تذكرنــي
التسجيل التعليمـــات التقويم مشاركات اليوم البحث
يمكنك البحث فى الموقع للوصول السريع لما تريد



وثائق ودراسات تاريخية قسم دارسي خاص بتاريخ الكنيسة والوثائق التاريخية


مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع أرسل هذا الموضوع إلى صديق أرسل هذا الموضوع إلى صديق


خراب أورشليم وهيكلها

خراب أورشليم وهيكلها اورشليم وهيكلها : وَفِيمَا هُوَ خَارِجٌ مِنَ الْهَيْكَلِ قَالَ لَهُ وَاحِدٌ مِنْ تَلَامِيذِهِ: »يَا مُعَلِّمُ، انْظُرْ مَا هذِهِ الْحِجَارَةُ وَهذِهِ الْأَبْنِيَةُ« فَأَجَابَ يَسُوعُ: »أَتَنْظُرُ هذِهِ الْأَبْنِيَةَ الْعَظِيمَةَلَا

اضافة رد

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية dina_285
dina_285
ارثوذكسي متألق
dina_285 غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 46639
تاريخ التسجيل : Jan 2009
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 1,404
عدد النقاط : 27
قوة التقييم : dina_285 is on a distinguished road
Heartcross خراب أورشليم وهيكلها

كُتب : [ 06-27-2010 - 01:34 PM ]


خراب أورشليم وهيكلها

اورشليم وهيكلها :

وَفِيمَا هُوَ خَارِجٌ مِنَ الْهَيْكَلِ قَالَ لَهُ وَاحِدٌ مِنْ تَلَامِيذِهِ: »يَا مُعَلِّمُ، انْظُرْ مَا هذِهِ الْحِجَارَةُ وَهذِهِ الْأَبْنِيَةُخراب أورشليم وهيكلها 2anipt1c.gif« فَأَجَابَ يَسُوعُ: »أَتَنْظُرُ هذِهِ الْأَبْنِيَةَ الْعَظِيمَةَخراب أورشليم وهيكلها 2anipt1c.gifلَا يُتْرَكُ حَجَرٌ عَلَى حَجَرٍ لَا يُنْقَضُ«. وَفِيمَا هُوَ جَالِسٌ عَلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ، تُجَاهَ الْهَيْكَلِ، سَأَلَهُ بُطْرُسُ وَيَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا وَأَنْدَرَاوُسُ عَلَى انْفِرَادٍ: »قُلْ لَنَا مَتَى يَكُونُ هذَا،وَمَا هِيَ الْعَلَامَةُ عِنْدَمَا يَتِمُّ جَمِيعُ هذَا« (مرقس 13-(4.:1
كان المسيح في طريقه إلى خارج الهيكل، حين لاحظ تلاميذه جمال البناء العظيم - وكان الملك هيرودس قد بنى هذا الهيكل وعمل فيه أبواباً مغطَّاة بالفضة والذهب، وكانت حجارته كبيرة جداً... فقد كان طول بعضها خمسة وأربعين ذراعاً، وعرضهستة أذرع، وسُمْكه خمسة أذرع. لقد كان بناء الهيكل عظيماً.
ولفت التلاميذ نظر المسيح إلى الحجارة والأبنية، فنظر إليها وقال: »هذه الأبنية العظيمة.. لا يترك حجر على حجر لا يُنقَض«.
ومضى المسيح وتلاميذه إلى جبل الزيتون، وهناك سأله التلاميذ سؤالين: »قل لنا متى يكون هذاخراب أورشليم وهيكلها 2anipt1c.gif« »وما هي العلامة عندما يتم جميع هذاخراب أورشليم وهيكلها 2anipt1c.gif«.
كان التلاميذ يريدون أن يعرفوا الوقت، وكانوا يريدون أن يعرفوا بعض العلامات حتى يقدروا أن يميّزوا الوقت. وبدأ المسيح يخبر عن حوادث مقبلة. تكلم المسيح أولاً عن خراب أورشليم، ثم تكلم عن مجيئه الثاني.
قبل ان نتناول موضوع خراب أورشليم وهيكلها . نرى من المفيد أن نقف قليلاً نظرة سريعة عليهما .
على الرغم من الثراء العريض الذي حققه كثير من اليهود خارج اليهودية في الأقطار الأخرى فقد . كانوا يتطلعون دائماً بشوق إلي أورشليم ، وما يحيط بها ... كانوا يعتبرون أورشليم وكل سكانها من اليهود – أنها المكان الوحيد في العالم ، حيث يشعرون – إلي حد ما – أنهم سادة في بيتهم ، وأن منها ستظهر ( حسب فهمهم المداي الخاطئ ) المملكة اليهودية الكبيرة الموعد بها ، وفيها أيضاً سيظهر المسيا المنتظر ... وهكذا كانت أورشليم مركز اليهودية في العلم كله ، وقلبها النابض وفي عهد الرسل كانت أورشليم علي جانب كبير من الثراء المادي وبلغ عدد سكانها نحو مائتى ألف نسمة . لكنها لم تعد – كما كانت في زمان داود وسليمان – تستمد عظمتها وثروتها من قوتها العسكرية ، أو تجارتها مع شعوب فلسطين . بل من هيكل يهوه وحده ... كان علي كل ذكر يهودي تجاوز عمره الستين ، اينما يعيش ، غنياً كان أم فقيراً أن يسهم في الحفاظ علي الهيكل ، بأن يدفع درهمين ( 2/1 شاقل ) سنوياً ضريبة للهيكل ترسل إلى أورشليم . وقد أوفى الرب يسوع هذه الضريبة ( مت17 : 24 ) وإلى جانب ذلك كانت تصل إلي أورشليم تقدمات كثيرة لا تحصى كما كان لزاماً علي كل يهودي غيور أن يحج إلي أورشليم – مرة واحدة علي الأقل في حياته حيث مسكن إلهه يهوه ... ففيه وحده يقبل الله التقدمات هكذا ترنم داود وقال عن هذا المسكن أن الله يسكن ففيه وحده يقبل الله التقدمات هكذا ترنم داود وقال عن هذا المسكن أن الله يسكن فيه إلي البد ( مز68 : 16 ) ... أما المجامع اليهودية المنتشرة في المدن المختلفة خارج أورشليم فكانت أماكن اجتماعات وعبادة ومدارس ... لكنها لم تكن بحال ما هياكل تقدم فيها الذبائح .
لابد إذن وأن تكون ضرائب الهيكل ، والحج ، قد أمدها بأموال طائلة وأنعشت الحالة الاقتصادية ، وأتاحت فرصاً للعمل والكسب لكثير من اليهود ، وهكذا فأن عبادة يهوه في أورشليم – بصورة مباشرة وغير مباشرة – قد أفادت ليس فقط كهنة الهيكل والكتبة وحدهم بل أيضاً أصحاب المتاجر والحرف والصيارف والفلاحين والرعاة وصيادي اليهودية والجليل الذين وجدوا في أورشليم سوقاً رائجاً لمنتجاتهم ... وغذ كان السيد المسيح قد وجد في الهيكل باعة ومشترين وصيارف فقد كان هذا يتمشى ووضع الهيكل بالنسبة لحياة أورشليم وشعبها . كانت حياة اليهود وآمالهم متعلقة بأورشليم " أن نسيتك يا اورشليم فلتنس يمينى ، ليلتصق لساني بحنكى إن لم أذكرك أن لم أفضل أورشليم علي أعظم فرحي " ( مز137 : 5 ، 6 ) .... من أجل هذا قامت بعض محاولات لبناء أماكن يحج إليها اليهود خارج أورشليم لكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل ... من امثلة ذلك المحولة التىقام بها شخص يدعي أنياس onias وهو ابن لرئس كهنة يهودي – هذا بني هيكلاً ليهوه في مصر في عهد بطليموس فيلوباتير ( 173 – 146 ق . م ) بمعاونة هذا الملك الذي كان يأمل أن يصبح رعاياه من اليهود أكثر ولاء له ، حينما يكون لهم هيكل في بلده ، لكن هذا الهيكل فشل في فكرته وغرضه ... وهكذا ظلت أورشليم وهيكلها قبلة اليهود من كل أنحاء العالم يولون وجوههم شطرها في الصلاة وإليها يرسلون تقدماتهم ويحجون إليها للتبرك وتقديم الذبائه ... ويحفظون لها كل ولائهم ...

