تذكرنــي
التسجيل التعليمـــات التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة
يمكنك البحث فى الموقع للوصول السريع لما تريد


  †† ارثوذكس †† > كل منتدايات الموقع > المنتديات المسيحية العامه > مدرسة الحياة المسيحية

مدرسة الحياة المسيحية دراسات روحية لاهوتية متكاملة للخبرة والحياة

مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع أرسل هذا الموضوع إلى صديق أرسل هذا الموضوع إلى صديق


كيف نعيش التوبة - التوبة ربيع الإنسان وتجديده المستمر الجزء الثاني معنى التوبة

كيف نعيش التوبة التوبة ربيع الإنسان وتجديدة المستمر الجزء الثاني معنى التوبة في الكتاب المقدس أولاً: المعنى في العهد القديم التوبة لها عدة معاني من

اضافة رد

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية aymonded
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
aymonded غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58
قوة التقييم : aymonded will become famous soon enough
Baptist كيف نعيش التوبة - التوبة ربيع الإنسان وتجديده المستمر الجزء الثاني معنى التوبة

كُتب : [ 10-03-2013 - 07:48 AM ]


كيف نعيش التوبة
التوبة ربيع الإنسان وتجديدة المستمر
الجزء الثاني

معنى التوبة في الكتاب المقدس
أولاً: المعنى في العهد القديم

نعيش التوبة التوبة ربيع الإنسان khhy.jpg

التوبة لها عدة معاني من أهمها:
(1) تغيير العقل والفكر
(2) الشعور بالندم والتأسف على الزمن الضائع في حياة الفساد، لأن هنا أدرك الإنسان ضياع حياته وعدم وجود معنى حقيقي لها
(3) التحول في الاتجاه والطريق، التحول عن الخطية بعيداً والعودة إلى الله ومن ثمَّ بداية التغيير الأخلاقي حسب وصية الله
والمعنى الأخير هو المشهور والهام في الكتاب المقدس، وهذا المعنى له شقين، سلبي وإيجابي:
+ الجانب السلبي = البُعد عن الخطية وعناد القلب ضد التوبة، وعدم الاستمرار في الخطية
+ الجانب الإيجابي = العودة والرجوع لله الحي، والبدء في حياة جديدة بنعمة الله تظهر ثمارها في التغيير الملحوظ في الأخلاق والتعلق بالله والحياة بالوصية، وهذا الجانب يظهر في حياة الابن الضال
  • أولاً التوبة في العهد القديم
نلاحظ أن التعبير الشائع في العهد القديم عن التوبة هو:
1 – [ العودة أو الرجوع ]، ففي توبيخ إرميا النبي لحماقة شعب الله يقول: [ هل يسقطون ولا يقومون أو يرتد أحد ولا يرجع ] (إرميا 8: 4)
2 – يوجد تعبير آخر أقل شيوعاً وهو: [ يندم ويتوب ]
واستقر الفهم في هذا المعنيان على العودة إلى الله والتحوِّل إليه، بعد تغيير في الفكر الذي ترسخ فيه ضرورة العودة لله لأجل الخلاص والحياة وأن الشرّ لا ينفع لأنه يدمر النفس، وهذا يأتي عادة بعد خبرة حياة الشرّ والشعور بعدم منفعته، لأنه (الشر) بطبيعته مُدمر لملكات النفس على كل وجه، ويجعل إحساس الإنسان سيء تجاه ذاته وفكره مشوه تجاه الله بالطيع...

