تذكرنــي
التسجيل التعليمـــات التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة
يمكنك البحث فى الموقع للوصول السريع لما تريد



التأملات الروحية والخواطر الفكرية يتناول التأملات الروحية للأباء الأولين أو القديسين المعاصرين أو أعضاء المنتدى

مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع أرسل هذا الموضوع إلى صديق أرسل هذا الموضوع إلى صديق


شخصيات الكتاب و علاقتها بالأنسان المعاصر

مقدمة : طلب منا فى أعداد خدام ان نقوم ببحث عن موضوع من مواضيع كتاب أعداد خدام , لم أجد ما أستمتع و انا اكتب عنه أكثر من

اضافة رد

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

رقم المشاركة : ( 1 )
مرموره
ارثوذكسي فضى
مرموره غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 28
تاريخ التسجيل : Apr 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 4,026
عدد النقاط : 10
قوة التقييم : مرموره is on a distinguished road
Heartcross شخصيات الكتاب و علاقتها بالأنسان المعاصر

كُتب : [ 05-03-2010 - 12:54 PM ]


مقدمة :
طلب منا فى أعداد خدام ان نقوم ببحث عن موضوع من مواضيع كتاب أعداد خدام , لم أجد ما أستمتع و انا اكتب عنه أكثر من شخصيات الكتاب المقدس و اكثرها داود النبى فمهما كانت شخصية القارئ سيجد ما يشبه فى شخصية داود النبى فقد جمع داود النبى بين عدة شخصيات فرأينا جانب من شخصية طفل شجاع و شاب هارب و رجل نادم على خطيته و أب حزين على أبناءه , فهو شخصيات
التناقضات , و لاحظنا ان مشاكل الانسان فى هذا الوقت لا تختلف كثيرا عن مشاكل داود , من منا لم يحاول حماية من يحبهم او يرعاهم مثلما حاول داود حماية الخراف من الاسد و الدب , من منا لم يضعف أيمانه و ثقته فى الله و وصل الى مرحلة يأس شديدة , من منا لم يطارده شخصا بسبب كره او غيره مثلما هرب داود من وجه شاول , من منا لم يخونه من وثق فيه و اعتبره صديقه فى حياته مثلما خان يوناثان صديقه داود , من منا لم يسعى الى خطية ما مبررا لنسفه الخطيه , مثلما سعى داود للمرأه التى أشتهاها , من منا لم يرجع فى يوم من الايام الى الله منكسرا خاطئا , من منا لم يحزن عندما يرى من يحبهم منكسرين مثلما حزن داود على أبنائه . و لكن لن نتكلم فقط عن داود و لكننا سننطلق مع موسى بين البحر و سنشاهد النزاع بين أبراهيم و لوط و سنتعجب لطاعة أسحاق ....
داود شخصية التناقضات
لقد أتضح ان داود النبى هو شخصية تاريخيه فلقد ظهر أسمه على " مسلة تل دان1 "الاثرية و تاريخ أسلافه رائع و بديع ومجيد وباعث على الإلهام إلا أنه لم يخل من بعض لوثات الخطيئة في بعض الأحيان (تك 37: 26 و 27 و 38: 13-29 و 43: 8 و 9 و 44: 18-34 يشوع 2: 1-21)
و داود ملك على اسرائيل " الاثنى عشر سبط " و قد اختاروه شعب اسرائيل .
لكن ما نريد التركيز عليه فى شخصية داود النبى هو تناقضات شخصيته فهو يشبه جميع طبقات المجتمع أى منا قد يرى نفسه فى داود الطفل و الشاب و المحارب و الخاطئ و القائد و الملك و اليأس ..
ولكن ما سنتكلم عنه من شخصية داود هو الشخصيه الخاطئه و التى تلمس كل فئات المجتمع بكل أعماره و كيف تعامل داود مع خطيته :
سعى داود للخطيه :
