رد: سؤال صغنون
كُتب : [ 09-10-2010
- 09:45 PM
]
سلام لنفسك يا محبوبة الله الحلوة
أولاً المعنى الأساسي في الكلام هو بذل الذات، فرب المجد حمل الصليب لأجلي وصار أمام الناس في الشكل الظاهري محتقر ومرزول بل ومرفوض من الناس [ محتقر و مخذول من الناس رجل أوجاع و مختبر الحزن و كمستر عنه وجوهنا محتقر فلم نعتد به (اش 53 : 3) ]، لأن الصليب عار، والألم غير مقبول عند الإنسان، رغم من أن هذا نتاج كسره الشركة مع الله وتسلط الخطية عليه [ لكن قد ملك الموت من آدم إلى موسى و ذلك على الذين لم يخطئوا على شبه تعدي آدم ( أي الذين لم يخطئوا مثل آدم بل أخطأوا واخترعوا الشر ) الذي هو مثال الآتي ( اي مثال المسيح يسوع آدم الجديد بمعنى أن المسيح فيه الخلق الجديد ، إذن إن كان أحد في المسيح يسوع فهو خليقة جديدة) (رو 5 : 14) ]، فأتي رب الجنود الكامل ليحمل عاره ويسير مثبتاً نظره على الصليب ليموت بالبشرية الساقطة ليتم فينا حكم الموت ونحيا بقيامته ، وهنا يركز بوضوح ويضغط جداً على كرامة الإنسان ليبذل ذاته، وهذا غير محبب لدى الإنسان بل يرفضه جداً، لأن كيف يحمل العار والصليب ويظهر مرزول ومهان وبلا كرامة، ومن هنا تأتي عثرة الصليب وسر الرفض والهروب من هذه الآيات بتحليلها ولويها لشكل آخر تماماً ليهرب الإنسان من ثقل سماعها لأنها غير قابله للتنفيذ لمن يحب ذاته وليس المسيح، مع أنه يدَّعي أنه يحبه ولكن مع المحك الواقعي وأمام هذه الآيات ينفضح الإنسان وينكشف قلبه وعدم استعداده أن يسير وراء المسيح حاملاً عاره الذي هو في الأصل السبب فيه !!!
فمن يحب المسيح له المجد يخرج حاملاً نفس ذات العار متخلياً عن ذاته بل يصلبها مع المسيح ويقبل اللطمة الواحدة على الأقل، وكلام الرب يسوع فعلاً صعب ومش سهل أبداً على أي إنسان مهما كان، إلا من يحبه ويسير وراءه بأمانه صالباً ذاته واعتبر أن الصليب سر مجده الخاص !!!
ثانياً نستطيع أن نفهم الآية الآن فالمعنى في الكلام هو الاستهانة الشديدة والاحتقار الشديد جداً، بمعنى أنه لو تم احتقاري من الآخرين لدرجة اللطم على الخد كمجرم ومُحتقر لأجل المسيح وإيماني الحي فالنتيجية هو القبول، وهذا القبول كترجمة لإيماني الحي ومحبتي الحقيقية التي تظهر في الاستعداد لتحويل الخد الآخر بمسرة لأجل المسيح فقط ، بمعنى أني من الداخل أقبل الآلام وإهانة الآخرين صالباً ذاتي ، لأن اللطم هو الشيء الظاهر للعيان والرب يسوع يقصده فعلاً زي ما هو بدون أي فلسفة مما نسمعه من التفسيرات الغريبة لتبرر الموقف للهروب من اللطمة ...
ولكن هذا القبول يأتي من الرؤية الداخلية لمجد المسيح القائم من الأموات، وحساب كل فرح من أجل آلام الإيمان وضيقات البرّ، حتى أني أقبل أن أُهان علناً اشد إهانة من أجل الله : [ لذلك أُسَرّ بالضعفات و الشتائم و الضرورات و الاضطهادات و الضيقات لأجل المسيح لأني حينما أنا ضعيف فحينئذ أنا قوي ] (2كو 12 : 10)
[ من جهة مشهورين بتعييرات و ضيقات و من جهة صائرين شركاء الذين تصرف فيهم هكذا ] (عب 10 : 33)
[ حتى اننا نحن انفسنا نفتخر بكم في كل كنائس الله من أجل صبركم و إيمانكم في جميع اضطهاداتكم و الضيقات التي تحتملونها ] (2تس 1 : 4)
من السهل جداً على أي إنسان ان يتكلم عن الصليب على المنابر وفي صفحات النت بل يؤلف كتب ومراجع ضخمة وعظيمة عن الصليب والآلام وتحملها، ولكن تصير هذه الآلام آلامي أنا، والصليب صليبي أنا، والعار عاري أنا، يتزمر الإنسان ويرفض، ويتناسى كلامة عن الصليب والآلام والصبر في الضيقات، لأن أول درجة في حمل الصليب هو الصبر في الضيق، وأعلى درجة هو موت الذات بالتمام بقبول زل الآخرين واحتقارهم لي بسبب إيماني بالمسيح، أو على الأقل بسبب حياة التقوى الذي أعيش بها واتهامي بابشع الاتهامات قد تصل لحد الكفر بل والضرب والإهانة، واعتبار أني ليس لي ثمن أو قيمة، وهذا ما صنعوه مع الرب يسوع في الأساس !!! فهناك مفارقة عظيمة بين أن أشيل الصليب كتلميذ حقيقي ليسوع على المستوى العملي، وما بين الفلسفة والكلام الكثير عن الصليب وتحوير معنى الآيات لشكل آخر هرباً من الصليب وتحمل الألم والعار وابدأ اقول أن السيد المسيح لا يقصد هذا الكلام إنما يقصد ... وأبدأ في شرح ألاية لإراحة ضميري وتسكين صوت الروح والبعد عن الآيات المشابهه فاخسر الصليب ولا أحيا مع الله بامانة وإخلاص قلب تلميذ أمين ليسوع !!!
[ كان لنا في انفسنا حكم الموت لكي لا نكون متكلين على انفسنا بل على الله الذي يقيم الاموات (2كو 1 : 9) ]
[ لذلك يسوع أيضاً لكي يقدس الشعب بدم نفسه تألم خارج الباب. فلنخرج اذاً إليه خارج المحلة حاملين عاره (عب13: 12 - 13) ]
عموماً وباختصار الآلام معبرنا للمجد، ولابد من قبول الآلام على مستوى القيامة مع المسيح، وهذا القبول يأتي من عمل الروح القدس حينما نرى أمجاد الله فينا وأن الروح القدس يغيرنا لملامح ربنا يسوع، فنصير مع المسيح يسوع له المجد مصلوبين ومائتين معه، وبذلك نقبل بسهولة اي أهانه وعلى أي مستوى ، لأن ما قاله المسيح يسوع عن اللطم على الخد هو قبول أشد أنواع الاستهانة من أجله ...
[ مع المسيح صلبت (فعلاً وعلى المستوى العملي بقبول الآلام) فأحيا لا انا بل المسيح يحيا في (والنتيجة فما احياه الآن في الجسد فإنما احياه في الإيمان إيمان ابن الله الذي احبني و اسلم نفسه (على الصليب بالموت) لأجلي (غل 2 : 20) ]
سامحيني على التطويل، لأن كان لابد من هذا التطويل للشرح الدقيق للمعنى الرئيسي للآية التي يهرب منها الكثيرون، وبذلك يخسرون خبرة القيامة والمجد في المسيح يسوع، أقبلي مني كل تقدير؛ النعمة معك كل حين
|