... ما نريد أن نقوله بخصوص معنى كلمة ( المسيح ) ... :
بسبب تعدي آدم " ملكت الخطية على الكل " ( رو5 : 14 ) . وفارق الروح القدس الطبيعة البشرية التي صارت مريضة في كل البشر . ولكي تعود الطبيعة البشرية من جديد إلى حالتها الأولى احتاجت إلى رحمة الله ، لكي تُحسب بموجب رحمة الله مستحقة الروح القدس . لذلك صار الابن الوحيد كلمة الله إنساناً ، وظهر للذين على الأرض بجسد من الأرض ولكنه خال من الخطية ، حتى فيه وحده تتوج الطبيعة البشرية بمجد عدم الخطية . وتغتني بالروح القدس ، وتتجدد بالعودة إلى الله بالقداسة . لأنه هكذا تصل إلينا النعمة التي بدايتها المسيح البكر بيننا . ولهذا السبب يُعلمنا داود النبي المبارك أن نرتل للابن : " أنت أحببت البرّ وأبغضت الأثم ، لذلك مسحك الله إلهك بزيت البهجة " ( مز 45 : 7 ) .
فكأن الابن قد مسح كإنسان بمديح عدم الخطية . وكما قلت أن الطبيعة البشرية قد مُجدت فيه وصارت فيه مستحقة للحصول على الروح القدس الذي لن يفارقها كما حدث في البدء بل صارت مسرته أن يسكن فينا (1) .
لذلك أيضاً كُتب أن الروح القدس حلَّ بسرعة (2) على المسيح واستقر عليه ( يو1 : 32 ) ، فالمسيح هو كلمة الله الذي لأجلنا صار مثلنا ، وفي صورة العبد ـ ومُسِحَ كإنسان حسب الجسد ، ولكنه كإله يُمسح بروحه الذين يؤمنون به .
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
(1) الروح القدس
(2) يشرح القديس كيرلس الكبير في هذا النص من إنجيل يوحنا معنى حلول الروح القدس بشكل حمامة أي الطيران السريع كعلامة على الشوق