فإسرائيل مدين بطاعة الله لأنه هو حياته، لأنه شعبه الخاص الذي أحبهم ويحملهم ويقودهم حسب قصده كأحباء أخصاء له، لذلك يقع في الدينونة في حالة العصيان وتنكيس العهد، ويُمكنهم إرضاء الله بالندم والتأسف على ما فعلوا ومن ثمَّ الرجوع إليه بالتوبة والاعتراف بخطاياهم وذنوب آبائهم، وتوجد أيام للتوبة في إسرائيل لكافة جموع الشعب نجد ملامحها في نحميا 9:
  • [ وفي اليوم الرابع والعشرين من هذا الشهر اجتمع بنو إسرائيل بالصوم وعليهم مسوح وتراب، وانفصل نسل إسرائيل من جميع بني الغرباء، ووقفوا واعترفوا بخطاياهم وذنوب آبائهم، وأقاموا في مكانهم وقرأوا في سفر شريعة الرب إلههم رُبع النهار وفي الرُبع الآخر كانوا يحمدون ويسجدون للرب الههم... وصرخوا بصوت عظيم إلى الرب إلههم ] (نحميا 9: 1 – 3)
ونجد هنا علامات التوبة واضحة من الناحية الإيجابية على المستوى الواقع العملي المُعاش:
(1) الصوم
(2) لبس المسوح ووضع التراب على الرأس، كعلامة الندم الشديد لحد النواح مثل النواح الشديد على ميت
(3) الانفصال – الانعزال – عن الغرباء وكل من هو غريب عن الله
(4) الوقوف أمام الله بكل تقوى وخشوع
(5) الاعتراف بالخطية
(6) قراءة شريعة الرب
(7) الصلاة والحمد والسجود للرب
وهذه كلها لا يخرج عنها العهد القديم في كل حركات التوبة الحقيقية لشعب إسرائيل..
ولو كملنا قراءة في هذا السفر ورأينا الصلاة بعد ذلك، فسنجد أن هذه الصلاة مثال الصلوات التي تخص التوبة، وفيها تذكُّر مراحم الرب لإسرائيل وعمله معهم، ثم التضرع للرب لأجل الرحمة والنجاة، ثم الميثاق وقطع العهد مع الله بتقديم توبة صادقة مع التعهد بالتزام بنودها وصدق الأمانة لله...
ونجد أيضاً هذا ظاهر في باقي الأسفار فيقول إشعياء النبي عن مراحم الله:
+ [ وقد قال حقاً أنهم شعبي بنون لا يخونون فصار لهم مُخلصاً، في كل ضيقهم تضايق وملاك حضرته خلصهم. بمحبته ورأفته هو فكهم ورفعهم وحملهم كل الأيام القديمة ] (إشعياء 63: 8 و9)
ثم طلب الرحمة والنجاة بتوسل ودالة خاصة في اتكال تام على الله:
+ [ ألأجل هذه تتجلد يا رب أتسكت وتذلنا كل الذل ] (إشعياء 64: 12)
ثم نجد عاموس يُعبِّر عن رفض الرب للعبادة الشكلية الكاذبة ليُطالب بالتوبة الصادقة الحقيقية من كل القلب، لأن التوبة الحقيقية تخرج الإنسان من شكل العبادة الظاهرة إلى جوهرها كروح وحياة لتدخل في حيز التطبيق العملي على مستوى الخبرة والشركة مع الله الحي والقديسين، فيقول:
+ [ بغضت، كرهت أعيادكم، ولست ألتذ باعتكافاتكم، إذا قدمتم لي محرقاتكم وتقدماتكم لا أرتضي، وذبائح السلامة من مسمناتكم لا ألتفت إليها، أبعد عني ضجة أغانيك (الروحية)، ونغمة ربابك لا أسمع، وليُجر الحق كالمياه والبرّ كنهرٍ دائم ] (عاموس 5: 21 – 24)
ونجد في العهد القديم أنه يركز على وعد التوبة من نوع جديد ثابت، لأن كل ما حدث لشعب إسرائيل قديماً انهم لم يثبتوا في عهد التوبة مهما كان صدقهم وتقديم كل بنود التوبة اللازمة، وذلك لأنهم لم يتغيروا ويدخلوا في سرّ الحياة الجديدة، لذلك العهد القديم ركز على وعد التجديد، تجديد الحياة.
+ فالتوبة إذاً هي تجديد الحياة التي تتطلب قلباً جديداً وروحاً جديدة، فنرى حزقيال يحث الشعب على التوبة فيقول لهم بلسان الله على فمه:
+ [ اطرحوا عنكم كل معاصيكم التي عصيتم بها واعملوا لأنفسكم قلباً جديداً وروحاً جديدة، فلماذا تموتون يا بيت اسرائيل. لأني لا أُسرّ بموت من يموت يقول السيد الرب فارجعوا واحيوا ] (حزقيال 18: 31)
ولنلاحظ هنا عجز الشعب عن تتميم وتنفيذ هذا، لأن حزقيال يتكلم بروح النبوة، والله بهذا يكشف للشعب أنه لن يستطيع أن يعمل لنفسه قلباً جديداً ولا روحاً جديدة، وحدث فعلاً أن الشعب عاد لله كثيراً ولكنه سرعان ما يرتد مرة أخرى ويتعوج طريقة لذلك نجد في سفر القُضاة تكرار العودة للشرّ بصورة تبدو مستمرة على مدار السفر كله: [ وعاد بنو إسرائيل يعملون الشرّ في عيني الرب ] (قضاة 3: 12)، وعادةً نجد – على مستوى العهد القديم – الرجوع لفترات قصيرة ومحدودة جداً، والبعد طويل للغاية لفترات قد تجتاز السنوات الطويلة والتي قد تَعبُّر على أجيال، وهذا يوضح عجز الإنسانية الواقعة تحت سلطان الموت، لذلك نجد أن حتى داود النبي والملك الذي وجد الله قلبه صالح، يصرخ قائلاً:
+ [ قلباً نقياً أخلق في يا الله، وروحاً مستقيماً جدد في داخلي ] (مزمور 51: 10)
+ ونجد أن الأسفار المقدسة تُعلن أن التوبة الحقيقية الفاعلة في قلب الإنسان لن تأتي إلا نتيجة الفداء الإلهي حسب الوعد الأول الذي ظهر فور سقوط آدم (نسل المرأة يسحق راس الحية)، لذلك مكتوب بروح النبوة عن المواعيد لإسرائيل:
+ [ قد محوت كغيم ذنوبك وكسحابة خطاياك. أرجع إليَّ لأني فديتك ] (إشعياء 44: 22)
+ [ بل هذا هو العهد الذي أقطعه مع بيت إسرائيل بعد تلك الأيام يقول الرب. أجعل شريعتي في داخلهم وأكتبها على قلوبهم، وأكون لهم إلهاً وهم يكونون لي شعباً ] (إرميا 31: 33)
+ [ وأعطيهم قلباً جديداً وأجعل في داخلهم روحاً جديداً، وأنزع قلب الحجر من لحمهم وأعطيهم قلب لحم ] (حزقيال 21: 19)

