تذكرنــي
التسجيل التعليمـــات التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة
يمكنك البحث فى الموقع للوصول السريع لما تريد



المرشد الروحى (كلمة الله التى تؤثر فيك) به يكتب مواضيع فيها ارشد روحى للأعضاء وذلك بيكون من خبراتهم مع الاب الكاهن فى الاعترافات

مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع أرسل هذا الموضوع إلى صديق أرسل هذا الموضوع إلى صديق


الصوم وضبط الجسد وراحة القلب - صوم يونان موت وقيامة

لا يجب أن يكون صومنا صوم الأُمم الغرباء عن الله الذين يهتمون بالمظهر والشكل واحتساب الأيام وما يليق به من طعام وشراب وترتيب المواعيد، لأن صومنا هو صوم الحرية

اضافة رد

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية aymonded
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
aymonded غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58
قوة التقييم : aymonded will become famous soon enough
Heartcross الصوم وضبط الجسد وراحة القلب - صوم يونان موت وقيامة

كُتب : [ 02-01-2018 - 09:26 AM ]



لا يجب أن يكون صومنا صوم الأُمم الغرباء عن الله
الذين يهتمون بالمظهر والشكل واحتساب الأيام وما يليق به من طعام وشراب وترتيب المواعيد، لأن صومنا هو صوم الحرية من رباطات الجسد، وصومنا هو صوم التقوى بتدبير حسن مُتقن بالروح حسب مسرة مشيئة الله، لأن ليس كل صوم هو صوم يسر الله أو يتوافق مع البرّ الذي بحسب الإنسان الجديد، لأن الصوم هو صوم الإنسان الحي بالإيمان واللابس المسيح الرب، فنحن قبل أن نبدأ الصوم الكبير الذي للسيد، بدأنا بالتمهيد اللائق وهو صوم يونان ونينوى، لأن يونان صام أولاً قبل نينوى، فقد ابتلع في بطن الحوت الذي يُشير للدفن، وهذا هو الصوم الذي ليس فيه كل ما يخص الجسد بل يختص بموته، لأننا في صومنا نُميت أعمال الجسد بسر موت المسيح الرب، لأننا ينبغي أن نُميت أعضاءنا التي على الأرض، من جهة رغباتنا الدنيئة المبنية على محبة الذات، وبذلك الجسد نفسه يرتقي لمستوى الروح ويخضع لهُ، وبذلك ندخل في راحة حقيقية ونعيش الوصية، وذلك بروح القيامة نفسها التي قام بها الرب ليدخل راحته.
فيونان لم يرتاح إلا بعدما خرج وقام من هذا الموت
الذي ماته بالدفن في بطن الحوت، فلم يكن اهتمامه لا على طعام ولا شراب بل على الرب وحده الذي صار اتكاله عليه في الظلمة التي دخلها، وبعدما خرج نادى بتوبة جديدة مختلفة تماماً، التي ظهر فيها إعلان واضح على أن التوبة موت وقيامة لأجل حياة روحية جديدة، طعامها سماوي وهو الغذاء الحي بكلمة الحياة المقرونة بالصلاة الحقيقية ورفع القلب بإيمان لله، وهذا هو صيام أهل نينوى لأنهم نادوا صوماً بأمر ومرسوم ملكي حتى جعلوا الحيوانات بدون لا طعام ولا شراب لمدة ثلاثة أيام دون أي اعتبار لحالة الجوع والعطش اللذان يعبران عن الموت فاجتازوا هم ايضاً الموت مثل يونان إنما بطريقة اختياريه لتموت شهوات الجسد متكلين على مراحم الله.
ومن هذا المنطلق وحده (الموت والقيامة)
بدأنا الصوم الكبير العظيم، صوم الخليقة الجديدة التي ينعكس على الجسد نفسه ليكون إناء مقدس مخصص لله الحي، لكي نتذوق خبرة حلوله في إناء جسدنا هذا على مستوى أعمق في كل مرة نجتاز شركة هذا الصوم العظيم.
لذلك يا إخوتي الصوم هو دواء صالح للجسد ونافع للغاية،
لأنه لتهذيب وتقويم الجسد لإخضاعه للروح ليكون إناء مقدس نافع للصلاة التي ترفع الإنسان كلياً للعلو الحلو الذي للنور، لأننا في الصوم نتجه بقلبنا لله لكي يُشرق بنوره علينا فنستنير بنوره ونمكث ونسير فيه حتى نخرج من صومنا ونحن متشربين من هذا النور، فنفرح وترتاح نفوسنا وتهدأ شهوات الجسد المتقلبة، لأن الصوم عادة يضبط حركات الجسد.
لكن علينا أن نحذر لأن الطبيعة نفسها تُعلمنا
أن كل دواء وله طريقة في الاستعمال وحسب الحاجة، فالتناول منه بإفراط وبدون تدبير حسن فأنه يُصيب الإنسان بأضرار جمة قد تصل به للموت، فعوض من أن يُشفى ويستفيد منه فأنه يصير سماً قاتلاً يدمر الإنسان كُلياً، لذلك علينا:
أولاً : أن لا نظن أو نفتكر أن الصوم فضيلة،
أو أن مجرد الامتناع عن الطعام يكون صالحًا في ذاته، لأن بهذا كأننا نقول أن في الطعام أمرًا شريرًا بطبعه، لكن الكتاب المقدس لم يُعلن هذا الكلام، بل رفض هذه النظرة المشوهة لعمل الله، لأن الطعام الله خلقه وينبغي أن نشكره ونمجده عليه، لأننا نُصلي ونبارك الله وبذلك يتقدس طعامنا وشرابنا، فأن صُمنا بهذا الفكر المُضاد للتقوى ظانين أن من يتناول الطعام يسقط في الخطية، فإننا ليس فقط لا ننال نفعًا عن امتناعنا عن الطعام والشراب، إنما نسقط في بدعة وضلال المرتدين عن الإيمان الذي تحدث عنهم معلمنا القديس بولس الرسول الذي قال: "آمرين أن يُمتنَع عن أطعمةٍ قد خلقها الله لتُتناول بالشكر من المؤمنين وعارفي الحق، لأن كل خليقة الله جيدة ولا يُرفَض شيء إذا أُخِذ مع الشكر" (1تيموثاوس 4: 3) لأنه "ليس شيء نجسًا بذاتهِ إلاَّ مَنْ يحسب شيئًا نجسًا فلهُ هو نجس" (رومية 14:14)، ولذلك لم نقرأ قط – في الكتاب المقدس – عن أحد أنه سيُلام من أجل تناوله الطعام، إنما يُدان من أجل ارتباطه به أو الاستعباد له دون شكر وتمجيد لله الحي، وإذا ألزمنا عجز الجسد أو ضعفه أن نأكل لكي نسترجع قوتنا، أفلا يُعتبر الامتناع عن الطعام والشراب – في هذا الحال – كقتل للجسد أكثر منه حرصًا على خلاص النفس، لأن الإنسان تهاون – باستهتار – في حق الجسد الذي ليس لهُ، لأنه منذ أن آمن بمسيح القيامة والحياة صار عليه أن يمجد الله في جسده وروحه: لأنكم قد اشتريتم بثمن فمجدوا الله في اجسادكم و في ارواحكم التي هي لله (1كورنثوس 6: 20)
ثانياً: لنصم بتدبير حسن، فلا تُفرِط (أو تبالغ) في صومك،
لأنك لو أطلتَ من صومك وانت لا تعرف إمكانيات جسدك واحتياجاته الحقيقية، فستضعف أيامًا كثيرة. فالجسد مثل المركب في البحر، إذا شُحِنت بإفراطٍ تغرق، وإذا كانت حمولتها خفيفة عما يجب تسلّطت عليها الرياح وتلاطمها الأمواج وتصير في خطر عظيم من الارتطام بصخرة أو حتى بالشاطئ فتتحطم تماماً، أما إذا كان قبطانها يعرف إمكانيات مركبته وجعل كل شيء فيها معتدلاً متوازناً فأن البحر لا يلتهمها ولا الرياح تستولي عليها فتُحطمها. فعليك أن تُدبّر باعتدالٍ فيما يخص النفس والجسد: فلا تثقِّل عليهما حتى لا يضعفا ويصيرا غير قادرين على مراعاة قوانينهما الطبيعية حسب خلقهما، لأننا لا نقاوم طبيعة الخلق نفسها لأنها مقدسه ولها قوانينها التي تحكمها ولا تخرج عنها، لكننا نفعل كل شيء باعتدال للتقويم وضبط النفس والجسد معاً.
أخيراً يا إخوتي فلننتبه لمسيح القيامة والحياة،
ونصوم بتقوى وتدبير حسن، بوعي وإدراك لطبعنا الخاص على مستوى الجسد والنفس والروح معاً، رافعين القلب إلى العلو الحلو الذي لبهاء مجد الحضرة الإلهية، لأن هذه الأيام هي ربيع نفوسنا كي نرتوي من النبع الذي لا ينضب، نبع الخلاص والبرّ وفرح الحياة الجديدة التي لنا فيه، آمين.



رد مع إقتباس
Sponsored Links

اضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الجسد, الصوم, القلب, صوم, موت, وضبط, وراحة, وقيامة, يونان

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الاربعين المقدسة (صوم وصلاة) اشرف وليم التأملات الروحية والخواطر الفكرية 0 02-26-2012 07:04 PM
كل حاجه عن يونان النبي صور -تاملات(ملف كامل) dina_285 تفاسير الكتاب المقدس العهد القديم 5 09-05-2011 11:50 AM
مقدمة عامة وشرح سفر يونان اشرف وليم تفاسير الكتاب المقدس العهد القديم 0 03-04-2011 08:45 PM
الصوم المقدس... أقوال للقديس باسيليوس الكبير ماروجيرافك المرشد الروحى (كلمة الله التى تؤثر فيك) 5 11-27-2009 11:04 PM
تأملات فى سفر يونان النبى mmg كتب وأشعار قداسة البابا شنودة الثالث 15 03-27-2009 02:20 AM

Rss  Rss 2.0 Html  Xml Sitemap SiteMap Info-SiteMap Map Tags Forums Map Site Map


الساعة الآن 11:07 PM.