تذكرنــي
التسجيل التعليمـــات التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة
يمكنك البحث فى الموقع للوصول السريع لما تريد



تفاسير الكتاب المقدس العهد الجديد كل ما يخص الكتاب المقدس من تفاسير فى العهد الجديد

مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع أرسل هذا الموضوع إلى صديق أرسل هذا الموضوع إلى صديق


متى 14 - تفسير انجيل متى

مت 1:14-12+مر 14:6-29+ لو 7:9-9):- (مت 1:14-12):- في ذلك الوقت سمع هيرودس رئيس الربع خبر يسوع. فقال لغلمانه هذا هو يوحنا المعمدان قد قام من الأموات ولذلك تعمل به القوات.

اضافة رد

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

رقم المشاركة : ( 1 )
Bible
ارثوذكسي مكافح
Bible غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 132359
تاريخ التسجيل : Oct 2011
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 108
عدد النقاط : 10
قوة التقييم : Bible is on a distinguished road
افتراضي متى 14 - تفسير انجيل متى

كُتب : [ 10-16-2011 - 06:09 PM ]


مت 1:14-12+مر 14:6-29+ لو 7:9-9):-
(مت 1:14-12):-
في ذلك الوقت سمع هيرودس رئيس الربع خبر يسوع. فقال لغلمانه هذا هو يوحنا المعمدان قد قام من الأموات ولذلك تعمل به القوات. فان هيرودس كان قد امسك يوحنا وأوثقه وطرحه في سجن من اجل هيروديا امرأة فيلبس أخيه. لان يوحنا كان يقول له لا يحل ان تكون لك. ولما أراد أن يقتله خاف من الشعب لأنه كان عندهم مثل نبي. ثم لما صار مولد هيرودس رقصت ابنة هيروديا في الوسط فسرت هيرودس. من ثم وعد بقسم انه مهما طلبت يعطيها. فهي إذ كانت قد تلقنت من أمها قالت اعطني ههنا على طبق راس يوحنا المعمدان. فاغتم الملك ولكن من اجل الأقسام والمتكئين معه أمر أن يعطى. فأرسل وقطع راس يوحنا في السجن. فاحضر رأسه على طبق ودفع إلى الصبية فجاءت به إلى أمها. فتقدم تلاميذه ورفعوا الجسد ودفنوه ثم أتوا واخبروا يسوع.
(مر 14:6-29):-

فسمع هيرودس الملك لان اسمه صار مشهورا وقال أن يوحنا المعمدان قام من الأموات ولذلك تعمل به القوات. قال آخرون انه ايليا وقال آخرون انه نبي أو كأحد الأنبياء.
ولكن لما سمع هيرودس قال هذا هو يوحنا الذي قطعت أنا رأسه انه قام من الأموات. لان هيرودس نفسه كان قد أرسل وامسك يوحنا وأوثقه في السجن من اجل هيروديا امرأة فيلبس أخيه إذ كان قد تزوج بها. لان يوحنا كان يقول لهيرودس لا يحل أن تكون لك امرأة أخيك. فحنقت هيروديا عليه وأرادت أن تقتله ولم تقدر. لان هيرودس كان يهاب يوحنا عالما انه رجل بار وقديس وكان يحفظه وإذ سمعه فعل كثيرا وسمعه بسرور. وإذ كان يوم موافق لما صنع هيرودس في مولده عشاء لعظمائه وقواد الألوف ووجوه الجليل. دخلت ابنة هيروديا ورقصت فسرت هيرودس والمتكئين معه فقال الملك للصبية مهما أردت اطلبي مني فأعطيك. واقسم لها أن مهما طلبت مني لأعطينك حتى نصف مملكتي. فخرجت وقالت لامها ماذا اطلب فقالت راس يوحنا المعمدان. فدخلت للوقت بسرعة إلى الملك وطلبت قائلة أريد أن تعطيني حالا راس يوحنا المعمدان على طبق. فحزن الملك جدا ولأجل الأقسام والمتكئين لم يرد أن يردها. فللوقت أرسل الملك سيافا وأمر أن يؤتى برأسه. فمضى وقطع رأسه في السجن وأتى برأسه على طبق وأعطاه للصبية والصبية أعطته لامها. ولما سمع تلاميذه جاءوا ورفعوا جثته ووضعوها في قبر.


(لو 7:9-9):-
فسمع هيرودس رئيس الربع بجميع ما كان منه وارتاب لان قوما كانوا يقولون أن يوحنا قد قام من الأموات. وقوما أن ايليا ظهر وآخرين أن نبيا من القدماء قام. فقال هيرودس يوحنا أنا قطعت رأسه فمن هو هذا الذي اسمع عنه مثل هذا وكان يطلب أن يراه.
هيرودس هذا هو هيرودس أنتيباس أحد أبناء هيرودس الكبير الذي كان يحكم كل اليهودية والجليل، ومات سنة 4 ق.م. وبعد موته إنقسمت مملكته أربعة أجزاء. ومن أولاد هيرودس الكبير.
1) اريسطوبولوس (لم يكن يحكم) وهو والد هيروديا.
2) هيرودس فيلبس(مر 17:6) وقد تزوج من هيروديا بنت أخيه.

