تذكرنــي
التسجيل التعليمـــات التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة
يمكنك البحث فى الموقع للوصول السريع لما تريد



مكتبة الكتب كتب كثيرة للأستفادة تضم كتب للأباء بالطاركة والاساقفة والاباء الكهنة تفيد العقل وتملىء االروح

مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع أرسل هذا الموضوع إلى صديق أرسل هذا الموضوع إلى صديق


كتاب حياه الصلاه الارثوذوكسيه

كتاب حياة الصلاه الارثوذكسيه الباب الاول ما هى الصلاه: الصلاه هى نداء الهى واستجابه بشريه. يستحيل ان يدرك الانسان نفسه ادراكا صادقا دون ان يدرك الله. لذلك فالطريق الى

اضافة رد

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

رقم المشاركة : ( 1 )
lena makram
ارثوذكسي جديد
lena makram غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 32459
تاريخ التسجيل : Jun 2008
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 18
عدد النقاط : 10
قوة التقييم : lena makram is on a distinguished road
كتاب حياه الصلاه الارثوذوكسيه

كُتب : [ 07-12-2008 - 05:11 PM ]


كتاب حياة الصلاه الارثوذكسيه
الباب الاول

ما هى الصلاه:
الصلاه هى نداء الهى واستجابه بشريه. يستحيل ان يدرك الانسان نفسه ادراكا صادقا دون ان يدرك الله. لذلك فالطريق الى وعى الانسان لذاته وعيا حقيقيا صادقا اصبح هو نفسه الطريق السهل الوحيد المؤدى الى ادراك الله.

الصلاه بحسب طبيعتها السريه هى نداء الله الداخلى المستمر فى كيان الانسان حتى يبلغ غاية قصد الله من خلقته وهى الاتحاد بالله. اما بحسب ظاهرها فهى استجابه حره للاراده الصالحه حينما تفيق من حين لآخر وتلبى الدعوه الالهيه للمثول امام الله والحديث معه. وبهذا يظهر الله صاحب فضل فى كل صلاه لانه هو المنادى كأب وخالق لذلك فمن الواجب ان نبدا الصلاه بالشكر الكثير. وكم يظهر الله متواضعا اذ يتنازل ويطلب الحديث معنا رغم خطايانا فينبغى ان نعطيه المجد ونعترف بخطئنا ونتوب اليه.

الصلاه هى حاسه روحانيه مغروسه فى النفس فى صميم وعيها بذاتها وهى مغروسه فى طبيعتنا حتى نرتقى بواسطتها الى الله وتنتهى الاتحاد به.

اقوال الاباء فى ما هى الصلاة

يقول القديس يوحناذهبى الفم:
} الصلاة سلاح عظيم، كنز لايفرغ، غنى لايسقط ابدا،
وهى قوية وقوية للغاية{
} الصلاه تحول القلوب اللحميه الى قلوب روحانيه والقلوب الفاتره الى قلوب غيوره والقلوب البشريه الى قلوب سماويه {

يقول القديس يوحنا ك } احيانا يطلقون كلمة الصلاه على ما هو ليس صلاه بالمره , فمثلا انسان يذهب الى الكنيسه ويقف هناك وقتا ما يتفرس فى الايقونات او فى وجوه الناس وملابسهم ثم يخرج من الكنيسه وهو مقتنع انه كان يصلى .؟ او اخر يقف امام الايقونه فى ركن غرفته , يحنى راسه ويتمتم ببعض كلمات قد حفظها عن ظهر قلب بدونه معرفه او شعور ثم يقتنع فى ذاته انه صلى . ليست هذه صلاه باى حال لان الصلاه انما تكون من الفكر ومن القلب معا . ولكن مثل هؤلاء يقضون اوقاتهم مع الناس فى الكنيسه او مع الصوره فى البيت ولكن ليس مع الله فى الصلاه. {
} الصلاه هى رفع القلب والعقل معا الى الله . {
} الصلاه بالنسبه للنفس كنسبة النفس فى اهميتها للجسد . {


1. يا لعظمة الصلاه

الصلاه فى جوهرها الحقيقى شركه مع جند السماء لتمجيد الخالق. فالصلاه ليست اصلا من اختصاص الانسان فقط ولا هى لتعزيته او لتكميل حاجاته ومطالبه ولكنها عظيمه لانها من اختصاص الروحانين عموما وهى ليست من هذا الدهر ولا لهذا الدهر . فاذا حصرناها فقط فى حدود الطلبات والاحتياجات وسد اعواز الانسان فى هذا الزمان ضاعت عظمتها وفقدت جوهرها . والله يسمع لصلواتنا حينما نبثه اعوازنا وشكوان مع انه يسبق ويعرف كل حاجاتنا , وذلك لكى يدخل الى قلب الانسان الاطمئنان انه لا يتخلى عنا بسبب خطايانا وان ضيقاتنا تهمه. ولكن حينما نتعمق فى الصلاه نبلغ فى النهايه الى التحقق من انها فعل تمجيد وخدمه الهيه فائقة الكرامه . لذلك فالصلاه لتمجيد الخالق تتجاوز حدود نقائصنا وعدم استحقاقنا لانها هى بحد ذاتها فعل كامل وقادره ان تجبر كل نقص وتغطى كا عجز.

اقوال الاباء فى عظمة الصلاه:
يقول يوحنا ذهبى الفم : " ليس شئ اقوى من الصلاه : لا شئ يعادلها , ملك مزين بالارجوان. لبسا بهيا كرجل يصلى متزينا بحديثه مع الله . اشبه ذلك بانسان دخل الى الملك ليحدثه بحديث خاص معه فى حضرة كافة افراد الجيش من ضباط وقواد مثل ذلك الانسان الذى يدخل فى حضرة الملائكه والشاروبيم ويقترب من ملك هذه القوات جميعها ويتحدث معه. "

يقول ابا مكاريوس الكبير : " قمة كل سعى صالح وتاج كافة التبريرات المتقنه هو الادمان على الصلاه لان بواسطتها ننال باقى الفضائل ان طلبناها من الله بصبر كل يوم. "

2. ضرورة الصلاه :
لقد وضعت الصلاه كفعل صميمى فى كيان الانسان مثل الشجره . وكما تبدو الشجره فى نظر البستانى كريمه وجيده عندما تثمر ثمرا كأصلها المرجو منها كذلك نحن بالنسبه لله. وغاية الله وعمله هى صلاتنا له. اما ضرورة الصلاه بالنسبه لوجودنا فى هذا العالم : ان العالم قد ارتد الى عبادة الاصنام التى هى المال والطمع وملذات الجسد. عالم تقهقرت منه مخافة الله وصار السباق الى جمع الاموال واستخدام القوه والدهاء والغش والرشوه وهذه كلها امور عاديه فى نظر العالم. فالصلاه بالنسبه لنا –وسط هذا العالم الذى يموج بالالحاد – تذكرنا ان لنا الها حيا واننا لسنا من العالم وتحفظنا من الانزلاق فى طريق الخطيه وتهبنا سلام داخلى .

