[ أرسل الله الأنبياء الذين بإلهام الروح القدس قادوا الشعب إلى إله الآباء، الكلي القدرة، وتنبأوا عن مجيء ربنا يسوع المسيح، ابن الله مُعلنين أنه سوف يأتي من نسل داود، بحسب الجسد وهكذا يكون المسيح هو ابن داود، الذي هو من خلال سلسلة الأنساب ن نسل إبراهيم، أما حسب الروح فهو ابن الله الكائن أزلياً، مولود من الآب قبل (كل الدهور) وكل الخليقة، ثم ظهر كإنسان في العالم في الأزمنة الأخيرة، فهو كلمة الله الذي يجمع في ذاته كل الأشياء ما في السماء وما على الأرض.
وهكذا وَحَّدَ (اللوغوس المتجسد) الإنسان مع الله وصنع شركة بين الله والإنسان، فلو لم يكن قد أتى إلينا لكان من غير المُمكن أن نشترك ي عدم الفساد، لأنه لو كان عدم الفساد ظل غير منظور ومخفي عن أعيننا، لما كنا قد انتفعنا بأي شيء. لذلك فإن اللوغوس بواسطة تجسده جعل عدم الفساد منظوراً حتى يُمكننا بكل الطرق أن نشترك فيه (أي ناسوت المسيح) (*) . ولأن الجميع اقتيدوا إلى الموت بسبب عصيان أبونا الأول، آدم، كان مُناسباً وضرورياً أن يًبطُل نير الموت بواسطة طاعة ذاك، الذي صار إنساناً من أجلنا. وبسبب أن الموت ساد على الجسد، كان من الضروري أن يُهزم الموت بواسطة الجسد ويَخلُّص الإنسان من سطوته. وهكذا صار الكلمة جسداً لكي بواسطة الجسد الذي استعبدته الخطية، يُخلصنا (المسيح) من الخطية كي لا نعود نُستعبد من الخطية. لذلك أخذ ربنا جسداً شبيهاً بجسد أبينا الأول، لكي بجهاده – عوضاً عن أبوينا الأولين – ينتصر على ذلك الذي في آدم جرحنا جرحاً مُميتاً. ] (من كتاب الكرازة الرسولية للقديس إيرينيوس – إصدار المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية بالقاهرة – نصوص آبائية 94 – ترجمة الدكتور نصحي عبد الشهيد، والدكتور جورج عوض إبراهيم أغسطس 2005، ص96 – 98، فقرة 30، 31)
______________
(*) وبحسب تعبير القديس غريغوريوس النيسي: [ وهكذا اتصلت البشرية بالله بواسطة ناسوت المسيح (الذي اتحد بلاهوته). فبجسدنا الذي حمله في ذاته سرت القوة الإلهية في كل الطبيعة البشرية ] (ضد افنوميوس2)