أنواع الصلاة ، وجوهر الإيمان
للأب صفرونيوس الجزء الثاني
الصليب بداية الصلاة
( للعودة للجزء الأول أضغط هنا )
٥- صلاة التائبين تبدأ بالصليب ، وتنتهي بالقيامة ، أي قيامتنا نحن في اليوم الأخير.
٦- الصلاة التي تبدأ بالصليب ، ليس فقط برشم الصليب ، وإنما بطلب الالتصاق بالصليب ، لا يمكن أن تتحول إلى طريق الشر . أقول هذا بيقين ؛ لأن من يطلب أن يكون مع يسوع المصلوب لا يمكنه أن يصلِّي ضد أعداءه ، أو يطلب الشر للذين يكرهونه ، أو يصلِّي من أجل نجاح في تنفيذ ُأمور شريرة .
لنقف عند الصليب لكي نتعلم من يسوع المصلوب كيف نسلِّم كل شيء للآب : الفكر والإرادة والمشاعر والنفس والجسد ، وكل الأُمور الخاصة بالحياة الحاضرة ؛ لأننا عندما نفعل ذلك - بمحبة - نقترب من معرفة الأُمور الآتية.
فالصليب هو نافذة الحياة الآتية ، أي تلك التي خلقتها المغفرة ، وجعلت المحبة الإلهية جوهرها هو المحبة والعطاء .
أنظروا ماذا يقول الرب نفسه : " لا تخف أيها القطيع الصغير ، (أي قطيع الحملان ، لا تخف من الصليب )؛ لأن الرب قد سر أن يعطيكم الملكوت" (لو ١٢: 32 ) . وهذا هو طريق : ولذلك قال بعدها : بيعوا ما تملكون وأعطوه صدقًة (راجع لو ١٢) ؛ المصلوب الذي تجرد من كل الأشياء ، حتى ملابسه ُأخذت منه بإرادته ، لكي يصلب عاريًا . أما هو فقد رأى مجده في التحرر من القنية ، أما جنود الرومان ورؤساء اليهود ، فقد اعتبروا هذا عارًا .
يا لغرابة هذا التعارض . ما يحسبه الرومان واليهود عارًا ، هو ما يحسبه الرب نفسه مجدًا وخلاصًا ومحبة للآب . هكذا َقَلب الصليب موازين ومقاييس كل الأشياء .
لنحيا حسب الصليب ، ونلبس الصليب في القلب ، وفي النية الداخلية ؛ لكي إذا ما غاص الصليب واستقر في أرواحنا ، وصار هو الاعتقاد والشعور والإرادة، تحولت أرواحنا إلى شبه يسوع المصلوب.
عن رسالة حياة الصلاة للمبتدئين للأب صفرونيوس تحت عنوان
أنواع الصلاة وجوهر الإيمان فقرة 5 – 6 ص 16 - 17
تمت ترجمة هذا النص بمساعدة نيافة الأنبا مكسيموس مطران القليوبية المتنيح ،
وتمت المراجعة في ٢يناير١٩٨٤ . وتمت إعادة كتابة النص في١٧ديسمبر١٩٨٩ . ٢ديسمبر١٩٩٨
- يتبـــــع –