+اقوال الاباء فى ضرورة الصلاه :
يقول يوحنا الدرجى : " اذا قدمت للملك شكايتك المستمره ضد اعدائك فحينئذ لا تفقد شجاعتك اذا هاجموك. فانت لن تجاهد طويلا لانهم سريعا يرحلون من تلقاء ذواتهم. لان هذه الارواح النجسه انما تخشى ان تاخذ عليها فرصه بالصلاه. "

يقول الاسقف اغناطيوس ب : " تهتف الصلاه ام الفضائل : انا الصلاه ام الفضائل . كل القديسين الذين غادروا الارض منتصرين واستقبلتهم السماء بفرح كنت لهم مرشدة الطريق. كل من ياتمنى على سره اكشف له سقطته وخطيته فاذا مد لى يده ارفعه وانتشله من الهاويه...... اكشف له مكامن الشيطان واحطم له شراكه والزمه بالفرار. "

3. فاعلية الصلاه :
بالصلاه تستعلن طبيعة المسيح فينا ونحصل على مواهب الحياه المسيحيه عامة وخاصه : عامه مثل الفداء , والخلاص ......, وخاصه مثل موهبة المحبه ....... . انها تغير حياتنا وتجفف ينابيع نزف الخطيه وتخمد حركات الشر. وكلما تقدمنا في حياة الصلاه نذوق معنى الاتحاد بالله وكل ما يكون قد تعلق بالقلب والفكر والجسد من شهوات وامجاد العالم تسقط قيمته فى عين الانسان . وسر فاعلية الصلاه تنكشف فى الحاح الرب يسوع علينا ان نصلى. وذلك لان فى الصلاه فقط تتقابل مشيئتنا مع مشيئته الخاصه. نحن لا نجذب المسيح الينا من السماء بالصلاه بل نكتشفه فى داخلنا لان المسيح سر ان يحل فى انساننا الجديد بالمعموديه. والمسيح هو الحياه الابديه نفسها التى تصير ملكوتا حقيقيا داخل الانسان. والمسيح هو قاهر للشيطان – الحيه القديمه- فهو قادر ان يسحق راسه ويبطل مشورته .

اذن فبدون حياة الصلاه مع المسيح لا يكون للانسان حياة ولا ملكوت. الصلاه هى قوه فعاله توصلنا الى المسيح الموجود داخلنا مصدر كل بركه وقوه وحياه.

+ اقوال الاباء فى فاعلية الصلاه :
يقول القديس ابا مكاريوس الكبير : " الذى ياتى الى الرب عليه فى البدايه ان يغصب نفسه الى كل عمل صالح حتى لو كان قلبه مخالفا لذلك منتظرا رحمة الرب بايمان لا يتزعزع..... يغصب نفسه الى الصلاه اذا لم يكن له صلاه روحانيه , فاذا راه الله فى هذا الجهاد معذبا نفسه فى هذا الاغتصاب فانه يهب له روح الصلاه الحقيقيه وينعم عليه بالمحبه والوداعه والرحمه والحلم الحقيقى ويملأه من كل ثمارالروح .

4. انواع الصلاه :
1. الصلاه الصوتيه
2. الهذيذ
3. التأمل
1. الهذيذ :
الهذيذ اصطلاح تقليدى قديم متصل اتصالا وثيقا بقراءة الكتاب المقدس قراءه قلبيه عميقه تترك طابعا لا يمحى من الذاكره والعاطفه واللسان . وهو مفتاح كل النعم لانه يجعل الانسان الذى يمارسه بشغف انجيلى الفكر والنطق والاحساس. ومن هنا ارتبطت كلمة الهذيذ بقراءة الكتاب المقدس ارتباطا خاصا. واول درجه من درجات الهذيذ حسب التقليد الابائى هى القراءه التى تكون بمنتهى الهدوء وعلى مهل وبصوت مسموع مع تذوق للكلمات ثم ترديد القراءه عدة مرات. والحاصل ان الهذيذ بترديد اقوال الله وبصوت مسموع وبتذوق ووعى قلبى كفيل ان يجعل الكلمات تستقرفى الاعماق حيث يرددها الانسان بعد ذلك الى ان تصير كلماته هو . ومن هنا ارتبط الهذيذ بالصلاه ارتباطا وثيقا كأول درجه من درجات الصلاه الرسميه التى يستطيع الانسان ان يعيش بها وينمو امام الله بمنتهى الثقه والامان وهى قادره بهذه الكيفيه ان تغير كثيرا فى وجدان الانسان وتفكيره وتعبيره.
والهذيذ لا يعنى مجرد القراءه المسموعه بعمق ولكن يمتد ليشمل معنى ترديد القراءه فى الصمت بعمق اكثر كل مره حتى يشتعل القلب بالنار الالهيه.

ان مجرد الهذيذ بكلمة الله فى منتهى الهدوء وعلى مهل مرات متعدده ينتهى حسب رحمت الله ونعمته باشتعال القلب. لذلك اعتبر الهذيذ اول واهم درجات الصلاه القلبيه التى يستطيع ان يرتقى بها الانسان الى حاله حاره بالروح. لكن ليس معنى هذا ان الهذيذ كان عند الاباء مجرد الحفظ عن ظهر قلب وانما كان نتيجه حتميه له لان التلذذ المستمر بالاسفار المقدسه مع ترديدها اليومى لابد ان يتطبع على الذاكره فيجرى على اللسان بمنتهى السهوله .

ونجد ان الهذيذ فى درجاته المتقدمه ينسلخ قليلا قليلا عن القراءه ليدخل فى تصور الحقائق الالهيه ومداخل ومخارج الوصايا وتدبير الله. وهنا يبدا الهذيذ ينفتح على اولى درجات التأمل . وحينما يكون الانسان حارا بالروح يكون الهذيذ عنده بسيط جدا ثم ينمو. اما اذا اراد الانسان الدخول فى الهذيذ دون ان يكون لديه حراره سابقه فالامر هنا يحتاج الى شئ من الجهد النفسى والتركيز العقلى والجهاد بطول اناه الى ان ينعم عليه الله بنعمة الهذيذ. والهذيذ يأخذ زمن لاتقانه ولكن التقدم فيه هين وسريع.

