع على أنغام السمسمية أيام وليال .. دخلت الفرحة كل بيت .. والحقيقة أن الفضل يرجع إلى الله سبحانه وتعال أولاً ثم إلى الرجل العظيم " عثمان أحمد عثمان " الذي جعل " حلم " المدينة الثائرة يتحول إلى واقع تعيشه الناس .. وإذا تحدثنا عن كيفية توليه كرسى الرئاسة بالنادي الإسماعيلي فلابد وأن نترك الكلام عنه لمن عاصروا أو شاركوا في هذا " الحدث الهام " الذي كان نقطة تحول كبيرة في تاريخ قلعة الدراويش البرتقالية كما كان بمثابة " نقطة ضوء " باهرة على استمارة نجاح الرجل الذي يمثل إنتمائه للإسماعيلية مزيداً من الكبرياء والفخر لكل أبنائها .. ولكن الغريب والذي لايعرفه كثير من الناس أن الصدفة البحته هي التي قادت " المهندس عثمان " إلى .. " رئاسة النادي الإسماعيلي " .. فكيف حدث ذلك ؟!

القصة كما يرويها " سيد عبد المنعم محمد " الشهير بالكابتن " عربي " أحد أضلاع " الثالوث " الكروي الشهير تعود إلى شتاء عام 62 .. تقول تفاصيلها بلسان " العربي " : قبل بداية الموسم الكروي 62/63 مباشرة .. كنت أجلس أنا و " شحته " في " اكسليسيور " وهي كافتيريا تقع على ناصية شارعي " سليمان باشا " و " عدلي بقلب القاهرة أمام مبنى إدارة شركة المقاولون العرب ودخل علينا " أحمد " شقيق " يسرى طربوش " وطلب منا أن نذهب معهإلى المهندس عثمان للحصول على توقيعه لتزكيته في موضوع خاص .. وقلنا له أننا لانعرف المهندس عثمان معرفة شخصية وإنما نسمع عنه فقط .ز ولكن " أحمد طربوش " أكد لنا بأنه يعرفنا جيداً !! فقمنا معه على الفور وذهبنا إلى مكتب " عثمان " ونحن نشك في معرفته لنا .. ولكن بمجرد دخولنا مكتب السكرتارية وجدنا حفاوة بالغة من الجميع لم " تخطر لنا على بال " وأدخلونا " صالون أفخم " من الصالون الموجود في بيت المحافظ !! وفجأة فتح باب مكتب خرج منه رجل أنيق .. رشيق .. مهيب .. يحمل بين أصابعه " سيجار " ضخم فعرفنا من غير فراسة ولا تفكير أن هذا الرجل هو .. " عثمان أحمد عثمان " .. صاحب أكبر شركة مقاولات على مستوى الوطن العربي .. ورحب بنا الرجل بالاسم وكان ذلك " مفاجأة " لنا .. فلم نصدق أن الرجل الذي تفخر بنجاحه الاسماعيلية .. بل مصر كلها يعرفنا بالاسم ويجلس معنا ببساطة و في مودة وحب يسألنا عن أحوال النادي وأحوالنا ويطمئن منا على حالة " رضا " بعد عودته من لندن للعلاج .. ويقول لنا أنتم أبطال " رجالة " وبترفعوا " راسنا " دايماً .. وينتهز " أحمد طربوش " الفرصة ويحصل على توقيع " عثمان بيه " على طلبه فيستأذن فوراً وهو طاير من الفرحة .. ويتركنا أنا وشحته وحدنا مع المهندس عثمان فقال لنا الرجل :

أنا تحت أمركم ياولاد في أي طلب تطلبوه .. فنظر كل منا – أنا وشحته – إلى الآخر وقلنا في نفس واحد .. والله يا فندم إحنا ما " ورناش " ضهر يسندنا .. فالحكام بيظلمونا كتير واتحاد الكورة بيضطهدنا على طول .. ومحتاجين شخصية قوية زي سعادتك تساندنا .. فقال " عثمان بيه " .. أنا ياولاد معاكم على طول .. فأنا اللي سفرت " رضا " للعلاج في لندن .. وأنا مستعد لأي شىء يطلبه مني النادي الإسماعيلي .. فطلبنا منه أن يحضر فقط مبارياتنا .. فالأهلي يحضر مبارياته رئيسه " الفريق عبد المحسن مرتجى " .. وكذلك في الزمالك المهندس " حسم عامر " شقيق المشير عبد الحكيم عامر والأولمبي السكندري الذي يرأسه الفريق " سليمان عزت " يستمد الثقة والقوة من وجوده في مقصورة ناديه .. " أما نحن فلا حول لنا ولا قوة " ..