3) هيرودس أنتيباس. وقد تركت هيروديا زوجها فيلبس لتتزوجه في أثناء حياة زوجها فيلبس وهذا ما عارضه يوحنا المعمدان. ولقد كان مسموحاً، بل مطلباً للناموس أن يتزوج الأخ زوجة (أرملة) أخيه الراحل إذا كان هذا الميت قد مات دون نسل وذلك ليقيم نسلاً بإسم أخيه، لكن أن تترك زوجة زوجها لتتزوج بأخيه فهذا ضد الناموس.
هيرودس رئيس الربع= هو أنتيباس، والربع هو ربع مملكة هيرودس الكبير أبوه. والربع الذي حكمه هو الجليل وبيرية (وهيرودس هذا هو الذي حاكم المسيح عندما أرسلهُ له بيلاطس البنطى).
هو يوحنا المعمدان قد قام من الأموات= رغم أن يوحنا المعمدان لم يعمل معجزات (يو41:10)، والمسيح كان صانع للمعجزات، إلاّ أن تصور هيرودس أن المسيح هو يوحنا المعمدان وقد قام من الأموات، ما كان سوى إحساساً بالإثم وعذاباً للضمير. فالشرير يهرب ولا طارد (أم 1:28) (وهذا نفس ما حدث مع قايين). وهكذا تنتهى اللذة العابرة بعذاب مستمر وألم دائم. ولاحظ تدرج الشر في حياة هيرودس 1) فهو أولاً قد إغتصب زوجة أخيه الحى.2) قتل يوحنا المعمدان. ولاحظ أن مؤامرة القتل قد تم تدبيرها وقت الإستمتاع الوقتى بالخطية. ولقد قتل هيرودس المعمدان ليكتم صوت الحق الذي كان يعذبه، لكن الخوف لم يفارقه، صار بلا سلام، فالخطية تفقد الإنسان سلامه الداخلى، وتفقده أبديته. أماّ الإلتزام بالحق فهو وإن كان ثمنه الإستشهاد لكن لن يفقد المؤمن سلامه على الأرض، وتكون له حياة أبدية. أين هيرودس الآن وأين يوحنا المعمدان؟!
نهاية هيرودس:- كان هيرودس متزوجاً من إبنة الحارث والى النبطيين وبسبب زواجه من هيروديا طلقها. فقام عليه الحارث وحاربه وسحق جيشه. وتم نفى هيرودس وزوجته إلى فرنسا سنة 39م، ونالت إبنة هيروديا جزاءها إذ سقطت في بحيرة من الثلج وقطعت رقبتها.
ويضيف معلمنا مرقس على قصة متى أن هيرودس كان يحترم يوحنا ويهابه عالماً أنه رجل بار وقديس. وكان يحفظه آية(20) = واضح أن هيروديا كانت دائمة التدبير وحبك المؤامرات ضد يوحنا المعمدان (مر19:6). ولكنها لم تقدر لأن هيرودس كان يحفظه منها، إذ كان خائفاً من الشعب، ولأنه كان يعلم أنه رجل بار وقديس لكن كان في داخله صراع بين رغبته الآثمة وإعجابه بيوحنا، ولكنه إنهار أخيراً أمام ألاعيب هذه المرأة التي أغوته برقصة إبنتها (سالومى) وهو في حالة سكر ومجون. لكن لنفهم أن حياة المعمدان إنتهت ليس لسلطان هيرودس أو هيروديا بل لأن الله سمح بهذا.
إذ سمعه فعل كثيراً= آية (20) وفي الترجمة الأصلية "إذ سمعه إضطرب كثيراً " ولكنه سمعه بسرور. وواضح أن ضميره كان يستيقظ بعض الوقت ويفرح لكلام المعمدان المملوء قوة بالروح القدس، ولكنه أمام شهواته كان يرفض الإذعان لصوت الحق، فكان صوت المعمدان يعذبه. هو كان يتعذب إذ لم يكن مستقيماً في قلبه وخاضعاً لشهواته.
وتمت جريمة القتل في جو سُكر وعربدة ومجون، كان مجلس مستهزئين (مر21:6) ونجحت مؤامرتهم لأن المعمدان أنهى مهمته، فحتى لا توجد منافسة أو حزبين فليصعد يوحنا للسماء بأي وسيلة. وإذ كان يوم موافق=هو كان موافقاً لأغراض هيروديا. وهيرودس هذا سماه السيد المسيح ثعلباً (لو 32:13). فهيروديا كانت تعلم أن هيرودس كان يسكر في هذا اليوم.

جاءت القصة في متى كتطبيق على قول السيد "ليس نبي بلا كرامة إلاّ في وطنه" (ص13) وجاءت القصة في مرقس عقب إرسالية الرسل بمعنى أنه سيحدث لكم مثل هذا.
وحتى الآن نحن نفعل نفس الخطأ إذ نخاصم ونقاطع من يسمعنا كلمة حق حتى لا يعذب ضميرنا.

