جاء فى تثنية 30 : 19 " قد جعلت قدامك الحياة والموت . البركة و اللعنة فأختر الحياة لكى تحيا أنت ونسلك " قد يبدو لأول وهلة أن هذا الكلام غريبا إذ يقول " فأختر الحياة لكى تحيا " . وكأنى بمقدور الإنسان أن يختار الحياة فيحيا أو يختار الموت فيموت .
وهنا نطرح هذه الأسئلة :
س1 : هل هناك من البشر من يختار الموت ويرفض الحياة لأن المنطق والعقل يقولان أن الجميع سوف يختارون الحياة ويرفضون الموت ؟
ج1 : الجواب نقول نعم ونعم . فهناك لا أقول البعض بل الكثيرين والكثيرين جدا وهم غالبية العالم .
س2 : كيف يكون هذا ؟ أى كيف يختار الإنسان الموت ويفضله عن الحياة
ج2 : هذا لا يكون مباشرة فإننا لا نجد إنسانا عاقلا يقول أنا أختار الموت وأرفض الحياة . أنا أود أن أذهب إلى جهنم . بل يكون ذلك بطريقة غير مباشرة مثل :
*- إنخداع الملايين بأكاذيب إبليس وأنبيائه الكذبة ورسله الكذبة الذين يرسلهم إلى العالم لضلال البشر وإبعادهم عن الله الحى الحقيقى خالق السماء والأرض . والتعبد لإلهة غير حقيقية وهمية والسير وراء هؤلاء الأنبياء الكذبة الذين يدعون النبوة وهم أشرار كاذبون لإهلاكهم بتصديق أكاذيبهم وضلالهم وذلك كما قال رب المجد يسوع فى إنجيل متى 24 : 11 " ويقوم أنبياء كذبة كثيرون ويضلون كثيرين " . وحذر من هؤلاء الأنبياء الكذبة فى متى 7 : 15 قائلا " إحترزوا من الأنبياء الكذبة الذين يأتونكم بثياب الحملان ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة " وللأسف الشديد فإن كثيرين يتبعونهم ويربو تعدادهم عن أربعة أخماس تعداد العالم .
*-وهناك الكثيرين الذين أغواهم إبليس بشهوات وملذات العالم وبالشهوات الجسدية الجنسية والزنا والعهارة والفجور والمخدرات و الخمور وخلافه الذين يجرون وراء تلك الشهوات غير عابئيين بحياتهم الأبدية . الذين ينطبق عليهم ما جاء فى رسالة بطرس الثانية 2 : 13 " الذين يحسبون تنعم يوم لذة " .
*- وهناك من أغواهم إبليس بمحبة المال وجعلوا المال إلها لهم وسيدا لحياتهم . كما قال رب المجد يسوع فى متى 6 : 24 "لا يقدر أحد أن يخدم سيدين لأنه إما أن يبغض الواحد ويحب الآخر أو يلازم الواحد ويحتقر الآخر . لا تقدرون أن تخدموا الله والمال ". وهكذا هناك الآف الملايين من البشر ممن يرفضون السير مع الرب يسوع لأمور كثيرة خدعهم بها عدو البشرية إبليس . وبذلك فهم يختارون الموت عن الحياة وسوف يأتى اليوم الذى فيه يجدون أنفسهم فى وسط النار فى جهنم
س3 : كيف ينجو الإنسان من هذا المصير التعس ؟
ج3 : نجد ذلك فى إنجيل يوحنا 3 : 16 إذ يقول " لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل إبنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية " . لقد أعد الله خلاصا لكل شخص فى العالم وما عليه إلا أن يقبل هذا الخلاص المجانى ويأتى إلى الرب بتوبة حقيقية من قلبه , ويشكره من أجله ويعترف له بخطاياه طالبا منه أن يطهره منها بدمه المبارك لأنه مكتوب فى رسالة يوحنا الأولى 1 :9 "إن إعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم " . هذا هو الطريق الوحيد للهروب من الموت إلى الحياة كما قال رب المجد يسوع فى يوحنا 14 :6 "أنا هو الطريق والحق والحياة . ليس أحد يأتى إلى الآب إلا بى" . فهل تقبل ذلك ياعزيزى القارىء؟ أرجو أن تصلى هذه الصلاة من قلبك وقل " يا أبى السماوى أعترف لك إنى خاطىء وينتظرنى موت أبدى, وأشكرك من أجل موت إبنك الوحيد الرب يسوع بدلا منى , فسامحنى على خطاياى وطهرنى منها واجعلنى إبن لك وساعدنى لكى أعيش لك باقى أيام حياتى , فى إسم الرب يسوع تنازل واستجيب ولك كل الشكر". إذا صليت هذه الصلاة القصيرة من قلبك فثق أنه قد إستجاب وغفر خطاياك وإنك صرت إبنا له وسوف تمضى الحياة الأبدية معه فى السماء . وأرجو أن تداوم على قراءة الكتاب المقدس والصلاة والرب يباركك