كل منا له لحظات ضعف و يأس و من منا لم يبرر خطيته يوما ما ؟ فقد تبرر كذب لحماية أنسان ... و هنا نأتى لداود أشتهى أمراة أحدى محاربيه فى الجيش ..
و فكر معى كما أخذ من الوقت ليدبر ما قد يبعد زوجها " اوريا" ليتخذها زوجة له فقد أرسل رساله فى يد أوريا و لك ان تتخيل ان اوريا حمل رسالة موته فى يده التى تقول ان يضعوا اوريا فى الصفوف الاولى فى الحرب مما يضمن قتله ...
لا تظن ان فى ابسط الخطيه " و نحن الذين نعتبر بعض الخطايه بسيطه " فالكذب لا يفرق عن تدبير داود لقتل روح انسان ليشبع رغباته فعندما تكذب و تقنع نفسك انك بهذا تنقذ الموقف فى الحقيقه ان تبعث برساله موت اوريا " رساله من الكذب "
فليتنا نفكر فى كل مره نخطط لخطيه ما انها رساله موت .لان داود عمل ما هو مستقيم في عيني الرب و لم يحد عن شيء مما اوصاه به كل ايام حياته الا في قضية اوريا الحثي (1مل 15 : 5)
هل فعلت كل حياتك ما يرضى الرب الا فى خطيه واحده ؟
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
1- " مسلة تل دان " الاثرية : و يقال ان أقأمها ملك أرمانى فى شمال أسرائيل و تحتوى نقوش أرمانيه تخلد ذكرى أنتصار الارمانين على العبرانين . أما التوقيت و التاريخ و اللغه يشيرون الى انه ربما الكاتب هو حزائيل أو ابنه بار حداد الثاني ، الذين كانوا ملوك دمشق وأعداء لأسرائيل
ندم داود على خطيته :
ندم داود أشد الندم على خطيته و يمكننا ان نقرأ عن توبته الصادقه فى المزمور 51 و لكن خطيته أدت الى نتائج لا يمكن تجنبها و لكن هنا يأتى المقارنه داود وقع فى خطيه عظمى تكسر وصية الله و لكنه ندم اشد الندم عليها و نرى فى المزمور انفعاله فى اول المزمور و نشعر بحزنه و تخيل دموعه و ثقته فى اخر المزمور فى رحمة الله .. ليتنا نستطيع ان نصل لقلب داود النادم ليتنا فى خطيانا الكثيره نندم هذا الندم الرائع المصحوب بالدموع و طلب الرحمه و الشعور بالخطأ ليتنا ننتبه الى ألفاظنا و افعالنا و تفكيرنا ليكون قلبنا مسكن لله و الروح القدس يبكتنا على كل خطيه ليتنا نتعلم من داود ندمه على الخطيته .
التعامل مع الاعداء :
كما نعرف لقد اضطهد شاول داود النبى و طارده لمدة طويله و لكن ما نريد ان نخرج منه من هذه المرحله من حياة داود النبى هو ان فى احدى المرات عن مطاردة شاول له كان شاول نائما و كان بأستطاعة داود قتله و لكنه لم يفعل و اكتفى بقطع قطعه من طرف جبة شاول ليثبت له ان فى مقدوره قتله و لكن لم يفعل ... هنا نأتى و نقف قليل كثيرا يريدون ان يظهروا قوتهم لأعدائهم و نستمع لكثيرا يبدئوا بالدعاء الى الله لقتل أعدائهم لكن الحقيقه القوة هى ما فعلها داود مع شاول انه لم ينتقم منه و ترك أتكاله على الله .
داود و جاليات :
كل منا له جاليات الخاص به .... و لكن فى الحقيقه كل جاليات ايضا له داود الذى يتكل على أله و لا يخاف من سلطات من امامه و حجمه و مركزه لأن كل جليات اتى بسيف و برمح اما كل داود يأتى بقوة رب الجنود
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
شاول الملك
هو شاول بن قيس من سبط بنيامين، ومعنى اسمه “المطلوب”، أول ملك على اسرائيل و لميكن أختيار الرب بل بطلب من الناس. ملك 40 سنة، ومات منتحرًا على جبل جلبوع فى معركته الاخيرة
في شخصيته دروس وعبر من حياته ومماته..