+ اقوال الاباء فى الهذيذ :
يقول مار اسحق السريانى : " اثبت فى الصلاه اكثر من المزامير. ولكن لا تبطل المزامير بحجة الهذيذ. فقط اعط فسحه للصلاه اكثر من التلاوه.........وفى اثناء قيامك بخدمة سواعى النهار والليل اعط فسحه للصلاه فتجد نفسك بعد قليل من الوقت قد صرت شيئا اخر . "
" انا انصحك ان تجلس فى هدوء, وابدا برفع قلبك فى صلاه صامته , بدون تلاوه محفوظاتك من مزامير اوغيرها بدون سجود –هذا للمتقدمين روحيا- "


ويقول الاسقف ايلارى : " لهذا نرى الهذيذ فى الشريعه لا يعنى قراءة كلماتها او تلاوتها, ولكن يتسع معنى الهذيذ فيشمل تتميم احكام الناموس بالتقوى. "

ويقول الشيخ الروحانى : " ان كان لسانك يشتغل بكثرة الحركه فقلبك منطفئ من الحركه الطاهره , اما اذا كان فمك ساكتا بهدوء فقلبك حينئذ يغلى بحركات الروح. "

التامل:
لا توجد حدود تفصل بين الهذيذ والتامل فالدرجتان متداخلتان عمليا. وحياة التامل يستطيع عليها النساك والعلمانين . والتامل فى لغة الانجيل يعبر عنه بالتفاته عقليه فيها يتوجه العقل مع حقيقة جديدة فائقة عن المعرفة العادية
والادراك الطبيعى اى انه فى لغة الانجيل هو وسيلة ايمانية عالية
وهذا المعنى نواجهه فى المواضع الاتية :
1.رؤية امور غير عادية تنم عن حقيقة ممثله يكون من نتيجتهاحدوث تامل ادراكى ينتهى الى اكتشاف الحقيقه مثل عندما ابصر يطرس الاكفان.
2. رؤية مخلوقات غير عاديه تجعل العقل يدخل فى معرفة جديده غير مألوفه وغير عاديه .
3. رؤية اشخاص فى حالة قيامه حيث تكون حالتهم غير طبيعيه .
غير ان المعرفه المتحصله من التأمل فى هذه الحالات لا تكون معرفه عاديه يمكن البرهنه عليها بالمنطق العقلى لانها تكون فائقه على كل خبرات الانسان الحسيه . وهناك نوعان من التأمل يفرق بينهم الكتاب المقدس : التأمل الواعى وتاوريه ، التأمل أثناء الغبويه الروحيه ( ابو كالبسيس ) . وبقدر ما يحتاج التأمل الى هدوء شامل فى القوى العقليه لان فى الهذيذ يجرى العقل وراء الحقيقه . أما فى التأمل فالحقيقه هى التى تبتدى تحيط بالعقل . لكى تكون النفس صاحيه وساهره حتى تؤهل لتأمل لابد من امران :
1. ان تكون النفس غير مستعبده لخطايا معينه او شهوات .
2. ان تهدأ النفس وتكف عن كل إهتمامتها وتتخلى من اعتمادها على نفسها وعقلها.
ولكن الانسان لا يبلغ الصلاه الطاهره بمجرد دخوله فى التأمل بل هى تمثل آخر مرحله من مراحل الجهاد المتواصل أثناء التأمل . ولابد أن يعبر الانسان على فترات طويله فى صلواته وتأملاته يتشابك فيها الذهن مع الحق الإلهى . ولكن بالرغم من بساطه التأمل واعتماده الكلى على الهدوء فإن كثيرا من النفوس يتعذر عليها هذه البساطه لذلك لزم فى مثل هذه الاحوال ان تتدرب النفس على ما يؤهلها للدخول فى التأهلويسمى التأمل بالاراده وغايته هو الحصول على درجه من الهدوء الداخلى وهو عمليه توصل إلى استعداد حقيقى لقبول حالة تأمل كامل والتدريب هو تدريب صلاة يسوع . حيث يرددها الانسان بإستمرار بدون انقطاع ساعات طويله فى اليوم . والغايه منه هو الدخول إلى حالة السكينه الروحيه .
والتأمل على نوعين : الاول : وهو الارادى ويعتمد على المجهود البشرى فى البدء به ولكنه يحتاج الى مؤازره النعمه للاستمرار فيه .
الثانى: موهبه كامله من النعمه للبدء فيه والاستمرار فيه وهو يمتد الى حالات ما فوق الصلاه .

الدخول الى التأمل
:
1. يلزم ان يكون الانسان غير مستعبد للخطايا والشهوات وبالهذيذ يسهل علينا ذلك وزلابد من بذل الجهد فى التلمذه واعمال النسك والفضيله وإنكار الذات والانتصار على الاهواء .
2. اخضاع الفكر لان هدوء الفكر عن الجولان عامل هام للدخول الى التأمل .ولاننا لا نستطيع أن نصل الى الله الا فى اعماق نفوسنا.
3. أن يكون هناك دافع من الحب .


حالة التأمل
:
يأتى وقت على الذى يداوم الهذيذ يشعر فيه انه انتدأ يتخلى عن اعتماده على استحداث الانتباه الروحى داخله . فبمجرد استعداده الداخلى لمباشرة الصلاه العقليه يجد نفسه قد دخل فىعمق الصلاه وتركزت مشاعره وانجمع عقله وهنا نكون قد وصلنا الى عتبة التأمل.وبذلك تكون الصلاه قد أصبحت طبيعيه ولا تحتاج الى استحداث شٍئ ما من أى نوع . لان ذلك يدل على توطد العلاقه بيننا وبين الله . فبمجرد ان تهدأ نفسك للصلاه وتكون حواسك مهتديه اليك وعقلك متجمعا الى ذاته تتسلل النفس قليلا لتتحرر من هذه الحواس جميعا ومن شغب العقل أيضا وكأنما هى ترتفع عن الجسد فتتأمل فى ذاتها ملتصقه بإحدى الحقائق الروحيه اوصفات الله وفى اثناء سيرها تصادفها اشياء جديده وحقائق عجيبه ، ولكن إذا توقف العقل فى اثناء تطوافه الهين السهل وأخذ يبحث فى إحدى الحقائق المعروضه عليه فإن التأمل يقف فى الحال . لذلك فى إبتدائنا بالصلاه سواء بالهذيذ أو بالتأمل ، بمجرد أن يشتعل القلب بالحب وترى فى النفس لذة الانطلاق علينا أن نضع جانبنا كل الوسائل التى نستخدمها فى الصلاه ونصمت هادئين وننتظر انطلاق النفس والدخول فى درجة التأمل . وهكذا نكون قد انتقلنا الى الصلاه بالروح فبدل ان كنا نحدث الله بكلامنا ومشاعرنا وقفنا نحن امامه ليتحدث هو الينا بإمور لا ينطق بها . وحينما نتقدم فى التأمل قليلا قليلا يصبح استعداد العقل والحواس والقلب للدخول فى التأمل أمرا إعتياديا لذيذا نسعى اليه كل حين فى يسر بغير عناء . وبذلك تصبح صلانتا حاره وملتهبه حبا وشوقا ويصبح وجود الله حقيقه ملموسه للنفس.

