[Rss]

من روائع الكاتب فوكيه زاهر
" رساله اليك يا رب"
الرساله الاولى
"منذ فتره طويله و انا اعانى من ثغره تعكر صفو حياتى ..تجعلنى أمقت وجودى بهذه الصوره.
و كأنى فى تيه غير عالم أين أنا منى،شارداً فى بيداء الحياه..غريباً متغرباً من وحدة الى غربه..
راحلاً عن النور الحقيقى،غارقاً فى ظلاماً دامس،مغروساً فى وحل الخطيه،متشبثاً بطين رجلى ..هارباً منى الىّ.
و انا كالاعمى الذى ليس من قائداً له التطم دائماً بين امواج الشهوات التى تجتاحنى الى النهايه ...
متعثراً بحجر قدمىّ،مصطدماً بحائط وراء حائط و ليس لى من يرشدنى..كنت افكر لما يحدث معى هذا و لكنى لم اجد ما يكفى من الاجابه المقنعه،
مع ان الاجابه كامنه فى داخلى كالخطيه الكامنه بين اركان فؤادى..الممزوجه بدمى التى داهمتنى و جعلتنى بالدموع اذرف دمعتى ،و الان لا اتنفس حياتى الاحزناً و لا أروى روحى الا كدراً و جسدى اصبح وهناً
صار الوهم عندى حقيقه و الحلم واقعاً مشئوماً و الظلام عظيم.
انظر لما مضى من عمرى فأندم على ما لطخت به نفسى من آلام و آثام ،و ما قد اصابنى من نفسى
آه ياربى ...قد خلقت بداخلى مشاعر حيه و وجداناً نظيف و لكنى اسخر الان من حواسى.
آه...آهات كثيره تملأ نفسى
نار كاللهيب يشتعل فى اوصالى بسبب ما قد اصابنى من حبى لدنسى و خطاياى الثقيله التى لم اعد قادراً على تحملها
آه كم هى مريره و شاقه!
كم هى وضيعه و متدنيه و بتدنيها تدنينى ،لم اعد اتذوق الحلاوه فى حلقى بل الكل مر و ثقيل!
الفكر شريد ، القلب يتملكه القلق..حياتى يتملكها الظلام و الخوف عظيم.
أصخره انا ليس من محركاً لهاأو ما يلين فؤادى؟ام انى تبلدت من كثرة افعالى؟
هذه الافعال الرديئه التى اصبحت منصهراً بها عائشاً لها ..غارقاً فيها،
واناكالمتعبد فى محراب الخطيه و اقدم قلبى و هوائى ذبيحه يوميه.فصرت خطيه و ليس انسان يفعل الخطيه!!
و هذا ما قد جنيته لنفسى من نفسى
هذة حريتى ،و ها هى خطيتى و نكبتى .أشعر انى افقد رجائى ..
فسر فرحى هو ربى و اما تعاستى فهى شهوتى
وها انا فى صراعا ما بين الحب الطاهر و الحب الدنس!
تراودنى و تتبعنى اهوائى و تقذفنى بعيداً فى بحور النسيان
روحى تريد ان تحيا بروح بالله مخلصى،و جسدى تشده امور العالم و تتجاذبه الرغبات و الشهوات التى احنت هامتى و جعلتنى بالدماء اذرف دمعتى .
لم يكن يحلوا لىّ الا أن أسير بهواى
و هويت الهوى فهوانى الهوى لهوانى
تجرعت سمه دوا فكان لى داءً فانى