بشائر مشئومة
فَأَجَابَهُمْ يَسُوعُ: »انْظُرُوا! لَا يُضِلُّكُمْ أَحَدٌ. فَإِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ بِاسْمِي قَائِلِينَ: إِنِّي أَنَا هُوَ. وَيُضِلُّونَ كَثِيرِينَ. فَإِذَا سَمِعْتُمْ بِحُرُوبٍ وَبِأَخْبَارِ حُرُوبٍفَلَا تَرْتَاعُوا، لِأَنَّهَا لَا بُدَّ أَنْ تَكُونَ، وَلكِنْ لَيْسَالْمُنْتَهَى بَعْدُ. لِأَنَّهُ تَقُومُ أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ، وَمَمْلَكَةٌ عَلَىمَمْلَكَةٍ، وَتَكُونُ زَلَازِلُ فِي أَمَاكِنَ، وَتَكُونُ مَجَاعَاتٌوَاضْطِرَابَاتٌ . هذِهِ مُبْتَدَأُ الْأَوْجَاعِ« (مرقس 13:5-8).
سأل التلاميذ عن الوقت الذي يتمُّ فيه خراب الهيكل، ثم سألوا عنعلامة ذلك الخراب. وجاوب المسيح عن السؤال الثاني أولاً، فتكلم عن العلامات، وبدأالمسيح بالعلامات الكاذبة »انظروا.. لا يضلكم أحد« هذه هي العلامات الكاذبة:
(1) العلامة الأولى الكاذبة على خراب أورشليم هي مجيء مضلين كثيرين (آية 6) »كثيرون سيأتون ويقولون إنهم المسيح، ويُضلون كثيرين.. لا تصدِّقوهم«. وقدحدث فعلاً قبل خراب أورشليم أن ظهر مسحاء كذبة، وقالوا لليهود إنهم سيخلصونهم منعبودية الرومان، ولكنهم كانوا كاذبين (إقرأ أعمال 21:38).
(2) والعلامة الثانية الكاذبة على خراب أورشليم هي الحروب (آية 7). وقد حدثت فعلاً حروب كثيرة بين اليهود وبين الشعوب الأخرى قبل خراب أورشليم. حدثتحرب بين يهود الإسكندرية وبين المصريين سنة 38 بعد ولادة المسيح. وحرب في سلوكيةمات فيها خمسون ألف يهودي.
(3) العلامة الثالثة الكاذبة على خراب أورشليم هي حدوث زلازلومجاعات واضطرابات (آية 7). وقد حدثت فعلاً زلازل في كريت وروما وأورشليم. كما حدثتمجاعات، منها التي تنبأ عنها أغابوس (أعمال 11:28) كما حدثت اضطرابات بين اليهودوالسامريين، وبين اليهود واليونانيين، مات فيها عشرون ألف يهودي. كل هذا حدث قبلخراب أورشليم. وكل هذا كان علامات كاذبة. وهي مبتدأ الأوجاع.
سبق خراب أورشليم وهيكلها بشائر مشئومة في أورشليم ذاتها وفي خارجها .... ونستعرض أهمها فيما يلى :
1 – يذكر المؤرخون أن الست سنوات الواقعة بين اضطهاد نيرون وخراب أورشليم ( 64 – 70 م ) كانت أكثر فترات التاريخ القديم غمتلاء بالرذيلة والفساد والكوارث .. لقد بدأ الوصف البنوي الذي قدمه لنا ربنا يسوع عن خراب أورشليم وهيكلها يتحقق . وبدا للمسيحيين ، وكأن يوم الدينونة علي الأبواب ... ولم يكن هذا الإحساس قاصراً علي المسيحيين وحدهم بل شاركهم فيه كثير من الوثنيين أيضاً .
حتى أن المؤرخ الوثني تاكيتوس tacitus حينما أخذ يسجل تاريخ روما بعد موت نيرون بدأه بقوله ( أنني مقبل علي عمل غني بالكوارث ، ملئ بالمعارك الفظيعة والمنازعات والثورات ... حتى في زمان السلم لقد قتل أربعة أمراء بالسيف وفي وقت واحد نشبت ثلاثة حروب أهلية وعديد من الحروب الخارجية العنيفة ... ايطاليا مثقلة بكوارث جديدة أو قديمة متكررة . مدناً تبتلع أو تدفن تحت الحطام لقد اتلفت الحرائق روما . احترقت معابدها القديمة . حتى الكابيتول أضرم المواطنون النيران فيه . انتهكت المقدسات ، وتفشى الزنا ايضاً حتى في الأماكن السامية وامتلات البحار باماكن النفي وتخضبت الجزر الصخرية بدماء القتلى ، وما زال الهياج المرعب يسود المدينة .
2 – أما فلسطين فكانت أكثر بلاد العالم شقاء في تلك الفترة . أن مأساة خراب أورشليم إنما تمثل مقدما وبصورة مصغرة الدينونة الأخيرة كما أنبأ عنها السيد المسيح في حديثه عن نهاية العالم ، أخيراً وصل احتمال الله لشعب اليهود إلى الذروة ، بعد أن فاقوا في عنادهم كل تصور ، فصلبوا مخلصهم !! وما لبثوا أن رجموا يعقوب البار الذي كان أنسب يصالح اليهود مع المسيحية . لقد ظهرت وحدثت ظواهر وأحداث عجيبة قبيل خراب أورشليم في السماء وعلى الرض سجلها لنا يوسيفوس المؤرخ اليهودي المعاصر … ظهر فوق أورشليم ولمدة سنة كاملة ، نجم مذنب يشبه السيف . وحدث ان بقرة وضعت حملاً وسط الهيكل بينما كان رئيس الكهنة كان سيقدمها ذبيحة . والباب الشرقي الداخلي الضخم المصنوع من النحاس الذي كان يحكم إغلاقه ويقوم على غلقة عشرون رجلاً بصعوبة شوهد ينفتح من تلقاء ذاته أثناء الليل . كما شوهدت مركبات وفرق من الجند مدججين بالسلاح بين السحب فوق المدينة المقدسة …. ويذكر لنا يوسيفوس حادثاً عجيباً أخر ففي سنة 63 – قبل خراب المدينة بسبع سنوات – ظهر فلاح اسمه يوشيا في مدينة اورشليم في عيد المظال وأخذ يصيح بلهجة نبوية نهاراً وليلاً في الشوارع وبين الناس قائلاً ( صوت من الشرق صوت من الغرب صوت من الرياح الأربعة صوت ضد اورشليم والبيت المقدس صوت ضد العرائس والعرسان صوت ضد هذا الشعب جميعه ويل ويل لأورشليم ) وإذ أزعج هذا المتنبئ الحكام بولايته قبضوا عليه وجلدوه لأنه تنبأ بالشر عليهم وعلي مدينتهم … أما هو فلم يبد أية مقاومة ، بل أستمر يردد ويلاته . ولما قدم لألبينوس Albinus الوالي امر بجلده حتى ظهرت عظامه ومع كل ذلك ما كان ينظق بكلمة دفاعاً عن نفسه ولا لعن اعداءه وكل ما كلن يفعله كان يصدر صوتاً حزيناً مع كل جلده ( ويل ويل لأورشليم ) لم يجب بشئ على أسئلة الحاكم من هو خراب أورشليم وهيكلها 2anipt1c.gif ومن أين خراب أورشليم وهيكلها 2anipt1c.gif ... واخيراً أطلقوا سراحه كرجل مجنون لكنه أستمر على هذه الحالة حتى نشبت الحرب لا سيما في الأعياد الثلاثة الكبرى معلنا اقتراب سقوط اورشليم وحدث أثناء حصار المدينة أنه كان يردد مرثاته فوق سور المدينة من قوله هذا حتى أستقر حجر على راسه ألقاه الرومان فمات .