انهاء التأمل
:
ينتهى التأمل ولكن بعض آثاره تستمر فى النفس عدة ايام : هدوء يشمل الاعضاء جميعا فكل حركه يأتيها الانسان تكون بطيئه والتفكير برويه وإعراض كثيره عن الاشتراك فى الحديث . وفى هذه المده ربما تتطرر حالات الدخول الى التأمل وقد لا تأتى للانسان مره اخرى إلا بعد سنين .

اقوال الاباء عن التأمل
:
يقول القديس غريغوريوس الكبير : " يقال ان التأمل ما هو إلا اشعاع من نور المدينه السماويه . حيث يغلب على العقل ان يبفى معلقا فى ذلك التأمل الالهى مبتهجا بما يدركه من مناظر الابديه المطلقه التى لم تراها عين ولم تسمع بهها أذن "
ويقول مار اسحق السريانى : " صلاة اللسان مفتاح لصلاة القلب ، وصلاة القلب يكون بعدها الدخول الى الكنز ، حيث لا يكون صلاه ولا دموع ولا تضرع لان العقل وجميع الحواس تتخلف اذ تكون الروح قد دخلت الى التاوريا الروحانيه . "


ما فوق حدود الصلاه :
يلخص القديس أغسطينوس نظريته فى الادراك الى ثلاثه أنواع :
1. الادراك الجسدى : وهو الذى ندرك به الاشياء بالحواس الجسديه .
2. الادراك التصورى : الذى به ندرك الاشياء الطبيعيه فى غير وجودها أو وهى غائبه عنا سواء كان بالذاكره أو بالتصور .
3. الادراك العقلى المطلق: وهذا لا تتدخل حواس الجسد ولا التصور الفكرى ايضا فى ادراك هذه الرؤيه . وهو إدراك العقل للحقائق والصفات المطلقه التى ليست لها صوره ما والتى لا يستطيع الخيال والتصور ان يحدها بصوره ما . اما الانواع التى يتعرف عليها الادراك العقلى فهى اولا طبيعه العقل ذاته ثم الفضائل المطلقه فى حقيقه جوهرها وليس فى استعمالها ثم فى الله فى جوهره .

اولا : الدهش
:
الدهش أو الغيبوبه الروحيه ، حاله إختطاف روحى يعبر عنها الكتاب المقدس بعدة إصطلاحات مثل : "وكان روح الرب عليه " أو " كانت يد الرب عليه "
وهذا الاختبار الروحى يستلزم أن يكون الانسان فى حاله استعداد روحى داخلى لقبول اعلانات الله . لذلك فالدهش يكون دائما ملازما لحاله الهدوء الكامل والسكينه التى بعدها يتوقف اتصال الانسان نفسه وبالعالم المحيط ويصبح تابعا لله بكل كيانه . وفى الدهش يفقد الانسان السيطره الحره على عقله وحواسه لان الروح القدس هو الذى يقوده فى هذه اللحظات . لا تستعلن كل الاسرار الالهيه الفائقه التى تختص بمعرفه الله للعقل الانسانى الواعى لانه ذو طبيعه قائمه على اساس القياس المادى والتصورى المنطقى فيكون عاجزا تقريبا عن معرفه الله الكامله والحقيقيه لان طبيعة الله ليست خاضعه للقياسات الماديه أو المنطقيه . لكن لكى يعان الله محبته للإنسان الذى احبه وآمن به استلزم ان يظهر الله نفسه للانسان احيانا حتى تكون محبته شخصيه ذاتيه حقيقيه على الواقع البشرى . ويستلزم ذلك ان يجاوز الانسان كل ما يمكن ان يقع تحت بصره وسمعه وفكره وذلك يستلزم توقف نشاط وفاعليه العقل المتصل بالحواس فتره معينه يتم فيها هذا الاتصال الفائق للطبيعه المحسوسه وهذا هو الدهش بالله . وإختبار الدهش بالله لا يتوقف على إستحقاقات معينه يشترطها الله ليعان نفسه للانسان سوى المحبه العميقه من كل العقل والقلب والنفس . واختبار الدهش مناسب للمبتدئين لانهم يكونون فى حاله روحيه عاليه .

الدهش أى الجذب الابهى وما يلازمه من إنفعالات نفسيه :
يعتبر الدهش ظاهره لبلوغ قمة التأمل ونهايته . ولان الانسان يكون منجذبا نحو الله بقوه خارجه عن ارادته بينما تكون النفس والعقل وكل الحواس مخطوفه وغير قادره على مباشره نشاطها الطبيعى . والجذب الالهى ليس واحدا لكل السائرين على الطريق .

النواحى الجسديه :
الدهش الالهى حسب الفحص الطبيعى هو حاله غيبوبه تتراوح بين العمق الشديد والخفه وتتفاوت فى مدتها من الاستغراق الطويل الى اللحظات القصيره . وفى هذه الحاله يدخل فيها الجسد إما تدريجيا وببطء . كإنتقال طبيعى من حاله التركيز الذهنى فى موضوع التأمل الى حاله إستغراق وإنشغال شديد ثم الى حالة الدهش حيث يبتلع الموضوع كل انواع النشاطات الذهنيه الشعوريه . وإما يكون الدخول فجائيا وسريعا بمجرد لمح الذهن لموضوع التأمل . وسواء كان تدريجيا أو فجائيا فإن الانسان يشعر اثناء العبور عليه بحاله من السرور المفرط . وبمجرد أن يدخل الانسان فى حاله الغيبوبه تظهر عليه العوارض الطبيعيه لها مثل انخفاض سرعه التنفس وهبوط فى الدوره الدمويه وبروده الجسد وتصلب الاعضاء وثبوت الجسد فى وضعه مهما كان هذا الوضع مؤلما وغير طبيعى . وقد تصبح الغيبوبه عميقه لدرجه فقدان الاحساس وعدم الاستجابه لاى مؤثر ألمى والعجيب أن الجسد احيانا لا يضار من الايذاء مهما بلغ .

