[ريم الخوري]

معروف أنّه عندما يشعر المسيحي أنّه ارتكب خطيئة، يتخلّص منها عن طريق الاعتراف والحلّ الذي يعطيه إياه الأب الروحي، بقراءة الأفشين المناسب. إلا أنّه إذا كان هوى ما يكمن وراء هذه الخطيئة مسبباً إياها، فإن غفران الخطيئة لا يستأصل الهوى ويرميه بعيداً، وبالتالي لا يصير الإنسان بلا هوى وكاملاً. ومن الممكن جداً أن هذا الشخص سوف يعود مجدداً إلى ارتكاب هذه الخطيئة نفسها بسبب ذلك الهوى الكامن وراءها. لا نقصد هنا تعداد السبل إلى استئصال الأهواء خاصةً أنها لا تفارق الإنسان كما يقول المزمور "منذ شبابي أهواء كثيرة تحيط بي، لكن أنتَ يا مخلّصي تعطّف علي وخلّصني".
نذكر هنا فقط أنّ الهوى قد لا يفارق الإنسان مباشرةً كما يصير مع الخطيئة عند صلاة الأب الروحي، ولكن على الأكيد أنّه يضعف، وينتهي ببطء عندما يلجأ المسيحي المجاهد إلى الأسلحة الروحية المناسبة. في ما يلي سوف نورد مثلاً مبسّطاً عن كيف تضعف الأهواء تدريجياً.
في ما مضى من الزمان، انتهى أحد الرجال الحسني النية إلى أن يصير سارقاً للحيوانات، وتطور الأمر إلى هوى عنده. بعد أن تعرّف على أحد الآباء الروحيين، اعترف بخطاياه وبهذا الهوى، وساعده الشيخ على قطع هذه العادة تدريجياً، لأنّه ميّز استحالة قطعها مباشرة. وقبل أن يمضي قال له الشيخ: "إسدِ لي خدمة ولا تسرق أيّ حصان بعد الآن". فأجاب: "نعم، هذا سوف يكون سهلاً". وبالفعل توقف عن سرقة الأحصنة.
عند مجيئه في المرة التالية إلى الاعتراف عند الأب الروحي، سأله الشيخ قبل ذهابه: "أرجو أن تسدي لي خدمة ولا تسرق أي ماعز بعد الآن". فأجاب: "سوف أفعل، مع أن الأمر يبدو عسيراً، إلا إني سوف أفعل كما تقول". وتوقف عن سرقة الماعز.
ومرة بعد مرة، وبالطريقة عينها كان الشيخ الروحي يحذف نوعاً من أنواع الحيوانات التي اعتاد أن يسرقها هذا الإنسان. إلى أن أتى الرجل إليه يوماً مفعماً بالفرح وبادره قائلاً: "يا ابتِ لم يبقَ إلا الدجاج".

صلواتكم

المصدر: †† ارثوذكس †† - من قسم: المرشد الروحى (كلمة الله التى تؤثر فيك)

[aymonded]

طبعاً الخطية حينما تتوغل في داخل الإنسان ويعيش معها زماناً طويلاً تترسخ كعادة في داخله تربي الهوى (الأهواء) عنده وتصير جرثومة القصد السيء النابع من قلب محباً للشهوات ، لأنها تسبب له لذة داخليه ترتاح لها نفسه ، فتنزع من طبعه مخافة الله التي يفقدها الإنسان حينما يتمرس في الخطية وحياة الشر والفساد وعادات شهوات القلب الذي تصير محبوبة لدية فتطرحه بعيداً عن الله ...

والأب الروحي بحنكة المتدرب على حركات النفس الغير سوية بإرشاد الروح القدس ، يجعل الإنسان يتواجه مع نفسه ويعرف حقيقة ذاته في أصل خلقتها وطبيعتها الداخليه ويكشف عورة القلب ومصيبة الشهوات التي أصابت النفس بالشلل الروحاني حتى أنه غير قادر على الانفلات والفكاك من قيودها التي صارت مرعبة لكل من يبصر داخل هذه النفس بالروح ...

وللأسف الكثيرين ينظرون للتخلص الشكلي والظاهري للخطية ولا يعملون على إستأصالها داخلياً ، وعلاج القلب بالروح ، لأن الداء في القلب موجود والخطية مستقرة فيه ، وأن تم استأصال الداء الأصلي سيُشفى الإنسان بالتمام ، والمشكلة تكمن في ركيزتين يعتمد عليهما شفاء القلب :
[1] المحبة الإلهية
[2] سر التقوى أو مخافة الله

وبدون هذان لن تتحرر النفس إلا بالشكل فقط أو العلاج النفسي الظاهري لتغيير السلوك الخارجي ، إنما لا ينشأ من ذلك علاقة حية مع الله الحي ليتغير الإنسان ويتطبع بالطبع الإلهي ويدخل في خبرة حرية أولاد الله ...

