أنت غاضب من قريبك ، تحتقره ولا تُريد أن تتحدث إليه بسلام وبمحبة ، لأن في أخلاقه وحديثه وطباعه غلاظة وخشونة ، ومباغتة ، وإهمالاً وعدم اكتراث وكل ما لا يُسرّ !!!
أو لأنه أكثر اعتداداً بكرامته مما هو ضروري ، أو لأنه متكبر مغرور ولا يحترم غيره !!!
+ ولكنك أنت يا طبيب قريبك ومعلمه ، أنت أكثر منه إجراماً " أيها الطبيب أشفِ نفسك " ( لو4: 23 ) ، أيها المعلم علم نفسك !
واعلم أن الضغينة وانتقامك لنفسك ، وغيظك ، كل هذا أكثر الشرور مرارة
+ فهل من الممكن أن تُعالج الشرّ بالشرّ ؟
ومادامت الخشبة في عينك ، هل يمكنك أن تخرج القذى الذي في عين أخيك ؟
لا يُصحح الشر والأخطاء إلا بالخير والمحبة والشفقة والوداعة والإتضاع والصبر .
اعترف بأنك أعظم الخطاة ، أو أنك أعظم خطايا من الذين يظهرون لك أنهم خطاة أو من هم خطاة فعلاً ، واعتبر نفسك أسوأ وأدنى منهم .
إنزع من نفسك الضغينة التي تضمرها والضجر والغضب ، ثم فكر في شفاء الآخرين
وحتى يتم ذلك استر خطايا الآخرين بتسامح المحبة .
+ فماذا يكون حالنا لو أن كل واحد يقف بالمرصاد لخطايا قريبه ؟
لن يكون هناك إلا عداوة أبدية وشقاقاً ، لأنه من هو من البشر لا إثم فيه ؟
ولذلك أمرنا السيد الرب أن نغفر لمن أساء إلينا لأنه لو أن الله يراقب آثامنا مراقبة شديدة ، فمن يمكنه أن يقف أمام عدالته ( مز130 : 3 ) ( مت 6: 14 ) .
ما أغرب ما نعمل ! نقف أمام مذبح المحبة ، أمام المحبة المتجسدة ذاتها وليست لنا محبة الواحد منا للآخر ! ولا يهمنا هذا !
+ لكن المحبة لن تأتي من ذاتها بدون غيرتنا ومجهودتنا ونشاطنا .
_________________________
عن كتاب حياتي في المسيح صفحة 289 - 290
My Life In Christ
وهو مقتطفات من يوميات الأب جون اليتش سرجييف ( الأب يوحنا كرونستادت )
وهي مترجمة عن : E.E. Goulaeff, St. Petersburg
الناشر : كنيسة السيدة العذراء بمحرم بك ، إسكندرية
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
أرسل هذا الموضوع إلى صديق
أنت غاضب من قريبك ، تحتقره ولا تُريد أن تتحدث إليه بسلام وبمحبة
المواضيع المتشابهه
العرض الشجري