(مت 13:14-23+مر30:6-44+ لو10:9-17+ يو1:6-15):-
(مت 13:14-23):-
فلما سمع يسوع انصرف من هناك في سفينة إلى موضع خلاء منفردا فسمع الجموع وتبعوه مشاة من المدن. فلما خرج يسوع ابصر جمعا كثيرا فتحنن عليهم وشفى مرضاهم. ولما صار المساء تقدم إليه تلاميذه قائلين الموضع خلاء والوقت قد مضى اصرف الجموع لكي يمضوا إلى القرى ويبتاعوا لهم طعاما. فقال لهم يسوع لا حاجة لهم أن يمضوا أعطوهم انتم ليأكلوا. فقالوا له ليس عندنا ههنا إلا خمسة أرغفة وسمكتان. فقال ائتوني بها إلى هنا. فأمر الجموع أن يتكئوا على العشب ثم اخذ الأرغفة الخمسة والسمكتين ورفع نظره نحو السماء وبارك وكسر وأعطى الأرغفة للتلاميذ والتلاميذ للجموع. فأكل الجميع وشبعوا ثم رفعوا ما فضل من الكسر اثنتي عشرة قفة مملوءة. والآكلون كانوا نحو خمسة آلاف رجل ما عدا النساء والأولاد. وللوقت الزم يسوع تلاميذه أن يدخلوا السفينة ويسبقوه إلى العبر حتى يصرف الجموع. وبعدما صرف الجموع صعد إلى الجبل منفردا ليصلي ولما صار المساء كان هناك وحده.
(مر30:6-44):-
واجتمع الرسل إلى يسوع واخبروه بكل شيء كل ما فعلوا وكل ما علموا. فقال لهم تعالوا انتم منفردين إلى موضع خلاء واستريحوا قليلا لان القادمين والذاهبين كانوا كثيرين ولم تتيسر لهم فرصة للأكل. فمضوا في السفينة إلى موضع خلاء منفردين. فراهم الجموع منطلقين وعرفه كثيرون فتراكضوا إلى هناك من جميع المدن مشاة وسبقوهم واجتمعوا إليه. فلما خرج يسوع رأى جمعا كثيرا فتحنن عليهم إذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدأ يعلمهم كثيرا. وبعد ساعات كثيرة تقدم إليه تلاميذه قائلين الموضع خلاء والوقت مضى. أصرفهم لكي يمضوا إلى الضياع والقرى حوالينا ويبتاعوا لهم خبزا لان ليس عندهم ما يأكلون. فأجاب وقال لهم أعطوهم انتم ليأكلوا فقالوا له انمضي ونبتاع خبزا بمئتي دينار ونعطيهم ليأكلوا. فقال لهم كم رغيفا عندكم اذهبوا وانظروا ولما علموا قالوا خمسة وسمكتان. فأمرهم أن يجعلوا الجميع يتكئون رفاقا رفاقا على العشب الأخضر.فأتكاوا صفوفا صفوفا مئة مئة وخمسين خمسين. فاخذ الأرغفة الخمسة والسمكتين ورفع نظره نحو السماء وبارك ثم كسر الأرغفة وأعطى تلاميذه ليقدموا إليهم وقسم السمكتين للجميع. فأكل الجميع وشبعوا. ثم رفعوا من الكسر اثنتي عشرة قفة مملوءة ومن السمك. وكان الذين أكلوا من الأرغفة نحو خمسة آلاف رجل.
(لو10:9-17):-
ولما رجع الرسل اخبروه بجميع ما فعلوا فأخذهم وانصرف منفردا إلى موضع خلاء لمدينة تسمى بيت صيدا. فالجموع إذ علموا تبعوه فقبلهم وكلمهم عن ملكوت الله والمحتاجون إلى الشفاء شفاهم. فابتدأ النهار يميل فتقدم الأثنا عشر وقالوا له اصرف الجمع ليذهبوا إلى القرى والضياع حوالينا فيبيتوا ويجدوا طعاما لأننا ههنا في موضع خلاء. فقال لهم أعطوهم انتم ليأكلوا فقالوا ليس عندنا اكثر من خمسة أرغفة وسمكتين إلا أن نذهب ونبتاع طعاما لهذا الشعب كله. لأنهم كانوا نحو خمسة آلاف رجل فقال لتلاميذه اتكئوهم فرقا خمسين خمسين. ففعلوا هكذا واتكاوا الجميع. فاخذ الأرغفة الخمسة والسمكتين ورفع نظره نحو السماء وباركهن ثم كسر وأعطى التلاميذ ليقدموا للجمع. فأكلوا وشبعوا جميعا ثم رفع ما فضل عنهم من الكسر اثنتا عشرة قفة.
(يو1:6-15):-
بعد هذا مضى يسوع إلى عبر بحر الجليل وهو بحر طبرية. وتبعه جمع كثير لأنهم ابصروا آياته التي كان يصنعها في المرضى. فصعد يسوع إلى جبل وجلس هناك مع تلاميذه. وكان الفصح عيد اليهود قريبا. فرفع يسوع عينيه ونظر أن جمعا كثيرا مقبل إليه فقال لفيلبس من أين نبتاع خبزا ليأكل هؤلاء. وإنما قال هذا ليمتحنه لأنه هو علم ما هو مزمع أن يفعل. أجابه فيلبس لا يكفيهم خبز بمئتي دينار ليأخذ كل واحد منهم شيئا يسيرا. قال له واحد من تلاميذه وهو اندراوس أخو سمعان بطرس. هنا غلام معه خمسة أرغفة شعير وسمكتان ولكن ما هذا لمثل هؤلاء. فقال يسوع اجعلوا الناس يتكئون وكان في المكان عشب كثير فاتكا الرجال وعددهم نحو خمسة آلاف. واخذ يسوع الأرغفة وشكر ووزع على التلاميذ والتلاميذ أعطوا المتكئين وكذلك من السمكتين بقدر ما شاءوا. فلما شبعوا قال لتلاميذه اجمعوا الكسر الفاضلة لكي لا يضيع شيء. فجمعوا وملاوا اثنتي عشرة قفة من الكسر من خمسة أرغفة الشعير التي فضلت عن الآكلين. فلما رأى الناس الآية التي صنعها يسوع قالوا أن هذا هو بالحقيقة النبي الاتي إلى العالم. وأما يسوع فإذ علم انهم مزمعون أن يأتوا ويختطفوه ليجعلوه ملكا انصرف أيضا إلى الجبل وحده.
معجزة إشباع الخمسة الأف:

هذه المعجزة هي المعجزة الوحيدة التي يدونها البشيرون الأربعة لأهميتها. فهذه المعجزة، معجزة إشباع الجموع بالخبز هي إشارة لشخص المسيح المشبع الذي به نستغنى عن العالم وهي رمز لسر الإفخارستيا الذي يعطينا السيد فيه جسده على شكل خبز، ويشبعنا كلنا به. لذلك قبل إتمام معجزة إشباع الجمع شفى السيد مرضاهم آية (14) كما غسل السيد أرجل تلاميذه قبل العشاء الربانى وفي هذا إشارة لإلزامنا بالتوبة والإعتراف قبل التناول وذلك لأنه بالتوبة والإعتراف تشفى النفس من مرضها الروحى فتتأهل لتقبل الجسد المقدس ولذلك من يقدم توبة حقيقية يفرح بالتناول. ولما صار المساء=إشارة رمزية لحال العالم من ضيقات وجوع نفسى وروحى قبل مجىء المسيح. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). لكن جاء المسيح ليقدم الشبع، قدم جسده طعاماً. إصرف الجموع = بالحسابات البشرية لا يمكن إطعام كل هذا الجمع. وكم تقف الحسابات البشرية عائقاً أمام إمكانيات الإيمان. وفي (يو5:6-6 ) نجد السيد المسيح يسأل فيلبس ليمتحنه " من أين نبتاع خبزاً ليأكل هؤلاء" فالسيد يظهر حجم المشكلة أولاً، ثم يظهر لفيلبس ضعف إيمانه وخطأ ان يلجأ إلى حساباته البشرية مع المسيح، إذ أن فيلبس رأى كثيراً من المعجزات الخارقة ومازال غير واثق. وطبعاً فسؤال السيد المسيح لفيلبس سينتج عنه زيادة إيمان فيلبس بعد أن يرى المعجزة وشفاء الإيمان شرط للشبع. وعلينا أن نضع كل إمكانياتنا البشرية بين يدى المسيح طالبين البركة في الصلاة. وهنا نرى سبباً مهماً حتى تحل البركة وهو جلوس الشعب في محبة وتآلف، فبدون محبة لا بركة. ونلاحظ أن المسيح يعطى للتلاميذ (الكنيسة بكهنوتها وخدامها) والتلاميذ يعطون الناس. وفي هذه المعجزة نرى النعمة تمتد بالموجود لحدود عجيبة، نرى خلق بصورة جديدة، فالمتاح قليل ولكن مع البركة صار كثيراً جداً.وما هو القليل المتاح:-
1. خمس خبزات وسمكتين.
2. الخبز من الشعير وهو أرخص أنواع الخبز.
3. ومع من ؟ مع غلام صغير (وتصور لو رفض هذا الغلام أن يعطي ما معه، كم كانت ستكون خسارته وهكذا كل خادم يتصور أن إمكانياته ضعيفة فيمتنع عن الخدمة)
فالله يعمل بالقليل ويبارك فيه.
دخل عنصر سماوى للمادة فتحدت الأعداد والكميات وأشبعت الألاف وتبقى منها. كما قال الله لبولس "قوتى في الضعف تُكْمَل" أي مهم وجود الضعف أى القليل الذي عندنا. وهذا هو مفهوم الكنيسة الأرثوذكسية في الجهاد والنعمة. أمثلة:-
1- الله يأمر نوح ببناء فلك (جهاد) ولكن الله يغلق عليه فيحميه (نعمة) (تك 16:7) فهل كانت التكنولوجيا أيام نوح قادرة أن تبنى هذا الفلك العجيب، الذى يقاوم مياهاً من فوق ومن تحت.
2- المسيح يأمر بملأ الأجران في معجزة تحويل الماء إلى خمر، فهل من حول الماء إلى خمر كان غير قادر على تحويل الهواء إلى خمر ولا داعى لشقاء الخدام في ملء الأجران.
(ملء الأجران = جهاد وتحويل الماء لخمر = نعمة).
3- المسيح يأمر برفع الحجر عن قبر لعازر ثم أقام الميت، فهل من أقام الميت كان غير قادر على زحزحة الحجر. ولكن زحزحة الحجر هي الجهاد.
4- هنا المسيح يطلب ما معهم، وكل ما معهم، وهذا هو الجهاد. أماّ النعمة فهى التي حولت هذا القليل لإشباع الكثيرين.
إذاً نعمة المسيح تعمل مع من يجاهد بقدر استطاعته ولا تعمل مع المتكاسل لذلك نسمع أن بولس قد جاهد الجهاد الحسن (2تى 7:4) ونسمع أنه كان يقمع جسده ويستعبده (1كو 27:9). ومن هذه المعجزة نفهم معنى رقم 5 فهو رقم النعمة المسئولة فرقم 5 هو رقم الحواس وأصابع اليد والقدمين، وهو رقم النعمة فبخمسة خبزات أشبع المسيح خمسة ألاف. ويكون المعنى أن نعمة المسيح تعمل مع من يحفظ حواسه طاهرة، ويحفظ إتجاهاته (قدميه) ويحفظ أعماله طاهرة (يديه). فالنعمة لا تعمل مع المتهاون. من يقدس حواسه وأعماله وإتجاهاته، أي يكرسها للرب، مانعاً نفسه من التلوث بالعالم يمتلىء نعمة، وهذه النعمة هي التي تعطيه ان يصير خليقة جديدة (2كو 17:5). وبهذه الخليقة الجديدة أو الطبيعة الجديدة ندخل السماء، إذ أن هذه الخليقة على صورة المسيح (غل 19:4) لذلك يقول بولس الرسول بالنعمة أنتم مخلصون (أف8:2) ويكمل ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد (أف 9:2) وذلك يعنى أن الأعمال ليست هي السبب الرئيسى لحصولنا على الطبيعة الجديدة، ولكن نحصل عليها بالنعمة ولكن حتى نمتلىء من هذه النعمة علينا أن نعمل ونجاهد في أعمال صالحة سبق الله وأعدها لكى نسلك فيها (أف 10:2).
والسيد المسيح كرر هذه المعجزة (مت 32:15-39). وكان عدد الجموع 4000 وعدد السمك (قليل لم يذكر عدده) والخبزات 7 وتبقى 7 سلال والسيد المسيح لم يكرر هذه المعجزات كثيراً حتى لا نطلب في حياتنا معه أن يشبع إحتياجاتنا الجسدية بطريقة معجزية، لهذا رأيناه يترك تلاميذه الجائعين أن يقطفوا سنابل حنطة يوم السبت ويأكلونها، وترك بولس الرسول في مرضه دون أن يشفيه فنتعلم أن نقبل من يده ما يسمح به دون طلب معجزات بصفة مستمرة إشباعاً لإحتياجات الجسد (طعام ومال وصحة) بل نطلب أولاً الروحيات= أطلبوا أولاً ملكوت الله وبره وهذه تزاد لكم. والسؤال لماذا صنع السيد هذه المعجزة مرتين ومامعنى الأرقام؟ أشبع السيد الجموع مرتين إنما ليعلن أنه جاء ليشبع المؤمنين كلهم يهوداً وأمم. فالكنيسة اليهودية يمثلها الـ5000 إذ سبقت النعمة وعملت معهم خلال الناموس والأنبياء. وكنيسة الأمم يمثلها الـ4000 فرقم 4 يمثل كل العالم بإتجاهاته الأربعة. ولكن كلاهما بإيمانهما بالمسيح صار سماوياً. فرقم 1000 هو رقم السمائيين، فالملائكة ألوف ألوف وربوات ربوات. وتبقى من المعجزة الأولى 12 قفة ورقم 12 يشير لشعب الله المؤمن في العهد القديم أو العهد الجديد. أي أن الشبع الذي يعطيه السيد هو لكل المؤمنين، هناك ما يكفى لكل مؤمن في كل زمن وفي المعجزة الثانية تبقى 7 سلال إشارة للكنائس السبع أي كل كنائس العالم. فالشبع بشخص المسيح متاح للجميع فالكنيسة ستكرر إشباع الجموع بجسد المسيح عبر الزمن وإلى نهاية الدهور. سمكتين= السمكة ترمز للمسيح (سمكة = إخثيس باليونانية وهذه الكلمة من خمسة حروف تشير لقولنا يسوع المسيح إبن الله مخلصنا وكونهم إثنتين لأن رقم 2 يشير للتجسد فهو الذي جعل الإثنين واحداً (أف14:2). وهو أشبعنا بجسده الذي قدمه لنا طعاماً.