___________________
آسف للتطويل، ولكن احببت أن يكون الموضوع متكامل بعض الشيء ، واشكرك على هذا الموضوع الهام جداً للغاية ، أرجو أن الكل يستفاد به ويتعرف على نواحي النقص في داخله ليأتي لرب الجنود الكامل طالباً قوة تغيير وتجديد للنفس مع قدرة إلهية من عند أبي الأنوار ليصلب الجسد مع الأهواء والشهوات ويحب الرب من كل قلبه وفكرة ونفسه وقدرته ، باذلاً نفسه وكل ما يحبه من أجل محبة الرب يسوع والامتلاء بروحه القدوس ليتقدم نحو الله الآب في المسيح يسوع بإيمان حي عامل بالمحبة ...

أقبلي مني كل تقدير لشخصك الحلو ؛ النعمة معك

[اشرف وليم]

شكرا علي الموضوع الجميل
الرب يبارك حياتك

[elphilasouf]

أشكركم ع الموضوع المميز .. القصه روعه يا أخت ريم و المزمور كالجوهرة في الموضوع ....
لكن أيه تفسير

[1] المحبة الإلهية [2] سر التقوى أو مخافة الله

وكيف نكتسبهم يا أستاذ أيمن

[aymonded]

المحبة الإلهية تأتي أولاً بمعرفة النفس في حقيقة جوهرها والتعرف على عمل المسيح الخلاصي من جهة غفرانه ومحبته الشديدة للنفس في المخدع وقراءة الكلمة ، والإصرار على أن الله يعطينا هذا الحب بالصلاة الدائمة عن احتياج حقيقي ، ومنها تأتي مخافة الله بحلوله الخاص داخلنا ...
لأن المحبة تبدأ من الله بسكيب الروح القدس ، ونحن لا نقدر أن نصنعها ، ولكن ممكن أن نتحسسها في داخلنا لأن لدينا حنين واشتياق قوي لله وهذا دليل حقيقي على بذرة الحب فينا ، فأن راعيناها بالتوبة والابتعاد عن الإثم لأنه يبردها ويطفئها فسيبدأ الله في مدها بزيت الروح فتشتعل بقوة وتزداد مع الأيام بحفظ الوصية وقبول الآلام والضيقات بصبر وشكر لله الحي الذي يمد النفس بقوة نصرته ...

وهبنا الله فيض المحبة وفعل قوتها حتى تولد فينا مخافته العظيمة
النعمة معك يا محبوب الله

[elphilasouf]

اشكرك ع ردك الي فرحني جدا يا أستاذ ايمن
لكن في موضوع نفسي فعلا نتناقش فيه لو الأخت ريم تسمح

من حيث إن الخدمة وخدمة الوعظ بالتحديد أتركزت بالاكثر ع الوصايا وتنفيذها ، لكن مركزتش ع أننا نتعرف علي عمل المسيح مع الأنسان من بداية الخليقة وقصه الخلاص بالتحديد ، وعمل النعمه فينا ، متهيألي أن الأهتمام بدول هيسهل تنفيذ أي وصيه مهما كانت ؟!!

وأعتقد ده كان نفس الموضوع إلي طرحته الأخت ريم ابل كده من فترة قريبه جدا
إن المخدوم لحد فترة طويله جدا من بدايه حياته مش بيكون مستوعب حب ربنا الفعلي ليه ، وعلقته بربنا بتكون علاقة تنفيذ فروض لأجتلاب رضا الله المخوف !!

أشكر ربنا ، أن الكنيسة مازال فيها واعظين رائعين زي أبونا تادرس يعقوب ملطي ، و أبونا داوود لمعي وغيرهم كتير إلي خلونا نركز علي عمل ربنا المحب وليه علي وصاياه ...

[aymonded]

المشكلة يا محبوب الله الحلو أن معظم الوعظ أصبح عاطفي نفسي ، يحرك عواطف الإنسان ويؤثر فيه تأثير وقتي يزول بعد سماع العظة ، يا اما أصلاً جاف لا يوجد فيه حياة ويعطي ناموس للتنفيذ ، ومعظم العظات المطروحة من الخدام والكهنة تشمل العشور والبشور والفشور والقشور ، هههههههههه مش قصدي طبعاً ، أنا بس بوضح أن أغلب العظات عن العشور وغيرها من القوانين الناموسية التي لا تعطي قابيلة للإنسان لمعرفة الله ، بل مجرد تنفيذ وصايا جافة ظناً منه انها تبرره أمام الله ...