ثورة اليهود
في مدة حكم الولاة الرومان فيلكس وفستوس والبينوس وفلوروس Florus ازداد الفساد الأخلاقى والانحلال الاجتماعي بين يهود فلسطين مع ازدياد ثقل نير الحكم الروماني علي الشعب سنة بعد أخرى . وكان من مظهر هذا الانحلال ظهور جماعة من السفاحين في عهد ولاية فيلكس عرفوا بأسم ( حملة الخناجر ) Sicarians من الكلمة sica أى خنجر . كانوا مسلحين بالخناجر وعلى استعداد لاتكاب أي جريمة مقابل أي شئ .. أنتشر هؤلاء في ربوع فلسطين وهددوا الأمن في المدن والريف .
وإلى جانب ذلك ، وصلت روح التحزب بين اليهود أنفسهم وكراهيتهم لمستعمريهم الوثنيين وتعصبهم السياسي والديني حداً بالغاً . وقد شجع على هذه الروح وزادها اشتعالاً ظهور الأنبياء والمسحاء الكذبة . وقد استطاع احدهم – بحسب رواية يوسيفوس – أن يجذب وراءه ثلاثين ألف رجل .. وهكذا بدأت تتم كلمات ربنا يسوع النبوية عن ظهور مسحاء كذبة وأنبياء كذبة يضلون كثيرين . وفي شهر مايو سنة 66م – تحتحكم الوالي الروماني فلوروس وكان طاغة شريراً – قاسياً اندلعت ثورة يهودية منظمة ضد الرومان . وفي نفس الوقت قامت حرب أهلية بين جماعات الثوار المختلفة . لا سيما بين جماعة الغيورين zealots المتطرفين وفريق المعتدلين ، أو بين المتطرفين والمحافظين من اليهود .. كان أعضاء جماعة الغيورين مملوءين شراسة وتعصباً للدين والوطن والقومية اليهودية وكان لهم النفوذ والسيطرة في المجال الحربي . ومن ثم فقد سيطروا بعنفهم علي المدينة المقدسة أورشليم وهيكلها . وأشاعوا الذعر بين الأهالي ، وعبأوا أفكار الناس ومشساعرهم انتظار لظهور المسيا . كما رحبوا بكل خطوة نحو الدمار والخراب ، كخطوة التحرر وفسروا ظهور المذنبات والشهب والإنذارات المخيفة والأعاجيب التي صاحبت تلك الفترة علي أنها علامات لمجئ المسيات وملكه علي الأمم لقد كان تحدي اليهود للدولة الرومانية في ذلك الوقت يعني تحديهم لأكبر قوة مسلحة في العالم وقتذاك . ومع ذلك فقد أعماهم تعصبهم الديني الذي استوحوه من ذكريات بطولات ثورات المكابيين عن الفشل المحقق .

