[dr_poula]

الجزء الأول


في يوم مشرق من أيام شهر يناير وقت أجازة نصف السنة تجمع الأولاد في الكنيسة للأشتراك مع رحلة الكشافة ... رحلة بالدراجات . ارتدي الأصدقاء الأربعة تي شيرت أزرق وشورت أبيض وكاب أحمر في شكل فريق متحد . بدأ القائد بصلاة باكر ثم طابور الكشافة والتحية , وأعلن القائد تقسيم كل فصيلة إلي لأربعة أولاد يستلمون خريطة توضح خط سير السباق . والفريق الفائز هو من يصل أولاً لخط النهاية الذي هو كنيسة القديسين مارمرقس والأنبا بطرس في منطقة سيدي بشر . والسباق ليس فقط في السرعة بل في تنفيذ المهام المطلوبة وهي : كتابة أسماء الكنائس التي تمر عليها المجموعات وعلي المجموعة دخول الكنيسة والصلاة بها صلاة " أبانا الذي... " ومزمور واحد تم تحديده , وأيضاً مطلوب كتابة أسماء المستشفيات التي يمرون بها وأيضاً أي سنترال أو كبينة تليفون ( ميناتل أوالنيل أو رينجو) بيشوي :أنا مش فاهم لية طلب مننا قائد الكشافة تسجيل أماكن المستشفيات . عماد : دي مهمه جداً ... لو أنت معاك رحلة أشبال صغيرين وحد أصيب أو تعب تعرف تتصرف . ألبير: طيب والسنترالات والتليفونات ؟ عماد : علشان تتصل بالقائد لو فيه أي مشكلة أو احتجت أي حاجة . اختار الأصدقاء ألبير ليكتب المعلومات بخطه الجميل في كراسة صغيرة , كما أختاروا عماد ليقرأ الخريطة ويتتبع مسارها بدقة . وسارع الأصدقاء بركوب الدراجات والانطلاق في السباق , وكان عماد في المقدمة وخلفه ألبير ثم وسيم . وطبعاً .... احتل بيشوي المركز الأخير وقد أحمر وجهه من العرق ... بيشوي :أنا عاوز أعرف أول أستراحة أمتي ؟
ألبير :استراحة أية يا بيشوي أحنا لحقنا
بيشوي : طيب بالراحة شوية حرام عليكم عماد : شد حيلك أنت .. أحنا لسه في أول السباق . بيشوي : أصل أنا بصراحة مكنتش فاكر أن الحكاية متعبة كده .
ألبير : هي فرصة ممتازة علشان تخس شوية . بيشوي : هي فرصة ليك أنت أنك تتريق علشان عارف أني مش هأقدر أضربك دلوقتي . وسيم : شد حيلك وخليك رياضي . مر الأصدقاء بكابينة تليفون فتوقفوا لدقائق قليلة حتي سجل ألبير مكانها , ثم عادوا الانطلاق ومروا علي كنيسة السيدة العذراء بمنطقة كيلوبترا ودخلوا وصلوا "أباناالذي" والمزمور الذي حدده لهم قائد الكشافة ثم تابعوا السباق ........ ولكن كان في أنتظارهم مفاجأة
[ البقية فى 2 ]

المصدر: †† ارثوذكس †† - من قسم: القصص النصية

[dr_poula]

الجزء الثاني


وفجأة .. في أحد الشوارع الجانبية الهادئة .. شاهد الأصدقاء الأربعة حريق شديد وألسنة نار ولهب ترتفع أمامهم فأسرعوا في أتجاهها , وشاهدوا كوخاً خشبياً يحترق , ورجل عجوز بثياب مهلهلة يحاول وحدة إطفاء النار ولكن النيران كانت أقوي منه .
الرجل العجوز : ألحقوني يا ناس .. ألحقوني يا ناس .. حد يساعدني حد يطفي معايا النار

ألبير : بس أحنا مستعجلين .. أحنا ..

الرجل العجوز : بيتي بيتحرق كل هدومي بتتحرق ...

أوقف الأصدقاء دراجاتهم ...

همس بيشوي في أذن عماد : هوه زعلان علي أية ... هدومه دي عبارة عن شوية خرق قديمة .