وهذا الدهش هو احدى الظواهر الثانويه على الطريق الروحى ولا تنم عن قيمه روحيه اساسنه خلاصيه فى حد ذاتها. ولكن هناك حالات مرضيه من الدهش . وتكون راجعه الى ضعف الاشخاص أو قصه مؤلمه فى حياة الفرد . اما الدهش الالهى فتكون الغيبوبه فوق مستوى العلل العصبيه والعقليه وهنا تكون الغيبوبه غير ناتجه عن ضعف البناء الجسدى للانسان او بسبب هبوط الطاقه العصبيه . انما تكون بسبب تفوق القوه الروحيه على ميكانيكيه الشعور البشرى . اما الغيبوبه الناتجه من حالات النسك الشديد يواجه الانسان بالضروره حاله ضعف فى القوه العصبيه يجعل اختلاط الدهش بحالات غيبوبه مرضيه امرا محتملا . ولكن المتقدمين يستطيعوا ان يميزوا بينهم .

النواحى النفسيه :

الدهش من الجهه النفسيه هو حالة تركيز كلى فى موضوع واحد هو الله فيه يدفع الشعور حتى الى حافته إما اراديا أو لا اراديا . وهو فى الواقع شىحا عمليا واقعيا لحاله تأمل بلغ اعلى حالاته " التركيز فى الموضوع الواحد " . والواقع انه يوجد بين اعلى درجة للتأمل الواعى اثناء اليقظه وبين الغيبوبه حاله قصيره يكون الانسان فيها متعطشا جدا لإستكمال الصله السريه مع الله. ومن هذا نستنتج ان الدهش حاله مكمله للتأمل , ولكن الدهش ليس مجرد تركيز كلى فى فكره واحده ولكنها شئ اعمق بكثير فهى تشمل حدوث تغيرات باطنيه فيها تتوحد كل القوى الداخليه للنفس وتتعاون معا ثم تنفتح فجأه على المجال الالهى الاعلى لتخدم قضيه اهم بكثير من قضيه الشعور والحواس والعالم الظاهرى قضيه الموضوع " الواحد " . اذ نرى ان الشعور عندما يعجز بكل اتساعه وامكانياته عن مواجهه الله ينسحب فى الحال ليعطى الفرصه للاشعور .

النواحى الروحيه
:
الدهش من جهة الروح فهو درجه روحيه مرتفعه لادراك غير المدرك . فالنفس البشريه اثناء الدهش تحيا فى الابديه كما يحيا الجسد الطبيعى الان فى هذا العالم . هذه الدرجه تظل مختبئه فى الكيان النفسى الى ان يواجهها الانسان فجأه وذلك عندما يجهد الوعى الروحى للامتاد نحو الله مضحيا بكل شئ فيفاجأ بالاجابه على هذا الجهد بالدخول فى الدهش . ولانه يستحيل على الانسان ان يمارس الحياتين معا بالجسد فإن الجسد بحواسه يتخلف معطيا الفرصه للحياه الافضل . وفى الدهش يعرف الانسان الله ويدركه بغير منظر . الدهش من جهة الجسد والحواس يعتبر الستاره المعتمه التى لابد ان تلقى على الحواس حتى يتسنى للروح أن ترى ما للروح , وحالة الدهش فى كثير من الاحيان لا تبلغ درجه العمق الكافى للدخول فى غيبوبه كامله فكثيرا ما تقف عند حاله الاستكشانه العميقه والهدوء الداخلى حيث تواجه النفس حالة سرور مفرط . والذى يميز حالة الدهش الحقيقى من الغيبوبه المزيفه هو شعور الشخص فى الدهش الحقيقى بفقدان فرديته وإختفاء الاحساس بذاته ،والاحساس بالله الذى يجعله لا يحس الا به . اما الغيبوبه المزيفه فهى بضخم الانا . كذلك المعرفه المتولده من الدهش الالهى لا يمكن التعبير عنها بالكلمات عكس الغيبوبه المزيفه التى يمكن تذكرها وسردها بكلماتها . وكل ذلك يمكن التفريق عنهم بالدافع الصحيح او الخطأ .

+اقوال الاباء فى الدهش
:

يقول القديس أغسطينوس : " الذهول هو ذهاب العقل كما يحدث احيانا من الفزع والرعب وهو يكون لاستعلان ما . وذلك بإبعاد العقل من منطقة الحواس الجسديه حتى يتسنى للروح ان تطلع على ما يراد اطلاعها عليه "

ويتحقق من اقوال القديسين أن درجة الدهش الاولى . اى رفعة العقل الحر الطاهر الخالى من حركات الجسد والفكر – انما فى بدايتها تكون إجتهادا من قبل الانسان فالنعمه تدخل عندما تجد استعداد العقل كاملا ليهم مرتفعا فوق المحسوسات والتصورات . لترفعه النعمه من تحت سلطان الحواس الجسديه والماديات لتحضره امام الله نقيا مطلقا . واعلم ان اى جفاف او ملل او قلق او ضيق يحدث للانسان وهو فى بدء إختباره للتأمل يكون بسبب الضيقه التى تعترى النفس عند محاولة تخلصها من الجسد الذى ارتبطت به طول الزمان وليس دليل على عدم إستعداد أو الفشل . وهناك نوعان من الدهش:
الاول : اختطاف العقل فقط بعيدا عن حواس الجسد حيث يبقى الجسد مع النفس .
الثانى : هو تحرر النفس كليه من ربقه الجسد وخروجها متحرره من كل علاقه تربطها بالجسد حتى أن الجسد يترك فى شبه حالة موت ، لا يستجيب للمؤثرات الخارجيه حتى قطع الاعضاء .