الغزو الروماني
عندما بلغ نيرون خبر ثورة اليهود أرسل قائده الذائع الصيت فسبسيان علي رأس قوة كبيرة إلى فلسطين ... بدأت الحملة سنة 67 من ميناء بتولمايس ( عكا ) وواجهت مقاومة مستميتة في الجليل قوامها ستون الف مقاتل ... لكن ما لبثت الأحداث في روما أن حالت بين فسبسيان واستكمال النصر ، واضطرته إلي العودة إليها . بعد أن أنتحر نيرون وتعاقب علي العرش الإمبراطوري ثلاثة أباطرة في فترة وجيزة . انتهى الأمر بأن أعلن فسبسيان إمبراطوراً سنة 69 ، فعمل علي إعادة الأمن والنظام في ربوع وأقام بعد هذه الأحداث بعشر سنوات ... كان جيش تيطس قوامه نحو ثمانين ألف مقاتل مدرب خراب أورشليم وهيكلها 2anipt1c.gif، واقام معسكره علي جبل سكوبس وجبل الزيتون . وهى مواقع تمكنه من رؤية المدينة أورشليم والهيكل رؤية واضحة . وكان وادي قدرون يفصل بين الرومان واليهود المحاصرين . بدأ الحصار في أبريل سنة 70م عقب عيد الفصح مباشرة . وكانت أوشرليم غاصة بالغرباء الذين وفدوا إليها لحضور ذلك العيد العظيم ، حاول تيطس في بادئ المر التفاهم مع اليهود بالحسنى ، لكن جماعة الغيورين رفضوا بكل تحد مقترخات تيطس ومحاولاته المتكررة . وتوسلات يوسيفوس ( المؤرخ ) الذي صحبه كمترجم ووسيط .. وكانوا في ثورتهم الجنوبية يقتلون كل من يتحدث عن الاستسلام . قام اليهود ببعض الهجمات اسفل وادي قدرون وفوق الجبل ، كبدوا فيها الرومان خسائر كبيرة ... كان هذا النجاح المبدئي سببا في ازدياد حماس الغيورين علي الرغم مما حل بهم من مصائب ومتاعب .. كان تيطس يصلب يوميا من اليهود العصاة نحو خمسمائه يهودي ... وما لبثت حتي ظهرت المجاعة في أورشليم ، نتيجة أحكام الحصار عليها . كانت المجاعة تحصد في كل يوم آلاف اليهود ، الأمر الذي أضطر امرأة يهودية ان تشوي طفلها لتأكله .. وعلي الرغم من كل ذلك فان هذا البؤس كله لم يزحزح جماعة الغورين المسيطرين عن الموقف الجنوبي ، والواقع أن التاريخ لم يسجل لنا صورا للبؤس ابشع مما شاهدته اورشليم مدة حصارها علي يد تيطس كما أنه لا يسجل لنا مقاومة عنيدة ، وشجاعة يائسة واستخفافاً بالموت علي نحو ما أظهره اليهود في تلك الحرب .

