ظهورات السيد المسيح(8)
مع المسيح... في ظهوراته
لنيافة الأنبا موسي أسقف الشباب
ذكرنا في الأعداد الماضية أن من أهداف الظهورات :
1- ظهوره للتلاميذ في العلية : (يو 19:20-23).
2- ظهوره لمريم المجدلية ومريم الأخري : (مت 28:1-10).
3- ظهوره للمجدلية : (مر 9:16, يو 1:20-18).
4- الظهور في الجليل مت 28:16, 17) :
يحدثنا عنه معلمنا متي في قوله: 'فانطلقوا إلي الجليل إلي الجبل, حيث أمرهم يسوع. ولما رأوه سجدوا له' (مت28:16, 17).
5- ظهوره لتلميذي عمواس : (لو24:13-35 ):
ظهر الرب يسوع لتلميذين هما: معلمنا لوقا (الذي أورد هذا الظهور), وكليوباس, وكانا - يوم أحد القيامة - قد تركا أورشليم, مدينة الهيكل والأحداث, حيث كان قد صلب الرب يوم الجمعة, ودفن. ولكن في صباح الأحد, كان التلميذان قد سمعا بأخبار القيامة, ولم يتأكدا منها, ونزلا إلي عمواس المدينة القريبة من أورشليم, لشراء بعض مستلزمات الحياة. وفي الطريق اقترب منهما الرب يسوع, ولكنهما لم يعرفاه إذ 'أمسكت أعينهما عن معرفته' (لو 16:24). ربما لأنه كان يحمل مسحة بهاء جسد القيامة.
ودار الحوار التالي معهما:
? الرب يسوع: ما هذا الكلام الذي تتطارحان به وأنتما ماشيان عابسين؟ (لو 17:24).
- أحدهما (كليوباس): 'هل أنت متغرب وحدك في أورشليم ولم تعلم الأمور التي حدثت فيها في هذه الأيام؟' (لو 18:24).
? الرب يسوع: وما هي؟' (وهو يعرف كل شيء طبعا).
- التلميذان: المختصة بيسوع الناصري الذي كان إنسانا نبيا مقتدرا في الفعل والقول أمام الله وجميع الشعب. كيف أسلمه رؤساء الكهنة وحكامنا لقضاء الموت وصلبوه. ونحن كنا نرجو أنه هو المزمع أن يفدي إسرائيل. ولكن مع هذا كله اليوم له ثلاثة أيام منذ حدث ذلك. بل بعض النساء منا حيرننا إذ كن باكرا عند القبر, ولما لم يجدن جسده أتين قائلات: إنهن رأين منظر ملائكة قالوا إنه حي. ومضي قوم من الذين معنا إلي القبر فوجدوا هكذا كما قالت أيضا النساء وأما هو فلم يروه' (لو 24:19-24).
? الرب يسوع: 'أيها الغبيان والبطيئا القلوب في الإيمان, بجميع ما تكلم به الأنبياء (كنوع من التوبيخ بسبب عدم إيمانهما بالأنبياء, وعدم تصديقهما لشهود القيامة, وتركهما أورشليم والاهتمام بأمور عالمية في عمواس).. أما كان ينبغي أن المسيح يتألم بهذا ويدخل إلي مجده؟' (لو 25:24-26).
ثم ابتدأ الرب يسوع يشرح لهما ما جاء عنه في العهد القديم في أسفار موسي وجميع الأنبياء... ويفسر لهما الأمور المختصة به في جميع الأسفار المقدسة. ذلك لأن هناك حوالي 300 نبوة عن السيد المسيح في العهد القديم, تمت بحذافيرها في العهد الجديد, تتحدث عن:
- ألوهيته وأزليته.- ميلاده من عذراء بتول.
- كرازته ورفض اليهود له.- آلامه وصلبه.
- قيامته.- صعوده.
- حلول الروح القدس.- تأسيس الكنيسة المقدسة.
- انتشار المسيحية في العالم.- مجيئه الثاني المملوء مجدا.
وهكذا نتعلم من هذا الظهور أن الرب يسوع هو جوهر العهدين: القديم والجديد. أو كما قال القديس أغسطينوس: 'أن العهد الجديد مخبوء في القديم, والعهد القديم مكشوف في الجديد'.
لهذا نحن نتمسك بالعهدين معا, في كتاب واحد هو الكتاب المقدس.
وحينما أمسك التلميذان بالرب يسوع, ودعياه إلي المبيت معهما إذ مال المساء, 'انفتحت أعينهما عندما أخذ خبزا وبارك وكسر وناولهما', وعرفاه, ثم اختفي عنهما. فرجعا إلي أورشليم بفرح عظيم يخبران بقية التلاميذ, وإذ بالرب يظهر بينهم, ويأكل معهم, ويؤكد لهم حقيقة قيامته المجيدة (لو24:26-49).
مواضيع منقولة من مواقع اخرى بخدمة Rss