وفي الجزء القادم سنتكلم عن
ثانياً: التوبة في العهد الجديد
للرجوع للجزء الأول أضغط هنـــــــــــــا




التعديل الأخير تم بواسطة aymonded ; 05-12-2014 الساعة 05:29 PM
رد مع إقتباس
Sponsored Links
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 2 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كيف نعيش التوبة - التوبة ربيع الإنسان وتجديده المستمر الجزء الثاني معنى التوبة

كُتب : [ 05-12-2014 - 04:13 PM ]


نجد أن أول افتتاحية للعهد الجديد هو نداء التوبة، لا من ناحية الفكر بل من الناحية العملية على مستوى واقع الإنسانية المتعبة التي تصرخ بصمت وأنين قلبي خاص من الألم الموجع الذي لتسلط الخطية بالموت، لذلك نجد يوحنا المعمدان يستمر في إعلان متطلبات التوبة لتهيئة القلوب لتتميم الوعد وظهور الحياة الجديدة في حمل الله رافع خطية العالم، الذي وحده من اجتاز الموت ليكسر شوكة الخطية ويبيد سلطان الموت ويهدم قوة المُعاند أي إبليس ليفلت الكل من يده ولا يكون له سلطان على أحد إلا من يسلمه نفسه بإرادته الواعية ولا يُريد أن يدخل في سر عتق المسيح الرب...
لذلك نجد نداء القديس يوحنا المعمدان نداء من نوع خاص يُظهر فيه متطلبات التوبة في بداية العهد الجديد لذلك يقول: [ فاصنعوا ثماراً تليق بالتوبة، ولا تفتكروا (كحجة لكم) أن تقولوا لنا إبراهيم أباً، لأني أقول لكم أن الله قادر أن يُقيم من هذه الحجارة أولاداً لإبراهيم. والآن وُضِعت الفأس على أصل الشجرة، فكل شجرة لا تصنع ثماراً جيدة تُقطع وتُلقى في النار ] ( متى 3: 8 – 10)

ولو ركزنا في كلام القديس يوحنا المعمدان فأننا نُلاحظ أنه يُوجه الناس للتوبة الحقيقية على مستوى الواقع العملي لا النظري، وينفي كل حجة تُقال من جهة الافتخار بالانتساب لله عن طريق إبراهيم أب الآباء الذي حُسِب إيمانه براً، وهذا ما نفعله على المستوى الشخصي أحياناً بظني إني أحيا مع الله ولا حاجة لي للتوبة لأني ابناً لله كمسيحي والله قبلني ويقبلني في أي وقت وكل ساعة، وذلك لأني آمنت به وأحيا معه، مع إنني أحتاج لأن أتوب وأتغير باستمرار ويظهر هذا كثمر في حياتي الشخصية عملياً وليس مجرد كلمات تُقال وألفاظ يُنطق بها معتمداً على لطف الله وطول أناته وأعمل ما شئت أنا:
  • [ أم تستهين بغنى لطفه وإمهاله وطول أناته غير عالم أن لُطف الله إنما يقتادك إلى التوبة ] (رومية 2: 4)
  • [ فهوذا لطف الله وصرامته، أما الصرامة فعلى الذين سقطوا، وأما اللطف فلك أن ثبت في اللطف، وإلا فأنت أيضاً ستُقطع ] (رومية 11: 22)
والقديس بولس استلهم هذا الوضع وأظهر فضيحة قلب الإنسان الذي يتكل على أشياء في مضمونها رائع ولكن في جوهرها هروب من واقع الحياة حسب الحق الذي أعلنه الله الحي لنا لكي نواجه أنفسنا فنعود إليه تائبين بصدق، فنجده يقول في رسالة رومية:
  • [ هوذا أنت تُسمى يهودياً وتتكل على الناموس وتفتخر بالله. وتعرف مشيئته وتُميز الأمور المتخالفة مُتعلماً من الناموس. وتثق أنك قائد للعميان ونور للذين في الظلمة. ومهذب للأغبياء ومُعلم للأطفال ولك صورة العلم والحق في الناموس. فأنت إذاً الذي تُعلِّم غيرك ألست تُعلِّم نفسك، الذي تكرز أن لا يُسرق أتسرق. الذي تقول أن لا يُزنى أتزني، الذي تستكره الأوثان أتسرق الهياكل. الذي تفتخر بالناموس أبتعدي الناموس تُهين الله. لأن اسم الله يُجدف عليه بسببكم بين الأمم كما هو مكتوب. فأن الختان ينفع أن عملت بالناموس ولكن أن كنت متعدياً الناموس فقد صار ختانك غُرلة. إذاً أن كان الأغرل (الأممي البعيد عن الله ولا يعرف الناموس والمواعيد) يحفظ أحكام الناموس أفما تحسب غرلته ختاناً. وتكون الغرلة التي من الطبيعة وهي تُكمل الناموس تدينك أنت الذي في الكتاب والختان تتعدى الناموس. لأن اليهودي (والمسيحي) في الظاهر ليس هو يهودياً (أو مسيحياً) ولا الختان الذي في الظاهر في اللحم ختاناً. بل اليهودي في الخفاء هو اليهودي وختان القلب بالروح لا بالكتاب هو الختان الذي مدحه ليس من الناس بل من الله ] (رومية 2: 17 – 29)
عموماً هذه هي قاعدة مواجهة النفس مع كلمة الله التي تكشف أعماق الضمير وخفايا القلب الغير ظاهره، ليعرف الإنسان نفسه ويكتشف عورة حياته لكي يرجع لله ليُشفى، وهذه هي التوبة بمعناها البسيط في العهد الجديد، لذلك نجد أنها تأخذ معناها القوي البسيط العميق بنطق ربنا يسوع المسيح، الله الذي أظهر قوتها بإعلانه الخاص وظهوره في الجسد قائلاً: [ قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله فتوبوا وآمنوا بالإنجيل ] (مرقس 1: 15)