دمار المدينة والهيكل
أخيراً – في يولية سنة 70م – باغت الرومان حصن انطونيا ليلاً استولوا عليه . وبسقوط هذا الحصن أصبح الطريق ممهداً لوضع أيديهم علي الهيكل ، فتوقفت الذبائح اليومية في اليوم السابع عشر من يوليه لأن اليهود كانوا في حاجة إلي كل الأيدي للدفاع في الحرب ... ولعل آخر ذبيحة وأغزرها دماء قدمت علي مذبح المحرقة كانت آلاف اليهود الذين ذبحهم تجمهروا حول هيكلهم للدفاع عنه الرومان وقد كان تيطس بحسب رواية يوسيفوس ينوي في بادئ الأمر أن يبقي علي الهيكل كعمل معماري رائع يحفظ ذكرى انتصره . وعندما هددت ألسنة النيران قدس الأقداس ، شق طريقه بصعوبة بين اللهيب والدخان ، فوق جثث القتلى ، وتلك التي كانت بين الحياة والموت حتى ما يحصر النيران . لكن جنوده . كانوا في حالة هياج هستيرى نتيجة المقاومة العنيدة التي أبداها اليهود والطمع في كنوز الهيكل الذهبية فلك يكن في الإمكان أيقافهم عن أعمال التخريب ، كانت الأروقة المحيطة بالهيكل هي أول ما احترق منه . ثم ما لبث أن طرحت كتلة نارية عبر البوابة الذهبية . وعندما تصاعدت ألسنة اللهب أطلق اليهود صرخات هستيرية مفزعة ، وحاولوا إخماد النار بينما وجد آخرون عزاءهم وهو يتعلقون بأخر أمل في خلاص المسيا في أن يعلنوا نبوة نبي كاذب مؤداها ان الله وسط حريق الهيكل وسيعطي علامة الخلاص لشعبه ، تنافس الجنود الرومان في تغذية السنة النيران ، وسرعان ما تحول كل البناء الضخم إلى شعلة نارية أضاءن السماء .. هكذا أحرق الهيكل في العاشر من أغسطس سنة 70م وهو حسب التقليد نفس اليوم الذي خرب فيه الهيكل قديما علي يد نبوخذ نصر ملك بابل يقول يوسيفوس وهو شاهد عيان في وصفة لخراب الهيكل ( لا يمكن أن يتصور أحد أصوات أعلى وأكثر فزعا مما حدث من كل ناحية أثناء احتراق الهيكل . صيحات الانتصار والفرح الصادرة من الجنود الرومان ، تختلط بصيحات عويل الشعب المحاصر بالنار والسيف فوق الجبل وداخل المدينة . وكان الصدى الواصل من كل الجبال المحيطة يزيد هذا الزئير الذي يصم الآذان . ومع ذلك فالبؤس نفسه كان افظع من هذا الاضطراب . كان التل المقام عليه الهيكل يغلى من السخونة ، وبدا وكأنه ملفوف حتى سفحة بطبقة واحدة من اللهب . كانت الدماء في كميتها اكثر من النار ، والمذبحون اكثر عددا ممن ذبحوهم . ولم تعد الأرض ترى في أي موضع ، إذ كانت مغطاة بأكوام من جثث القتلى ، سار فوقها الجند وهو يتعقبون الهاربين وما لبث الرومان ان ثبتوا شعاراتهم ( السنور الرومانية (ى فوق الأنقاض في الجهة المقابلة لبوابة اورشليم الشرقية ، وقدموا لها القرابين ، وهتفوا لقائدهم المظفر تيطس بأعظم تهاليل الفرح هكذا تمت النبوءة الخاصة برجسة الخراب القائمة في الموضع المقدس .