فسألنا " عثمان بيه " عن أول مباراة قادمة لنا فقلنا له أنها مع الترسانة – أقوى الفرق المصرية في ذلك الوقت – وكان يرأسه أيضاً صلاح الشاهد – كبير الياوران – فقال المهندس عثمان " أنا معاكم ياولاد " وسأحضر مباراة الترسانة مهما كانت مشاغلي !



عدنا إلى الإسماعيلية – والكلام لايزال على لسان " العربي " – ذهبنا إلى منزل " رضا " لنبلغه بما جرى ونصطحبه معنا إلى منزل المهندس " عبد الحميد عزت " رئيس النادي والسكرتير العام المساعد للمحافظة لنروى له مادار من حوار بيننا وبين عثمان بيه في القاهرة ..

.. لم يغضب المهندس " عزت " منا .. بل قال والله برافو عليكم ياولاد .. فالمهندس عثمان مكسب كبير قوى للنادي الإسماعيلي .. وأنا شخصياً مستعد " للتنازل " له عن رئاسة النادي لأن في ذلك " مصلحة الإسماعيلي " !!!



وفي قرار شجاع تنازل عبد الحميد عزت عن رئاسة النادي للمهندس عثمان أحمد عثمان بعد إجتماعه بأعضاء مجلس الإدارة وأعلن قبول " عثمان بيه " للمهمة أعتباراً من الجمعة 2 فبراير سنة 1963 بالميكروفون الداخلي أثناء مباراة الترسانة التي حضرها " عثمان بيه " والتي أنتهت بفوز الدراويش 2 / 1 .. ليبدأ الإسماعيلي عصر جديد ! وإقترب الإسماعيلي تماماً من درع الدوري موسم 63/64 ولكنه يخسر بهدف " أونطة " من الزمالك بقدم أحمد عفت في مباراة غريبة .. مثيرة .. سيطر الإسماعيلي على مجرياتها " وأنهاها " الحكم الكبير حسين امام عم نجم الزمالك حماده امام قبل موعدها بعشرة دقائق كاملة لينقذ الزمالك من هزيمة مؤكدة كانت ستلحق به في الوقت المتبقى من المباراة أثر الطوفان الهائل من الهجوم على مرماه بقيادة " رضا " العظيم فأثر الحكم السلامة وأخذ " نقطتي " المباراة وراح يضعها في " صندوق نذور " الزمالك ورئيسه المهندس " حسن عامر " شقيق " المشير عبد الحكيم عامر " القائد العام للقوات المسلحة المصرية !!!
كانت مصر كلها تبحث عن الإنتصار .. أى إنتصار .. فى أى مجال .. حتى لاتفرض عليها الهزيمة العسكرية فى 5 يونيو 1967 .. الهزيمة فى كل المجالات .. كانت مصر تبحث عن النجاح حتى لايدمن شبابها الفشل واليأس والهزيمة .. وقبل أن يتناسى " المزورون " تاريخ " الإسماعيلي " الوطنى وفتح ابوابه للمقاومة والفدائيين فى زمن الاحتلال كان أبناؤه يشقون طريقهم فى كل الأرض العربية من أجل دعم المجهود الحربى ومن أجل المهجرين الذين تركوا الأرض والديار و .. الذكريات !

وبعد أقل من أربعة شهور من ضياع مصر .. كان الاسماعيلي برجاله فى مقدمة المؤمنين بضرورة إعادة البناء وعبور أيام الحزن والقسوة والهزيمة .. كان اليقين يملأ صدور الرجال فى أهمية قهر الهزيمة وتأجيل الأفراح والآمال والأحلام .



عشانك يا مصر :



لم يلعب الاسماعيلي من أجل البطولة .. لم يبذل لاعبوه الجهد من أجل المال .. أو سعيا وراء الشهرة .. كان الاسماعيلي يلعب من أجل مصر كلها و .. يشارك فى بناء الأحلام ! ذهب إلى الكويت والبحرين وقطر .. إلى ليبيا ولبنان والسودان والعراق ودبى والشارقة .. لم يكن الزعماء والملوك والرؤساء فى الدول العربية يستقبلون لاعبى الكرة .. لكن مع الاسماعيلي كان الوضع مختلفاً .. فقد حرص كل الملوك والرؤساء على استقبال لاعبيه ورجاله .