فى كل مره كنت احاول القيام من سقطتى
كانت تسبينى الخطيه فاتحه الىّ ذراعيها ،و لكنى لم اتوار و لم اتردد بل دائماً كنت ارتمى فى حضنها
جارعاً من حسك شوكها كالذى يتعاطى مخدراً و هو يعرف ما قد يقترفه من جراء ذلك و لكنه لا يستطيع الابتعاد عنه او التخلص منه فالجسد تعود على العيش بسموم الخطيه.
و لكنى انا يا ربى ارفض ذلك بروحى و ليست لىّ القدره على ان اقوم من نكبتى و ما الفائده اذاً؟؟!
أن ارادتى ضعيفه و قوتى واهنه و الخطيه تندس كالعقارب بين اركان فؤادى و تتسلل خفيةًً الى روحى
لتفسد و تميت ما احياه الرب!
فتجعلنى لا ارى الا ماهو صعب داخل و جدانى فأصبحت على ما انا عليه الان فلا ارى حياتى الا بلونها القاتم!
ماذا اكتب و بماذا اخط بقلمى و بيدى المرتعشه من كثرة افعالى
فكثيراً ابتهلت اليك يارب ان تمنحنى نعمة الطهاره و النقاء. و لكن لاجل حقارتى و ضعف ارادتى و تلوث طبيعتى كنت اتعلق بما انا فيه من ادناس و لم اكن اريد ما اطلبه فى تلك اللحظه بعينها! بسبب ما حظيت به من خطايا و خطاه!
كنت دائماً اتمثل و امتثل بطلبى اليك ان تعطينى نعمة العفه ، و لكن جسدى كان يأبى طلب روحى هذا
فلم اكن اطلب الا بلسانى، و اما قلبى فكان متعلقاً بملاذه و رغباته المضنيه.
كنت فى تلك اللحظه التى اعتدت فيها الخطيه اظل رابضاً و راصداً لها بالمرصاد الى ان اوقعها فى حنايا فؤادى
و لكن الحقيقه هى التى اوقعتنى فى شباكها و عذبتنى بتعذيبها و اشعلت سكينتى بنارها!
و ما جنيت منها الا مرارة لنفسى و حزناً منك علىّ و انا وقتئذ ما كنت اعرف عمق محبتك
كنت كغيرى ممن لا يعرفونك و كأنى غافل عنك و الحقيقه انه كان تجاهلاً منى،لانى يا حبيبى كنت قد عرفتك و ارتويت منك.
اما الشر الاعظم ان يذوقك انساناً و بدلاً من يتمسك بك يرتد عنك!
اما من تبعوك فكانت روحك تهديهم و يدك تشفيهم و قوتك تقويهم فأصبحوا نوراً ينير للاخرين
مثلما امرتهم و امرتنى و العيب فىّ اذاً
لانى لم اصغ اليك وو ضعت يدى على قلبى و اذنى حتى لا اسمعك و لكى افر منك! و هل استطعت انا فعل ذلك؟
لا فالحق اننى كلما بحثت عن طريق الهروب منك . وجدتك ترسم لىّ طريق الاتيان اليك! احبك
وآه من ذاك الطريق الذى اخذته لنفسى،
و الذى يشعل نار الثوره التى تتأجج فىّ،
و تزيد من الاعوجاج فى روحى فأضل صوابى،
مترنحاً بخمر الفسادالذى يفقدنى ثبات خطواتى و هدوء سكينتى،
و هذا الذى فعلته بى النزوات و الشهوات و انه ليحلوا لى الاعتراف بها حتى و لو على الورق.
كم اتمنى ان اقتر ب الى نفسى اكثراً فأكثر لاجد من تحبه نفسى فى داخلى،
الذى لا يريد لى سوى ان اكون له و ان القى عليه كل هموم الواقع حتى يلمس قلبى و يفك قيدى

قبلاً كنت احسب نفسى

على قدر من الرقى
كنت احاول ان اظهر فى عيون الاخرين بصوره مرضيه
غير اننى ارى بداخلى كياناً اخر
ارى روحاً مظلماً..روح ضال مضل لا يشتهى الا شهوة الجسد
و اما شهوة الروح فلا ارى لى فيها شيئاً
فى داخلى صوره باهته و قاتمه،لا استطيع ان احدد معالمها
يحيا فى اعماقى انسان آخرغير ما يبدوا للاخرين يختبىء بصوره تبدوا جميله فى نظر الجميع،
و لكن امام نفسى و امام الله ارى الصوره الحقيقيه التى رسمتها لنفسى بريشة الخطيه فوق لوحة حياتى بكافة الالوان التى لا تجلب الا كل تعاسه و الم!
لم استطع ان اكبح جماح شهواتى.. فى لحظه ضعف منى حللت قيود مشاعرى و سرت و راء عواطفى ،
تركت لضعفاتى العنان و لم ادرك انها ستصبح حملاً ثقيلاً فوق عاتقى!
نسيت نقائى تجاهلت طهارتى ،ركضت الى صدر الخطيه و لم اشعر ان هذه الاحاسيس ترهق انفاسك يا رب
فقدت الامنيات منذ صغرى و لم يعد لىّ الا القليل لأهيم حباً فى حبك بعد ان عبثت بكل ما اعطيته لىّ
وجدتك يا ربى امامى حلمى الذى تاه منى
وجدتك قلبى الذى ينبض بالحياه
روحى التى ترتقى ان تعيش فى السماء
وجدتك يا حبيبى ماضىّ و حاضرى و مستقبلى الذى اتمناه
فممدت يدى اليك و رفعت قلبى لديك و نسيت ان زهورى ماتت منذ زمن بعيد
و لم يعد فى راحتى غير اشواك تدمى اناملك
اغفر لى يا ربى و سامحنى فأنا لم اعرف قبل ان اعرفك انى فى الخطيه احيا لاموت
اغسلنى فى نهر حبك فأن أبخرة الخطيه الخانقه لنفسى تملأحياتى تنغمس فى اوصالى
اغسلنى و اغمرنى بروحك و اوسعنى بحبك غير طبيعتى و انقذنى من ظلمتى فأمش مع النور و الى النور اهتدى.
حول صحراء حياتى الى نبض حياه
وحقد قلبى الى الحب فى منتهاه
اليك ارفع عينى و حواسى و فكرو اتطهر نفسى فأكون مقدساً فيك،و لتغير قلبى فلا احب الا سواك
ت 01289966599

المصدر : منتديات الحق والضلال

مواضيع منقولة من مواقع اخرى بخدمة Rss

المصدر: †† ارثوذكس †† - من قسم: مواضيع منقولة من مواقع اخرى بخدمة Rss