رد: +++((( أرني أين قال المسيح أنا هو الله فاعبدوني؟ )))+++
كُتب : [ 07-20-2008
- 11:13 AM
]
يوسف رياض
تابع ما قاله المسيح عن نفسه كإله متجسد من خلال إثباتات الكتاب المُقَّدس على ذلك
ذكرنا في العدد الماضي أن المسيح قال أنه الأزلي الواجب الوجود, وقال إن له ذات الكرامة الإلهية, وفي هذا العدد نواصل أقوال المسيح
3- قال المسيح أنه ابن الله الوحيد
فلقد قال لنقيوديموس: "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية لأنه لم يرسل الله ابنه إلى العالم ليدين العالم بل ليخلص به العالم. الذي يؤمن به لا يدان والذي لا يؤمن قد دين لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد" "يوحنا 3 : 16 – 18" يقول البعض – بجهل أو بخبث - إن الكتاب المقدس عندما يقول إن المسيح هو ابن الله فهو بذلك نظير الكثيرين من الخلائق الذين دعوا "أبناء الله" مثل الملائكة "أيوب 1 : 6 ، 2 : 1" أو مثل آدم "لوقا 3 : 38" أو مثل المؤمنين "غلاطية 3 : 26" لكن الحقيقة أن الفارق بين الأمرين واسع وكبير. إن الملائكة وكذلك آدم اعتبروا أبناء الله باعتبارهم مخلوقين منه بالخلق المباشر وأما المسيح فهو ليس مخلوقاً بل هو الخالق "يوحنا 1 : 3 ، كولوسي 1 : 16" ثم إن المؤمنين هم أبناء الله بالإيمان وبالنعمة "يوحنا 1 : 13، 1يوحنا 3: 1" أما المسيح فهو الابن الأزلي وسوف نعود لهذا الأمر في الفصل التالي عند حديثنا عن المسيح ابن الله. على أن الآية التي نتحدث عنها هنا قاطعة الدلالة، فهي تقول عن المسيح أنه "ابن الله الوحيد" (ارجع أيضاً إلى يوحنا 1: 14، 18،1 يوحنا 4: 9 "وعندما يقول أنه ابن الله الوحيد فهذا معناه أنه ليس له شبيه ولا نظير، ولقد كرر المسيح الفكر عينه في أحد أمثاله الشهيرة حيث ذكر المسيح أن الإنسان صاحب الكرم "الذي يرمز في المثل إلى الله" أرسل عبيداً كثيرين إلى الكرامين ليأخذوا ثمر الكرم لكن الكرامين أهانوا العبيد وأرسلوهم فارغين، ثم يقول المسيح: "إذ كان له أيضاً ابن واحد حبيب إليه أرسله أيضاً إليهم أخيراً قائلاً إنهم يهابون ابني "مرقس 12: 6" وواضح أن العبيد الكثيرين هم الأنبياء. وأما الابن الوحيد الذي أرسله إليهم أخيراً فهو الرب يسوع المسيح ويوضح كاتب الرسالة إلى العبرانيين هذا الأمر عندما يقول: "الله بعدما كلم الآباء بالأنبياء قديماً بأنواع وطرق كثيرة كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه.. الذي به أيضاً عمل العالمين. الذي وهو بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته" "عبرانيين 1 : 1 – 3"
ونلاحظ أن المسيح لما كان هنا على الأرض لم يستخدم عن الله سوى تعبير الآب أو أبي ولم يستعمل تعبير "أبانا" قط وذلك لأن هناك فارقاً كبيراً بين بنوته هو لله وبنوتنا نحن وبعد قيامته – له المجد – من الأموات قال لمريم المجدلية "إني أصعد إلى أبي وأبيكم" (يوحنا 20 : 17) لقد صرنا نحن أبناء الله بالنعمة وأما هو فكذلك من الأزل.
صحيح هو قد سبق وقال عن نفسه لنيقوديموس أنه ابن الإنسان (ع 14) والآن يقول أنه ابن الله الوحيد (ع 16) وفي الحالتين استخدم التعبير ذاته "يؤمن به" وذلك لأننا نؤمن بالطبيعتين اللاهوتية والناسوتية في المسيح فهو "ابن الله الوحيد" وهو أيضاً "ابن الإنسان" هو الله وهو الإنسان في آن واحد.
ثم تفكر في هذا المجد: فيقول المسيح لنيقوديموس: "لكي لا يهلك كل من يؤمن به" بالابن الوحيد أي شخصه المعبود "بل تكون له حياة أبدية" وأيضاً: "الذي يؤمن به لا يدان والذي لا يؤمن قد دين لأنه لم يؤمن باسم الله الوحيد" (يوحنا 3 : 18) إنه هو إذا سر الحياة الأبدية وهو السبب للدينونة الأبدية.
أفليس لهذا من معنى يا أولى الألباب؟
4- قال المسيح: "أنا والآب واحد"
فلقد قال المسيح لليهود: "قلت لكم ولستم تؤمنون.. لأنكم لستم من خرافي.. خرافي تسمع صوتي وأنا أعرفها فتتبعني. وأنا أعطيها حياة أبدية ولن تهلك إلى الأبد.. أبي الذي أعطاني إياها هو أعظم من الكل ولا يقدر أحد أن يخطف من يد أبي. أنا والآب واحد" (يوحنا 10: 25 – 30)
هذه الآيات تتحدث عن أن المسيح هو مصدر الحياة الأبدية لمن يؤمن به باعتباره المحيي كما تتحدث أيضاً عن قدرة المسيح باعتباره "الراعي العظيم" على حفظ الخراف بحيث أنه أكد أنه لا يقدر كائن أن يخطف أحد خرافه من يده.