وقد شرح الرب بنفسه معنى التوبة لكي نفهم أصولها حسب قصده هو لا حسب معرفتنا وفلسفتنا الشخصية، لأنه وضح أن التوبة ليست مجرد أن يكف الإنسان عن الخطية ويُصبح إنسان ذو أخلاق في المجتمع وحياة التوبة بالنسبة له حياة خارجية أمام الناس، لكنه أظهر أن التوبة ضرورية للحياة فيه لذلك تتضمن الشخص بكامله، أي داخله وخارجه معاً، لأن التوبة تمس العقل أولاً لتغيير الفكر ليعي الإنسان ويُدرك أنه يحتاج أن يدخل في سرّ التوبة، ثم بعد ذلك تنزل لقلبه فيتغير داخلياً، ثم تثمر فيه ثمراً جيداً يظهر أمام الجميع فيكون المدح لله الذي عمل فيه ووضع سره الخاص في داخله، لذلك يقول الرب يسوع: [ اجعلوا الشجرة جيدة وثمارها جيداً... لأن من الثمر تُعرف الشجرة ] (متى 12: 33)، لأن يا إخوتي أن كان الغرس جيد، والبذرة صحيحة جيدة، فأنها تُخرج شجرة أن تم رعايتها رعاية صالحة فأن ثمرها يعبر عن جودتها...

ولذلك نجد أن الرب يعود ويوضح ويؤكد على الداخل لذلك يقول: [ نقِ أولاً داخل الكأس والصفحة لكي يكون خارجها أيضاً نقياً ] (متى 23: 26)...

لذلك علينا أن نحذر من أن نهتم بالخارج فقط وننسى الداخل، لأن الأصل في الداخل وليس بالخارج، لأن الخارج يُعبر عن الداخل، وأن غيرنا الخارج ليُصبح جميلاً أمام الناس وتركنا الداخل، فأننا نخدع أنفسنا ونغشها، لأنه ماذا ينتفع إنسان من أن يُطلي بيته من الخارج ويضع له كل زينة مع زروع وأزهار رائعة يسقيها ويعتني بها، حتى أن كل من يمر به يمدحه ويحسده على بيته الجميل، مع أنه أهمل داخل البيت حتى أنه امتلئ من كل قذارة ووسخ وسكنته الحشرات الضارة، وفاحت فيه كل رائحة نتنة حتى أن كل من يدخله يصاب بالاختناق والأعياء، وبكونه تعود وعاش في هذا الجو الموبوء فأنه لا يشعر بمدى الأمراض التي اصابته من جراء هذا العفن الذي ملأ بيته من الداخل...
وهكذا كل من يهتم بشكله أمام الناس وينسى داخله يُصبح مريضاً بكل مرض ولا يشعر بمدى مرضة بل وقد يفتخر بعمله الظاهر الممدوح من الناس مع أنه مملوء من كل خراب وفي دمار نفسي وقلبي ومنطرح عن الله بعيداً جداً...