فما يحتاج إليه غالبية الوعاظ هو أولاً الخبرة وتذوق معرفة الله على مستوى الحب ومخافة الله في سر التقوى ، وتسليم خبرة الحياة مع الله بالشركة ، التي فيها يواجه الإنسان نفسه ويعرف حقيقتها وكما قال الأب القديس الأنبا أنطونيوس الكبير : [ من يعرف نفسه يعرف الله ومن يعرف الله يستحق أن يعبده بالروح والحق ]

المشكلة كلها أن معظم الوعظ اليوم وغالبية الخدام لا يعرفون مسيح الخلاص الأبدي الذي يجدد النفس ويغيرها بطبع فيها صورته الخاصه وتسري فيها محبته التي تجعل الإنسان يتذوق خبرة حرية مجد أولاد الله ، ويدخلوا في علاقة شركة محببة مع الله القدوس الذي وحده يبرر الإنسان ويثمر فيه أعمال صالحة بثمر الروح القدس ، فيصبح الإيمان حي ينتج منه روح إفراز وتمييز ويبصر الإنسان الله ولا يحتاج لأحد أن يوجهه وتسقط معظم الأسئلة التي تدور في ذهنه لأن المسيح نفسه حاضر ومعلن في قلبه بالسرّ ، والمسحة أي الروح القدس الساكن في قلبه يعلمه كل شيء ويوجه قلبه لله الحي، فيقدر أن يميز التعليم الصالح من الفاسد وما هو من الناس وفكرهم الشخصي وما هو من الله وبالروح القدس ، ويحيا في ملئ الاتضاع باذلاً ذاته من أجل المسيح حبيبه الخاص الذي به يقرب لله الآب في الروح القدس قائلاً أبي أو أبانا كشركة مع الكنيسة الجامعة ككل ...

حقيقي نحتاج اليوم لأناس يحيون بالحب مع شخص المسيح الكلمة
ويقدمون خدمة المصالحة مع الله والناس في سر التقوى
آسف للتطويل ولكن أحببت أوضح مشكلة الوعظ اليوم
أقبل مني كل حب وتقدير
النعمة معك

[ريم الخوري]

والمشكلة تكمن في ركيزتين يعتمد عليهما شفاء القلب :
[1] المحبة الإلهية
[2] سر التقوى أو مخافة الله

وبدون هذان لن تتحرر النفس إلا بالشكل فقط أو العلاج النفسي الظاهري لتغيير السلوك الخارجي ، إنما لا ينشأ من ذلك علاقة حية مع الله الحي ليتغير الإنسان ويتطبع بالطبع الإلهي ويدخل في خبرة حرية أولاد الله ...
اول شيء بدي اشكرك على متاعبةالموضوع
ثاني شيء على كلام حضرتك المتتم للموضوع وهو فعلا الموضوع الهدف منه التميز بين نوع الخطاياي اوقات كتيرة الانسان بيتوب وبيعترف بس ميش بيخلص من الخطيئة لان اسساس التوبة كان ضعيف لا يعتمد على عمل وقوة الروح في احياء التوبه في النفس ولان هي هوي متاصل في النفس يحتاج لعلاج روحي بكافة الوسائل الروحية لذلك الانسان وخاصة الاب الروحي وحدة قادر ان يميز اي نوع من الخطاياي هي والمثال اللى انطرح على سبيل التوضيح كيف ان الاب الروحي ممكن يساعد التائب في علاج جذور الخطية من النفس من خلاال تدريب الجسد ايضاً
شكرا كتير ليك لاضافتك الرائعة استاز ايمن لانها اضافت بعد اخر للموضوع
كمان لردك على الاخ فيلو كمان كلام جميل جدا الرب يبارك تعبك وفعلا الوعط يجب ان تضرب اوتارة في القلب والنفس وتترك اثر لا ان يدخل كعابر سبيل في حياة المؤمن هكذا نستطيع ان نقول ان كلام الوعط هو وعط فعلا حياة تنبض بالروح فينا .........وافضل مثال لا حصر الذهبي الفم من عدة قرون ولا زال افضل واعط نتعلم منة الكثير والكثير ..........
شكراً ليك استاز ايمن الرب يحفظك

[aymonded]

متعنا الله معاً أن ندخل في سر الحياة في المسيح يسوع
لأننا تعبنا حقاً من الكلام الفكري النظري الجاف والصراع بين الفقهاء في العلم الذي ينفخ
وليس في الروح الذي يبني ويُدخل الإنسان في علاقة حياة ومسرة بشركة مستمره حية مع الله القدوس
الذي أعلن ذاته في ملء الزمان شخص حي وحضوراً مُحيياً يشفي أعماق النفس من الداخل
فلنصلي بعضنا من أجل بعض في هذه الأيام الصعبة
النعمة تغمر قلبك سلام وفرح دائم

[ريم الخوري]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة elphilasouf أشكركم ع الموضوع المميز .. القصه روعه يا أخت ريم و المزمور كالجوهرة في الموضوع .... لكن أيه تفسير وكيف نكتسبهم يا أستاذ أيمن

شكرا اخي فيلو الرب يبارك حياتك وشكرا ليك على استفسارك لاثارة هذا النقاش عادي يولو ناقش متل ما بدك مدام بصلب الموضوع او جنبة ههههههههه ولا يهمك