وفى المعجزة الثانية نسمع عن 7 أرغفة ورقم 7 هو عمل الروح الكامل (اش 2:11) فالروح يعلن شخص المسيح للمؤمنين (يو 14:16) وهذا يشبعهم وصغار السمك إشارة للرسل البسطاء المتواضعين الذين تأسست الكنيسة عليهم، أي على الإيمان بالمسيح الذي كرزوا به (أف 20:2) فالتلاميذ هم الذين أعلنوا شخص المسيح المشبع ولم يحدد عددهم إشارة لأن الله يرسل للعالم خداماً في كل زمان وكل مكان، 7 خبزات = قد يشير رقم 7 لعمل الروح القدس في الكنائس السبع ليشبع الجميع بشخص المسيح.ونسمع أن السيد أراد أن ينفرد مع تلاميذه، في موضع خلاء (مت 13:14). ونحن نحتاج لهذه الخلوة الهادئة نسمع فيها صوت يسوع في هدوء، فصوته لا يمكننا سماعه في ضوضاء العالم (1مل 12:19-13). في إنجيل معلمنا يوحنا بعد هذه المعجزة مباشرة نسمع المسيح يتحدث عن نفسه كخبز الحياة، هو كأنه يشرح معنى المعجزة (يو6) وإلى ماذا ترمز.
القفة= من أين أتوا بالقفف التي وضعوا فيها الكسر؟ كان اليهودى يحمل معه قفة بها طعامه حتى لا يضطر لشراء طعام من الأمم أو السامريين. خمسة ألاف رجل ما عدا النساء والأولاد= بولس الرسول يقول لأهل كورنثوس (رجالاً ونساء) كونوا رجالاً (1كو13:16) في حديثه حتى يثبتوا في الإيمان. فالنساء يرمزن للتدليل والأطفال يرمزون لعدم النضج، أما شعب الله فيأخذ أموره الروحية بجدية وهم ناضجين يستوى في هذا الرجال أو النساء أو الأطفال (أبانوب الشهيد كان عمره 12 سنة) الشبع= من أشبع البطون قادر أن يشبع النفوس والعواطف وقادر أن يشبع الروح وهذا هو الأهم، فمن يشبع روحياً يشبع نفسياً بالتبعية والشبع النفسى أي العاطفى، فيه يحتاج الإنسان أن يُحَّبْ وأن يُحِّبْ أي يتبادل الحب مع الآخرين سواء زوجة أو أطفال. ولكن الله الآب يعطينا الحب الأبوى والمسيح عريس نفوسنا قادر أن يشبعنا عاطفياً والروح القدس يسكن المحبة فى قلوبنا وإلاً كيف عاش الرهبان القديسين وكيف يعيش إنسان بلا أهل ؟ الله يشبع نفوسنا. ولاحظ بولس يقول "محبة المسيح تحصرني" + "من يفصلني عن محبة المسيح" إذاً هي محبة متبادلة. بل من يشبع روحياً بمعرفة المسيح تشبع بطنه. فكم من أباء سواح إكتفوا بعشب الأرض طعاماً لهم عشرات السنين. مشكلة العالم أنه يبحث عن الشبع الجسدى والعاطفى وينسى أن لهُ روحاً لا تشبع إلاً بعلاقتها مع خالقها. هذا سبب إنهيار الغرب وكثرة حالات الإنتحار والتعامل مع الأطباء النفسيين أمر الجموع أن يتكئوا على العشب = والسمك الذي أكلوه كان سمكاً مملحاً (فسيخ) وكانت هذه عادة لسكان السواحل، فهم يملحون الأسماك الباقية من طعامهم، ويأخذونها معهم في مناسبة كهذه. وهذا المنظر هو ما تعود الأقباط أن يعملوه بعد عيد القيامة أي في يوم شم النسيم إذ يخرجوا إلى الحدائق الخضراء ويأكلون الفسيخ تذكاراً لهذه المعجزة، خصوصاً بعد عيد القيامة الذى فيه أخذنا قيامه وحياة مع المسيح لندخل إلى موضع الخضرة على ماء الراحة في فردوس النعيم (أوشية المنتقلين) فالخضرة رمز للحياة، والقيامة حياة وشبع بشخص المسيح. وهذا ما نفعله في شم النسيم بعد القيامة. الذهاب للحدائق مع البيض = الخضرة وهذه إشارة للفردوس حيث نذهب بعد القيامة. والبيض يرمز لخروج حياة (الكتكوت) من مائت (البيضة التى لها هيئة الحجر)،. ولاحظ قول يوحنا أن الموضع كان به عشب كثير= فهو الراعي الصالح الذي يقودنا لمراعي خضراء مشبعة "فالرب راعيّ فلا يعوزني شئ" "في مراعي خضر يسكنني".
(وموضوع الفسيخ أو السمك المُمَلَّح هذا هو رأي، حيث من غير المنطقي أن يكون الشعب مع المسيح وراءه لكي يسمعوا كلامه وعظاته، ويتركه البعض ليقوم بالصيد!! فنعم هم في منطقة ساحلية، ولكن مما يعطينا ميلاً أكثر لهذا الرأي هو أن ما وجدوه مع الجموع هو عدد بسيط من السمك، فإن كان صيداً بشبكة كالعادة كان يجب أن يكون كمية أكثر من هذا.. وكذلك نلاحظ في المعجزة أنها تمت على الفور، فلم يقم أحدهم بشي (شواء) أي من السمك، مما يؤكد أنه كان جاهزاً للأكل بدون تجهيز معين).
(مر 39:6-40):-
فأمرهم أن يجعلوا الجميع يتكئون رفاقا رفاقا على العشب الأخضر. فاتكاوا صفوفا صفوفا مئة مئة وخمسين خمسين.
أمرهم بأن يجلسوا خمسين خمسين.. فإلهنا إله نظام وليس إله تشويش (1كو33:14). وهذا النظام حتى لا ينسوا أحداً في التوزيع.
لاحظ الكلمات رفع نظره نحو السماء وبارك وكسَّر وأعطى=وهذا هو ما عمله عند تأسيس سر الإفخارستيا، فهو يُعلن عن نفسه كسر شبع لنا والمسيح يشرح في هذه المعجزة معنى الشبع باللغة التي نفهمها أي شبع البطن. الشبع= الذي إمتلأت بطنه طعاماً لا يحتاج لطعام آخر والذي عرف المسيح وأحبه لا يحتاج لأي شيء في العالم. ففي المسيح الكفاية. وكلمة بارك هي نفسها كلمة شكر (بارك= عبرية وشكر = يونانية)
(لو 10:9-11):-
ولما رجع الرسل اخبروه بجميع ما فعلوا فأخذهم وانصرف منفردا إلى موضع خلاء لمدينة تسمى بيت صيدا. فالجموع إذ علموا تبعوه فقبلهم وكلمهم عن ملكوت الله والمحتاجون إلى الشفاء شفاهم.
والمحتاجون إلى الشفاء شفاهم= لماذا لم يقل والمرضى شفاهم؟ هناك من يستخدم الله المرض لشفائه روحياً (أيوب وبولس) هؤلاء هم المحتاجين للمرض، هناك من يحتاج لمعجزة شفاء ليؤمن والسيد يعطيه الشفاء ليجذبه للإيمان، ولكن بعد ذلك قد يسمح ببعض الألام ليكمل إيمان هذا الشخص، فإن كان قد قيل عن المسيح أنه تكمل بالألام فكم وكم نحن الضعفاء (عب 10:2 + عب5:12-11+ابط 1:4)
والكنيسة تقرأ هذا الفصل في الأحد الخامس من الشهر (لو تصادف وكان هناك أحد خامس) وتسميه إنجيل البركة. فرقم 5 يذكرنا بالمعجزة (خمس خبزات). وأكبر بركة حصلنا عليها هي القيامة. فإذا تصادف وجود خمس أحاد (والأحد هو يوم القيامة) تحتفل الكنيسة بهذه المناسبة وتقرأ إنجيل البركة.