هنا نجد قدرة المسيح كالحافظ، وهي قدرة مطلقة، وفي أثناء الحديث عن تلك القدرة الفائقة أعلن هذا الإعلان العظيم "أنا والآب واحد". هنا نجد المسيح للمرة الثالثة – بحسب إنجيل يوحنا – يعلن صراحة للجموع لاهوته ومعادلته للآب، كانت للمرة الأولى في يوحنا 8 : 58 وهنا نجد المرة الثالثة، وفي هذه المرات الثلاث حاول اليهود رجمه لأنهم فهموا تماماً ما كان المسيح يقصده من كلامه. في المرة الأولى في يوحنا 17 : 5 تحدث المسيح عن معادلته للآب في الأقنومية عندما قال لليهود: "أبي يعمل حتى الآن وأنا أعمل" وفي المرة الثانية في يوحنا 8 : 58 تحدث عن أزليته عندما قال: "قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن" وهنا في المرة الثالثة تحدث المسيح عن وحدته مع الآب في الجوهر.
يدعي بعض المبتدعين أن الوحدة هنا هي وحدة في الغرض بمعنى أن غرض المسيح هو بعينه غرض الله لكن واضح من قرينة الآية أن الوحدة بين الابن والآب هي أكثر بكثير من مجرد الوحدة في الغرض وإن كانت طبعاً تشملها، كان المسيح يتحدث عن عظمة الآب لا عن غرضه فيقول: "أبي الذي أعطاني إياها هو أعظم من الكل".. ثم يستطرد قائلاً: "أنا والآب واحد" فالوحدة المقصودة هنا هي وحدة في الجوهر، وهذا التعليم مقرر بوضوح في كل إنجيل يوحنا. واليهود الذين كان المسيح يوجه كلامه إليهم فهموا تماماً كلام المسيح بدليل عزمهم على رجمه باعتباره مجدفاً.
إن تلك الحجارة التي رفعها أولئك الآثمون تصرخ! نعم إنها تصرخ في وجه من ينكر أن المسيح قال إنه الله.
إن تلك الحجارة التي رفعها أولئك الآثمون تصرخ! نعم إنها تصرخ في وجه من ينكر أن المسيح قال أنه الله.
فلماذا- لو كان المسيح يقصد أي شيء آخر – أراد اليهود رجمه؟!
5- قال المسيح إن من رآه فقد رأى الآب
قال الرب يسوع لتلميذه فيلبس: "أنا معكم زماناً هذه مدته ولم تعرفني يا فيلبس! الذي رآني رأى الآب فكيف تقول أنت أرنا الآب؟ ألست تؤمن أني أنا في الآب والآب في؟ (يوحنا 14: 9، 10).
هذه الأقوال قالها المسيح رداً على فيلبس عندما قال له: "يا سيد أرنا الآب وكفانا" لاحظ أن فيلبس لم يقل "نريد أن نرى المسيا" أو "المسيح" بل قال: "أرنا الآب" فكانت إجابة المسيح بما معناه: كيف لم تعرفني حتى الآن يا فيلبس رغم أنك من أوائل تلاميذي؟ ليس معنى ذلك أن فيلبس لم يعرف أن يسوع هو المسيح المنتظر، كلا، لقد عرفه كذلك وعرفه من أول لقاء له معه إذ قال لنثنائيل: "وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والأنبياء" (يوحنا 1: 43 – 45) لكن المسيح هنا كان ينتظر من فيلبس، ومن باقي التلاميذ أن يدركوا من معاشرتهم للمسيح على مدى أكثر من ثلاث سنوات أنه ابن الآب، المعبر عنه. لأنه هو والآب واحد (يوحنا 10: 30) لقد قال المسيح له: "ألست تؤمن أني أنا في الآب والآب في؟" وكون الابن في الآب والآب في الابن فهذا يدل على المساواة في الأقنومية والوحدة في الجوهر. ونلاحظ أن المسيح – بحسب إنجيل يوحنا – أكد أن من يعرفه يعرف الآب (يوحنا 8: 19، 14: 7) وأن من يبغضه يبغض الآب (يوحنا 15: 23) وأن من يؤمن به يؤمن بالآب (يوحنا 10: 40، 12: 44، 14: 1) وأن من رآه فقد رأى الآب (يوحنا 14: 9، 12: 45) وأن من يكرمه يكرم الآب أيضاً (يوحنا 5: 23)!
وإننا نقول كما قال أحد المفسرين: إن إنكار لاهوت السيد إزاء هذه الكلمات يظهر مدى ظلام الذهن الطبيعي. فكيف يمكن لشخص ثبت – في كل أعماله وأقواله – أنه كامل، أن يقول مثل هذه العبارات، إن لم يكن هو الله؟! لا يمكن لشخص مسيحي اليوم مهما بلغت درجة كماله، أن يقول إن من رآه فقد رأى المسيح، إلا إذا كان مدعياً، فكم بالحري لشخص يهودي أن يقول إن من رآه فقد رأى الآب!
أذكرونى فى صلواتكم
|