[اشرف وليم]

(( هلموا اشربوا من ماء الرب ))

بقلم سالم متي

(( أيها العطاش جميعا هلموا إلى المياه والذي ليس له فضة تعالوا اشتروا وكلوا بلا فضة وبلا ثمن) اش:55: 1))

تنبأ اشعياء عن فداء الرب يسوع وعن عطاءه اللامحدود للإنسان الخاطي , للفقراء للذين ليس لهم ما يشترون به للمعوزين, تنبا عن مياه يسوع التي تجرف كل الخطايا مجانا, والتي تفيض لتعطي الغير, تنبا عن المحبة الصادقة

المحبة

هي المياه الجارفة لكل الخطايا ,
هي باب مفتوح للتوبة الصادقة ,
هي العشق اللامحدود من الله للانسان ,
هي التضحية والفداء البديلي المجاني,
هي العطاء بغير حدود ,,
هي الرب يسوع المسيح ,,
اذا لننهل من هذه المياه المملوءة بالمحبة الجارفة لكل الخطايا, كي يصبح ينبوع داخلنا يفيض الى الجالسين في ظلال الموت, يقف اليوم الرب يسوع كما وقف بالامس, لينادي باعلى صوته :

((وقف يسوع ونادى قائلا ان عطش احد فليقبل الي ويشرب , 38, من امن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه انهار ماء حي, 39 قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنين به مزمعين ان يقبلوه,) يو 7 : 37 - 39 ))

ما هو هذا الماء الذي يفيض الى انهار ماء حية .؟ وكيف نناله.؟ وهل هو مسموح لنا نواله.؟

الماء

هو الروح القدس ,
هو كلمة الله ,
هو تعاليم الرب يسوع المسيح,
هو الرب يسوع المسيح ,,
يعرف ربنا يسوع المسيح هذا الماء ويقول:
( قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنين به مزمعين ان يقبلوه),,
اذا الماء يفسره هنا بالروح الذي يقبله كل المؤمنين , اما كيفية نواله فهو بالايمان , لانه يقول:
(من امن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه انهار ماء حي, ) كيف يمكن للمؤمن ان تجري من بطنه انهار ماء حية , وهنا تاتي المياه بمعنى كلمة الله , التي اذا امن الانسان بابن الله وبالمغفرة لخطاياه , وامن انه سيحيا بالمسيح , بل هو حي الان مع المسيح , فعندما يتكلم الى الناس عن المسيح واعماله, الروح القدس يملا فمه من الكلام ليتكلم حسب ما يريد الروح ان يتكلم , فترى هذا الانسان يتكلم وكانه قد زرعوا فيه مسجل, ويخرج الكلام من فمه لكنه لا يذهب سدى , بل يلمس قلوب الناس السامعة وتنخس الكلمة في قلوبهم., اذا الانهار التي تجري هو الكلام الذي يلقيه المؤمن الى الناس, ومع هذا فكثيرا ما يتعلم هو بالذات اشياء كثيرة من خلال كلامه عن الله لم يكن يعرفها سابقا, لهذا شبه الرب يسوع كلام الله بالماء الذي قال عنه ان من يشربه لن يعطش الى الابد, وينبع الى حياة ابدية,,

(( كل من يشرب من هذا الماء يعطش ايضا, 14 ولكن من يشرب من الماء الذي اعطيه انا فلن يعطش الى الابد, بل الماء الذي اعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع الى حياة ابدية, )) يو 4 : 13 و 14))

كما قال الرب يسوع عن نفسه انه هو خبز الحياة , هكذا قال عن نفسه انه الماء , واذا نظرنا متفكرين قليلا نرى ان الانسان لا يقدر على العيش في الحياة الارضية بدون خبز , وهكذا ايضا لا يقدر ان يعيش الانسان بدون ماء , المادتين الاساسيتين للحياة الجسدية هو الخيز والماء , بهذا عرف الرب يسوع الانسان بانه كما لا حياة على الارض بدون الخبز والماء , هكذا ايضا لا حياة في السماء بدون خبز ( يسوع ) وماء ( روحه), فالخبز هو الرب يسوع والماء هو روحه وكلمته التي تقود الى حياة ابدية, فلهذا قال في يوحنا :

(( انا هو خبز الحيوة, من يقبل الي فلا يجوع ومن يؤمن بي فلن يعطش ابدا , ) يو 6 : 35))

ولكي يؤكد كلامه لنا بان الماء هو الروح قال لنا :

(( من ياكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وانا فيه , ) يو 6 : 56))

وهنا الجسد يمثله بالخبز , والدم هو الروح الذي يسكن فيه, فبهذا يثبت الانسان المؤمن بالمسيح, وما الاوخارستيا الا علامة على اكل جسد المسيح وشرب دمه للحياة الابدية, فالاكل والشرب هو المسيح نفسه, وفي رؤيا يقول:

(( والروح والعروس يقولان تعال, ومن يسمع فليقل تعال, ومن يعطش فليات, ومن يرد فلياخذ ماء حيوة مجانا,) رؤ 22: 17))

نعم تعال ايها الرب يسوع , ولنقل جميعا تعال ايها الرب يسوع ,
انه ماء النعمة المحررة من عبودية ابليس ومن جميع خطايانا, وليس بغيره الحياة , لا بالاعمال الحسنة ولا بالنيات الطيبة يخلص الانسان , ولكن بالمسيح نفسه اذ قال في رؤيا:


( انا هو الالف والياء البداية والنهاية, انا اعطي العطشان من ينبوع ماء الحيوة مجانا,) رؤ 21 :6))


فهل انت عطشان الى الرب يسوع .؟ اذا تعال واشرب الى ان ترتوي ولكن لن ترتوي ! لان حب المسيح حياة مستمرة وبقدر ما انت عطشان فسيطفئ ظماك بمراه وبكلماته وحبه لك , ولاجل ان يطفي ظماك يجعل فيك ينابيع ماء حية تفيض منك انت لتعطي الاخرين ,هكذا تبقى دوما مع يسوع وتاخذ مجانا لتشرب وتعطي مجانا ليشربوا,

المصدر: †† ارثوذكس †† - من قسم: التأملات الروحية والخواطر الفكرية