20 مباراة لعبها الاسماعيلي فى دول الخليج لصالح مصر و 65 ألأف جنيه استرليني قدمها للمجهود الحربي .. ولم ينتظر الاسماعيلي الثمن .. ولكن تكريمه من قبل المسئولين فى الدولة كان واجباً وضرورياً .. فكرمته الدولة بمنحه الأنواط والأوسمة .. وكرمه إتحاد الكرة فمنحه " درع العمل الوطنى " .



الكفاح دوار :



وواصل الاسماعيلي المشوار .. مشوار الكفاح الوطنى .. ففى بداية عام 1969 قرر " الاسماعيلي " أن يقوم " بمهمة جديدة " .. قرر أن يلعب من أجل الرجال الذين تركوا أعمالهم ونسوا لحظات السمر .. من أجل النساء اللاتى نسين الديار .. من أجل الأطفال الذين تركوا كراسات الرسم والأحلام الوردية .. قرر " الاسماعيلي " أن يلعب هذه المرة لصالح المهجرين من منطقة القناة .. فذهب من جديد إلى الكويت ودبي والشارقة .. جمع الآلاف من الدراهم والدينارات ومنح حصيلتها إلى المهجرين .. هزم الاسماعيلي أغلب الفرق العربية فى أرجاء الوطن .. ورغم ذلك كانت الجماهير فى كل البلدان العربية تهتف للإسماعيلي ولمصر ولقائدها العظيم .. " جمال عبد الناصر " .. فقد كانت الجماهير فى كل بلد عربى يذهب الاسماعيلي إليه تؤازر لاعبيه وتساند رجاله الذين جاءوا ليبذلوا الجهد والعرق من أجل قضية بلادهم ..

ويواصل " الاسماعيلي " مشواره الطويل لتمثيل الكرة المصرية من داخل " خيمة " فى مركز شباب الجزيرة !! – بعد أن رفض النادى الأهلى إستضافته – فينطلق " الاسماعيلي " إلى القارة الأفريقية بحثاً عن لقب جديد لم تحرزه الكرة المصرية من قبل .. فيعلن لاعبيه التحدى لكل فرق القارة السمراء رافعين راية النصر من أجل الحبيبة .. مصر ..

ففى 12 أكتوبر 1969 يفوز الفريق على " التحدى الليبي " بخمسة أهداف فى " بنغازى " .. وبنفس النتيجة فى مباراة العودة " بالقاهرة " وفى 31 من الشهر ذاته يهزم الاسماعيلي " جورماهيا " الكيني بثلاثية " مزيكة " لنجمه الكبير على أبو جريشة .. بينما يحقق التعادل فى مباراة العودة بكينيا بهدف لكل من الفريقين .

وفى 23 من شهر نوفمبر للعام 1969 يواجه الاسماعيلي " كوتوكو " بطل غانا الرهيب فى العاصمة " كوماسى " ويحرز أبو جريشة وأنوس هدفين جاءا فى قلب 60 ألف مشجع غانى يشجعون فريقهم بجنون ويحرز بعدهما " كوتوكو " هدفين بالزق والضرب ومباركة من الحكم لتنتهى المباراة الأولى بتعادل الفريقين 2 / 2 .. وفى مباراة العودة بأستاد القاهرة يفاجىء " كوتوكو " الاسماعيلي وجماهيره الكبيرة بهدفين " على سهوة " !! فيتحرك الفريق وينشط ويتألق " على أبو جريشة " فيتفوق على نفسه ويصنع هدفين لزميله اللاعب " عبد العزيز هنداوى " ويحرز هو بنفسه الهدف الثالث من كرة لايسجل منها إلا " أبو جريشة " الفنان الموهوب ! لينتهى اللقاء 3 / 2 ويصعد الاسماعيلي إلى المباراة النهائية .





دموع الفرح فى عيون مصر !