عماد : بس يا بيشوي .. دة وقته .
ألبير : حتعملوا أية يا جماعة ..

وسيم : مش معقول حنسيبه كدة .. حنساعدة طبعاً .

نزل الأصدقاء من علي دراجاتهم .. ووجد عماد بطانية قديمة فأمسكها وحاول مكافحة النيران بها .. وأمسك باقي الأصدقاء بجردل وأواني مطبخ وصاروا يملأونها بالماء .. وأخيراً استطاعوا إطفاء النيران .. ولكن بعد أن تحول الكشك إلي رماد .

عماد : يلا بينا .. أحنا كده أتأخرنا قوي .

وأسرع الأولاد لدراجاتهم ليواصلوا السباق ولكن الرجل العجوز أمسك بيد ألبير ...

الرجل العجوز : أنا حاسس أني مخنوق من الدخان وصدري بيوجعني ..

بيشوي : وبعدين بقي ؟!

عماد : يلا بينا علشان نلحق السباق .

الرجل العجوز : أنا حاسس أني دايخ .. حيغمي علي .. وفعلاً سقط العجوز علي الأرض وقد فقد وعيه ..

وسيم : مش معقول حنسيب الراجل كده .

عماد : طيب وحنعمل أية .

وسيم : شوف في الكراسة معاك يا ألبير عنوان أقرب مستشفي .

ألبير : أحنا ناقصين تأخير يا وسيم .

وسيم : حرام عليكم .. مش معقول حنسيب الراجل واقع علي الأرض مغمي عليه كده .. حنوصله المستشفي ونكمل السباق .

عماد : لو كان ينفع نكمل لوحدنا كنا سيبناك معاه يا وسيم .. بس المشكلة أننا فريق واحد ولازم نوصل كلنا خط النهاية مع بعض .

قرأ ألبير عنوان أخر مستشفي مروا بها , ثم ترك الأصدقاء دراجاتهم وتعاونوا علي رفع الرجل واحمرت الوجوه وأمتلأت الأجساد من العرق وبذل الأصدقاء مجهوداً كبيراً . وفجأة !!
[ البقية في 3 ]

[dr_poula]

الجزء الثالث


علشان ألاقي حتة أنام فيها بالليل ...

عماد : أحنا مضطرين نسيبك دلوقتي علشان مستعجلين .

بيشوي : أحنا فعلاً ضيعنا وقت كبير قوي ... مع السلامة .

أسرع الأصدقاء لركوب دراجاتهم وبدأوا في التحرك

الرجل العجوز : أرجوكم متسوبنيش كده لوحدي في البرد الشديد دة والكشك متكسر ... حنام أزاي في الشارع .

وسيم : وبعدين يا جماعة .. أية رأيكم ..

عماد : يلا يا وسيم أحنا أتأخرنا جداً .... يادوب نلحق المركز الأخير .

وسيم : مادام كده كده أتأخرنا تعالوا نساعد الراجل الغلبان ده ....

ألبير : أكيد كل الفرق الباقية سبقتنا بمسافة كبيرة .

بيشوي : طيب وحنعمل أية بس ... ده الكشك أتحرق وأتبهدل خالص .... الموضوع أكبر من إمكانياتنا .

عماد : مادام قررنا نساعده نجيب شوية خشب ومسامير ونصلح السقف والجدران
وسيم : ممكن نشتري مشمع نغطي بيه السقف مع الخشب علشان يمنع المطر جمع الأصدقاء كل ما معهم من نقود وذهبوا لشراء الخشب والمشمع وسرعان ما كانوا يعملون بهمة ونشاط وحماس في إصلاح الكشك الخشبي .

ألبير : لو كان فيه وقت كنا جبنا بيوة ودهناه .

الرجل العجوز : لا ... كده تمام ألف شكر .... ألف شكر .

وبعد أن أنتهي الأصدقاء من تصليح الكشك , أتجوا إلي دراجاتهم ونظروا لبعض بأسي واضح فقد ضاع السباق . وركبوا دراجاتهم وقادوها بهدوء , فلم يكن هناك أمل حتي في المركز الأخير . ولكنهم كانوا يشعرون بسعادة ورضي داخل قلوبهم لأنهم قدموا محبة كبيرة للرجل العجوز الفقير .