(مت 22:14-33+مر 45:6-52 +يو14:6-21):-
(مت 22:14-33):-
وللوقت الزم يسوع تلاميذه أن يدخلوا السفينة ويسبقوه إلى العبر حتى يصرف الجموع. وبعدما صرف الجموع صعد إلى الجبل منفردا ليصلي ولما صار المساء كان هناك وحده. وأما السفينة فكانت قد صارت في وسط البحر معذبة من الأمواج لان الريح كانت مضادة. وفي الهزيع الرابع من الليل مضى إليهم يسوع ماشيا على البحر. فلما أبصره التلاميذ ماشيا على البحر اضطربوا قائلين انه خيال ومن الخوف صرخوا. فللوقت كلمهم يسوع قائلا تشجعوا أنا هو لا تخافوا. فأجابه بطرس وقال يا سيد أن كنت أنت هو فمرني أن أتى إليك على الماء. فقال تعال فنزل بطرس من السفينة
ومشى على الماء ليأتي إلى يسوع. ولكن لما رأى الريح شديدة خاف وإذ أبتدأ يغرق صرخ قائلا يا رب نجني. ففي الحال مد يسوع يده وامسك به وقال له يا قليل الإيمان لماذا شككت. ولما دخلا السفينة سكنت الريح. والذين في السفينة جاءوا وسجدوا له قائلين بالحقيقة أنت ابن الله.