شاول صاحب المنظر الجذاب والقلب الرديء

كان شاول شابٌ، حسن المنظر (1صموئيل 19)، وأطول من كل الشعب لكن للأسف لم يكن هذا الا منظر خارجيا فقط أما قلبة فكان مبتعدا عن الرب حتى ان الكتاب يصفه " مات شاول بخيانته للرب " و قال عنه الرب " رجع من ورائى و لم يقم كلامى " و ما أكثر أولئك الذين لهم المظهر الجذاب و القلب الكذاب و قال عنهم المسيح " تشبهون قبور مبيضة تظهر من خارج جميلة و هى من داخل مملؤة عظام أموات و كل نجاسة " لنحذر من الانخداع بالمظاهر او الاهتمام بها لان الله يهتم بالقلب أكثر من أى شئ أخر ...
شاول العنيد.. صاحب الكلمات الحلوة والأفعال المرة

منذ أن ظهر شاول في المشهد ظهرت فيه الذات والعناد، فكان يفعل أى شئ بل كل شئ لنفسه " أختار شاول لنفسه ثلاثة ألاف " " و اذا رأى شاول رجلا جبار او ذا بأس ضمه الى نفسه " كان ينفذ نصف ما يقول له الله مستعينا بفكره الشخصى .. و اراد ان يعظم نفسه فنصب لنفسه نصبا و هذا ما يبغضه الله أذا اوصى لا تقم لنفسك نصبا و رغم كل هذه الحماقات تسمعه باكلمات الروحية " لقد أقمت كلام الرب " "ذهبت فى الطريق الذى أرسلنى فيها الرب " ما أصعب أن يكون الانسان مخدوعا بحياته ظنا أنه يتمم وصية الله و يفعل حسب قوله .. و هى أصعب أنواع الخداع و هو خداع النفس للنفس ... ليتنا ننتبه لأنفسنا
.
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــ
موسى ثقيل الفم و اللسان :
حياة موسى مع المصريين : تربى موسى فى وسط مصريين بديانات وثنيه و بالرغم من الحياة المتنعمه و فرصته فى ان يصبح بعد فرعون حيث أنه ابن ابنة فرعون بالرغم من كل ذللك لم يميل عقله .. و " فضل ان يذل مع شعب الله " ... هنا نقف مع موسى و ننظر الى حالنا فى القرن الواحد و العشرين من منا تأتيه فرصه ليصبح فى منصب عالى و يختار ان يكون عبدا و مذلولا ..
نحن فى القرن الواحد و العشرين الديانات اكثر و الحريه اكثر و المغريات اكثر . موسى تعلم من امه و اهله و الان نحن محاطين بالكنائس و الاديره و كلمة الله فى كل مكان و مع ذلك نتركه و نختار العظمه الزائفه ناظرين الى ما يرى الوقتى العالمى .
المقتدر موسى :
لم يكن موسى جميلاً، وعالماً فحسب، بل أكثر من ذلك، كان "مقتدراً في الأقوال والأُفعال" أو جهزه الله ليكون من ذلك النوع من الرجال الذي خلق ليكون قائداً،.. والذي يمكن أن يوصف بصلابة الإرادة، وقوتها. وهنا يكمن الفرق بينه وبين هارون، لم يكن لموسى زلاقة اللسان، التي كانت لأخيه الأكبر
هارون،.. إذ كان هارون من أفصح الناس، وأقدرهم في البلاغة والبيان، لكن هارون كان قصبة تهزها الريح، تقوده الجماهير ، ولا يقودها، وتدفعه ولا يستطيع ردها، وتثور غاضبة فينجرف في تيارها، ومع أنه رئيس كهنة الله،.. و مع أنه عاش عميق الشركة مع الله، ومع أنه ظل إلى آخر عمره، وهو يقدم البخور العطر أمام الله، إلا أنه كان الإنسان الضعيف أمام أية إرادة أقوى وأصلب من إرادته وشجاعته،.. في ثورة غضب صنع العجل للجماهير، وهو يعلم أنه اثم كبير، وفي لحظة ضعف اكتسحته مريم، عندما تآمرت معه على أخيه الحبيب من موسى،.. تستطيع أن تأخذ من هارون أفضله أو أردأه من نوع المصاحبة التى تأتيه من الآخرين،.. أما موسى فهو فرد يصلح أن يكون جيشاً بأكمله،..يقود ولا يقاد، ويتقدم ولا يتراجع، ويحزم الأمر في مواجهة فرعون أو مصر، أو الإسرائيليين جميعاً، أنه من ذلك الصنف الذي خلق ليكون زعيماً وقائداً، لا يتخاذل في أقسى المعارك، أو أشد المحن، التي يمكن أن يمتحن بها الرجال أو الأبطال في الأرض

دعوة الله لموسى ليقود شعبه :
فى الاربعين سنه الثانيه من حياة موسى عاش فى البرية و لكنه رأى الله فى شجرة مشتعله بالنار لا تحترق و امره الله ان يخرج شعبه من ارض مصر و لكن اعترض موسى و قال ان الشعب سيكذبه و لا يثق به ان كلماته من الله فأعطاه الله علامه هى تحويل العصاه الى ثعبان .. و هنا نقف قليل لتأمل هذا الموقف من منا لا تأتيه لحظات ضعف عدم ثقه
فى الله فى ابسط المواقف و لكننا نعترض و لا نتنظر سماع صوت الله الذى يؤيدنا و يفسر لنا ليس عندنا صبر فنحن مثل موسى ثقيلين اللسان و لكن مع الله ...