قصاص الله العادل
لقد هدمت اورشليم تماما ، ولم يترك بها سوى ثلاث أبراج من قصر هيرودس مع جزء من الحائط الغربي . وقد أبقي عليها كأثار لقوة المدينة المقهورة ، التى كانت يوما معقلا لدولة اليهود الدينية ، ومهد الكنيسة المسيحية ولقد أحس الجميع واعترفوا بأن كارثة اليهود إنما هي قصاص إلهى . فقد نسب إلى تيطس قوله أن الله بمعون خاصة ساعد الرومان ومنع اليهود من الإفلات من قبضة يدهم القوية أما يوسيفوس الذي تابع الحرب بنفسه من أولها إلى آخرها . فقد استطاع أن يتبين في تلك المأساة عدل الله ، واعترف بذلك وقال " أنني لا أتردد في أن أبوح بما يؤلمني ، أني أؤمن انه لو أجل الرومان عقابهم لهؤلاء الشرار لا بتلعت الأرض المدينة ( أورشليم ) ، أو أغرقها طوفان ، أو احرقت بنار من السماء كما حدث لسدوم ، لأن جيلهم بادت كان اكثر شرا من اولئك الذين حلت عليهم النقمات في سالف الأزمان . فبسبب جنونهم بادت الآمة كلها . هكذا كان لابد لواحد من افضل الأباطرة الرومان أن ينفذ قضاء الله ، ولخر من أكثر اليهود ثقافة في زمانه أن يصفه ... وهكذا أيضاً ، دون أن يعرفا أو يريدا – شهدا لصدق النبوة وأولوهية يسوع المسيح ربنا ، الذى إذ رفضه هؤلاء اليهود الجاحدون ، عانوا البؤس والشقاء في ملئ بشاعتهما .
مصير اليهود بعد هزيمتهم : بعد حصار دام خمسة اشهر وقعت المدينة كلها في أيدي الرومان الظافرين . وقد بلغ عدد من لقي حتفه من اليهود مدة الحصار – بحسب رواية يوسفوس – مليونا ومائه ألف . منهم أحد عشر ألفا هلكوا جوعا . أسر منهم سبعة وتسعون ألفا . بعضهم بيعوا عبيدا ، والبعض أرسلوا للعمل في المناجم ، بينما قرب البعض كضحايا في حلبات المصارعة في قيصرية وبيروت وإنطاكية وبلاد اخرى . واحتفظ بأكثرهم قوة بدنية ووجاهة ليسيروا في مواكب النصر في روما ، وبينما اكبر قادة الثورة اليهودية وزعماؤهم : سمعان بارجيورا ويوحنا الذي من جيشالا . احتفل فسبسيان وتيطس بالنصر معا احتفالاً عظيماً في روما سنة 71م . فركب كل منهما مركبة خاصة متوجا بأكاليل النصر ، ولا بسا ثيابا أرجوانية بينما امتطى دومتيان صهوة جواد ممتاز ، سار الاموكب في تؤدة إلى معبد جوبيتر كابيتولينوس وسط هتافات الجماهير . وكان يتقدم الموكب جنود في ثياب احتفالية ، وسبعمائه اسير يهودي ... وقد حملت في هذا الموكب بعض صور الآلهة التى يعبدها الرومان ، وبعض قطع من أثاث الهيكل اليهودي اودعت معبد السلام الذي كان قد بنى منذ وقت قصير ... أما كتب الناموس والستائر الأرجوانية الخاصة بالهكيل ، فقد احتفظ بها فسبسيان لقصره .. كان يوسيفوس احد شهود هذا الاحتفال الخاص بإذلال أمته ، ووصفه لنا دون أن يبدى أي مشاعر لتأثره . لقد نتج عن فتح فلسطين على يد الرومان ، دمار مصالح اليهود وتدهور اقتادهم ... احتفظ الإمبراطور فسبسيان بالأرض كملك خاص له يوزعها على إحصائه . ( ولقد وصل الشعب اليهودي بعد حروب دامت خمس سنوات إلى حالة من الفقر المدقع صاروا بلا حاكم منهم ، بلا وطن وبلا هيكل