فالذي يُعطي ويبذل من أجل الفقراء يفرح الروح القدس داخله فيملأه بثماره الحلوة

" محبة فرح سلام طول أناة لطف صلاح إيمان وداعه تعفف " ( غل 23,22:5 )

[ البقية فى4]

[dr_poula]

الجزء الرابع


حوش الكنيسة ممتلئ بالدراجات التي سبقتهم , وكما توقعوا كانوا أخر مجموعة تصل للكنيسة . وبعد قليل جاء قائد الكشافة وأعلن عن بداية حفل الختام وتوزيع الجوائز , وإتجه كل الأولاد للقاعة ...

بدأ القائد بصلاة الغروب من الأجبية ثم صلي مع الأولاد ترتيلة " ما أحلي أن نجتمع معاً"

وهم وقوف , ثم صلاة أرتجالية " نشكرك يا رب علي محبتك ورعايتك لينا ... نشكرك أنك رتبت لينا محبة للغرباء وحتي الأعداء .. عوض يا رب كل اللي تعب في هذا اليوم . آمين "

وصلي الجميع " أبانا الذي .... " وبعد الصلاة فوجئ الجميع بصعود امرأة عجوز فقيرة بثياب مهلهلة علي المسرح , ثم رجل أعمي يتحسس طريقة بعصا , ثم رجل يمشي بعكازين ويرفع إحدي قدميه علي الأرض ... تعجب الأولاد مما يحدث ولكن ظهرت بعض " الهمسات " .

أحد الأولاد : مش دي الست العجوزة اللي قابلتنا في الطريق وطلبت مساعدتنا وإحنا رفضنا .

ولد أخر : والراجل الأعمي دة قابلنا وإحنا جايين وسبناه وكملنا السباق .

ودخل أيضاً علي المسرح الرجل العجوز الذي تقابل مع الأصدقاء الأربعة وفتح الأعمي عينيه وترك الأعرج العكازين ومشي بطريقة طبيعية .

القائد : عاوزين نحيي فريق تمثيل كنيسة القديسين تحية كبيرة قوي ... صفق الأولاد بحماس شديد ...

القائد : الفائز النهاردة في السباق هم وسيم وألبير وبيشوي وعماد علشان ساعدوا الراجل اللي بيته أتحرق ... قدموا محبة حقيقية لراجل غريب . فقير من غير ما يستنوا مديح أو أجر .

نظر الأصدقاء الأربعة لبعضهم في صمت وقد تملكهم المفاجأة !!

القائد : تعالوا يلا
وطلب القائد من الخادم ( الرجل العجوز ) أن يقوم بتسليمهم الجوائز .

بدأالرجل العجوز يخلع " الجلابية "

بيشوي : لالا أستني لازم أتصور معاك ... دة أكبر مقلب أخذته في حياتي .

الرجل العجوز : بس أيه رأيك بأعرف أمثل .

بيشوي : بصراحة أيوا أحنا صدقنا فعلاً أنك عجوز ومصاب وفقير بيتك أتحرق .

القائد : الرب يسوع قال " تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم .لأني جعت فأطعمتموني . عطشت فسقيتموني . كنت غريباً فآويتموني . عرياناً فكسوتموني . مريضاً فزرتموني . محبوساً فآتيتم إلي . فيجيبه الأبرار حينئذ قائلين يا رب متي رأيناك جائعاً فأطعمناك . أو عطشاناً فسقيناك . ومتي رأيناك غريباً فآويناك . أو عرياناً فكسوناك . مريضاً أو محبوساً فأتينا إليك . فيجيب الملك ويقول لهم الحق أقول لكم بما أنكم فعلتموه بأحد أخوتي الأصاغر فبي فعلتم "
( مت 25 : 34-40 )
ماخوذة من مجلة صوت الراعى الاعداد ( يناير ، فبراير ،مارس ، ابريل ) يا رب تعجبكم وتفيدكم

[يحنا1975]

بالفعل شكرا" قصه جميله جدا" ربنا يبارك بعملك

[zaza2006]

شكرا ليك ربنا يعوض تعب محبتك

[sazii]

انا عارفة المجموعة دى الاصدقاء الاربعة بس شكرا لتعب محبتك