هل حينما نسهر على إيماننا ومعتقداتنا ، ونتمسك بما تسلمناه من الآباء بروح التقوى وعمق الإيمان بتعليم عميق من الكتاب المقدس حسب الأصول السليمة بالبحث والفحص العميق حسبما يتفق مع روح المسيح ، هل بذلك نكون متعصبون أو ندعو للتعصب الأعمى واحتقار الآخرين ؟؟؟؟
هل المطلوب أن نسايـر كل الناس باسم الانفتاح على الجميع وباسم المحبة على حساب ما أعطانا الله إياه بيسوع الـمسيح !!!
حقيقة شعـورنا الصادق والواعي بالروح :
أن الوعـي الأرثوذكسي إذا عمقنـاه فلسنا نبتغي منـه التصلب أو التشنـج أو التعصب الأعمى أو روح التعالي على الآخرين أو أدانتهم أو كي ما نكون أمام الآخرين الأفضل أو أننا وارثي الملكوت وقد قصرناه على أنفسنا وحدنا دون الآخرين ، أو ننطق بالحكم ونتدخل في أحكام الله ونمنع أو نعطي حل أو نقرر من يدخل ملكوت الله أو من لا يدخل !!!
في الحقيقة الأرثوذكسية ليست عندنا كنيسة منفصلـة عن احد أو منغلـقة على نفسها . بل تنفتح على الآخرين دون خلط أو التخلي عن مبادئ التعليم المسلم من القديسين بروح التقوى وقوة التوبة وخبرة مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ ...
نحن مؤمنـون ولسنـا متعصبين لأننا لا نريد قمع أحد ولا السيطرة على أحد ولا نلجأ إلى أي إغراء لنستميل الآخرين أو أطفالهم إلينا ولكننا لا نريد أطفالنا أن يتركونا لأننا نعرف أن نربيهم وان نفتـح أمامهم أبواب القداسـة والـمعرفـة ، وليس معنى هذا أننا نتهم الآخرين بأنهم يفسدون أولادنا لأن الجميع هدفة أن يجمع الكل في المسيح ...
نحن لا نحتقر الآخرين أو أي طائفة أخرى ولا نهين أسرارهم أو معتقداتهم بل نركز على أنفسنا ونفحصها في نور الحق إنجيل خلاصنا ..
التعصب أن تكره الآخرين ولا تحترم خيارهم وان تُكرههم على الـمجيء إليك. ليس التعصب أن تؤمـن بما تؤمن بـه. هذه هويتـك في حضرة اللـه. وهويـة الإنسان الروحية هي الوجه الذي ينظر بــه الإنسان إلى وجه الـلـه. والـمؤمن الحقيقي الصادق هادئ ولا يُقـلق أحدا. والـمؤمن الحق لا يسلـك بموجب أعصابه ولكـن بمـوجب ما ورثـه من الآبـاء القديسين ، وبعمق أصالة المحبة الصادقة التي ترضي الله .
سياستنا ينبغي أن تكون السلام لو كنا أبناء الله بالحقيقة ، ولابد من أن نسعى للسلام في كل كنيسة والسلام بين الكنائس وهذا وحده يسر المسيح ويعلن أننا أولاده عن صدق وجدارة ...
بالمحبة نحترم بعضنا البعض ونتألم لهم ونحن في حنـان إليهم وإلى وحدتنا جميعاً معاً ونصلي من اجل نموّهم في محبة الـمسيح فنحن مصلـوبون معا وقائمون معا وننتظر يوم نتفق فيه معاً على أساس الجسد الواحد الغير منقسم ...
أعطانا الله أن نستوعب اسراره المحيية ونحيا بقوة المحبة والسلوك بروح التقوى ونحيا سرّ الكنيسة بكل ابعادة واتساعه الحلو
النعمة معكم جميعاً آمين