»فَانْظُرُوا إِلَى نُفُوسِكُمْ. لِأَنَّهُمْ سَيُسَلِّمُونَكُمْ إِلَى مَجَالِسَ، وَتُجْلَدُونَ فِي مَجَامِعَ، وَتُوقَفُونَ أَمَامَ وُلَاةٍ وَمُلُوكٍ، مِنْ أَجْلِي، شَهَادَةً لَهُمْ. وَيَنْبَغِي أَنْ يُكْرَزَ أَوَّلاًبِالْإِنْجِيلِ فِي جَمِيعِ الْأُمَمِ. فَمَتَى سَاقُوكُمْ لِيُسَلِّمُوكُمْ، فَلَاتَعْتَنُوا مِنْ قَبْلُ بِمَا تَتَكَلَّمُونَ وَلَا تَهْتَمُّوا، بَلْ مَهْمَاأُعْطِيتُمْ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ فَبِذلِكَ تَكَلَّمُوا، لِأَنْ لَسْتُمْ أَنْتُمُ الْمُتَكَلِّمِينَ بَلِ الرُّوحُ الْقُدُسُ. وَسَيُسْلِمُ الْأَخُ أَخَاهُإِلَى الْمَوْتِ، وَالْأَبُ وَلَدَهُ، وَيَقُومُ الْأَوْلَادُ عَلَى وَالِدِيهِمْ وَيَقْتُلُونَهُمْ. وَتَكُونُونَ مُبْغَضِينَ مِنَ الْجَمِيعِ مِنْ أَجْلِ اسْمِي. وَلكِنَّ الَّذِي يَصْبِرُ إِلَى الْمُنْتَهَى فَهذَا يَخْلُصُ. فَمَتَى نَظَرْتُمْ »رِجْسَةَ الْخَرَابِ« الَّتِي قَالَ عَنْهَا دَانِيآلُ النَّبِيُّ، قَائِمَةًحَيْثُ لَا يَنْبَغِي - لِيَفْهَمِ الْقَارِئُ - فَحِينَئِذٍ لِيَهْرُبِ الَّذِينَ فِي الْيَهُودِيَّةِ إِلَى الْجِبَالِ، وَالَّذِي عَلَى السَّطْحِ فَلَا يَنْزِلْ إِلَى الْبَيْتِ وَلَا يَدْخُلْ لِيَأْخُذَ مِنْ بَيْتِهِ شَيْئاً، وَالَّذِي فِي الْحَقْلِ فَلَا يَرْجِعْ إِلَى الْوَرَاءِ لِيَأْخُذَ ثَوْبَهُ. وَوَيْلٌ لِلْحَبَالَى وَالْمُرْضِعَاتِ فِي تِلْكَ الْأَيَّامِ. وَصَلُّوا لِكَيْ لَايَكُونَ هَرَبُكُمْ فِي شِتَاءٍ. لِأَنَّهُ يَكُونُ فِي تِلْكَ الْأَيَّامِ ضِيقٌ لَمْ يَكُنْ مِثْلُهُ مُنْذُ ابْتِدَاءِ الْخَلِيقَةِ الَّتِي خَلَقَهَا اللّهُ إِلَى الْآنَ، وَلَنْ يَكُونَ. وَلَوْ لَمْ يُقَصِّرِ الرَّبُّ تِلْكَ الْأَيَّامَ لَمْ يَخْلُصْ جَسَدٌ. وَلكِنْ لِأَجْلِ الْمُخْتَارِينَ الَّذِينَ اخْتَارَهُمْ قَصَّرَ الْأَيَّامَ. حِينَئِذٍ إِنْ قَالَ لَكُمْ أَحَدٌ: هُوَذَا الْمَسِيحُ هُنَا أَوْ هُوَذَا هُنَاكَ فَلَا تُصَدِّقُوا. لِأَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُكَذَبَةٌ وَأَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ، وَيُعْطُونَ آيَاتٍ وَعَجَائِبَ، لِكَيْ يُضِلُّوا - لَوْ أَمْكَنَ - الْمُخْتَارِينَ أَيْضاً. فَانْظُرُوا أَنْتُمْ. هَاأَنَا قَدْ سَبَقْتُ وَأَخْبَرْتُكُمْ بِكُلِّ شَيْءٍ« (مرقس 13:9-23).
(1) العلامة الأولى على خراب أورشليم هي »اضطهاد وتبشير« (آيات 9-13). يقول المسيح لتلاميذه: »انظروا إلى نفوسكم«. فهو يفتح عيونهم على الآلامالتي ستأتي عليهم، وعلى الأمجاد التي بعدها. أولها اضطهادات من الخارج، من مجالساليهود ومجامعه، حيث يجلدونهم ويوقفونهم أمام ولاة وملوك، من أجل شهادة المسيح (آية 9).
ويشجع المسيح تلاميذه حتى لا يقلقوا ويجهزوا الدفاع عن أنفسهم، لأن الروح سوف يتكلم فيهم، ويعطيهم الرد الصحيح (آية 11).
ثم هناك اضطهادات من الداخل - من الإخوة والآباء (آية 12) - ويقول متى البشير: »حينئذٍ يعثر كثيرون، ويسلمون بعضهم بعضاً، ويبغضون بعضهم بعضاً« (متى 24:10). فإن بعض المسيحيين سوف يضعفون في الإيمان، ويسلمون إخوتهم المسيحيين للاضطهاد والعذاب. ثم يقول المسيح لتلاميذه: »وتكونون مبغَضين من الجميع من أجل اسمي« (آية 13).
ولكن في وسط الاضطهاد هناك تشجيع، هو أنه »ينبغي أن يُكرز أولاًبالإنجيل في جميع الأمم« (آية 10) فإن الاضطهاد سوف يوّصل رسالة الإنجيل إلى جميع الأمم، وذلك قبل خراب أورشليم، ويقول بولس الرسول في كولوسي 1:6 »الإنجيل الذي قد حضر إليكم كما في كل العالم أيضاً«. ويقول في نفس الأصحاح في آية 23 »الإنجيل الذي سمعتموه، المكروز به في كل الخليقة التي تحت السماء«.
إذاً فليتشجع التلاميذ، لأن اضطهادهم يوصِّل رسالة المسيح للجميع.
وهنا تشجيع آخر، هو أن »الذي يصبر إلى المنتهى فهذا يخلص« (آية 13) فالذي يصبر وسط هذه جميعها يخلص.
(2) العلامة الثانية الصحيحة على خراب أورشليم هي »رجسة الخراب« (آيات 14-23) أي الرجسة التي هي سبب الخراب.. وقد تكلم عنها دانيال النبي في سفره (دانيال 9:27 ، 11:31 ، 12:11).
وقد قصد دانيال في نبوته أنتيوخس أبيفانيس الذي أبطل الذبيحة فيالهيكل وأقام بدلها عبادة الأصنام، وذلك قبل ولادة المسيح بوقت طويل. والمسيح يقولإن شيئاً كهذا سيحدث مرة أخرى.
وقد قصد المسيح من القول »رجسة الخراب« أن عساكر الجيش الروماني سوفيدخلون أورشليم وهم يحملون تماثيل النسور، وتماثيل ملوكهم، وهم يعبدونها. وهكذا فإنتلك التماثيل والأصنام سوف تكون »حيث لا ينبغي« (آية 14).
ويقول لوقا البشير »أورشليم محاطة بجيوش« (لوقا 21:20). فتكون رجسةالخراب هي جيش الرومان وتماثيلهم، حيث لا ينبغي أن تكون، أي في الهيكل المقدسوالمدينة المقدسة.
هذه هي العلامة الصحيحة: أورشليم وحولها جيش الرومان الذي يريد أن يخربها، والمسيح يحذر تلاميذه من تلك الأيام، فالذي في اليهودي يجب أن يهرب بعيداًإلى الجبال، والذي على السطح يجب أن يهرب ولا ينزل إلى البيت ليأخذ حاجاته، والذي في الحقل يجب أن يهرب ولا يرجع إلى البيت ليأخذ ثوبه. أما الحبالى والمرضعات فسوف تكون ظروفهنَّ قاسية صعبة، لأنهن يحملن حمل أنفسهن وحمل أطفالهن.
ويطلب المسيح من تلاميذه أن يصلُّوا حتى لا يكون ذلك كله في شتاء،ذلك لأن الضيق الذي سيأتي على أورشليم سيكون أعظم ضيق رأته المدينة.
وفي وسط هذه الصورة الحزينة يقدم المسيح تشجيعاً (آية 20) هو أن تلك الأيام ستكون قصيرة، وقد جعلها اللّه قصيرة من أجل المختارين. على أن الضيق العظيم سيجعل الناس مستعدين أن يتعلَّقوا بأي قشة من أمل، فعندما يأتي الأنبياء الكذبة والمسحاء الكذبة ويقولون إن عندهم الخلاص، يثق الناس بهم، فيُضِلُّون كثيرين، ولوأمكن المختارون أيضاً.
وقد حدث كل الكلام الذي تنبأ المسيح به في خراب أورشليم.
فقد حاصر غالوس الروماني أورشليم سنة 66 بعد ولادة المسيح، ثم حاصرها فسبسيانوس الروماني سنة 68. وعند هذا الحصار الثاني هرب المسيحيون الذين عرفوا كلام المسيح، ولم يهلك منهم أحد. لقد فهم القارئ المسيحي نبوَّة المسيح،وهرب، فلم يصبه سوء، كما قال مرقس »ليفهم القارئ« (آية 14).
ثم حاصر تيطس الروماني أورشليم سنة 70 حتى سقطت في يده، وقتل من اليهود مليون ونصف مليون يهودي تقريباً، وصلب منهم كثيرين حتى لم يكن مكان لصلبان أكثر. وهكذا تم كلام المسيح: »ضيق لم يكن مثله منذ ابتداء الخليقة« (آية 19).
وهُدم الهيكل وأشعل أحد العساكر فيه النار، فلم يَبْقَ فيه حجر على حجر لم يُنقض. وقد كانت مدة حصار أورشليم قصيرة. قصيرة بالنسبة للوقت الذي كانوايحاصرون فيه المدن في ذلك الزمان. وقصيرة بالنسبة لمدينة أورشليم ومناعتهاالطبيعية، لأنها كانت مبنية على جبل.
وقال تيطس الروماني الذي فتحها: »اللّه أعطانا النجاح في حصار هذهالمدينة« ورفض أن يأخذ مكافأة على نجاحه في حصار أورشليم وفتحها.
وقد كان ذلك النجاح والانتصار لتيطس من اللّه بسبب خطية اليهود. وفي ختام كلام المسيح عن خراب أورشليم قال: »انظروا أنتم، ها أنا قد سبقت وأخبرتكم بكل شيء« (آية 23).
لقد أخبر المسيح تلاميذه بالحوادث المقبلة، وقد فهموا ونجوا منالضيق العظيم الذي جاء على أورشليم