ثانيا : رؤية الله :

الرؤيه هنا ليست رؤية العين الجسديه بشئ منظور ولكنها رؤية المعرفه حيث الرؤيا تكون بكل طاقات المعرفه واعماقها " بالعقل والقلب والروح وكل المشاعر " . والانسان مدعو الى رؤية الله بمعنى ان يتعرف عليه بأقصى ما يمكن من امكانياته ولكن رؤية الله لا تعنى الإحاطه به . فالانسان مدعو لرؤية الله على قدر اتساع مدركات نفسه وليس على قدر إتساع الله ولكن ليس معنى هذا أن الله يدرك جزئيا لانه ليس فيه جزء أو كل ولكن ضعف ادراك الانسان وغشاوة ظلمه الخطيه التى اضعفت جدا من وضوح الرؤيا الداخليه جعلت الانسان لا يرى الله كما فى بساطته الكامله . فالانسان يتعرف على الله بقدر طهارته وحبه وطاعته وإتضاعه ، وكلما نما الانسان فى هذه الصفات إتسع مجال رؤيته لله . وطالنا نحن غير كاملين فى القداسه فلن نرى الله على حقيقته كما هو . وظهور الله ليس معناه رؤية شكله بالعين الجسديه ولكن رؤية صفاته واعماله وفهم حكمته ومعرفة محبته الفائقه المعرفه . وهناك فرصتان : -( فرصة بقاء طبيعتنا تحمل شيئا من عدم الفساد – فرصة وجود إمكانيه متبقيه فى صميم كياننا يمكن ان نغلب بها عوامل الفساد ) .
تفتحان امامنا مجال الايمان بالله الذى هو نوع من رؤية الله ولكنها غير واضحه ومهما بلغ الايمان فإنه يكون غير كامل .

وهنا يتبادر سؤال : هل يستحيل على الانسان رؤية الله رؤيه واضحه فى هذا الدهر ؟
وهذا يتوقف على هل يمكن للانسان الآن ان يبلغ الى حالة قداسه كامله ؟ والاجابه نعم ، لان هذا هو جوهر الحياه المسيحيه بالدرجه الاولى . وبسر الايمان بالمسيح وعمل الروح القدس المنسكب على طبيعتنا ننال تقديسا نؤهل به لرؤية الله . ولكن لان التقديس والاغتسال والتبرير التى هى عوامل الرؤيا الاساسيه قد ارتبطت بالايمان والايمان ينقص ويزيد وينمو ، فالانسان بقدر نموه فى الايمان بالله ينمو فى رؤيته له . ولكن هل يمكن للانسان أن يصل الى درجه كامله فى الايمان تقوده الى القداسه الكامله ؟
الاجابه من الوجهه النظريه : ممكن ، ولكن من الوجهه العمليه : مستحيل بسبب تدخل الحواس والعقل الذى يفسد المعرفه ويلغيها بالشك . ولكن هل من جهة الله يستحيل عليه ان يظهر ذاته للانسان ؟
بالطبع : لا ، فالله قادر على كل شئ وبذلك يصبح هنا فى هذا الدهر طريق جديده للرؤيه الواضحه بإستعلان الله له حسب مشيئة الله المطلقه على حسب كثرة رحمته ومحبته وبهذا نستطيع ان نميز بين رؤية الله ( الايمان ورؤية الصفات الالهيه) ، وظهور الله ( بالاستعلان الالهى ) . وهناك اراء لثلاثه من الاباء الذين كانوا متمسكين بالتعليم الابائى والتقليد والانجيل تمسكا لا انحراف فيه .
ثاؤفيلس الانطاكى :
يثبت من صميم الانجيل ان الله ولو انه غير مدرك الان فى ذاته مباشره الا انه يمكن ان يدرك من افعاله بالايمان وبتدرج قد يصل الى الادراك المباشر . وكذلك الاب فالبرغم من انه محتجب تماما عن كل عقل وعين الا انه ظاهر فى ابنه وبروحه القدوس بمعنى ان اعمال وصفات المسيح تكشف عن حقيقة الاب .

القديس ايرنيئوس
:
ويحدد ثلاثه انواع من الرؤيه :
بواسطة الهام الروح القدس وهى رؤيه نبويه يستعلن فيها شبه مجد الله .
رؤيه بنويه : بواسطه يسوع المسيح وهى للمختارين .
رؤية الاب: وهى رؤية الوجه للوجه لحياة الملكوت . والرؤيه البنويه تمهد للرؤيه البنويه ورؤيه الله . ورؤيه الله عند القديس ايرنيئوس هى استعلان من لدن الله يكمله الله حسب مشيئته هو .

كيرلس الاسكندرى
:

لا يضع الاتحاد بالله نتيجه لجهادات نسكيه وتطهيرات وتأملات فالاتحاد بالله قد تم وأكمل فينا بالتجسد والروح القدس الذى يعطيه الله . والروح القدس هو ينبوع المعرفه الروحانيه واساسها . وبذلك فإن المعرفه الكامله لله اى الرؤيه ليست هدفا نهائيا لحياتنا نسعى اليه بل هو جزء من حياة الشركه التى نعيشها فى صميم الطبيعه الالهيه بالايمان . اما نمونا فى الادراك الكامل لله فهو مرتبط بحياتنا السرائريه . ويستحيل ان نحصل على رؤيه واضحه كامله لله بدون توسط المسيح والرؤيه هى استعلان مجد طبيعة الآب . اما مجد المسيح فيشرق فى العقل كمعرفه جديده لرؤيه تسمى البصيره الالهيه .

أقوال الاباء فى رؤية الله
:
+ ما هية رؤية الله :
يضع الانبا انطونيوس اسس اختبار النظره الروحانيه ورؤية الله مرتبه بوضوح :
اولا: للتقدم لرؤية الله ينبغى التخلص من جميع الشهوات والخطايا وآثارها .
ثانيا : يجب ان يمارس الانسان انواع الفضائل التى توصلنا الى درجة النسك .
ثالثا: الاشتياق نحو الله ومحبة الحق .
رابعا: بنظر الحق الذى هو الله نصير احرارا من عبودية الخطيه وننتقل الى درجة اولاد الله الذين لا يخطئون . كذلك شرح الانبا انطونيوس ان هبة رؤية الله قد ترفع اذا عصى الانسان أوامر الله .

+ التعطش نحو المطلق
:
الملائكه ترى الله وفى نفس الوقت يشتاقون اليه فهم على الدوام يشتاقون وعلى الدوام ينظرون وهكذا سوف نكون نحن عليه فى الابديه .