موسى مع شعب الله :
كما نعرف قائد موسى شعب الله خارج مصر و أظهر الله قوته فى الصعاب فمن يرى مشهد شق البحر و لا يأمن بقوة الله و لكن بعدما شاهدوا كل ذلك و قدوا فتره فى البرية بدأوا فى التمرد على الله ... هنا نقف قليل الا نفعل نحن ذلك فى أشد الاوقات الذى نجد فيها قوتة الله تسندنا من منا لم ينقذه الله من مصائب او مشاكل اوكثير من الاشياء و مع ذلك فى اقل تجربة نتمرد و لا ننتظر معونة و رحمة الله و الحقيقه ان موسى حمى غضبه على الشعب و تمرده و عبادة الاوثان حتى انه كسر لوحى الشريعه الذين كتبوا بأصبع الله و هنا نرى ان الغضب يعمينا من الا نرى الصواب و الخطأ .
عقاب الله لموسى و هارون :
فى أحدى المواقف اصر شعب الله على الحصول على الماء بالرغم من انهم رأوا قوة الله فى أعطائهم الماء اول مره و عندها غضب موسى بشده و ضرب الصخره مرتين دون أن يسأل الله لقد تعود موسى دائما ان يستشير الله فى أصغر أفعاله و فى هذه المره لم يسأله و كعقاب منعه الرب هو و هارون من دخول أرض الموعد و قد يظهر لنا ان العقاب شديد على هذه الفعل الصغير و لكن يرى البعض ان الصخره هى المسيح فيجب على موسى ان يتشير الله فى أقل ما يفعله ... هنا نقف ايضا من منا يستشير الله فى كل خطوه يأخذها و لك ان تتخيل انك فى كل خطوه لم تأخذ فيها رأى الله تجد عقاب و نتائج و لكن اله الان يرحمنا كثيرا فقف قليل مع نفسك و فكر كما من خطوات و مشاوير أخذتها و لم تستشير الله أين أنت من خطة الله لك ؟
موسى و الضربات العشر :
كل فرعون بقوته و عظمته و سلطاته سواء علينا او على من نحبهم يوجد له موسى الذى سيحاول معه بكل ضرباته ... و لو لاحظنا سويا ان فرعون لم يستسلم من اول مره و لا حتى فى عاشر مره بل أستسلم أستسلام ظاهرى فقط و كثيرا ما نجد هذا النوع من الشخصيات الذى لا يستسلم عن الشر و لكن سيأتى وقت لهذا الشخص ويضعف فيه عن الشر و هنا تأتى فرصة التدخل و ظهور القوة الحقيقية و عندما يحاول شخص الفرعون الرجوع لقوتة يكون الوقت قد انتهى لان عند ظهور القوة الاصلية ينتهى فرصة القوة الغير حقيقيه
موسى صديق الله:
لم تكن الصداقة التي تربط موسى بالله مجرد صداقة عادية، بل كانت، من
ذلك النوع المباشر العميق، وتختلف كل الاختلاف عن صداقة الشعب بأكمله،.. فإذا درج الشعب على الاقتراب إلى الله في خيمة الاجتماع، كان جميع الشعب إذا خرج موسى إلى الخيمة يقومون ويقفون كل واحد في باب خيمته وينظرون وراء موسى حتى يدخل الخيمة، وكان عمود السحاب إذا دخل موسى الخيمة ينزل ويقف عند باب الخيمة، ويتكلم الرب مع موسى، فيرى جميع الشعب عمود السحاب واقفاً عند باب الخيمة، ويقوم كل الشعب ويسجدون، كل واحد في باب خيمته، ويكلم الرب موسى وجهاً لوجه كما يكلم الرجل صاحبه، وإذا رجع موسى إلى المحلة كان خادمه يشوع بن نون الغلام لا يبرح من داخل الخيمة!!.. فإذا تطاول هرون ومريم على موسى وإذا زعما أنهما ليسا أقل منه بحال من الأحوال، كان جواب الله على هذا الموقف: "اسمعا كلامي. إن كان منكم نبي للرب فبالرؤيا استعلن له في الحلم أكلمه، وأما عبدي موسى فليس هكذا بل هو أمين في كل بيتي، فماً إلى فم، وعياناً أتكلم معه لا بالألغاز وشبه الرب يعاين
أبراهيم و لوط :
من منا لم تاتيه لحظات الشعور بالذات و الانا و بسبب الانا قام الخلاف بين أبراهيم و لوط و قال الكتاب عنهما وولم تسعهما الارض ان يسكنا معا و حدثت مخاصمه بين رعاة مواشى أبرام و رعاة مواشى لوط لمن تكون الارض المعشبه حتى ان أبانا ابرام قال للوط لا تكن مخاصمة بينى و بينك و بين رعاتى و رعاتك لأننا نحن أخوان أليست الارض كلها أمامك أعتزل عنى أن ذهبت شمالا فأنا يمينا و أن يمينا فأنا شمالا " و هكذا أفترقا .... فكثيرا ما يحدث نزاع بين أقرب الاشخاص و لم نفكر الا فى ذاتنا و منفعتنا الشخصيه .. فنقف قليل لنسأل أنحن لوط الذى بدأ بالنزاع ام أبرام الذى حاول حل الموقف و حتى ان كان بلبعد عن الشخص الاخر و ان كان فلى اعتراض صغير على هذه الطريقة و لكن سبب النزاع هو الذات و لم نفكر فى أن من يعطى الرب يعطيه " المعطى بسرور يحبه الرب " يوجد دائما ما يعوضه الرب عن ما نتنازل عنه لأجل أحد ...