رد مع إقتباس
Sponsored Links
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 2 )
dodielpop
Thank you lord
رقم العضوية : 105910
تاريخ التسجيل : May 2010
مكان الإقامة : ارض يسوع
عدد المشاركات : 1,033
عدد النقاط : 20

dodielpop غير متواجد حالياً

افتراضي رد: خراب أورشليم وهيكلها

كُتب : [ 06-29-2010 - 12:58 PM ]


ربنا يعوض تعب محبتك


رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 3 )
new.marina
ارثوذكسي متألق
رقم العضوية : 66097
تاريخ التسجيل : Jun 2009
مكان الإقامة : قلب بابا يسوع
عدد المشاركات : 1,439
عدد النقاط : 11

new.marina غير متواجد حالياً

افتراضي رد: خراب أورشليم وهيكلها

كُتب : [ 10-03-2011 - 05:04 AM ]



رد مع إقتباس

اضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
خراب, أورشليم, وهيكلها


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تفاسير إنجيل متى21- 1- دخول السيد المسيح إلى أورشليم هو طريق للقيامة Bible تفاسير الكتاب المقدس العهد الجديد 1 04-12-2020 04:20 PM
تاملات فى احداث اسبوع الالام فايز فوزى التأملات الروحية والخواطر الفكرية 1 04-09-2020 02:39 PM
إنجيل متى 27 Bible تفاسير الكتاب المقدس العهد الجديد 0 10-26-2011 03:51 PM
متى 25 - تفسير انجيل متى Bible تفاسير الكتاب المقدس العهد الجديد 0 10-25-2011 08:05 PM
دى يا جماعة الاجبية من جهازى سيزر الروش الصلوات وطلبات الصلاة 4 10-17-2009 03:28 PM

Rss  Rss 2.0 Html  Xml Sitemap SiteMap Info-SiteMap Map Tags Forums Map Site Map


الساعة الآن 03:55 PM.