(مر 45:6-52):-
وللوقت الزم تلاميذه أن يدخلوا السفينة ويسبقوا إلى العبر إلى بيت صيدا حتى يكون قد صرف الجمع. وبعدما ودعهم مضى إلى الجبل ليصلي. ولما صار المساء كانت السفينة في وسط البحر وهو على البر وحده. ورآهم معذبين في الجذف لان الريح كانت ضدهم ونحو الهزيع الرابع من الليل أتاهم ماشيا على البحر وأراد أن يتجاوزهم. فلما رأوه ماشيا على البحر ظنوه خيالا فصرخوا. لان الجميع رأوه واضطربوا فللوقت كلمهم وقال لهم ثقوا أنا هو لا تخافوا. فصعد إليهم إلى السفينة فسكنت الريح فبهتوا وتعجبوا في أنفسهم جدا إلى الغاية. لأنهم لم يفهموا بالأرغفة إذ كانت قلوبهم غليظة.
(يو14:6-21):-
فلما رأى الناس الآية التي صنعها يسوع قالوا أن هذا هو بالحقيقة النبي الأتي إلى العالم. وأما يسوع فإذ علم انهم مزمعون أن يأتوا ويختطفوه ليجعلوه ملكا انصرف أيضا إلى الجبل وحده. ولما كان المساء نزل تلاميذه إلى البحر. فدخلوا السفينة وكانوا يذهبون إلى عبر البحر إلى كفرناحوم وكان الظلام قد اقبل ولم يكن يسوع قد أتى إليهم. وهاج البحر من ريح عظيمة تهب. فلما كانوا قد جذفوا نحو خمس وعشرين أو ثلاثين غلوه نظروا يسوع ماشيا على البحر مقتربا من السفينة فخافوا. فقال لهم أنا هو لا تخافوا. فرضوا أن يقبلوه في السفينة وللوقت صارت السفينة إلى الأرض التي كانوا ذاهبين إليها.
وللوقت ألزم يسوع تلاميذه أن يدخلوا السفينة… صعد إلى الجبل. وأما السفينة فكانت قد صارت في وسط البحر معذبة من الأمواج مضى إليهم يسوع ماشياً على البحر … إضطربوا.. وصرخوا.
هذه الأحداث لا يفسرها سوى ما ورد في (يو14:6-15) أن الناس بعد أن رأوا معجزة إشباع الجموع إنبهروا بالمسيح وأرادوا أن يختطفوه ويجعلوه ملكاً. ففى نظر الناس لا يوجد ملك أفضل من هذا، يشبعهم بلا تعب، ومن المؤكد أنه قادر أن يخلصهم من الرومان ويعطيهم ملكاً عالمياً. هؤلاء كل ما يشغلهم هو البركات المادية، المجد العالمى. وربما تأثر تلاميذه بنفس أفكار الجموع، وتحمسوا لفكرة أن يكون المسيح ملكاً وبالتالى سيكونون هم أمراء، واحد عن يمينه وواحد عن يساره، كطلبة أم إبنى زبدى. وبدأت أفكار المجد العالمى تداعب خيالهم، ولأن المسيح رفض الملك، غالباً فقد حدث تذمر بين التلاميذ وهذا التذمر أفقدهم السلام القلبي. وهذا عبر عنه الإنجيلي بقوله لما كان المساء.. وكان الظلام.. هاج البحر. هنا كان لابد للمسيح أن يعطيهم درساً لا يُنسى طوال حياتهم.. فالسيد نجده هنا يلزمهم أن يدخلوا السفينة، وهو ضابط الكل سمح بأن ريحاً عظيمة تهب فتعذب الأمواج السفينة، أماّ هو فيمضى إلى الجبل ليصلى. وأثناء رعبهم ليلاً وسط البحيرة يأتى إليهم ماشياً على البحر وأراد أن يتجاوزهم (مرقس) فصرخوا إليه، فدخل إلى السفينة، وللوقت صارت السفينة إلى الأرض (يوحنا) وسكنت الريح (متى). ما هو الدرس الذي يعطيه السيد المسيح هنا لهؤلاء التلاميذ الذين يحلمون بالملك الأرضى؟
صعوده للجبل= أنه هو السماوى، ويلزمهم أن يفكروا في أنهم أيضاً صاروا سماويين، وغرباء عن الأرض، لا يجب أن تداعب خيالاتهم أفكار المجد العالى. وأنه لن يبقى على الأرض بل سيأتى يوماً وهو قريب ينطلق فيه إلى السماء، يصعد للسماء ليجلس عن يمين أبيه، وبهذا يعد لهم ولنا مكانا، فلن نبقى هنا .
ليصلى=المسيح يصلى، هذا علامة صلته بالآب. ونحن نصلى لتكون لنا صلة بالله، وتذكرنا الصلاة بأننا غرباء في هذا العالم، وتحفظنا في سلام وسط العالم المضطرب لكن المسيح يشرح أهمية الخلوة. وأهمية الصلة مع الله وسط الضيقات.
السفينة=المسيح سيصعد إلى السماء ويترك كنيسته وتلاميذه في العالم والعالم. ملىء بالتجارب والضيقات، هو هائج على أولاد الله، وعلينا أن نفهم هذا ولا نستغرب إذا هاج العالم.
الرياح والموج=هو هياج العالم ضد الكنيسة (السفينة). والله يترك الشيطان (رئيس سلطان الهواء اف2: 2 ) يهيج العالم (البحر) ويستهزئ به إذ أنه سيجد نفسه أنه نفذ دون أن يدري إرادة الله (مز1:2-6).
المسيح يسير على الماء = علينا أن نفهم أنه مهما هاج العالم ضد الكنيسة فهو مازال تحت سيطرة رب المجد فهو الله. هو ضابط الكل، لا يمكن لإنسان أن يمد يده علينا ما لم يسمح له رب المجد بهذا (يو10:19-11) هذه المعجزة تثبت لاهوته.
أراد أن يتجاوزهم = المسيح يتراءىأمامنا ولكن لا يتدخل في حياتنا ما لم نطلبه. (هكذا فعل مع تلميذى عمواس) والدرس ان نلجأ له بالصلاة في الضيقة.
هدوء الريح ووصول السفينة للبر=فى الوقت الذي يراه رب المجد أنه وقت مناسب تهدأ الريح، وتنتهى الضيقة ولكن إلى ان تنتهى الضيقة فوجوده في سفينتنا يملأ القلب سلاما. والمعنى العام لما حدث أو الدرس الذي أراد السيد أن يعطيه لتلاميذه أن لا يفكروا في أي مجد عالمى، بل هم سيواجهون بإضطهادات عنيفة ولكنها تحت سيطرة رب المجد، هو حقاً سيصعد للسماء ولكن لن يترك كنيسته، وفي الوقت الذى يراه مناسباً تهدأ الثورات ضد الكنيسة وسيظل هذا حتى تصل الكنيسة للبر أي للسماء عند إنقضاء هذا الدهر. وكانت هناك دروس إضافية، فالسيد بعد معجزته الباهرة، الزمهم أن يدخلوا السفينة حتى يعانوا من البحر الهائج فلا ينتفخوا بل يعرفوا ضعفهم، إذ أن الجموع ستعطيهم إكراماً زائداً لأنهم تلاميذ هذا المعلم.
قارن آية (15) مع آية (23) نسمع كلمة المساء =فعند اليهود مساءين كل يوم (هذا يشبه قول الإخوة المسلمين المغرب والعشاء)
(يو 17:6-18) لاحظ الكلمات الظلام أقبل.... ولم يكن يسوع قد أتى إليهم.... وهاج البحر = هذا يعنى أن عدم وجود يسوع في حياتى يشعرنى بهياج العالم ضدى وبالظلمة.
(يو 21:6) فرضوا = صحة الترجمة تلهفوا أن يقبلوه.
- فى الهزيع الرابع من الليل= أى من الساعة 3 إلى الساعة 6 صباحاً. أي أن التجربة إستمرت فترة طويلة. وهذا درس لنا أن لا نتضايق إذا استمرت التجربة فترة طويلة فوراء الإنتظار نفع كبير، بل أطلب الرب وهو سيأتى في الوقت المناسب، ويدخل لحياتك ويكون هو سلامك. بلا أن المياه المضطربة أي التجارب هي التي حملت المسيح إلى التلاميذ، فالتجربة التي نخاف منها هي التي يأتى المسيح إلينا من خلالها.
(مت 27:14):- أنا هو هو الإسم الالهى "يهوة" خر 14:3 فالمسيح هو يهوة.
(مر52:6) لأنهم لم يفهموا بالأرغفة إذ كانت قلوبهم غليظة= أراد المسيح أن يظهر لتلاميذه أنه سر الشبع الروحى لهم، وهو الذي سيعطيهم حياة أبدية وذلك بأن أظهر لهم قوته الخالقة في معجزة إشباع الجموع، لكن إذ إتجه فكرهم للمجد العالمى بدلاً من الشبع الروحى، أراد المسيح أن يظهر لهم أنه لا معنى لأن نبحث عن مجد عالمى وسط عالم مضطرب، بل أن المسيح هو سر سلامنا وشبعنا الداخلى وسط هذا الإضطراب.
بطرس يسير على الماء:-

