العودة للنفس – العودة إلى الله
صورة الشركة هي صورة الحق الذي لا وجود له في أي صورة من صور الانفصال ( عن الله وبالتالي عن الكنيسة ) ، لأن الانفصال هو أولى درجات السقوط ، والموت هو آخرها .
والحق هنا ليس فقط التسليم المطلق ومشاركة تامة في كل شيء ، بل هو أيضاً المحبة التي لا تُبقى ولا تحفظ شيئاً لنفسها حسب كلمات الرسول : " المحبة لا تطلب ما لنفسها " ( 1كو 13: 5 ) ، بل تعطي وتأخذ أيضاً في حركة حياة دائمة – كما سبق وذكرنا في رسائلنا عن الثالوث القدوس – لذلك أعود وأُكرر إن عودتنا إلى الله هي عودة شركة ، عودة كل الأعضاء الحية في جسد المسيح الواحد ، الكنيسة ، إلى الله ، لأننا عندما نفشل في ذلك ، نعود كأفراد ولا ننال قوة الشركة ، لاسيما قوة الشهادة لغير المؤمنين .
صلواتنا وأصوامنا وخدمات السرائر ( الأسرار ) وكل ما يتعلَّق بحياتنا من إيمان واعتراف بالإيمان ، هي كلها شركة ؛ لأنها صورة بشرية للصورة الإلهية الكاملة والحرة والصالحة ، أي صورة شركة أقانيم الثالوث القدوس .
وعندما نفشل في حياة الشركة فأن الفشل يضرب كل نواحي حياتنا بشكل ظاهر أو مستتر ، ويؤخر شهادتنا ويحدُّ من عمل روح الشركة أي الروح القدس . وهذا لا يُقلل من ، ولا يضع السالكين حسب الروح في أي خطر .
ولكن عندما تُحاط الكنيسة بالضعف ، فإن برَّ واحد ، يؤكد نعمة الله لذلك الشخص ، ولكنه يحكم على الباقين بالضعف لا بالموت .
هكذا يجب أن نقول بكل دقة إن انعدام مواهب الروح القدس ، ليس مسئولية الروح القدس ، ولا هو عن تأخُّر الروح القدس في العطاء ، بل هو تفتت الوحدة الروحية ، لأننا عندما لا نحيا معاً كجسد واحد ، فإن الأعضاء الحية تأخذ ما يحفظها في نعمة الله ، ولكن لا ينال الجسد كله مجد المسيح .
رسالة الأب صفرونيوس إلى تلميذه تادرس – المئوية الثانية في التوبة مترجم عن المخطوطة القبطية تحت عنوان
التوبة وعمل الروح القدس في القلب