ضنايا الوحيد - مروح بعيد
بقلم ج - ج
هناك سؤال يدعو للتأمل ... أسمحوا لى ان أشاركم معى فيه ... والسؤال بسيط فى كلماته عظيم فى أجابته .. ما شعور أم النور و أبنها .. وحيدها.. معلق على خشبة الصليب ؟!!! ما هو شعورها الإنسانى ؟ ... وما كم التناقضات التى كانت تجول بكيانها كله كإنسانة ؟!! وما مقدار قبضات قلبها طوال رحلة الصلب ؟ مشوار عمر بأكمله ، مشوار البشرية كلها .. هذا المشوار الذى بدأ بالقبض علية ، المحاكمة و اكليل الشوك والجلد و حمل الصليب و الصلب والطعن !!! هذا الشعور الإنسانى للعذراء الذى لم يذكر فى الإنجيل أو يدون حتى نعلم مقدار ما عانته مريم
و ترك لنا أن نتأمل فى هذا المشوار .. أدعوك لتشترك معى فى التخيل لو استطاع التخيل إدراك مقدار المشوار .. أدعوك لتسطر معى هذا المشهد لو أستطاعت السطور أن تبين لنا كم هذة المعاناة .. لا أعرف كيف كان حال أم الطهر بين كونها أم رقيقة المشاعر ، حنونة ؛ رؤوفه ؛ محبه ؛ متضعه ؛ متواضعه. جمعت خليط عجيب بين أطهر وأرق الصفات البشرية وبين صفات الملائكة في علاقتها بالرب المخلص
ما هو شعورك يا عذراء ؟ يا أم الطهر والعفة .. وهل تملك عليك الألم والأسي لضياع وحيدك !! الذي سلم للموت وأنت تعي ذلك .. آه يا الله بين التناقض الرهيب الذي سطر علي العذراء أن تعيشه .. كل هذا مع فرحة قلبها .. مسكن الرب هذا القلب الذي أختاره يسوع مسكن طاهر ، مقدس ليعيش فيه .. هذا الفرح النابع من إيمانها أن الصليب هو السبيل الوحيد لخلاص جنس البشر ..
آه ...آه.. ياربي ، من التناقض العجيب بين الألم والسرور .. الحزن والفرح .. المرارة والحلاوة .. الأسي والسعادة .. من منا يستطيع الجمع بين الشتيتين ..لا أحد .. لا أحد .
أستمع معي للمرنم يتأمل العذراء تقول :
آه .. آه .. صنايا الوحيد .. مروح بعيد .. وسايب في قلبي ألم وأنكسار .. وبيموت قصادي وأنا مش بأيدي .. غير أن أبكي عليه ليل نهار .. حزينة روحي بعده .. خذوني لحد عنده ..أزاي أعيش في بعده .. وقلبي يكون سعيد .. يا أبني .. آلمك تعبني .. يا جندي خلاص كفاية .. يا حربة في جنب ولدي .. يا شوك أرحم ضنايا ... روحي معذبها دمك .. قلبي نفسه يضمك .. والحضن يا ولدي منك .. يحيني من جديد .. صلبوك قدام عنيا ... طعنوك والطعنة فيه .. حتي حبايبك وناسك .. تركوك يا أبني وحيد ...
ضنايا الوحيد مروح بعيد .