+ البحث عن المطلق
:
يقول القديس اغسطينوس : " انى ابحث عن الله لا لكى أؤمن به فقط ولكن لكى ارى شيئا منه "

+ انواع الرؤيا
:
الرؤيا الواضحه :
يقول القديس اغسطينوس : " توجد حياه اخرى ليس فيها موت وليس فيها مرض هناك سوف نرى وجها لوجه ما نراه هنا فى مرآه فى لغز ، ولكن يمكن ايضا أن نصل الى ذلك هنا إذا تقدمنا كثيرا فى تأمل الحق "
الرؤيا غير الواضحه :
يقول القديس غريغوريوس الكبير : " فى ( حز 1 : 28 ) لم يقل حزقيال انه منظر المجد ولكن " شبه مجد " حتى يظهر انه مهما جاهد العقل ومهما ضبط نفسه من كل تخيل المناظر والصور الجسديه وأخلى قلبه من الاهتمامات الزائله . يبقى على الرغم من ذلك غير قادر على رؤية مجد الله كما هو . طالما يسكن فى الجسد القابل للفساد . فكلما يصادف العقل من اشراق انما يكون بالشبه فقط وليس ذات الجوهر.

الرؤيه المحدوده بصوره او شبه :
يقول القديس غريغوريوس الكبير : " لذلك فإن الله لم يره أحد قط . وايوب يقول ان الحكمه-التى هى الله – مخفيه عن اعين جميع الاحياء . وإنما للاحياء فى هذا العالم بواسطة العقل المطلق فى صوره وتشبيه من جوهره ولكن لا يستطاع أن يرى كما هو فى نور الابديه غير المدرك "


الاتحاد بالله
: ( اعذرونى لم أكتب تلخيص هذا الجزء لشكى فى انه يتوافق مع عقيدتنا الارثوذكسيه السليمه )


الفصل الرابع : ثمار التأمل
:
+ تجديد الحواس
:
تنتقل حواس الانسان من الماديه الى الروحانيه فالعين بعد أن كانت تجد مسرتها فى الجمال المخلوق تجدها إنتقلت الى أصل الجمال وخالقه وكذلك باقى الحواس .

+ مواهب الروح :
ان القديسون جميعا هم ورثة المواهب من الاجيال الاولى حتى وقتنا هذا ولكن لضعف ايماننا وإهمال حياة النسك والعباده والفضيله صارت فاعلية الروح امرا عسيرا فى هذه الايام . غير ان مبادئ الكنيسه صريحه أن لا تكون المواهب هدفا لجهادنا الروحى .

اقوال الاباء فى ثمار التأمل
:

+ حكمه ومعرفه روحانيه
:
يقول القديس انبا أنطونيوس : " هؤلاء ينالون النظر الحقيقى الذى هو الافراز "

+ حرارة التبشير بأمور الله :
يقول القديس غريغوريوس الكبير : " كل من يجنى منفعه من التأمل ورؤية المناظر الروحانيه يرتبط بضرورة التحدث بها للآخرين , لان هذه الامور انما استعلنت له من أجل منفعة الآخرين ايضا "

+ كشف النفس لذاتها
:
يقول يوحنا كاسيان : " بمقدار ما يتقدم الانسان ويمتد نحو الصفاء فى التأمل ، كلما يظهر له دنسه وعدم نقاوته "

+ إتساع القلب :
يقول ابا مكاريوس الكبير : " هؤلاء يقودهم الروح ويملأهم اسفا على جنس البشر ، فيشفعون فى ذرية آدم "

+ حفظ ورعايه
:
يقول انبا أنطونيوس : " واذا نظر الرب هذه الثمرات الحلوه فى النفس فإنه يقبلها اليه كرائحة بخور مختار ويفرح بها مع ملائكته الاطهار ويحفظها فى جميع طرقها ........ ولا يقوى عليها الشيطان "

+ سهوله وراحه :
يقول مار اسحق : " وليس فقط تكون الحروب عنده كلا شئ بل ويزدرى ايضا باللحم الذى هو سبب القتال ، خذا هو تدبير الصلاه وهذه هى منفعة الهذيذ الالهى "

+ فرح :
يقول مار اسحق : " هذه القوه الروحانيه حينما تحل فى النفس تعطيها لذه وتملأها فرحا وسرورا "

+ رحمه متسعه :
يقول مار اسحق : " سئل ما هى النقاوه قال : " قلب رحوم على جميع طبائع الخليقه سواء كانت شرا او طيورا او وحوشا او دبابات ، ولا يحتمل أن يسمع أو ينظر أذيه تلحق بإحداها ......"

+ محبه :
يقول القديس غريغوريوس الكبير : " كلما نقدم القديسون فى فضيلة التأمل ، احتقروا ذواتهم وعرفوا انهم لا شئ واقل من لا شئ "

+ إحتمال عجيب :
يقول انبا أنطونيوس : " وعندما يسكن روح الله فإنه يريحهم فى جميع اعمالهم ......... لا يغضبون من شتيمة الناس ولا يخافون البته ,,,,,,"

+ طهاره :
يقول ابا مكاريوس الكبير : " والذين إمتلأوا من حكمة الروح إذا ما إلتهبت فيهم الشهوه فلا يستسلمون لها البته "

+ زهد :
يقول ابا مكاريوس الكبير : " والذين إلتهبوا بشهوة الروح السماويه المقدسه ........ الذين سبيت قلوبهم بحب الله ...... هؤلاء جميعا ينظرون الى الاشياء التى فى العالم ....كأنها أشياء كريهه "

+ عدم دينونه :
يقول مار اسحق : " لا يبطل لسانهم من تلاوة المزامير ... حتى انهم لا يعطون فرصه للشيطان أن يلقى فيهم سهامه المتقده "

