هل يفارق الروح القدس الإنسان ساعة الخطية ويعود إليه في التوبة ؟ بقلم القديس مار فيلوكسينوس
تحت عنوان لا تطفئوا الروح
حقاً أننا لا نقدر أن نستخدم هذه الكلمة ، وأن ندعو الله أباً لنا إلا بسلطان الروح القدس الذي فينا . ذلك أنه من الواضح أن الذين لم يصبحوا بعد أولاداً لله بواسطة الميلاد الجديد في المعمودية لا يملكون حق استعمال هذه الكلمة ، ولا يقدرون على أن يقولوا " أبانا الذي في السماوات فليتقدس اسمك " . والسبب الواضح هو أن الروح القدس الذي يعطي هذا السلطان ليس فيهم . وعلى العكس من ذلك فإن المعمدين – كما نعلم – حين يقتربون من الأسرار المقدسة يصلون هذه الصلاة بثقة حسب التقليد الذي سُلَّم إلينا من الرب . وبعد ذلك يقتربون من الأسرار المقدسة .
ومع ذلك ، فنحن نعلم أننا جميعاً أخطأنا بشكل ما : سواء كانت خطايانا كثيرة أم قليلة ، بالفكر أو العمل . ولا يوجد بيننا من هو ليس مداناً بالخطية . فإذا كنا جميعاً مذنبين فهل الروح القدس فارقنا جميعاً ؟
وكيف نجرؤ أن نصرخ ونقول " أبانا الذي في السماوات " عندما نقترب من الأسرار المقدسة ؟
وإذ كان الروح قد فارقنا بسبب خطيئتنا ، فبأي سلطان ندعوا الله " أبانا " ؟
وإذا دعوناه وقلنا " يا أبانا " دون أن يكون الله فينا كي يعطينا ذلك السلطان ، فأنها لجريمة كبرى وتمرد ضد الله . ونصبح مماثلين لأولئك الذين بنوا البرج ( في بابل ) كي يصعدوا إلى السماء ، ونُشابه أيضاً ذاك الذي تجاسر وحسب نفسه إلهاً وأراد أن يخطف لنفسه الكرامة التي لم تُعط له ، والي لهذا السبب فقد الكرامة التي كانت له ( أي إبليس ) .
وحتى المؤمنون الذي في وقت الأسرار يدعون الله أباً ، لا يعملون ذلك من ذواتهم ، ولكن الكاهن الذي يتقدم الجماعة هو الذي يسمح لهم بأن يقولوا " يا أبانا " . بل إن الكاهن نفسه ليس له السلطان لأن يدعو الله " أباً " ولا أن يسمح للآخرين بذلك إذا كان صحيحاً أن الروح القدس يفارق كل الذين يخطئون .