يلاقى الاسماعيلي فريق " الانجلبير " أشرس فرق القارة وبطل " الكونغو كينشاسا " الذي أصر على أن تكون المباراة الأولى بالقاهرة والثانية بملعبه هنك بالرغم من أن القرعة التى أجريت بمقر الاتحاد الأفريقي وحضرها سفير " الكونغو " شخصياً أعطت " الاسماعيلي " حق أداء المباراة الثانية – التى تتم فيها مراسم تسليم الكأس للبطل – على ملعبه بالقاهرة .. لكن رجال " الانجلبير " لم يعترفوا بالقرعة وأصوا على السفر إلى القاهرة ليلعبوا المباراة الأولى بها رغم أنف الاتحاد الإفريقي !! لولا تدخل السلطات العليا ومنعهم من المجىء إلى القاهرة فى اللحظات الأخيرة لتقام المباراة الأولى فى الكونغو .. ويتعادل فيها الفريقين بهدفين لكل منهما .. سجل للإسماعيلي " عبد العزيز هنداوى " و " سيد بازوكا " !

ويجىء يوم 9 يناير 1970 .. ذلك اليوم المشهود فى تاريخ الكرة المصرية .. لتتفجر الدموع فى عيون وقلوب كل المسئولين المصريين فى المقصورة الرئيسية لإستاد القاهرة .. ويبكى " فهمى عمر " الإذاعى الكبير وهو ينقل تفاصيل المباراة عبر الآثير .. كما بكى من قبل وهو ينقل على الهواء لإذاعة مراسم وداع " رضا " يوم رحيله إلى مثواه الأخير !! وفى وسط مائة وثلاثون ألف متفرج حضروا إلى الملعب منذ الصباح الباكر جدا و لم يتوقفوا لحظة عن الهتاف لمصر وللإسماعيلي .. يتحقق " الانتصار " الكبير الذي يبحث عنه المصريون فيفوز الاسماعيلي المصرى على الانجلبير الكونغولى بثلاثة أهداف لأبوجريشة وسيد بازوكا ليحصل الاسماعيلي على الكأس الأفريقية للأندية أبطال الدورى فى القارة السمراء لأول مرة فى تاريخ مصر دون هزيمة واحدة .. ويحصل نجمه " الهر " ابو جريشة على لقب " هداف أفريقيا " .. ولقب " أحسن لاعب " فى القارة فى أستفتاء مجلة " جون أفريك " كما يفوز أيضا " بالكرة الفضية " فى إستفتاء مجلة " الفرانس فوتبول " .. ولم يكن أبو جريشه وحده هو الذي يكتب التاريخ .. فقد صعد " ميمي درويش " يتسلم الكأس بأعتباره " كابتن الفريق "

وفى موسم 70/71 فاز الاسماعيلي على الهلال السودانى بهدف فى القاهرة وعاد من مباراة العودة بالخرطوم شباكه عذراء .. ثم هزم " سجون أوغندا " بالقاهرة أيضاً 4 / 1 وكمبالا 2 / 1 .. لكن " كوتوكو الغانى " يثأر لنفسه فى هذه المرة من الاسماعيلي فيخرجه من الدور قبل النهائى بالتعادل السلبى فى " القاهرة " والفوز عليه فى " كوماسى " بهدفين للاشىء !!

ويبدو أن هزيمة الاسماعيلي من " كوتوكو " وخروجه على يديه فى غانا من الدور قبل النهائى قد منحت الفرصة " للنادى الأهلى " بأن يتقدم لإتحاد الكرة المصرى بإقتراح لتنظيم " دورة صيفية بالقاهرة " يشارك فيها الفائز فى بطولة أفريقيا على أمل أن يحصل " الأهلى " على بطولتها فيمثل مصر بدلاً من الإسماعيلي .. لكن اتحاد الكرة رفض فى شجاعه هذا الاقتراح وأكد على ضرورة إشتراك " الإسماعيلي " بأعتباره الأفضل والأقدر على تمثيل مصر !



.. اللعب على .. " السمسمية " !



ويأتى موسم 74/75 ليعود الإسماعيلي إلى الإسماعيلية وتعود معه السمسمية للغناء فى مدرجاته من جديد بعد غياب وصل إلى ثمانى سنوات !!

ويظل الإسماعيلي فريقاً كبيراً .. يحلم بالبطولة على الدوام .. لكن القدر يعانده بأستمرار ويقف له بالمرصاد .. فيخطف " طائر الموت " .. نجم دفاعه العظيم وسيف مصر البتار " .. حسن درويش " .. الذى رحل عن دنيانا فى 24 أبريل 1975 بعد إصابته بميكروب " ملعون " لا يصيب سوى " واحد من الناس " فى كل مليون منهم !!! " ولله فى خلقه شئون " .