5 . حياة التأمل والعمل
:
1. الكنيسه تؤمن وتشجع الحياه العمليه والحياه التأمليه . فالكنيسه تحترم
طريق الخلوه حيث يتعلموا دروسا فى الروح يستحيل أن يتعلموها اثناء العمل والخدمه . ثم تطالبهم بهذه التعاليم .
2.لا يصح أن يزدرى من يخدم بمن يحيا حياة الخلوه والتأمل .
لا يصح أن يستمر الخادم فى خدمته دون ان تكون له فترات يمارس فيها الصلاه الطويله والتأمل بدرجاته .
لا يصح للمشتغلين بالتأمل ان يهملوا الكنيسه والخدمه فلا يذكروا إحتياجات الآخرين بل عليهم بقدر ما تسمح ظروفهم ان يوصلوا للكنيسه ثمار حياتهم الروحيه سواء بكتاب او وعظ ......
لابد لكل شخص ان يكون له نصيب فى الحياتين .
الخدمه الناجحه قوامها الحياتين والسلوك فيهم بلا تحيز فالخدمه تكون بقدر النعمه والحكمه الماخوذه من الصلاه والتأمل ، والا فتكون خدمه عقليه ليست لها الفاعليه الروحيه على التوبه والتجديد و الولاده . فالمسيح كان يقضى الليل كله فى الصلاه ثم يقضى النهار كله فى الخدمه والتعليم .
ليست مسرة الكنيسه أن يكون فيها أعضاء ذو خدمات كثيره بلا فاعليه روحيه . بل مسرتها فى القاده ذوى البصيره الروحيه الذين يسيرون والخراف تتبعهم .
كل من اجبرته ظروف الخدمه على صرف اوقات كثيره خارجا عن خلوته ، عليه ان يمارس الصلاه الداخليه ورفع القلب والعقل الى الله والشعور بوجود الله ومحاسبة الضمير أثناء العمل .
الاساقفه عليهم ان يمارسوا الحياتين معا وترك إحداهما يضيع الخدمه .
الراعى الصالح لابد ان يكون صوره ناطقه لما يعلم به الكتاب.

4. + موقفنا من الحياتين :
يجب ان نضع امام عيوننا هذا المبدأ " اطلبوا اولا ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم " فإذا وضعنا هذا المبدأ امام عيوننا سوف نسير فى الحياتين سيرا صحيحا مثمرا ولكن كيف نكون شعورا دائما لطلب الملكوت ، وذلك بالحب الجارف وذلك بدوام الصلاه .


رد مع إقتباس
Sponsored Links
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 2 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياه الصلاه الارثوذوكسيه

كُتب : [ 07-12-2008 - 05:38 PM ]


سلام لنفسك يا احلى غالي
اشكرك حقيقي لأنك أتيت بكلمات من اروع الكتب العميقة في خبرة حياة الصلاة
أقبل مني كل تقدير لشخصك الغالي والمحبوب للغاية ، النعمة معك


رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 3 )
keroo82
ارثوذكسي بارع
رقم العضوية : 29226
تاريخ التسجيل : May 2008
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 1,652
عدد النقاط : 10

keroo82 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياه الصلاه الارثوذوكسيه

كُتب : [ 07-12-2008 - 05:40 PM ]


ميرسى ليك بجد على الكتاب الهايل والمفيد
ربنا يباركك ويبفرح قلبك


رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 4 )
وردة حزينة
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 8670
تاريخ التسجيل : Dec 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 10,782
عدد النقاط : 28

وردة حزينة غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياه الصلاه الارثوذوكسيه

كُتب : [ 07-12-2008 - 05:43 PM ]


واووووووووووووووووووو الكتاب ده من اجمل الكتب عن الصلاه بجد ميت الف ميرسى على تعب محبتك الجميل ده وفى انتظار باقى الفصولربنا معاك ويعوضك


رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 5 )
lena makram
ارثوذكسي جديد
رقم العضوية : 32459
تاريخ التسجيل : Jun 2008
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 18
عدد النقاط : 10

lena makram غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياه الصلاه الارثوذوكسيه

كُتب : [ 07-12-2008 - 09:05 PM ]


انا اللى بشكركم يا جماعه ان الكتاب عجبكم واوعدكم باذن المسيح ان باقى الاجزاء تكون موجوده عندكم فى اقرب وقت -واتمنى ان الكتاب يكون سبب بركه روحيه ليكم
صلوا من اجلى


رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 6 )
michael fares
ارثوذكسي جديد
رقم العضوية : 4229
تاريخ التسجيل : Oct 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 1
عدد النقاط : 10

michael fares غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياه الصلاه الارثوذوكسيه

كُتب : [ 01-01-2009 - 04:14 PM ]


thanks
alot


رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 7 )
sa3d2
ارثوذكسي جديد
رقم العضوية : 53778
تاريخ التسجيل : Mar 2009
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 1
عدد النقاط : 10

sa3d2 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياه الصلاه الارثوذوكسيه

كُتب : [ 04-14-2009 - 01:27 AM ]


ربنا يعوضك خير دانا تعبت كتير علشان اوصل للكتاب دة


رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 8 )
magdy totti
ارثوذكسي فضى
رقم العضوية : 46462
تاريخ التسجيل : Jan 2009
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 3,840
عدد النقاط : 24

magdy totti غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياه الصلاه الارثوذوكسيه

كُتب : [ 04-23-2009 - 03:24 PM ]


فعلا كتاب جميل جدا
ربنا يعوضك ويبارك خد متك





رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 9 )
محسوب وصفى
ارثوذكسي مكافح
رقم العضوية : 62341
تاريخ التسجيل : May 2009
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 135
عدد النقاط : 10

محسوب وصفى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياه الصلاه الارثوذوكسيه

كُتب : [ 11-19-2010 - 09:25 AM ]


شكرا .ربنا يبارك خدمتكم


رد مع إقتباس
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 10 )
elphilasouf
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 15515
تاريخ التسجيل : Feb 2008
مكان الإقامة : ismailia , egypt
عدد المشاركات : 12,328
عدد النقاط : 81

elphilasouf غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياه الصلاه الارثوذوكسيه

كُتب : [ 10-04-2014 - 02:01 PM ]


أشكرك علي التلخيص الممتاز لجزء من كتاب الصلاة الأرثوذكسية اللي هو من أروع الكتب اللي الواحد يقراها عن الصلاة .. يحمل خبره حياتيه مش مجرد فكر نظري ...


رد مع إقتباس

اضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قصص الكتاب المقدس للتلوين Team Work® صور قصص للتلوين 21 12-12-2021 08:45 PM
اكبر مجموع كتب على المنتدى (ارجو التثبيت) الزملكاوى البرنس مكتبة الكتب 12 03-18-2021 01:40 AM
كتاب الصلاه الجزء الثاني للصم وضعاف السمع باسيلي مكتبة الكتب 1 10-31-2011 08:13 PM
قصص الكتاب المقدس ملونة Team Work® قصص نصية الاطفال 7 06-04-2010 10:49 PM
حصريا 14 كتاب ليجعلك استاذ في الكمبيوتر القطة كيتي قسم البرامج 2 09-29-2009 04:56 PM

Rss  Rss 2.0 Html  Xml Sitemap SiteMap Info-SiteMap Map Tags Forums Map Site Map


الساعة الآن 12:25 PM.