وكيف أنجب آدم وحواء بعد التعدي
لماذا سمح الله لٌلإنسان بالتعدي ؟
أولاً : لأن حرية الاختيار هي أساس المحبة ، ولأن القهر والقسر ( الإجبار ) لا يخلق محبة ولا يُنمي المحبة ، بل يجلب العصيان ، ولذلك عندما اختار الإنسان – حراً – كيانه وأحبه بدون الله ، عصى وسقط .
ثانياً : لا شركة بدون المحبة ، ولا محبة بدون حرية اختيار ، وهذا يعني أن تعدَّي الإنسان جعله يرفض الشركة ويترك ينبوع الحياة ، أي الله ويبحث عن ينبوع الحياة في داخله ، ولما لم يجده دخل الموت فكره وقلبه ، وغرس الموت – أي الخوف من الموت – فيه البحث الدائم عن مصدر للحياة خارج كيانه ، فزاد بذلك التعدي .
كيف أنجب آدم وحواء بعد التعدي ؟
والجواب هو إن الله وَعَدَ بالبركة قبل السقوط " أثمروا وأكثروا " ( تكوين 1 : 28 ) . ولما سقط الإنسان وتعدى وصايا الله لم يكسر الله وعده بالبركة رغم سقوط الإنسان ، لأن الله – كشريك للإنسان – قبل أن يسقط الإنسان – كشريك – برفض الشركة والحياة مع الله ، ولكن أمانة الله لم تسمح للإنسان بالعودة إلى العدم ، ومحبته للبشرية لم تتوقف عن العطاء ؛ لأن الله كان يرتب الخلاص حسب كلمات التقوى التي نرددها في صلواتنا الأرثوذكسية (( أنت الذي خدمت لي الخلاص لما خالفت ناموسك ))
رسالة الأب صفرونيوس إلى تلميذه تادرس – المئوية الثانية في التوبة مترجم عن المخطوطة القبطية تحت عنوان
التوبة وعمل الروح القدس في القلب