تقديم أبراهيم لأبنه الوحيد :
كما نعرف أن أبراهيم و سارة لم ينجبوا حتى سن متأخر جدا و أنعم الله عليهم بأبنهم أسحاق و هنا أتى الاختبار الحقيقى أن يطلب الله من أبراهيم ان يقدم أبنه الوحيد كذبيحه .... أنتظر قليل... ماذا كنت ستفعل أنت أستقدم أبنك الوحيد ؟ أستقدم كل ما تحبه لأجل الله ؟ دون تفكير ؟ دون تردد؟ أسمح لى بمقاطعة تفكيرك و أطلعك على الاجابه .. " ستتردد " و " تعارض " و ستحاول بكل محولاتك ان تمنع تقديم ما تحبه جدا و سأعطيك مثال من من الاباء عندما يرى أولاده يموتون لا يقف أن يترجى الله ان يبقي اولاده له ؟ أعتقد انك ستجبنى ان هذا موقف طبيعى و لكن عند الله الطبيعى هو ان تقدم أبنك الى الموت مطمئنا أنه فى رحمة الله و ان الله يعرف ما الخير له أكثر منك أيها القارئ ... و هنا قدم أبراهيم أبنه الوحيد الى الله و هنا تأكد الله من محبة أبراهيم له فقال له ان لا يقدم أسحاق.
أسحاق أبن الطاعه :
لنا دروس كثيرا من أسحاق فأطاع أبيه فى أن يذهب و يقدم نفسه ذبيحه لم يذكر الكتاب اعتراض على أبيه و لنتخيل قليل شعور أسحاق و هو مربوط و يحيطه الحطب و يرفع أبيه السكينه ليقتله ! لم يحاول الهرب لم يعترض ! حتى عند قتل أبيه له ! و أبناء هذا الجيل الذين أذا لم يوافق الاباء على أقل طلب يبدأ الاعتراض و المناقشات الطويله جدا و الاتهام بالجهل و عدم الفهم ... و لم يفكر أبناء هذا الجيل ان يفكر مثل أسحاق الذى لم تكن الوصايه يعرفها بعد " أكرم أباك و أمك " و أيها الابناء أطيعوا والديكم " و بالرغم من هذا أطاع والده كان بأمكانه الهرب من والده العجوز و لم يفعل ...
حياة البذل :
كل ما يطلبه الله هو قلبنا " يا أبنى أعطينى قلبك " و ما يطلبه الله ليس قلبك و أنما حبك و دليل الحب هو البذل .. فأنظروا الى أبينا أبراهيم لقد طلب الله منه أن يترك عشيرته و مكانه و كل ما تعود عليه و أطاع أبراهيم لأجل الله و يثبت محبته له متكل عليه فى حياته .. فأذا طلب منك الله ان تترك كل شئ لأجله ماذا ستفعل ؟ و قبل ان تتسرع بالاجابه فكر فيما ستتركه فعليا أستترك أباك و أمك و أخوتك و زوجتك او اولادك او من تحب أصدقاءك المرح الاغانى و الانترنت و الالعاب و التلفزيون ؟ أستترك كل هذا لتثبت محبتك الى الله ؟ و أن تراجعت فى قرارك او ترددت او فكرت فى المجادله مع الله فتأكد أنك وضعت الله فى المرتبه الثانيه او حتى العاشره و هل يستحق الله مننا ذلك ؟ لنقف و نفكر ...
أبراهيم و الخطيه :
عندم انتقل أبراهيم الى الجنوب قال عن ساره أخته فارسال ابيمالك ملك جرار و أخذ سارة ... الا نفعل نحن ذلك و كثيرا ما نخدع أنفسنا و ما حولنا لنصل الى ما نريد
حتى و ان كان ما نريد هو اصغر الاشياء من منكم لم يشتم مره و يقول انا لا اشتم انى اوصف؟ و كثيرا ما نبرر خطيانا بأبسط الكلمات ؟ و هنا " دعا ابيمالك ابراهيم و قال له ماذا فعلت بنا و بماذا اخطأت اليك حتى جلبت على و على مملكتى الخطيه العظيمه " فى اغلب الاوقات الرب يبعث لنا برساله من اشخاص لينبهنا و يبكتنا على ما فعلنا و يأتى دور الروح القدس ليبكتنا و لكن فى بعض الاحيان نحن لا نقبل الكلمه و نستمر فى العناد و تغلبنا الشعور بالذات اننا لا نخطئ ...
يعقوب و عيسو:
فى الحقيقه هنا نركز دور الاباء فلقد شجعت أم يعقوب على أن يسرق البكوريه من أخيه و أقنعته أن يستغل جوع أخيه ليبيع له البكوريه و لم تقف عند هذا الحد بل خدع أبيه و "كذب " عليه و أعطاه الطعام على أنه عيسو و أخذ البكوريه بدلا منه ... كثيرا ما يحدث التفرقه بين الابناء و الحقيقه ان الخاسر الوحيد هو الابناء و كثيرا ما ينخدع الابناء بأبئهم و خصوصا لو كانت الاراء حتى لو خاطئه تتماشى مع ما يريدون و لكن لنفكر بالعقل و فكر الله أيريدنا حقا ان نخدع من حولنا .. ليتنا ننسى أنفسنا قليل و نفكر فى عواقب أفعلنا على من حولنا فأنظروا كيف أنتهى بعيسو بالبحث عن أخيه ليقتله ...
عيسو و بيع بكوريته :
وطبخ يعقوب طبيخاً، فأتى عيسو من الحقل وهو قد أعيا. فقال عيسو ليعقوب أطعمني من هذا الأحمر لأني قد أَعْيَيْتُ“... فقال يعقوب: ”بِعْني اليوم بكوريتك " فقال عيسو ها أنا ماض الى الموت فلماذا لى بكورية " فقال يعقوب أحلف لى اليوم فحلف له فباع البكورية بيعقوب فأعطى يعقوب عيسو خبزا و طبيخ عدس فأكل و شرب و قام و مضى فاحتقر عيسو البكورية "
وإذا تمعَّنا في سلوك عيسو، نجده أنه باع بكوريته ليس لأنه كان جائعاً لدرجة أنه خاف ان يموت و لم يجد طعاما فى بيت أبيه أسحق و هذا مستحيل و لكن لان شهوة الجسد التى يمكنه بها بيع ميراث روحى من اجل نزوة عابرة فالذى يعيش خاضعا لشهوة الجسد يقع فى هذا الفخ عينه الذى وقع فيه عيسو " فى لحظة ضعف او توهان عقل او ما يسميه اباء البرية الغفلة
يعقوب و راحيل :
كما نعرف ان يعقوب خدع أخيه و أستغل جوعه ليحصل على البركه من أبيه .. و عند هربه من أخيه حتى لا يقتله ذهب الى أرض لابان و وجد راحيل و أحبها فخدم سبع سنين حتى يتزوجها و عندما حان الوقت خدعه أبيه و زوجه بليئة فخدم سبع سنين أخرى ليتزوج رحيل أى خدم يعقوب أربع عشر عام ليتزوج من يحب ... هنا نقف و نشاهد شاب اليوم الذى يكون مع فتاه و يتنقل بين فتايات كأنهم ألعاب يختار ما يشاء و ما أن يمل يتركها ... أين هذا الحب الذى من أجله نخدم
ارميا و دعوة الله له :
كان عنده 12 سنه فقط لا غير و دعاه الرب قائلا " قبلما صورتك فى البطن عرفتك و قبلما خرجت من الرحم قدستك قد جعلتك نبيا للشعوب " قال أرميا" لا أعرف أن اتكلم لانى ولد " فأجابه الله " لا تقل اني ولد لانك الى كل من ارسلك اليه تذهب و تتكلم بكل ما امرك به لا تخف من وجوههم لاني انا معك لانقذك يقول الرب " فليس هناك من هو صغير عند الرب فكل منا مهما كان سنه له ما يفعله عند الله و له رساله يقوم بها .. و الرب يبعث لنا برساله هامه جدا ألا نقول الكلام المعتاد " انا مازلت صغيرا اريد التمتع بشبابى " فالرب قال أذكر خالقك أيام شبابك فهى أكثر الايام المملؤه بالنشاط و ما أسعد من يكرز نشاطه لخدمة المسيح .. " لا تقل أنى ولد " لا أستطيع التأثير فى العالم و لا تغير و لكن الحقيقه أنت تستطيع بأفتقادك لشخص او مساعدة فقير و ان لم تفعل اى شئ يكفيك أن تظهر بمظهر الله " يروا اعمالكم فيمجدوا أباكم الذى فى السموات "
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
فى الــنــهايـــة
شخصية الكتاب المقدس كثيرا و عديده تحتار فى عقولهم و تعاملتهم و تختار منها ما تقتدى به و من تتعلم من أخطائه و منهم من يصبح صديقك و ترى نفسك فيه ... و دراستهم تأخذ أيام و سنين لا تنحصر فى عده كلمات و حاولنا أن نأخذ أكثر ما يلمس حياتنا الان لنتأمل فيه و نتعلم منه و لا نتمنى شئ ألا ان ننفذ ما تعلمنا حتى نجتاز من الباب الضيق و حتى أن أخطائنا نعود كما عاد داود و أصبح أشهر مزميره هو مزمور ندمه على خطيته و أن احسسنا بصغر نفوسنا يرد علينا الله كما أجاب على أرميا و أذا أصبح من الصعب علينا ان نجد الكلام نجد الله يبعث بمن يساعدنا على كلامنا كما بعث لموسى بهارون ليساعده ...