هذا معناه ببساطة أن أي واحد مناّ قادر أن ينتصر على ضيقات العالم، ندوسها ولا نعبأ بها طالما أن المسيح معنا، وطالما نحن ناظرين إليه، يضطرب العالم في الخارج، ولكننا ونحن ناظرين للمسيح تمتلىء قلوبنا من السلام فنطأ التجارب ولا نهتم بها، ولا نفقد سلامنا الداخلى.
ونلاحظ أن بطرس سار على الماء طالما كان ناظراً للمسيح، ولكن لما نظر للمياه غرق، هو شك لأنه رأى الأمواج عظيمة والهواء رياحه عظيمة.هو كان إيمانه عظيماً إذ ألقى بنفسه في البحر لكن عاد للسلوك بالعيان لا بالإيمان، ونحن يجب أن نسلك بالإيمان لا بالعيان. وعلاج ضعف الإيمان تثبيت النظر على المسيح دائماً دون النظر لكمية المخاطر التي نتعرض لها. فلو ركزنا أنظارنا على حجم المشكلة يتزعزع إيماننا، أما لو ركزنا أنظارنا على المسيح يثبت إيماننا.
ولاحظ أن المسيح لم يهدىء البحر حتى يسير بطرس على الماء، بل هو أعطاه أن يسير فوق البحر المضطرب، وهذا معناه ببساطة أنه لا يجب أن ننتظر حتى تنتهى التجربة لنحيا في سلام، بل أننا قادرين بالمسيح الذي فينا أن نحيا في سلام وسط التجربة.
عموماً حتى لو بدأنا نغرق في هموم التجربة ومشاكلها فلنصرخ مع بطرس يا رب نجنى والمسيح يمد يده لينتشلنا. ولكن ما يجعلنا نغرق هو قلة الإيمان = يا قليل الإيمان لماذا شككت
سير المسيح فوق الأمواج =يعنى سلطانه وأن كل شىء خاضع لهُ، هو الذي يسيطر على الأحداث
سير بطرس فوق الأمواج =يعنى إنتصار المؤمن على آلام العالم، أي قدرته أن يحيا في سلام بالرغم من كل ألام العالم.
(مت34:14-36 + مر53:6-56):-
(مت34:14-36):-
فلما عبروا جاءوا إلى ارض جنيسارت. فعرفه رجال ذلك المكان فأرسلوا إلى جميع تلك الكورة المحيطة واحضروا إليه جميع المرضى. وطلبوا إليه أن يلمسوا هدب ثوبه فقط فجميع الذين لمسوه نالوا الشفاء.
(مر53:6-56):-
فلما عبروا جاءوا إلى ارض جنيسارت وارسوا. ولما خرجوا من السفينة للوقت عرفوه. فطافوا جميع تلك الكورة المحيطة وابتداوا يحملون المرضى على أسرة إلى حيث سمعوا انه هناك. وحيثما دخل إلى قرى أو مدن أو ضياع وضعوا المرضى في الأسواق وطلبوا إليه أن يلمسوا ولو هدب ثوبه وكل من لمسه شفي.
ذاعت شهرة المسيح فأتى إليه المرضى وكل من لمسه ُشفِىَ. وهل لابد أن نتلامس مع المسيح لنُشفى. التلامس ليس هو التلامس الجسدى بل بالإيمان، فكل من أدرك من هو المسيح وآمن به، تلامس معهُ ينال الشفاء الروحى أرض جنيسارات= تعنى "جنة السرور" وهي سهل خصب يقع على الشاطىء الغربى للبحيرة وكفر ناحوم في أقصى الشمال بالنسبة لها.
وحقاً هي ستكون لنا جنة السرور على الأرض إذ نتلامس مع المسيح ونعرفه من هو وننال شفائنا الروحى ونمتلىء سلاماً.
لماذا ذكرت قصص شفاء هنا؟ ببساطة أنه وسط هياج العالم عمل المسيح هو شفاء الناس ليوصلهم للملكوت، بل هو يستغل هذه الضيقات في شفاء الناس.



رد مع إقتباس
Sponsored Links

اضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
انجيل, تفسير, متى

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مكتبة تفاسير الكتاب المقدس amgd bishara مكتبة الكتب 2 07-06-2013 07:08 PM
ألحان فترة اسبوع الالام من احد الشعانين الى القيامة تحميل مباشر Team Work® قسم الحان اسبوع الالام 2 04-14-2013 04:51 PM
ألحان فترة اسبوع الالام والى القيامة ... ملفات روعة تحميل مباشر Rss مواضيع منقولة من مواقع اخرى بخدمة Rss 2 03-17-2010 01:05 AM
حصــرى* انجيل متي ملحن بصوت الشماس بولس ملاك * pavlous تفاسير الكتاب المقدس العهد الجديد 4 01-04-2010 08:12 PM
كل ما يخص اسبوع الالام و القيامة المجيدة - الالحان و القرءات و تأملات نورالمنتدى قسم الالحان السنوية و الحان التسبحة 10 04-17-2009 12:42 AM

Rss  Rss 2.0 Html  Xml Sitemap SiteMap Info-SiteMap Map Tags Forums Map Site Map


الساعة الآن 12:14 AM.