وهذا يحتاج إلى أن يُسرع ليستفيق طالباً العناية الإلهية الفائقة التي للطبيب الأعظم شخص ربنا يسوع حتى تُشفى نفسه ويأتيه مسرعاً ليطرد من بيته كل الوحوش الضارة أي الخطية التي فتكت بنفسه وشوهت داخله ويعيده مثل ولد في البراءة وبساطة القلب النقي: [ إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فلن تدخلوا ملكوت السماوات ] (متى 18: 3)

  • + عموماً إن كان الأنبياء قد علَّموا بأن التوبة هي نوال الخاطئ قلباً جديداً وروحاً جديداً، نجد أن العنصر الجديد والهام في بشارة الرب يسوع في العهد الجديد، هي أن التوبة في عمق معناها اللاهوتي [ أي القلب الجديد والروح الجديد ] ليست في قدرة الإنسان ولا صناعته، بل هي الإيمان والثقة الشديدة في محبة الله الذي وحده قادر أن يُقيم الموتى من بُقعة العظام الجافة، وهذا ما نجده في حزقيال مكتوباً بروح النبوة عن عمل الله في العهد الجديد الذي فيه يُقيم الإنسان من موت الخطية الذي دمر كل ملكات نفسه حتى صار مثل العظام النخرة في قبور الموت الذي تحللت فيها الأجساد ولم يعد في مقدور أحد أن يقيمها قط. (رجاء قراءة حزقيال 37: 1 – 14 وذلك للضرورة)
ونرى أن الرب يسوع قد أعلن أن هذا الزمان الذي يقيم فيه الإنسان من تحت سلطان الموت والفساد، قد أتى الآن [ قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله، فتوبوا وآمنوا بالإنجيل ] (مرقس 1: 15)
والإيمان على هذا المستوى هو عبارة عن تحول من الفساد لعدم الفساد، من الموت للحياة، لأن التوبة في مفهومها الأصيل، هي عبارة عن تغيير في الفكر، بإحلال فكر محل فكر أي بالمعنى الرسولي: [ أما نحن فلنا فكر المسيح ]، وايضاً هي تحول في الاتجاه، من اليسار إلى اليمين أي من الموت للحياة، ومن الدينونة للبرّ، وبالمعنى الكتابي هو هتاف فرحة قلب انتقل من الموت للحياة بالإيمان الحي [ أين شكوتك يا موت أين غلبتك يا هاوية ]، وفي النهاية هذا كله يظهر في تغيير سلوك الإنسان كُلياً بناء على الإيمان الجديد الحي الذي اقتناه بالسرّ في قلبه كهبة نعمة ومنحة من الله، مبني على أساس استنارة الذهن، أدى إلى علاقة صحيحة مع الله الحي تظهر في ثمر الصلاح الخارج من النفس والظاهر في المحبة بأعمال مقدسة كنتيجة لما ناله من الله وانغرس في داخله بالسرّ وارتوى بالصلاة وقراءة الكلمة وشركة القديسين في النور.
_________________________

وفي الجزء القادم سنتحدث عن
ثالثاً: دعوة التوبــــــــــة

رد مع إقتباس

اضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الثاني, الجزء, الإنسان, التوبة, المستمر, ربيع, معنى, نعيش, وتجديده, كيف

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تامل عن التوبة لقداسة البابا شنودة الثالث ashref jesus كتب وأشعار قداسة البابا شنودة الثالث 0 09-03-2018 07:17 AM
الخلق والسقوط - موت الإنسان وحياته - المحب والمحبوب aymonded مدرسة الحياة المسيحية 2 11-02-2013 07:34 PM
اشخاص ومعاني اسماء الكتاب المقدس من حرف أ الي ث الجزء الاول وردة حزينة رجال ونساء الكتاب المقدس 10 07-01-2013 06:01 PM
إرشادات وتوجيهات في التوبة aymonded المرشد الروحى (كلمة الله التى تؤثر فيك) 38 09-10-2009 07:02 PM

Rss  Rss 2.0 Html  Xml Sitemap SiteMap Info-SiteMap Map Tags Forums Map Site Map


الساعة الآن 11:54 AM.