وفى موسم 75/76 " ترك " الإسماعيلي صدارة المجموعة - فى دورى المجموعتين – للنادى الأهلى الذى هزم " المحلة " مرتين ويفوز بالدورى .. كما " ترك " الإسماعيلي أيضاً لاعبه الفذ " أمين دابو " السنغالى الأصل إلى نادى " أهلى جده " .. وهذه كانت لها قصه معروفة لدى البعض ممن حضروا وقائعها .. فقد كان " أهلى جدة " قد طلب ضم " دابو " إليه بناء على رغبة مديره الفنى البرازيلى النجم الكبير " ديدي " بعد أن شاهده مع الاسماعيلي فى السعودية وأصر على ضمه إلى فريقه السعودى .. ولكن المهندس " عثمان أحمد عثمان " رفض التخلى عن " دابو " رغم المغريات الكبيرة التى طرحها أهلى جده .. وأستمرت المحاولات السعودية عاماً كاملاً دون جدوى !!



ثم وقعت المفاجأة !!



كان المهندس " عثمان " رئيس النادى الإسماعيلي قد دعا " الأمير عبد الله الفيصل " رئيس نادى أهلى جده لحف زفاف نجمه الأكبر " محمود " على " جيهان " كريمة الرئيس السادات .. وفى الحفل جدد الأمير السعودى عرض ناديه لضم نجم وسط الإسماعيلي إليه ورُفض مجدداً المهندس عثمان العرض الذى قدمه الأمير " الفيصل " بدبلوماسية شديدة على طريقة " المعلم " لكن الرئيس أنور السادات سمع بالصدفة الحوار الدائر بين " الأمير عبد الله " و " المعلم عثمان " حول " دابو " فتدخل " الريس " فى الحوار وطلب من " عثمان " أن يتنازل عن اللاعب لأهلى جده تكريماً للأمير الذى يحل ضيفاً على البلاد .. وقد كان ..

فلم يغادر الأمير " عبد الله الفيصل " مصر إلا وهو " يتأبط ذراع " .. " أمين دابو " فى طريقه إلى " الأهلى " .. بجده !!



الاسماعيلي فوق صفيح ساخن !



تتوالى المواسم الكروية .. وتمضى السنون " .. تظهر " أسماء جديدة ..و " تختفى " أسماء كانت ذائعة الصيت والسمعة .. فمنذ عودة الاسماعيلي إلى الاسماعيلية بعد التهجير ولمدة خمسة عشر موسماً تقريباً والفريق يتأرجح صعوداً وهبوطاً فى جدول مسابقة الدورى المصرى بين المراكز من الثالث وحتى السابع .. بعيداً عن الصدارة وآمنا من السقوط .. لكن فى موسم 78/79 كاد التاريخ أن يعيد نفسه ويهبط الاسماعيلي إلى دورى المظاليم والظلمات – لولا ستر ربنا ودعوات جماهيره – بعد أن إنفرط عقد نجومه " الكبار " بالأعتزال تباعاً .. ميمي درويش والعربى وأميرو وأمين أبراهيم فلعب بمجموعة من " الناشئين " يقودهم النجم " المخضرم " على أبو جريشة ومعه " الغزال الشارد " أسامة خليل ..فيتعادل الاسماعيلي فى الاسبوع قبل الأخير مع منتخب السويس بالسويس بدون أهداف وبعده يهزم المقاولون العرب فى عز مجده وبنجومه " الشيشينى " و " رضوان " و " بل أنطوان " و " ناصر محمد على " و " عبد الرزاق " بأربعة أهداف نظيفة بالاسماعيلية .. هى " المنى والطلب " .. لينجو الاسماعيلي من قبضة شبح الهبوط ويحتل المركز العاشر ويبقى بين الكبار .. بمعجزة !!

