لحظات تأتي نفرح بها وتنتهي
ولحظات تأتي نحزن بها وتنتهي
لحظات نلتقي فيها ونتعارف وتمضي
ولحظات ننأى بها ونعتزل وتزول وتنتهي
في هذا العالم تأتي لحظات وتمضي أيام
نسعد بأوقات ونحزن بأيام
وفي النهاية ليس لنا سوى تساؤلات
من نحن ؟ من أين نأتي ؟ إلى أين نذهب ؟
هل نستمر نحيا لحظات ولحظات أيام وأيام !!!
أم نغوص في أعماقنا من الداخل ونكتشف من نحن إلى أين نذهب وماذا نريد !!!
أم نسير وفق اللحظات العابرة ، لأن العالم يمضي وشهوته تزول ؟!!
يقول القديس مكاريوس الكبير :
(( أن المسيحيين يعرفون جيداً أن النفس هيَّ أثمن من جميع الأشياء المخلوقة ، فإن الإنسان وحده هوَّ الذي صنع على صورة الله ومثاله .. الإنسان هو أعظم قدراً .. فهو وحده الذي سُرَّ به الرب .. فتأمل كرامتك وقدرك العظيم ، حتى أن الله جعلك فوق الملائكة ، لأنه لأجل معونتك وخلاصك جاء هو بنفسه شخصياً إلى الأرض ) (عظة 15 : 43 )
ويقول القديس أغسطينوس:
(( خلقتنا لأجلك ، وقلبنا لازال في قلق إلى أن يستقر ويستريح فيك))
( اعترافات القديس أغسطينوس الكتاب الأول الفصل الأول )
النداء والدعوة هنا هي أن نتغير لا لنعيش لحظات العالم المتقلب والمتغير ، ونظل نتخبط في حياتنا ولا ندرك أنفسنا ولا نعي حياتنا وتصير ذات معنى عندنا ، بل لنحيا في حالة إدراك لذواتنا متعرفين على أصل الصورة الحقيقية التي خلقنا عليها ، وعمق معرفة النفس في المسيح وليست خارج عنه ، لنتعمق في إرادتنا ونعرف ماذا نريد وإلى أين نمضي والمعنى الحقيقي لحياتنا ونحيا ناظرين الرب بوجه مكشوف كما في مرآة نتغير لتلك الصورة عينها من مجد إلى مجد كما من الرب الروح
أقول مع آباء الكنيسة هذا القول الذي أحبه جداً ,أسمحوا لي أن أتشارك به معكم
من يعرف نفسه يعرف الله ، ومن يعرف الله يستحق أن يعبده بالروح والحق
غنى النعمة ووافر السلام معكم جميعاً