[aymonded]

الإنسان الذي يعرف الله وتطهر من خطاياه بدم الرب الذي يطهر أعماق القلب من الداخل [ طوبى للذي غفر إثمه و سترت خطيته (مز 32 : 1) ] ، يستر عيوب الآخرين بسهولة ويخدمهم بالحب ، فكما أن الله ستر عيوبه ولم يحسب له خطية حينما تقدم لعرش رحمته بتوبة قلبه متكلاً على الرب لأنه قوة بحر غفراننا الأبدي ، هكذا هو أيضاً يتشبه بالمسيح الرب ويغفر لكل من يخطأ إليه ، وأيضاً يحترم الآخرين ويُقدرهم جداً ، بل ويحب كل خاطئ وضعيف ويصلي من أجله كثيراً جداً حتى يعطيه الله نفس ذات الغفران وقوة الحياة الأبدية ...

فالمسيح الرب أحب العالم كله بكل من فيه ، الفاجر قبل البار والضعيف قبل القوي ، والمزدرى والغير موجود ، وأدنياء العالم قبل شرفاءه ، وكان الرب يُلبي دعوة من يدعونه لولائمهم مهما كانت سمعتهم سيئة ويُشاركهم موائدهم ، لكي يُعبَّر لهم عن قوة واتساع محبته الشديدة جداً !!!

وفي الواقع مستحيل أن يحب الإنسان ويخدم هؤلاء المُحتقرين والمنبوذين من الناس والمجتمع إلا إذا انكشف له هو شخصياً حب الله الشديد له ، الذي قدمه له بدون أي استحقاق [ ... الله بين محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا ] (رومية 5: 8)

فإن كنا حقاً نطن في أنفسنا أننا خداماً حقيقيين نخدم الله بالصدق ، وليس بالقول إنما بالفعل ، فكيف نتجاسر على أن نُدين الآخرين أو نقاضيهم على خطاياهم ، ونرفض توبتهم أو لا ندعوهم ليقبلوا حياة الله داخلهم ، أو كيف نُشهر بهم ونعلن خطاياهم ونحتقرهم في قلوبنا !!!

بل الخادم الحقيقي الذي أحب الله وذاق قوة غفرانه ، فهو يتضع للتراب ويضع نفسه جنباً إلى جنب مع المذنب المُدان ويعتبر نفسه محروم مع المحروم ، فيعمل كما أتى المسيح الرب ساعياً في طلب الإنسان الضال !!! بل ويجلس عند قدميه ويغسلهما بفرح بدون أن يتأفف أو يتذمر ...

+ أتريد يا أخي ، وتريدي يا أختي أن تخدموا الرب فعلاً وعلى مستوى الحب وتكونوا مقبولين عنده جداً وتصيروا أغنياء بحلوله في هيكل جسدكما ، فافعلوا مثل هذا المثال الرائع :

[ كان هناك أخ قد أخطأ خطية بشعة للغاية ودخل الكنيسة ، فطرده القس من الكنيسة ، حينئذٍ قام الأب بيساريون وخرج معه قائلاً : وأنا أيضاً خاطئ ]

ولنصغي لكلمات القديس مار إسحق السُرياني :
[ عندما تُعطي ، أعطِ بسخاء ، وبوجه بشوش . وأعطِ أكثر مما يُطلب منك. ولا تُفرق بين غني وفقير . لا تسعى إلا أن تعرف من هو مستحق ومن هو غير مستحق . ليكن كل الناس متساويين لديك ، فقد تقدر بمحبتك أن تجذب حتى هؤلاء المرذولين إلى فعل الصلاح ... فالرب كان يرتضي بأن يأكل على مائدة العشارين (الجُباة الظالمين) والزواني . فلم يتحاشى أبداً مُجالسة ذوي السمعة الرديئة والمنبوذين (بحسب الشريعة اليهودية) ، حتى يجتذب الكل بحبه الإلهي الشامل ... لذا وجب علينا أن نفعل الخير ونُقدم التكريم لكل الناس على السواء حتى لو كانوا كافرين أو قتلة ، لأن كل إنسان هو أخونا في الطبيعة حتى ولو نأى بنفسه عن طريق الحق دون أن يدري ]

نحن كلنا نُسيء إلى المسيح الرب القدوس يومياً ، وذلك :
+ حينما نجرح المحبة ، عندما لا نُريد أن نغفر لإخوتنا ما أخطأوا به إلينا
+ وعندما أيضاً ما نُسيء إلى الآخرين عوضاً عن أن نحبهم
+ وعندما نتهكم بل ونُهين ونحتقر كل من لا يتفق معنا في الدين أو الفكر
+ وعندما نستهزئ بعقائد الآخرين ونصغر من شانهم
+ وعندما نرفض الخطاة ولا نقبل أن يكون وسطنا أحدٌ خاطئ وكأننا نحن الأبرار والمقبولين عند الله فقط .
+ وعندما نغلق أبواب الملكوت في وجوه من لا نحبهم أو نريد أن يكون لهم شركة معنا .

وبالرغم من إننا نُخطئ في حق الله القدوس ونتعدى على وصاياه ، وبالرغم من إننا نفعل ما لا يُرضيه ، ولكن مع ذلك كله ، فأن المسيح الرب لا يزال يحبنا ، لأنه قد مات لأجلنا لكي يهب لنا الحياة الأبدية بقيامته !!!

أن أردنا فعلاً أن نكون خدام ، فلنغسل أرجل خطاة الأرض ونحب المزدرى والغير موجود ، ونكرم محتقري الأرض ونصلي من أجل أعداءنا ، ونحب مضطهدينا لكي نكون أبناء أبينا السماوي بالصدق والحق فعلاً ... فكونوا مُعافين باسم الرب وبروح المحبة والسلام الدائم

المصدر: †† ارثوذكس †† - من قسم: قسم اعداد الخدام واجتماعات الخدمة

[Biko]

تعيش وتكتب
موضوع جميل ربنا يعوضك
صلى لاجلى

[emmmy]

أن أردنا فعلاً أن نكون خدام ، فلنغسل أرجل خطاة الأرض ونحب المزدرى والغير موجود ، ونكرم محتقري الأرض ونصلي من أجل أعداءنا ، ونحب مضطهدينا لكي نكون أبناء أبينا السماوي بالصدق والحق فعلاً



صححح تمام كلمات فى نتهى الصواب
مرسى استاذ ايمن ربنا يباركك

[aymonded]

وهبنا الله القدوس أن نتلامس معه ونعرفه إله الحياة والنور لكي ما نسلك في النور ويتمجد فينا بسكيب المحبة في قلوبنا بروح المحبة والوداعة، كونوا معافين باسم الرب وفي روح المحبة والوداعة آمين