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
المــراجــع
1- كتاب خبرات فى الحياة الروحية البابا شنودة الثالث
2- كتاب الذات البابا شنودة الثالث
3- كتاب حياة الايمان البابا شنودة الثالث
4- كتاب تأملات حياة داود النبى البابا شنودة الثالث
5- موسوعة ويكيبيديا بالفرنسية الانـتــرنــت





بقلم / مرموره
أذكرونى فى صلتكم




التعديل الأخير تم بواسطة ماروجيرافك ; 05-03-2010 الساعة 05:09 PM
رد مع إقتباس
Sponsored Links

اضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
شخصيات, بالأنسان, المعاصر, الكتاب, علاقتها

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
محاضرات تبسيط الايمان للانبا بيشوى marina shohdy دراسات وأبحاث في الكتاب المقدس 3 09-17-2015 03:40 PM
استحالة تحريف الانجيل david201050 المنتدى العام 0 02-02-2014 04:10 PM
شخصيات الكتاب المقدس كامله ملكه الاحزان رجال ونساء الكتاب المقدس 30 05-31-2010 09:41 PM
تحميل مقتطفات من دروس الكتاب - أبونا داود لمعى من 1 - 89 الزملكاوى البرنس مكتبة الكتب 0 11-09-2009 03:27 PM
ماهو الكتاب المقدس ؟ ماندى1 دراسات وأبحاث في الكتاب المقدس 1 04-25-2009 09:24 PM

Rss  Rss 2.0 Html  Xml Sitemap SiteMap Info-SiteMap Map Tags Forums Map Site Map


الساعة الآن 02:31 PM.