[ماريان]

سأل الولد الأستاذ وقال له
ليه الناس إنهارده مش زى زمان و بيبيعوا المسيح ؟
الاستاذ
قصدك إيه ببيبيعوا المسيح
الناس زمان كانت بتستشهد وتقدم حياتها للمسيح و تستحمل عذابات كمان سنين طويلة بس إنهارده فين ناس كتير بتبيع المسيح وتنكره و تسيبه و تصرفاتها بقت زى الناس التانية مش زى أولاد ربنا
إرتبك الأستاذ و حاول يجاوب على السؤال الصعب ده
لأ إزاى فيه ناس كتير لسه بتحب المسيح و عارفه طريقه و بتحب تخدمه
الولد
ززى حضرتك كده يا أستاذ
سرح الأستاذفى كلام الولد الصغير وحب يبص على نفسه و حاله و خدمته اللى بداها من سنين طويلة
كانت خدمته من غير خبرة بس فيها حماسة وافكار تقضة عشر سنين لقدام و كانت الحماسة و الغيرة على بيت ربنا وألاده اهم المواضيع عنده اهم من الدروس و تحضيرها و الكلام اللى هيوصله للأولاد
بس فكر شوية و لقى إن الأفكار راحت و الحماسة إختفت و بقى فيه هدف واحد بس كان حلمه سنة ورا سنة و كان حلم مخيف مزعج بيكبر و يفترس الأحلام و محبة الخدمة من غير ما يدرى
و الهدف كان يكبر فى الخدمة و إسمه يتردد على كل لسان الكبير قبل الصغير و يعلى و يعلى لفوق و كان فعلاً بيعلى بس كانت حاجات كتير بتقع منه فى لاطريق من غير ما يحس
فكر فى السنين اللى ضاعت منه فى اوهام خايبة و فى المشاكل اللى إفتعلها تحت ستار حبه للكنيسة و الخدمة
فكر فى شيطان الذات اللى إحتل قلبه و هدم كل الحصون والقلاع و إستسلم له بدون مقاومة او تفكير
فكر فى الهدف الحقيقى و الطريق الوحيد اللى ضاعوا وسط زحام المشغوليات و الذات والنفس اللى إداها اكتر من حقها على حساب أولاد ربنا - الأولاد اللى ربنا سلمه له امانة ووزنة يحافظ عليها و ينميها و يكبرها فى حبه و حضنه بس بدال ما يكبرها دفنها وسط أرض بور ناشفة جافة ومتشققة لأن بقالها سنين و سنين ما إتروتش بحب المسيح و القرب منه
زرع كتير و كتير بس فى الأرض اللى ما تديش غير شوك وحسك و النتيجة والحصاد مر علقم
و السؤال كان إيه - السؤال كان ليه الناس بتبيع المسيح السؤال كان عام من طفل صغير لخادم كبير بس إكشف غن السؤال كان ليه و اللى سأله كان المسيح شخصياً زى ما سأل شاول الطرسوسى شاول شاول لماذا تضطهدنى
المسيح كان بيسأل إنت ليه بعتنى و إيه كان التمن
ما قدرش الخادم الكبير يجاوب على السؤال المحرج ده وحس بالمرارة والندم لأنه باع شخص الحبيب بأرخص الإثمان
ندم وتاب وصلى قدام صورة المسيح وطلب الغفران لأنه تاب توبة حقيقية و عاهد ربنا انه يختفى هو و يظهر بس المسيح و يكون هو هدفه وطريقه الوحيد
و غبتدأ الخادم من جديد بحماس و حب و غيرة حقيقية وقرب من الأولاد اكتر وحببهم فى شخص المسيح وجاوب على الولد مرة تانية بس بإجابة مختلفة وقال له
صحيح فيه ناس بتبيع المسيح بس مسيحنا واحد ما بيتغيرش و عشان كده هو برضه بيحب الناس دول و مستنيهم يفوقوا ويرجعوا ويتوبوا و يقدموا توبة حقيقية و عشان يرجعوا لازم يكون فين ناس برضه زيك زعلانين عليهم وبيصلوا لهم إنهم يتوبوا و يتغيروا للأحسن و أكيد ربنا هيسمع و يستجيب و يغير قلوبهم و فكرهم لأنه فاحص القلوب و الكلى
منقول
من جروب ابى سفين
الكاتب نرمين نجيب

المصدر: †† ارثوذكس †† - من قسم: القصص النصية