وقد شهدت حقبة الثمانينات نجوماً ذهبية زينت صدر الاسماعيلي وكانت أمتداداً طبيعياً لأسلافهم من النجوم أمثال محمد حازم وعماد سليمان وحماده الرومى وحمدى نوح وحماده المصرى وعلى يونس ولكنها – للأسف – لم تشهد هذه الحقبة أى أنجاز يذكر " سوى " الحفاظ على " الطابع المميز " لأداء الدراويش والوصول إلى " نهائى كأس " مصر عام 1985 حين خسر الفريق أمام الاهلى بهدف " طارق خليل " الذى أحرزه بعد " فاول " ضد " أسامة عباس " لصالح الاسماعيلي تغاضى عنه الحكم محمد حسام الشهير بإبتسامته المفتعلة وبكراهيته للاعبى الاسماعيلي ليهدى الكأس للأهلى .. ثم الحصول على لقب " هداف الدورى " لنجميه " محمد حازم " مرتين موسم 84/85 و 85/86 وتلاه توأم روحه " عماد سليمان " فى 86/87 ليهدى " اللقب " إلى روح " محمد حازم " الذى راح ضحية حادث أليم بسيارته وهو فى الطريق إلى القاهرة عقب مباراة المحلة الشهيرة فى 11 نوفمبر ذ968 ليصبح الاسماعيلي .. بلا " حازم " .. بلا قلب .. وبلا هداف .. وبلا أحلام " أو طموح " !



ثورة يوليه 88 !!



وهنا أدرك رجل أسماعيلاوي .. أبن بلد .. أصيل .. أسمه " عبد المنعم عماره " .. كان يجلس على مقعد محافظ الاسماعيلية .. أدرك " الحقيقة المرة " وهى أن الفريق قد فقد الحلم وأصبح بلا طموح فكان لابد من " وقفة " .. وكان لابد من التغير فكانت .. " الثورة " .. ثورة التصحيح التى قادها " عمارة " فأعادت الاسماعيلي إلى طريق البطولة من جديد وصنعت جيلا جديداً وعظيماً هو " جيل التسعينات " .. وهذه لها قصة ورواية سنحكيها ونرويها فيما بعد .!



رد مع إقتباس
Sponsored Links
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 2 )
mmg
ارثوذكسي بارع
رقم العضوية : 14620
تاريخ التسجيل : Feb 2008
مكان الإقامة : Ismailia
عدد المشاركات : 2,354
عدد النقاط : 13

mmg غير متواجد حالياً

افتراضي رد: " الإسماعيلي " .. أغنية للحياة !

كُتب : [ 02-21-2008 - 03:04 PM ]


المنتدى شكلة كدة اسمعلاوى

رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 3 )
menalove2031
ارثوذكسي بارع
رقم العضوية : 13088
تاريخ التسجيل : Jan 2008
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 1,858
عدد النقاط : 10

menalove2031 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: " الإسماعيلي " .. أغنية للحياة !

كُتب : [ 02-21-2008 - 04:06 PM ]


شكرا ليك ياغالى على الموضوع الرائع والمعاومات القيمة الرب يبارك فى حياتك ومنتظرين المزيد


رد مع إقتباس

اضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
., شارع, دقيقة, بدور, بصدارة, بقلم, الظروف, الحب, الحبيبة, الحياة, الثالث, الثاني, الذى, الرابع, الرجل, الرسم, الجديد, الأرض, العظيم, العمر, السابع, السن, التوازن, الموت, الله, النور, النفس, الوطن, جداً, جميع, أكبر, عندما, ساعة, سنوات, تبحث, توصل, صارخ, صريح, مبروك, معاكم, مستعد, مفتاح, قلوب, قناة, لحظات, وزكي, وصلت, وقعت, يقول, فيها

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الطريق الشرعي للحياة مع الله حسب إنجيل يسوع المسيح aymonded المرشد الروحى (كلمة الله التى تؤثر فيك) 0 04-20-2017 09:07 PM
تاريخ برازيل مصر (النادى الاسماعيلى) سامح الاسمعلاوى قسم الرياضة 27 08-30-2012 02:32 PM
شاهد بالفيديو : الإسماعيلي يكتفى بثلاثية رائعة فى الترسانة والحظ يجعله ينتظر مباراة ف bolboladra قسم الرياضة 7 05-21-2009 02:48 PM
الإسماعيلي ينتزع المركز الثاني من الزمالك بالفوز على الجيش minabobos قسم الرياضة 3 05-28-2008 08:33 PM
تاريخ برزايل مصر سامح الاسمعلاوى قسم الرياضة 4 02-21-2008 02:59 PM

Rss  Rss 2.0 Html  Xml Sitemap SiteMap Info-SiteMap Map Tags Forums Map Site Map


الساعة الآن 02:39 PM.